5.2 مليون لاجئ فلسطيني عصت عليهم بلادهم ولم تحملهم فهجروها لبلاد أخرى لم تكن هي الأخرى مرحبة بهم ليعانوا من مري الابتعاد عن الوطن والعيش بلا كرامة في أوطان حتى وان استقبلتهم فبقوا ضيوفا بها. لخدمة 5.2 مليون لاجئ فلسطيني أنشئت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين ال«اونروا»، لتعمل على مدار السنوات الماضية على التحسين من ظروفهم المعيشية سواء داخل وطنهم المحتل أو داخل الأوطان المستضيفة، إلا أن عدم وجود مصدر تمويل ثابت للمنظمة دفعت رئيسها بيير كرينبول، إلى القيام بعدد من الزيارات لعدد من الدول المتبرعة من أجل توفير جزء من التمويل. والتقت «بوابة أخبار اليوم» بكرينبول خلال زيارته الأخيرة للقاهرة والذي تحدث عن معاناة اللاجئين الفلسطيني لمواجهة تحديات الحياة في البلاد المضيفة للاجئين. بداية ما هي أسباب زيارتكم للقاهرة؟ زيارتي للقاهرة هي جزء من الزيارات العادية التي أقوم بها إلى مصر، لأن مصر تعتبر من الدول المؤثرة في المنطقة ولديها تاريخ كبير من مساعدة منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا ". خلال زيارتك للقاهرة التقيت بوزير الخارجية المصري سامح شكري.. فما هي الموضوعات التي ناقشتها معه؟ ناقشت مع الوزير سامح شكري قضية اللاجئين وتحدثنا حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في غزة، والضفة الغربيةوسوريا، وطالبت الوزير شكري بأن يقدم لنا الدعم خلال حديثنا مع المتبرعين الكبار، والمساعدة جلب مزيد من التبرعات والدخل الخاص بالمنظمة وهذا هو كان السبب الرئيسي للقائي مع وزير الخارجية المصري. وماذا عن لقائك بأمين عام جامعة الدول العربية د. نبيل العربي؟ التقيت مع د. نبيل العربي عدة مرات، ومن ثم كان لي لقائه جمعني معه ومع ممثلي عدد من الدول العربية بالجامعة كالأردنولبنان وفلسطين ومصر، وكانت تلك اللقائات تهدف إلى إيجاد آلية جديدة من أجل دعم قضية اللاجئين الفلسطينيين، وإيجاد مصادر الدعم للمنظمة. واعتقد أن لقائي بنبيل العربي كان مفيدا جدا، والأمين العام دائما ما يقدم الدعم إلى منظمة الأونروا سابقا فبالتالي كان من الجيد أن أراه مرة أخرى وهل كانت ناقشت آخر مستجدات القضية الفلسطينية معه؟ بالطبع ناقشنا القضية الفلسطينية، وكان الأمين العام واضح جدا في ضرورة إيجاد حل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لأنه يعلم مثل الجميع بأن عدم الوصول إلى هذا الحل السياسي، فإن اللاجئين سيكون متواجدين خلال السنوات المقبلة، وهم متواجدين منذ 65 سنة. ماذا عن أعداد اللاجئين حول العالم، وأعداد اللاجئين الفلسطينيين بشكل خاص؟ يوجد 19 مليون لاجئ حول العالم، وأعداد اللاجئين الفلسطينيين تمثل 25% منهم، ويوجد قرابة 5 ملايين لاجئ سوري، وأغلب اللاجئين يوجدون في الشرق الأوسط. أعداد اللاجئين الفلسطينيين على وجه التحديد 5.2 مليون، يوجد 1.2 مليون منهم في غزة ، و700 ألف يتواجدون في الضفة الغربية، و2 مليون لاجئ في الأردن في الأردن ونصف مليون يتواجدون في سوريا في سوريا، و300 ألف لاجئ في لبنان. وماذا عن الوصول لحل سياسي لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي؟ من الصعب أن نقول ما هو الحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي،وال"الأونروا" ليس لديها أي دور سياسي، ولكني أعتقد أن الجميع يعرفون ما هي القضية الأساسية، وهم يتحدثون عن حل الدولتين، ولكن الجميع وخاصة الدول الكبرى لا يتشاركون الإرادة لحل القضية الفلسطينية واعتقد ان هذا هو العامل الأساسي. ونحن كمنظمة ال" الأونروا" نقول أن كل عام يمر دون الوصول إلى حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يدفع فيه البشر الثمن، وعلى العالم أن يتحرك الآن فلو انتظرنا 5 أو 10 سنوات أخرى فمشكلة اللاجئين سوف تزداد، ففي غزة الأوضاع المعيشية صعبة، والبطالة وقلة حرية الحركة تزداد، بالإضافة إلى قلة الفرص الخاصة بالشباب، وفي الضفة الغربية تنتشر المستوطنات بالإضافة إلى سنوات من الاحتلال، وفي سوريا نرى أن الصراع في سوريا أضر بالعديد من السوريين إلا أنها أضرت أيضًا بالعديد من اللاجئين الفلسطينيين أيضا. ولماذا لا تزال منظمة ال"الأونروا" لا تمتلك مصادر دخل ثابته؟ بالفعل ليس لدينا مصادر دخل ثابتة، ولكننا نقدم مجموعة من الخدمات الحكومية كالتعليم والصحة، ولكننا لا نستطيع أن نفرض على الناس ضرائب، فبالتالي ليس لدينا أموال خاصة بالمنظمة، ولكننا نتلقى المال بشكل تطوعي من جانب الحكومات، والتبرعات الخاصة من الأشخاص. ولكن لماذا لا نمتلك دخلا ثابتا، أولا نحن بحاجة إلى كمية كبيرة من المال، ففي العام الماضي أنفقنا 1.3 مليار دولار، وهذا رقم كبير، ولكنه ليس كافي لأن مجتمع اللاجئين ينمو والأرقام تزداد، والتي يغزيها الصراع في غزةوسوريا وغيرها من الأماكن لذلك فالضغط كبير، وأنا لا أشكوا من أن المتبرعين لا يقدمون المال اللازم، ولكن الحاجة تزداد بشكل كبير وهذا هو التحدي الذي نواجهه. ونحن في ال" الأونروا" نحاول أن نجد شركاء جدد في دول جديدة، وكذلك نبحث في دول الخليج العربي لنتلقى دعما ماليا، وهذا أيضا ما ناقشته مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، والذي من الممكن أن ياسعدنا في إجراء بعض من تلك الاتصالات. ولكن بدون دخل ثابت فلا يوجد ضمان على استمرار عمل المنظمة؟ بالفعل، ولكن إذا فكرنا في الأمر، ففي بداية الأمر لم يكن أحد أن تكون منظمة ال" الأونروا" مستقرة، لأن لا أحد أن يتواجد اللاجئين إلى الأبد، فالجميع كان يرى أن المنظمة يجب أن تكون تجربة قصيرة المدى، فلو كانت تجربة ممتدة لسنوات فهذا يعني أنه لا يوجد حل لمشكلة اللاجئين فمن الجيد الوصول إلى حل سياسي بدلا من تواجد المنظمة للأبد. ولكن يجب أن يكون هناك استقرار في مصادر الدخل، ولكن الجميع يرى أنه من الأفضل الوصول إلى حل سياسي لمشكلة اللاجئين بدلا من استمرار عمل المنظمة، إلا أننا نقاتل بشدة من أجل توفير مصادر الدعم، بالإضافة إلى أننا لدينا عجز في الميزانية يقدر ب80 مليون دولار، ونحن نعمل الآن مع عدد من الدول من أجل أن تعمل معنا، بالإضافة إلى الدول التي تعمل على دعم القضية الفلسطينية إلا أنها لا تقدم المال اللازم كالصين وروسيا وكوريا الجنوبية بالإضافة إلى دول الخليج. وهل تضع إسرائيل ضغوطا على المنظمة من أجل إيقاف الدعم الموجه للاجئين الفلسطينيين؟ اعتقد أن إسرائيل تفضل أن يعامل اللاجئون الفلسطينيون كأي لاجئين حول العالم، بالإضافة إلى أنهم يفضلون العالم بدون منظمة الأونروا وأعمالها التي تقدمها للفلسطينيين، فنحن لدينا خلافات معهم في عدد من المواقف، ونحن نتحدث عن عواقب الاحتلال، ولكن في العموم فجميع قنوات الحوار لدينا مفتوحة مع الجميع. ولكن هل ستتخذ المنظمة أي خطوات لإيقاف الاعتداءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين؟ نحن نحاول التأكد من عدم تكرار الانتهاكات بحق الفلسطينيين، مثلما حدث في الحرب على غزة في 2014، فمدارسنا تم ضربها خلال المعارك وقد قولنا في العلن أن إسرائيل عليها أن تتوقف عن بناء المستوطنات، ولكننا سنرى ما سيحمله المستقبل، مع العلم أننا لا نمتلك أي دور سياسي، فنحن نعمل على الجانب الإنساني وعن كيفية تعامل إسرائيل خلال الحرب، ولكن حل المشكلة في يد الدول العالمية وفي يد سكرتير عام الأممالمتحدة فهم يملكون ما لا تملكه ال" أونروا". وهل تعتقد أن الوصول لحل نهائي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني اقترب أم أنه لا يزال بعيدا؟ اشعر انه في الوقت الحالي، حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يزال بعيدا، ولكنني لا أحب أن يقول الناس أنه لا يوجد أمل، فلو اعتقدنا ذلك فالأوضاع ستصبح أسوأ في غزة، وفي الضفة الغربية، واعتقد أنه من الضروري أن تبدأ عمليه سياسية مرة أخرى فكل يوم نتأخر فيه في الوصول إلى الحل نرى ما يحدث، فيجب علينا أن لا نستسلم وأن نواصل الضغوط من أجل الوصول إلى حل للأزمة. على الرغم من الدعم الكبير الذي تقدموه للاجئين الفلسطينيين إلا أنهم لازالوا يواجهون مشكلات في عدد من البلاد التي تستضيفهم؟ اعتقد أن المشكلة الأساسية الآن التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين في سوريا هي الصراع، البعض يرى أننا يجب أن نقوم ببذل المزيد من الجهد، ولكنني أقول إن هذه المطالبات ما كنت ستصدر حال عدم قيام الحرب هناك، فاللاجئين منذ النكبة يعانون، فالصراع في غزة، والفقر الشديد في لبنان، والدول عليهم أن يحسنوا من أوضاع للاجئين بالإضافة إلى أننا كمنظمة يجب علينا بذل مزيد من الجهد لتحسين خدمات التعليم والصحة، ولكن المشكلة الأساسية للاجئين الفلسطينيين هي قلة الحلول وقلة الاحترام. ولكن لماذا توقفت الاجتماعات التي تقوم بها المنظمة مع الدول المستضيفة؟ اعتقد انه في إطار عملنا بقضية اللاجئين، فإن بعض الدول تعتقد بضرورة وجود مزيد من المباحثات، وهذا ما أقوم به في كل زيارة إلى تلك الدول حيث التقى بالمسئولين بالإضافة إلى ممثلي اللاجئين الفلسطينيين، وكذلك مديري المنظمة في الأردنولبنانوغزة، ولكن حينما نتخذ إجراء لا توافق عليه تلك الدول فإنها تشعر بضرورة أن يسبقه مزيد من المباحثات وهذا أمر طبيعي، وأنا اهتم كثيرا بأن توجد مثل تلك المباحثات مع الدول المستضيفة.