قال رئيس جمعية تجار الأسماك على الجنيدى، السبت 18 أغسطس إن الصيادين تمكنوا من صيد سمك قرش من فصيلة (القرش النمر). ويطلق الصيادين على القرش النمر اسم سمك (الزيفا) لأنها تأكل كل ما تجده في طريقها من طعام. وأشار الجنيدي إلى أن القرش الذي تم اصطياد بلغ وزنه 3 أطنان بطول تجاوز 7 أمتار من منطقة غاطس ميناء السويس داخل خليج السويس، لافتا إلى أن الصيادين كانوا على متن فلوكة صيد وشعروا بقوه جذب ضخمة تسحب شباك الكركبة التي يصطادون بها وظلوا قرابة ساعتين في شد وجذب لإنهاك قوتها ولم يتمكنوا من وضعها على متن الفلوكة لكبر حجمها وثقل وزنها، فقاموا بسحبها بالمياه حتى وصلوا إلى نقطة سروح الفلايك المجاورة لقرية الحجاج. وأوضح أنه من النادر أن تصل هذه النوعية من القروش لمنطقة الغاطس أو قرب خليج السويس لأن مياه الخليج دافئة وغير عميقة للدرجة التي تناسب بيئة الحياة للقروش ولم يحدث أن اصطاد أحدا قرشا بهذا الحجم من تلك المنطقة. وأضاف أنه منذ قرابة 60 عام شهدت نفس المنطقة أحد القروش الضخمة التى صدمتها ( بابور ) ناقلة مواد بترولية فجرحتها وعثر عليها ميتة. وقال من المحتمل أن تكون تلك السمكة فقدت طريقها خلال رحلة الهجرة التي تتزامن مع شهر أغسطس الحالي حيث تنتقل القروش من مكان لأخر عقب موسم التبويض لتضع قروشها الصغيرة.
ومن جانبه أفاد بكرى أبو الحسن شيخ الصيادين أن منطقة خليج السويس ليست بيئة للقروش .. وولفت إلى ظاهرة شاهدها منذ 3 سنوات حيث انتحرت إحدى إناث الحيتان على شاطئ الخليج بمنطقة رأس وهذه ظاهرة طبيعية لاحظها العلماء عندما تكون الحيتان طاعنة في السن.
ولفت إلى أن تلك الظواهر تدق ناقوس الخطر بوصول مثل هذه القروش إلى خليج السويس ذو المياه الضحلة نسبيا بأعماق لا تتجاوز 80 متر وسط مياه دافئة لا تهواها القروش وغير ملائمة لبيئتها. وأوضح أن القروش تبدأ في الظهور للصيادين بداية من منطقة الطور بجنوب سيناء .. لافتا إلى أن تغير المواسم والتغيرات المناخية تغير بدورها الظواهر البحرية المعروفة. وأشار إلى أن هذه الأنواع من القروش صعبة الصيد ولا يمكن السيطرة عليها بشباك الكركبة الضعيفة التي تستخدمها الفلايك وأكد انه حتى اللنشات لا تستطيع صيدها وإنما يستلزم مراكب صيد كبيرة وتعتمد على شباك وعزل قوى والسنار الكبير بعيدا عن حرفة الجر .. وبناء على ذلك فأن هذا القرش إما انه كان يحتضر فلم يستطيع مقاومة سحب الشباك التي قيدته أو انه اصطدم بإحدى السفن المارة بالمناطق العميقة بالبحر الأحمر ونتيجة لذلك خارت قواه فانصاع للأمواج والتيارات الهوائية بالمياه والتي تأخذ اتجاه شرقية- غربية فتقاذفته الأمواج في ظل انصياعه لها من الساحل الشرقي أو من خارج الخليج إلى الساحل الغربي حيث وجده الصيادون. وأكد على أن القروش تحتوى على نسبة عالية جدا من الفسفور خاصة الصغير منها لذلك تباع بأسعار مرتفعة وتطلب بشكل خاص بالقرى السياحية التي يتمتع نزلائها بالرفاهية ويطلق على لحومها ( فياجرا العصر). ومن جانبه قال د. عادل عامر أستاذ مساعد البيئة البحرية بمعهد علوم البحار أن تلك الظاهرة نادرة لأن القروش تعيش دوما بالأماكن العميقة مثل خليج العقبة الذي تتجاوز في الأعماق 300 متر أما خليج السويس فلا تتجاوز 100 متر وهى مياه هادئة لا تهواها القروش .