عيد الصحافة .. والرئيس

هايد بارك

احتفال مصر والصحفيين بالعيد الماسي للنقابة ليس حدثا عاديا.. نحن لانحتفل بمرور 75 عاما علي انشاء النقابة الاعرق في افريقيا والوطن العربي.. لكننا نحتفل بتاريخ طويل من النضال والدفاع عن الحرية وعن حق الشعب في المعرفة.. نحتفل بالحقيقة والوعي.. نحتفل بمواجهة الزيف والاكاذيب.. في وقت يحتاج فيه الوطن لوقفة حرة شجاعة في مواجهة التحديات والفوضي.
في اليوبيل الماسي نتذكر شيوخ وكبار المهنة الذين وقفوا في وجه السلطة دفاعا عن الشعب.. سطروا بنضالهم صفحات بيضاء في تاريخ المهنة والوطن.. ومنهم من رحل ومنهم من لايزال يضيء لنا الطريق.
نتذكر وقفة النقابة في وجه عبدالناصر دفاعا عن المهنة والحرية.. حتي وقع الزعيم الراحل علي قانون النقابة قبل وفاته بشهور وكما أعدته الجماعة الصحفية دون أن يسمح لأحد بالتلاعب فيه.. نتذكر دفاع النقابة عن المهنة والوطن عندما أراد الرئيس الراحل السادات أن يحول النقابة الي ناد ليستريح من وجع الدماغ.. ونتذكر معركة النقابة ضد ظلم نظام مبارك ووقفة الصحفيين في أزمة القانون 93 لسنة 95 حتي انتصرت الحرية في وجه الظلم.. نتذكر نقابة كانت في طليعة صفوف الشعب في ثورتي 25 يناير و30 يونيو دفاعا عن حق الشعب في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية.
هذه هي نقابة الصحفيين لمن يريد أن يعرف.. ترحل اسماء وتتغير مجالس ويبقي الكيان والمعني قويا.. لا تدخل معركة الا وتخرج أقوي ومنتصرة.. لاتحاك ضدها المؤامرات الا وخرجت صلبة وذهب المتآمرون الي مزبلة التاريخ.. النقابة لم تدافع عن قضية فئوية ولم تتمسك بحرية المهنة الا لأنها قلب حريات الوطن والشعب..
يأتي احتفالنا بالعيد الماسي وسط اجواء تصر فيها الحكومة علي عدم خروج القانون الموحد للصحافة والاعلام الي النور.. قانون توافقت عليه الجماعة الصحفية والاعلامية مع الحكومة قبل سبعة اشهر لكنه مازال حبيس الادراج.. وبدلا من أن تسارع الحكومة بإصدار قانون يضمن الحرية والمهنية والمسئولية الوطنية والمحاسبة الذاتية والامن القومي.. اذا بأصواتها نشاز تريد سحبنا لمعركة البيضة ولا الفرخة.. وتشكيل المجلس الأعلي قبل صدور القانون.. معارك طواحين الهواء التي تضر بالوطن وتسيء اليه وتسمح باستمرار الفوضي.. وعلي العموم التاريخ خير معلم لمن لايريد أن يتعلم.
محكمة :
الدستور ينص علي ان رئيس الجمهورية له صفتان الأولي أنه رئيس الدولة ورمزها.. والثانية انه رئيس السلطة التنفيذية.. ولأن الرئيس السيسي هو رئيس الدولة ولأن نقابة الصحفيين جزء عزيز وغال من الدولة كان قرار الرئيس بأن يكون احتفال اليوبيل الماسي تحت رعايته تقديرا لمهنة سامية ونقابة شامخة.. هذا هو الرئيس.. وهذه هي النقابة.