من ضابط في الكلية الحربية ثم مقدم في المخابرات الحربية ولواء في المخابرات العامة، مرورا بعمله في سلاح الحرس الجمهوري للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ومشاركته في حروب 1967 والاستنزاف و1973، قضى سامح سيف اليزل عمره بعيدًا عن الأضواء والكاميرات.. إلا أن ثورة 25 يناير فتحت الأبواب له لأن يظهر أكثر من مرة تحت عنوان خبير أمني يحلل الأوضاع، ويحذر من صعود الإخوان، ويهاجم ممارساتهم وينحاز للجيش ودوره في حماية الثورة والدولة، وصولا لقيادته تحالف "في دعم مصر" الذي اكتسح الانتخابات البرلمانية، لدرجة وصفه بالنائب العسكري خاصة مع تحدثه ودفاعه عن الرئيس السيسي خلال الفترة الأخيرة قبل تدهور حالته الصحية. ورث اليزل العمل العسكري عن والده الذي عمل ضابطًا بالقوات المسلحة ثم سفيرًا لدى دولة السودان، واتسم بالهدوء والدبلوماسية في ردوده وطريقته المقنعة خلال ظهوره في اللقاءات الإعلامية، وتقلد العديد من المناصب كان منها عمله في السفارة المصرية لدى كوريا الشمالية، ورئاسة مركز الجمهورية للدراسات الأمنية. وخلفاً للدكتور كمال الجنزورى رئيس مجلس الوزراء الأسبق، تولى اليزل مسؤولية قائمة انتخابية اختار لها اسم "في حب مصر"، لاختيار مرشحي مجلس النواب في معركة انتخابية اتسمت بالشراسة، وخوض المعارك السياسية العنيفة وخسارة قوى سياسية وتبادل الاتهامات، وكان أبرزها خلافات حادة شهدها مع المستشارة تهاني الجبالي مؤسسة التحالف الجمهوري وصلت للفضائيات والصحف، بعدما اتهمته بالتحالف مع الإخوان المسلمين، واتهمها بدوره بضم قيادة شيعية في تحالفها. اعتاد اليزل ومنذ ثورة 25 يناير أن يكون ضيفاً شبه دائم على أغلب الفضائيات لتقديم تحليلاته السياسية وخاصة المتعلقة بالأمور الأمنية في سيناء والتحذير من ممارسات الإخوان المسلمين وتعاونهم مع جماعة حماس الفلسطينية، وكشف الأذرع المخابراتية للدول الأخرى التي دائماً ما تسعى للعبث بأمن الوطن. إلا أن ثورة 30 يونيو كان لها أثر بالغ في صعود وشعبية اليزل خاصة على مستوى المواطنين المؤيدين للجيش وثورة 30 يونيو، وعزز من ذلك فوز قائمة «في حب مصر» في انتخابات مجلس النواب، وحصد جميع مقاعد القوائم في قطاعات الجمهورية الأربعة ، رغم اعترافه بوجود مرشحين من الحزب الوطني المنحل على قوائمه الانتخابية. وقبل ذلك الفوز الكاسح، صرح اليزل في لقاء تليفزيوني مع الإعلامي عمرو أديب تصريح استفز خصومه وهو "مصر كلها بتكلمني عشان تتعين في البرلمان" لما رآه البعض يحمل نوعا من التعالي واستعراض القوة وعلاقاته برموز الدولة. ارتبط اسم اللواء سامح سيف اليزل بمسلسل "رأفت الهجان"، بعد أن صرّح في عدد من اللقاءات التليفزيونية بأنه صاحب الشخصية الحقيقية التي جسّدها الفنان محمد وفيق، وحملت اسم "الضابط عزيز"، وهو ما لاقى سخطاً من قبَل البعض، من بينهم مسئولون في جهاز المخابرات العامة، حيث نفى اللواء سعد الدين الحلبي، أحد قيادات المخابرات السابقة، ما زعمه سيف اليزل، كما أكد الفنان نبيل الحلفاوى، أن شخصية الضابط عزيز هي تجسيد لضابط المخابرات عبدالعزيز الطودى، وأن سيف اليزل كان في الثانية عشرة من عمره خلال تلك الفترة. ورغم ما كان يبدو عليه اليزل من ثقة فيما يدلي به في تصريحاته للقنوات الفضائية، إلا أن توقعاته جانبها الصواب أحيانا، ففي 5 فبراير 2011، خرج بتصريح شهير يُفيد بأن المتظاهرين فقدوا حماسهم للثورة، وأن الهدوء سيجد ضالته للشوارع والميادين مرة أخرى، قبل أن يرد عليه المتظاهرون في اليوم التالي بمليونية حاشدة. ونفى وجود أي صلة قرابة بين المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة والشهيد محمد أبوغزالة، إلا أن عم الأخير خرج في وسائل الإعلام، وخاطب "سيف اليزل" في أحد البرامج التليفزيونية قائلا: "لو ماتعرفش في الأنساب.. بلاش تتكلم". البعض رأى مواقفه اتسمت بالتناقض أيضا في بعض الأحيان، فهو الذي قال خلال أحداث مجلس الوزراء، إنه يرفض أي إجراءات استثنائية في البلاد، بما في ذلك قانون الطوارئ، قبل أن يطالب بفرض القانون ذاته، نظراً للأحداث الإرهابية التي شهدتها البلاد عقب ثورة 30 يونيو، والتي استدعت استمرار تمركز قوات الجيش في الشوارع والميادين، على حد وصفه، ليؤكد سيف اليزل: «تعلمنا من الخبراء الاستراتيجيين أن قبل العيد وقفة، وبعد الثورة فوضى».