عادة ما تسفر الثورات عن ظهور جماعات و أحزاب سياسية جديدة و ظواهر غريبة تكون نتاج هذه الثورات كمثيلاتها من الثورات العربية و كل الثورات الأخرى. فثورة 25 يناير أفرزت تيارات و حركات و مصطلحات، نكاد نسمعها لأول مرة في تاريخ مصر الحديثة. كلمة "الفلول" من أشهر تلك المصطلحات التي ظهرت على الساحة و يرجع أصل كلمة "فَلٌّ"، و التي تعني الثَّلْم في السيف، والأصح أنه الثَّلْمُ في أي شئ كان. وسيفٌ أفَلُّ، أي ذو فلول، أي فقد حدته، وصار يحتاج للصقل، والفَلُّ مفرد فلول السيف، وهى الكسور في حدِّ السيف. و اذا كانت "الفلول" من أشهر الكلمات و أوسعها انتشاراً فإن "الفلوخونجي" من أحدث المصطلحات التي أطلت علينا بعد 25 يناير و" الفلوخونجي"، هو فل قديم من فلول النظام السابق و لا تتعجب عندما تسمع أنه كان ضمن لجان الحزب البائد أو متحدث رسمي لإحدى تلك اللجان على أقل تقدير و اعتلى أرفع المناصب في عهد صفوت بك. و لأن "الفلوخونجي" فقد بريقه و أصبح "تلم" فكان عليه أن يتحور ليركب الموجة و بحسه النابض نحو التسلق و التملق أخذ يبحث عن شئ يصقله مرة أخرى حتى وجد ضالته فقد أطلق لحيته و أخذ يدعي على نفسه أنه "إخوانجي " الأصل، مبرراً عضويته في حزب الفلول بالخدعة التى أجادها طيلة السنين الماضية ليتعرف عن قرب كل كبيرة و صغيرة يفعلها الفلول حتى جاء نصر الله فأعلن عن هويته. تجده دائم الاستغفار طالباً الرحمة من الله عز و جل أن يغفر له عدم إطلاق لحيته طيلة السنين الفائتة، راجياً من المولى أن يجعلها في ميزان حسناته بإعتباره مجاهداً في سبيل الله. و "الفلوخونجي"، هو تطور طبيعي للفلوشتراكي و الفلوماركسي و كل " الفلوهات" التي شهدتها مصر عبر تاريخها، إلا أن العاقلين يميزون دائماً بين الاشتراكي و الفلوشتراكي و الماركسي و الفلوماركسي و الملكية و الفلوملكية، فالإخوان "يا عزيزي الفل" لديهم من الذكاء ما يجعلهم لا ينخدعون بما تفعله. و اذا كان النابغة الذبياني قالها صريحة للفل «ولاعَيْبَ فيهم غَيْرَ أنَّ سُيُوفَهُمْ بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِرَاع الكَتَائِبِ» فالعبد الفقير يقلوها "الفلوخونجي" بلحيتك لن تستطيع خداع الإخوان ..... فالتلم فيك مهما فعلت يا فلخواني