محمود مرسي فنان رفض "جائزة الدولة التقديرية".. وعاش في محراب سميحة أيوب

تزوج الفنان محمود مرسي من سيدة المسرح العربي سميحة أيوب في عام 1962 بعد أن جمعهما فيلم "أنا الهارب"، وذلك بعد قصة حب كبيرة، وعلى الرغم من أنه انفصل عنها إلا أنه لم يتزوج بعدها.
وكانت الفنانة سميحة أيوب ، قالت في بعض الحوارات إنها التقت بالفنان محمود مرسي لأول مرة أثناء تدريسه في المعهد العالي للمسرح التقني، وكانت تعشق الاستماع لمحاضراته وتحب أدائه كممثل، وهو الآخر أعجب بتمثيلها، وتعلمت منه الكثير خلال مناقشات عديدة حول الفن والإبداع.
وكان من المعروف عن محمود مرسي أنه لا يفضل الزواج، ولكنه عندما التقى بسميحة أيوب وأحبها قرر الزواج منها، وعلى الرغم من الانفصال لم يتزوج مرة أخرى طوال حياته، وأثمرت هذه الزيجة عن ابنه الوحيد علاء.
رفض الفنان الراحل محمود مرسي، ترشيحه للفوز بجائزة الدولة التقديرية كممثل، لأنه يرى أن الممثل ليس مبدعا، وأن الأحق بالتقدير هما المخرج والمؤلف فلا قيمة لممثل بلا مخرج أو مؤلف جيدين، ولكنه حصل على الجائزة فيما بعد، لأن صفة الترشيح قد تغيرت وأصبحت، تقديرا لعطائه الفني طوال مشواره، وليس كممثل فقط.
قاطع محمود مرسي السينما بعد فوزه بجائزة أحسن ممثل سينمائي عن فيلميه الشهيرين "الليلة الأخيرة" أمام فاتن حمامة و "شيء من الخوف" أمام شادية، قائلا في أحد الحوارات عن سبب ذلك: "قاطعت السينما لأني لا أجد السيناريو الذي يرضيني والقصة التي تشبعني منذ آخر فيلم لي وهو "حد السيف" الذي لعبت فيه دور المدير العام العاجز عن تدبير النقود لتزويج ابنته ويهوى العزف على آلة القانون ويعمل لدى راقصة مشهورة وكانت الراقصة هي الفنانة نجوى فؤاد منتجة الفيلم".
تحمس الفنان محمود مرسي لأغنية "السح دح امبو" للمطرب الشعبي أحمد عدوية، قائلا عنها "إنها أفضل من معظم أغاني هذه الأيام وأحمد عدوية فنان شعبي حقيقي تخرج من الحارة المصرية وأنا أرى أنه يجب أن يكون للحارة أغانيها وللغرز والمقاهي والمواخير والطوائف المختلفة أغانيها أيضا".
عمل محمود مرسي في إذاعة لندن العربية في الخمسينات لكنه أنهى ارتباطه بها عام 1956 احتجاجا على العدوان الثلاثي على مصر.
وكانت بدايته كمخرج في التليفزيون المصري عام 1960 حيث أخرج عدة سهرات تليفزيونية مثل "القطة" عن قصة لإحسان عبد القدوس، كما عمل في العام نفسه أستاذا في المعهد العالي للفنون المسرحية ثم جمع بين تدريس التمثيل والإخراج السينمائي في المعهد العالي للسينما عام 1968.
ولد الفنان محمود مرسى لأسرة راقية في مدينة الإسكندرية ولد في 7 يونيو عام 1923، والتحق بالقسم الداخلي للمدرسة الإيطالية بالإسكندرية، وأثناء دراسته الثانوية بدأ شغفه بالفن يظهر عليه وتعلق كثيرا بالإخراج، لكنه التحق بعد الثانوية بكلية الآداب قسم الفلسفة، بل عمل بعد تخرجه مدرسا، لكنه قرر الاستقالة بعد ازدياد شغفه بالفن، ليسافر إلى فرنسا بهدف دراسة الإخراج، وهناك استغرقت دراسته 5 سنوات حتى انتهت أمواله ليضطر إلى السفر للندن، وعمل هناك في الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إلا أنه قرر تركها إبان العدوان الثلاثي على مصر ليعود إلى القاهرة ليعمل بالبرنامج الثاني بالإذاعة المصرية، ومنها تشعبت شبكة علاقاته ليقدم نفسه كمخرج موهوب في التليفزيون المصري، ومن ثم يبدأ مشواره الفني بأول أفلامه "الهارب" مع المخرج الراحل نيازي مصطفى.
رحل محمود مرسى في 24 أبريل عام 2004 إثر أزمة قلبية حادة عن عمرٍ يناهز 81 عاما أثناء تصوير مسلسل "وهج الصيف".