الإرهاب غبي بقدر ما هو منحط. هكذا علمنا التاريخ، وإن كان البعض ينسي ذلك أو يتناساه حين يراهن علي بعض جماعات الإرهاب، أو يستخدمها لتحقيق مصالحه!! هكذا فعلت أمريكا وبعض حلفائها، وهم يراهنون من قبل علي «الإخوان» وعلي «طالبان» وعلي أعوان بن لادن الذين أصبحوا بعد ذلك جنود «القاعدة» التي مازالت تنافس «داعش» آخر هذه السلسلة المنحطة من جماعات الإرهاب علي النفوذ ، وعلي نشر الدمار، والاساءة للإسلام الحنيف وخدمة مخططات أعدائه. غرور أمريكا وحلفائها، كان يهيئ لهم دائما أنهم قادرون علي استخدام هذه الجماعات الإرهابية لتحقيق مصالحهم ، ثم إلقائها في سلة مهملات التاريخ بعد استعمالها!! ولم يتعلموا أبدا أن ثعابين الإرهاب ستلدغ الأيادي التي تطعمها، وأن الدمار الذي تنشره لابد أن ينال حتي من الذين دعموها، وأن الإرهاب لا أمان له، ولا دين يؤمن به، ولا مواثيق يحترمها، ولا أخلاق تمنعه من الانقلاب علي من كانوا أقرب الحلفاء والداعمين!! أليس غريبا أن أمريكا التي تلقت الضربات من «القاعدة» التي كانت وراء انشائها وتوسعها، تلجأ بعد ١١ سبتمبر إلي نفس الأسلوب.. فتدعم «الإخوان» وتكون وراء نشأة «داعش» بعد غزو العراق وتدميره؟! وتظل حتي الآن تسعي لتسويق أكذوبة أن الإرهاب يمكن أن يكون معتدلا إذا حظي ببركة أمريكا ودعمها؟! وهل ستتغير الأمور بعد أن أصبحت أوروبا في مرمي الدواعش.. أم أن السيد أوباما مازال يراهن علي أوهامه، ويتصور أن أمريكا بعيدة عن الإرهاب كما صرح قبل أيام من انفجارات بلجيكا؟! في المقابل يبدو غباء الإرهاب أقوي من انحطاطه. لم يتعلموا من مصير من سبقوهم في الإرهاب، ولا أدركوا أن مصيرهم هو نفس المصير. مازالوا يتصورون أنهم قادرون - بسلوكهم المنحط ومذابحهم الحقيرة - علي إعادة العالم إلي عصور الجهالة والتخلف. ومازالوا يسيرون في نفس الطريق الذي سار فيه من سبقهم. يتلقون الدعم لكي ينشروا الخراب والدمار في بلادنا العربية والإسلامية!! يعلنون أنهم «علي القدس رايحين» ثم لا يفعلون إلا استهداف جنودنا البواسل!! يخونون الأوطان لأنهم لا يؤمنون بها!! ينقلبون علي من حالفوهم ودعموهم لان طريق الإرهاب لا نهاية له ، ولأن غباء جماعات الإرهاب كلها «من الإخوان إلي الدواعش» لابد أن يقودهم إلي هذا المصير.. حيث لم يعد هناك مفر أمام العالم إلا توحيد قواه لمواجهة هذا التوحش. ويبقي السؤال : هل مازال الرئيس أوباما يؤمن بما قاله قبل أيام من أن أمريكا لا يهددها الإرهاب؟! وهل مازال يؤمن كما بشرنا طويلا وهو يحاول تسويق «الإخوان».. بأن الإرهاب يمكن أن يكون معتدلا؟!