اهتمت صحيفة واشنطن بوست بالقرارات المفاجئة التي أصدرها الرئيس مرسى وعلى رأسها إحالة وزير الدفاع المشير محمد طنطاوي للتقاعد ، وكتبت الصحيفة مقالاً بعنوان " تأييد أمريكي حذر لوزير الدفاع الجديد" . وأوضحت الصحيفة في المقال أن المسئولين في أمريكا ، رغم محاولاتهم تقييم حملة مرسى المفاجئة لتطهير قيادات الجيش ، يبدوا أن لديهم ثقة في وزير الدفاع الجديد الفريق أول عبد الفتاح السيسي ، الذي كان له اتصالات واسعة مع الولاياتالمتحدة عندما كان قائداً للجيش . وأضافت الصحيفة أن التغييرات الكاسحة التي قام بها مرسى كانت مفاجئة للإدارة الأمريكية ، والتي حاولت أن تأخذها في اتجاه انه محاولة للتغيير وتبديل وجوه فقدت شعبيتها وأصبحت في عزلة بعد الثورة . وأشارت الصحيفة إلى الشائعات التي ترددت بشأن انتماءات السيسي الإسلامية وارتباطه سراً بجماعة الإخوان المسلمين ، مؤكدة على تنافى ذلك مع ما يعرفه المسئولين الأمريكيين عن السيسى أثناء تدربه لمدة عام في الولاياتالمتحدة ، ونظرتهم إليه كقائد فعّال للاستخبارات العسكرية . وأضافت الصحيفة أن الخطوة التي اتخذها مرسى يمكن أن ينظر إليها من جانبين مختلفين إما كمحاولة لإحكام قبضة الإخوان على مصر بالهيمنة على الرئاسة والبرلمان والجيش ، ويمكن النظر إليها على أنها مثال لسيطرة المدنية على العسكرية. وترى الصحيفة أن استبدال القيادات العسكرية التي أصابتها الشيخوخة لا يدعو للقلق ولكن ما يقلق الإدارة الأمريكية حقاً هو تحرك مرسى نحو إجراء تغييرات في السلطة القضائية في مصر ، معللة قلقها باختيار مرسى للمستشار محمود مكي نائبا له. والخوف كما تقول الصحيفة أن يقوم مكي، باعتباره فقيها قانونياً، برفض الأحكام التي تصدرها المحاكم. واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى تخوفات الإسرائيليين بشأن سلسلة القرارات التي اتخذها الرئيس مرسى، منوهة إلى قلق القادة هناك من تصادم محتمل مع القدس. وشبهت الصحيفة مراقبة كلاً من أمريكا وإسرائيل للتطورات التي تطرأ على مصر بالركوب على ظهر نمر .. أمراً خطيراً للغاية ولكن من الصعب أن توجهه كما تشاء.