كنت أرجو أن يكون البيان الصادر عن الاجتماع الأول لمجلس الأمن القومي أكثر وضوحاً وتركيزاً بشأن التحديات الكبيرة التي نواجهها، وأن يكون بمثابة رسالة لتوحيد الجهد الوطني لمواجهة هذه التحديات، ولاستنفار كل مؤسسات الدولة لكي تدرك أنه لا مجال للتهاون أو التراخي في هذه الظروف التي ربما كانت الأخطر بالنسبة للعالم كله منذ سنوات طويلة. منذ اللحظات الأولي لحادث الطائرة الروسية، قلنا إن القضية أكبر من الاضرار بالسياحة «رغم خطورة ذلك» وأنها رسالة لمن نسوا - وسط الانجازات التي حققناها - أن مصر ستظل مستهدفة، وأن الذين خسروا المعركة في 30 يونيو لن يغفروا لشعب مصر وجيشها ما فعلوه وأن الإرهاب الإخواني والداعشي لن يتوقف إلا باستئصاله، وأن الداعمين من الخارج والذين راهنوا علي حكم الإخوان سيظلون علي عدائهم للثورة التي استعادت وجه مصر وأنقذت الدولة من السقوط، ووقفت عائقاً ضد مخطط الأمريكان مع جماعات الإرهاب الإخواني الداعشي للهيمنة علي المنطقة وإعادة رسم حدودها وفقا لمصالح هذه القوي وعلي حساب مصر والعرب. الآن.. أصبح الوضع أخطر بعد أحداث باريس. وبعد أن جاء الرد بتحالف روسي - أوروبي يطارد الدواعش في سورياوالعراق بعد أن أدرك الجميع أخيرا ما حذرت مصر به منذ سنوات، حين كانت تقاتل الإرهاب وحدها، فتعاقبها (!!) أمريكا وحلفاؤها لأنها تتصدي لأخلص العملاء الذين أصبحوا اليوم خطراً علي العالم كله بمن فيهم الراعي الأساسي «أمريكا» التي لا تملك قيادتها حتي شجاعة الاعتراف بالخطأ، ولا حكمة التراجع عن مخططات مازالت تصر علي أن هناك دوراً لبعض جماعات الإرهاب ما دامت تخدم مصالح أمريكا ولو شاعت الفوضي في المنطقة أو انتقلت إلي أوروبا أو ضربت روسيا التي اعتبرها وزير دفاع أمريكا قبل أيام العدو الرئيسي، فاعتبرته داعش كذلك عدوها الأساسي رغم أن أمريكا تزعم انها تقاتل داعش منذ أكثر من عام!! بالنسبة لنا في مصر، ينبغي أن تكون الرؤية واضحة أمام الجميع الفوضي التي كان التآمر الخارجي يريدها تسود المنطقة. والحرب علي داعش سوف تجعل من سورياوالعراق ميداناً يواجه فيه العالم «داعش» ويحاول القضاء عليها. ويعرف الجميع - ونحن أولهم - أن نيران الحرب لن تقتصر علي سوريا أو العراق وأن الدواعش والإخوان وكل عصابات الإرهاب ستوسع ميدان المعركة بقدر ما تستطيع. وإذا كانت الانظار الآن متجهة إلي أوروبا، فعلينا أن ندرك أن الميدان الرئيسي سيظل في المنطقة. وبالأمس أعلنت تونس عن إجهاض عدة محاولات إرهابية كان المفترض أن تتم بالتزامن مع أحداث باريس، وهو ما يجعلنا أكثر انتباهاً للمخاطر التي علينا أن نواجهها. فمازال الإرهاب يعمل في سيناء، ومازالت عصاباته تحكم الموقف في ليبيا، ومازال «الإخوان» يتلقون الدعم المشبوه لكي يتحركوا في هذه الظروف التي يضغط فيها الدواعش بإرهابهم الحقير، لكي يكون هناك دور للإخوان (!!) ولكي يثأر من راهنوا عليهم لهزيمتهم في 30 يونيو. نحن في حالة حرب، وعلينا أن نكون مستعدين لكل الاحتمالات.. فهل فعلنا؟!.. هذا هو السؤال وهذه هي القضية التي ينبغي أن تشغلنا جميعا!!