كلية الطب – جامعة أسيوط نؤمن أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فالنفس السوية الزكية اللوامة والمطمئنة تطمح إلى التغيير الذي هو من سنن الله في الكون، وتغيير النفس ليس بالشيء الهين فهو يحتاج إلى بعث وإيجاد دوافع وتغييرات في العوامل الخارجية التي تؤثر في النفس فتخولها مما هو سلبي إلى ما هو إيجابي، ومما فقد تأثيره إلى ما يرجى أثره، ومما هو مألوف لدرجة الملل إلى ما يلفت الانتباه ويثير الشغف ويرفع الهمم، ومما هو مرتبط بالقديم الرث المراد تبديله إلى ما يدعم الجديد الغض المراد ترسيخه، ومما هو مرتبط بذكريات أليمة وعهود بالية إلى ما يدفع لتحقيق آمال عريضة ومجد تليد.
ومع إطلالة عهد جديد، وصياغة دستور جديد، وبعد ثورة "شباب هذا الشعب" و"شعب ذاك الشباب" التي شهد لها القاصي والداني، ومع إطلالة فجر جديد نرجو أن يضمد جراح الماضي القريب ويبعث روح الانتماء التي كان يراد لها دوم الممات، ومع التخطيط لنهضة أمة يريد أعداءها لها طول الرقاد، ومع حاجة المجتمع إلى ضخ دماء جديدة شكلا ومضمونا، مدنيا وعسكريا، قولا وعملا، روحيا وجسديا، معنويا وماديا، ومع ارتباط السلام الوطني الحالي وكذلك العلم المصري - الذي لا يعلم الكثيرون ما يرمز إليه والذي لم نكن نراه مرفرفا قبل الثورة إلا في مباريات الكرة - وكذلك المسمي الحالي للدولة عند العالم (إيجبت EGYPT)، مع ارتباط كل ذلك بعهد شمولي استبدادي ديكتاتوري عسكري جرفت فيه الشخصية المصرية - أو كادت - مما تتسم به على مر العصور والأزمان من سمات نزهو بها وتتمناها بل وتحلم بها كثير من الأمم، تجريف أزعم أنه كان ممنهجا وأنه قد أوشك أن يؤتي أكله لولا أن أذن الله للثورة المصرية أن تهل وللمعدن المصري الأصيل أن يطفو وللربيع العربي أن يقبل في شتاء يناير 2011. مع كل ما سبق وأكثر أتوجه إلى سيادة الرئيس الدكتور محمد مرسي- بعد الدعاء له بدوام عون الله وتأييده ونصره وتوفيقه- بالنداء وللمؤسسة الرئاسية بطلب تغيير السلام الوطني الحالي المرتبط والمتزامن تاريخيا مع معاهدة الاستسلام ومع عصر التأخر والتراجع الحضاري، وأقترح العودة إلى النشيد القديم (اسلمي يا مصر إنني الفدا) بما يحمله من معان وروح نحتاجها ويتفق على فحواها الجميع. أنظر سيدي الرئيس إلى منطوق السلام الوطني السابق - والذي تم تغييره إلى السلام الحالي مع اتفاقية الاستسلام في عام 1979- يقول النشيد الصادر بقرار من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر رقم 143 لعام 1960 وقام بتأليفه المبدع صلاح جاهين ولحنه المبدع كمال الطويل (والله زمان يا سلاحي اشتقت لك في كفاحي. انطق وقول أنا صاحي يا حرب والله زمان). طلبت إسرائيل تغييره كي تمحو ثقافة الحرب وتحرير الوطن وتغرس مكانها ثقافة الاستسلام كما تم تغيير اسم (وزارة الحربية) إلى (وزارة الدفاع) أظن لنفس السبب. فهم لا يريدون لأبنائنا وبناتنا أن ينطقوا يوميا في طوابير المدارس وفي كل الأوقات كلمة سلاح أو كفاح أو حرب ولا أن ينطق ويقول هذا الشعب (أنه صاحي). نعم يريدوننا خاملون كسالى مستسلمون ولكن هيهات. وكذلك نريد علما جديدا يعبر عن مصرنا الجديدة التي نريدها عزيزة أبية مستقلة لا يشبه علم أي دولة أخري عربية أو غربية أو شرقية, ويعبر عن معني يراد ترسيخه في ذهن وعقل ووجدان الأجيال. أنظر أيضا سيدي الرئيس إلى ما يحويه العلم الأمريكي من نجوم متجمعة متحدة تمثل كل منها ولاية وإلى علم الكيان الصهيوني وما يمثله من سيادة نجمة داود من النيل إلى الفرات. على ذاك الهدف يربون أجيالهم فعلى أي هدف نربي أو يجب أن نربي نحن أبناءنا؟ وأقترح اختيار العلم الجديد من خلال مسابقة تدعون فيها سيادتكم إلى مبدعو مصر إلى تصميم علم جديد يتم التصويت عليه من خلال الشبكة العنكبوتية وبالرقم القومي كي يختار الشعب علمه ورايته بعد تصفية تقوم بها لجنة متخصصة تشكلونها سيادتكم مع وزير الثقافة. ونظرا لاعتزازنا بكلمة "مصر" المذكورة في القرآن الكريم مرارا، أدعو كل الجهات المعنية بعد موافقتكم إلى فرض استخدام كلمة "مصر" كما هي بكل اللغات وفي كل أنحاء العالم وكما ينطقها المصريون أي أن تتحول كلمة "EGYPT" عند الناطقين بالإنجليزية إلى "MISR" وتبدل تبعا لذلك كلمتي مصري ومصرية "EGYPTIAN" لأصلهما "MISRY & MISRYA" وكذلك مصريين ومصريات "EGYPTIANS" إلي "MISRYEEN AND MISRYAT" وهكذا، هذه المطالب وإن بدت سطحية أو شكلية أراها ذات مغزى أعمق وأزعم أن تأثيراتها تفوق كلفتها التي أظنها قليلة. كثير من بلدان العالم غيرت أعلامها مع منعطفات تاريخية أقل بكثير من ثورة يناير التي أحسب أنها ستغير خارطة ومقدرات المنطقة بل ومناطق أخرى من العالم، ولقد تغير العلم المصري أكثر من مرة وكان تغييره عادة مرتبطاً بتغيرات سياسية هامة هي أيضا أقل من ثورتنا المجيدة، فلكل علم قصة وقصة العلم المصري جزء من قصة النضال الوطني في مصر الذي تمثل ثورة يناير حلقة جديدة فيها. ودول كثيرة غيرت أسماءها فنحن الآن لا نقول ساحل العاج ولكن طلب منا تحويلها إلى "كوت ديفوار" ولا نستخدم حاليا لفظ "كاتالونيا" ونستخدم "أسبانيا"، ولا "كاليدونيا" ولا ما شابه ذلك. نريد أن ينطق العالم اسم مصر مثلما ننطقه نحن وكما ذكره الله في كتابه الكريم, وأن يكتبه الجميع كما يجب أن ينطق، نريد أن يضاف هذا لتاريخ الثورة وأن يختار المصريون نشيدهم وعلمهم كما اختاروا قياداتهم. أعتقد - وهذا رأي صواب يحتمل الخطأ - أن تغييرات كهذه تساعد في شحذ الهمم وزيادة الإحساس بالتغيير. مصر الجديدة لا بد لها من نشيد جديد وعلم جديد، ولا بد من استخدام اسمها الخالد خلود كلام الله من أن يسود. جدير بالذكر أن هذا لا يجب أن يتم بالتوازي مع – وليس بديلا عن - ما نسعى له وننتظره من تغييرات أخرى فيما يمس المتطلبات الأساسية والملحة للشعب المصري والتي نرجو الله ثم الشعب أن يعينكم على انجازها. هذا والله ثم الوطن من وراء القصد وهو – سبحانه - يهدي السبيل.