ضآلة حجمه لا توحي بما يملكه من قوة تدميرية هائلة، ويمكن ببساطة منحه لقب "عدو الشعاب المرجانية رقم "١"، ففي الفترة بين عامي ١٩٩٨ و٢٠٠٠ قام نجم البحر الشوكى بهجمة شرسة على شعاب البحر الأحمر، ودمر مساحات شاسعة منها. وهذا ما يؤكده مدرب الغوص محمود عبد أللاه، ويضيف أنه تم وقتها تنظيم حملات لمواجهة هذا الكائن الذي تسبب في دمار بيئي كبير، والمشكلة انه يتكاثر بشكل مذهل، ويتنقل في أسراب تضم أعدادا هائلة تلتهم الشعاب وتتركها هياكل ميتة، وقد اقترب موعد وضع بيضها الذي يحل في شهر مايو. ويوضح د. محمد إسماعيل المدرس بكلية العلوم جامعة قناة السويس قسم علوم البحار أن نجم البحر الشوكى ينتمي إلى الشوكيات ويحتوى على جهاز عصبي قوى ويتغذى بشراهة على الشعاب المرجانية، ولا يتركها إلا وهى أحجار ميتة ويضيف أنه يتحرك لمسافات قد تصل إلى 20 مترا في الساعة، وله 21 ذراعا وسطح جسمه العلوي مغطى بالأشواك ذات الأطراف المدببة السامة. وكشف د. محمود حنفي أستاذ علوم البحار بجامعة قناة السويس أن أنثى نجم البحر الشوكى تصبح قادرة على وضع البيض من عمر 2 إلى 3 سنوات وقد يصل إنتاجها الى6 ملايين بيضة. وانقسم العلماء في تفسير تصرفات هذا الكائن البحري الغريب والتهامه للشعاب المرجانية، فهناك من رأى إنها ظاهرة طبيعية تحدث على فترات زمنية ولها فائدة لأنها تقضى على جميع المستعمرات المرجانية الكبيرة وتؤدى إلى تحسين الصفات الوراثية في المستعمرات الجديدة، بينما أكد فريق آخر أنها ناتجة عن الأضرار البيئية التي سببها البشر وأدت لاختلال التوازن البيئي. على الجانب الأخر يؤكد حسن الطيب رئيس جمعية الإنقاذ البحري وحماية البيئة أن هناك أبحاثا علمية تؤكد أن الشعاب المرجانية تكون في أمان إذا لم يتجاوز عدد هذه الحيوانات 20 أو 30 نجما بكل 1000 متر مربع. ويطالب سيد مرزوقى «مرشد غوص» وزارة البيئة بتنفيذ برنامج لرصد هذه الكائنات وتقدير أعدادها حتى يمكن التنبؤ بقرب حدوث أي هجوم.