" إن مشروع القناطر الخيرية كان يعد في ذلك العهد أنه أكبر أعمال الري في العالم قاطبة، لأن فن بناء القناطر على الانهار لم يكن بلغ من التقدم ما بلغه اليوم، فأقامة القناطر الخيرية بوضعها وضخامتها كان يعد اقداما يداخله شي من المجازفة ".. هكذا قال المسيو شيلو ، الذي وضع تصميم القناطر ل " محمد علي باشا " سنة 1834 . حجر الأساس.. وفي التاسع من إبريل عام ١٨٤٧ وضع محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة حجر أساس القناطر الخيرية بعد ٤٣ عامًا من حكمه مصر،واختار له " القناطر المجيدية " كاسماً لها . وبدأ المشروع بقنطرتين كبيرتين على فرعى النيل، يصل بينهما رصيف كبير، وثلاث ترع كبرى تتفرع عن النيل فيما وراء القناطر، لتغذية الدلتا، وهى الرياحات الثلاثة " المنوفى والبحيرى والتوفيقى " ، ، ثم تراخي العمل في تنفيذ المشروع في أواخر عهد محمد علي ، وتوقف بعد وفاته . وفي ولاية عباس الأولى بحجة أن حالة الخزانة لا تسمح ببذل النفقات الطائلة التي يتكلفها تنفيذ المشروع والذي تجاوزت نفقاته الإجمالية المليون جنيه، وتم بناء القناطر وإنشاء الرياح المنوفي في عهد سعيد باشا. بوابات القناطر بدمياط ورشيد تضم بوابات قناطر النيل فرع دمياط 71 فتحة من بينها 20 فتحة مغلقة و49 فتحة لسريان المياه عرض كل منها خمسة أمتار وعدد فتحتين عرض كل منهما 5.5 متر ويوجد بها هويس واحد رئيسي بأبعاد 12 8.65 متر، أما عرض الطريق فوق القناطر فيبلغ 8.65 متر ويستخدمه المارة والزائرون والسيارات العابرة. أما قناطر فرع رشيد فتتكون من 61 فتحة منها 59 فتحة عرض كل منها خمسة أمتار وفتحتين عرض كل منهما 5.5 متر كما يوجد بها عدد 2 هويس، بأبعاد 12 X 8.65 متر، أما العرض الكلي للطريق فوق القناطر فيصل الى 8.65 متر ويستخدمه المارة وكذلك السيارات المارة أيضا. ولقد عهد محمد علي بدراسة هذا المشروع الى مجموعة من كبار المهندسين، منهم المسيو لينان دي بلفون "لينان باشا" كبير مهندسيه، فوضع له تصميما وشرع في العمل وفقا لهذا التصميم سنة 1834، ثم ترك لوقت آخر، وعندما اعتزم محمد علي استئناف العمل استرشد بمهندس فرنسي آخر وهو "المسيو موجيل بك" الذي اعجبته منه مقدرته الهندسية في إنشاء حوض السفن بميناء الأسكندرية ، فعهد إليه وضع تصميم إقامة القناطر الخيرية، فقدم مشروعا يختلف عن تصميم المسيو لينان. موقعها .. تقع القناطر الخيرية على بعد 22 كم من القاهرة، وهي أهم متنزهات مصر السياحية ، ولها شهرة خاصة عند السائحين للاستمتاع بمناظرها الخلابة، وتعد حجر الأساسى فى نظام الري الحديث بمصر، يبلغ طولها حوالى 8400 ميل ، وتبلغ مساحتها المائية 100.000 ميل مربع ،وقد استغرق بناؤها قرابة ال 20 عاماً . وترك محمد علي باشا مئات الأفدنة حول القناطر لأجل التوسعات المستقبلية ، كما خصص ٥٠٠ فدان جميعها تطل علي نهر النيل للحدائق المقامة علي نمط المنتزهات والحدائق الأوروبية، وهي مزودة بالأشجار النادرة التي جلبها من مختلف أنحاء العالم،وأطلق عليها عند افتتاحها أعظم حدائق الشرق . استراحة الرؤساء طبيعة منطقة القناطر الخيرية جعلتها قبلة لغالبية حكام مصر، حيث ضمّت قصر الخديو الذى بناه محمد على باشا، والذى اتّخذه الملك فاروق ملك مصر السابق استراحة له، وأنشأ الزعيم جمال عبد الناصر استراحته الخاصة بنفس المنطقة، حيث الاجتماعات الحُرّة الطليقة، وهى لقاءات مفتوحة كان يدعو إليها عددًا من زملائه وأصدقائه. أما الرئيس الراحل محمد أنور السادات فكان يقيم فيها أكثر وقته، واستقبل فيها معظم ضيوفه من رؤساء دول العالم والملوك والأمراء، وكثير من القرارات المهمة والاجتماعات السرية تمت بها فى عهده. ومهما كان الأمر تبقى القناطر شاهدة على عظمة محمد على فى عالم الرى ومنظومته وتقديره لكل ذرة مياه منحها لنا النيل.