رغم انتشار التكنولوجيا ومظاهر الحياة الحديثة إلا أن البدو يتمسكون بعاداتهم المرتبطة بالزواج، ولاتزال الطقوس المتوارثة المرتبطة به تتمتع بخصوصية لديهم، إن أدخلوا عليها تعديلات طفيفة لتتناسب مع متغيرات العصر، وهكذا استمرت مفردات "القصلة، البُرزة، والحمولة" متداولة لأن العادات المرتبطة بها قائمة. ويوضح سليمان الجبالي من قبيلة الجبالية بسانت كاترين، أن "القصة" ترتبط بموافقة والد الفتاة على العريس الذي تقدم لابنته، حيث يأخذ عصا خضراء ويقدمها له قائلا: "هذه قصلة فلانة على سنة الله ورسوله، اثمها وخطيئتها في رقبتك من الجوع والعري، ومن أي شيء نفسها فيه وأنت تقدر عليه"، فيتناول الخاطب "القصلة" ويرد: "قبلتها زوجة لي بسنة الله ورسوله"، ويشير إلى أن "القصلة" لا تزال متداولة في الوديان لكنها اختفت من المدن. كما لفت إلى أن "البُرزة" - عبارة عن خيمة كبيرة يجلس بها العريس وأحبابه وقت الزفاف - يتسامرون إلى ما بعد منتصف الليل، بعد أن يأكلوا من الذبائح التي نحرها أهله على باب "البُرزة". ويقدم أقارب العريس الهدايا له، وهي عبارة عن ذبائح من الغنم، تعتبر دينا عليه لا بد من وفائه، وتسمى "الحمولة" أو "النقوط"، لكنها تكون على هيئة أموال لمن لا يمتلكون ثمن الغنم. وعن عادات الزواج يؤكد الجبالي أن البدو يفضلون الزواج المبكر، وعادة ما يكون الارتباط بين الأقارب، وأقرب القريبات هي ابنة العم أو إحدى فتيات القبيلة، وإذا رغب في غير ذلك يختار الشاب عروسة من الأنساب الكبيرة، ويضيف أن سن الزواج يبدأ من 18 عاما للشاب، و16 للفتاة، وتتراوح فترة الخطوبة بين سنة و5 سنوات، فإذا تمت خطبة ابنة العم في طفولتها تستمر الخطوبة حتى تكمل السادسة عشرة من عمرها. ويوضح أن مهر ابنة العم كان يتراوح في الماضى بين جمل أصيل و5 جمال، أما مهر الغريبة فيبدأ من 5 جمال وقد يصل إلى 20 جملا، وغالبا ما يتم دفعه فورا، وأحيانا يتم الاكتفاء بالربط بالكلمة على أن يتعهد الشاب بسداده أمام شهود/ وحاليا استعاض البعض عن الإبل بالذهب.