انطلق اليوم الثلاثاء بمدينة شرم الشيخ اجتماع الخبراء التحضيري الخامس لوزراء الدفاع بالدول الأعضاء لتجمع دول الساحل والصحراء والذي يضم (27) دولة عربية وإفريقية بحضور عدد من المنظمات الدولية والإقليمية. قال السفير محمد أبو بكر، سفير مصر في ليبيا والمندوب الدائم لمصر في تجمع دول "الساحل والصحراء"، إن التجمع تم إنشاؤه في مبادرة ليبية عام 1997، لافتا إلى أن أول قمة عقدت، كانت تضم 6 دول، خلال عام 1998، ومصر كان موجودة حينها كمراقب ثم انضمت كعضو 2001. وأضاف أبو بكر، بالمؤتمر الصحفي الذي عُقد على هامش الاجتماع، أن التجمع ذو طبيعة خاصة، وشهد العديد من الثورات التي ألمت بدول أفريقيا، وكانت سببا في عقد قمة 2013، حيث تم النظر في الإجراءات التنظيمية لتفعيل وتنشيط توصيات تلك الاجتماعات في مواجهة التحديات. وأشار إلى أهمية عقد هذا الاجتماع الحالي، خاصة أن دول التجمع تواجه ظروفا خاصة، بالإضافة إلى أن مصر أثرت على عودة دورها في أفريقيا، وقال: "فجميعنا يعلم حجم التحديات التي تواجه دول الساحل والصحراء التي أصبحت بؤرة للاهتمام العالمي، بما يحدث للمنطقة من إرهاب وهجرة غير شرعية". وأكد السفير أن المؤتمر الحالي يُعد لمؤتمر القمة المقبل، الذي سيعقد في النصف الثاني من العام الحالي بمدينة "مراكش" بالمغرب، فضلا عن مناقشة مقترحات مكافحة الإرهاب، والتي تعاني منها جميع دول "الساحل والصحراء" بنسب متفاوتة في تلك الدول، بالإضافة إلى مواجهة حالة التشرذم الموجودة في المنطقة، وذلك بالتدقيق في كل مشكلة وحجمها على حدة، وسيتم تنفيذ المقترحات والتوصيات من خلال آليات ستطرح خلال اجتماع وزاري. وكشف عن أنه ستتم مناقشة مقترح إنشاء "مركز دائم لمكافحة الإرهاب" في دول "الساحل والصحراء" يكون مركزه في مصر. ونوه إلى أهمية عقد هذا الاجتماع بمدينة شرم الشيخ كمدينة للسلام، تلقى اهتماما عالميا، ولحجم عدد الدول المشاركة سواء من دول الساحل والصحراء أو الدول البحر الأبيض المتوسط " فرنسا – قبرص – إسبانيا – إيطاليا- اليونان"، فضلا عن حضور بعض المنظمات الدولية كالأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي. وأوضح السفير أنه سيتم أيضا طرح مشكلة أمن الحدود خلال فعاليات الاجتماعات، ليأخذ المنحى الجاد من وزراء الدفاع الممثلين لدولهم، كما سيتم طرح مقترح مجلس دائم للسلم والأمن وآخر للتنمية المستدامة، وعقد قمم منتظمة واجتماعات وزارية لمناقشة تفعيل القرارات سواء كانت السباقة وسيتم الاتفاق عليها أو اتخاذها في مؤتمر شرم الشيخ. من جانبه، قال إبراهيم ثانى أفانى، الأمين العام لتجمع دول الساحل والصحراء، إن التجمع يقدر دور وقيمة مصر العظيمة، في استضافتها لمؤتمر وزراء دفاع تجمع دول الساحل والصحراء، معربا عن بالغ سعادته في وجوده بمدينة شرم الشيخ. وأضاف "أفاني" خلال الكلمة الافتتاحية للمؤتمر أن أفريقيا تقدر توجهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلا: "لقد عادت مصر، ونحن سعداء بهذه العودة المصرية، خاصة أن مصر هي قاطرة الحركة في القارة، وتحظى بتاريخ طويل يمتد إلى 3 آلاف عام، ولديها مخزون من الخبرة والثقافة". وتابع: "نحن هنا في شرم الشيخ ونجتمع لتقديم الإجابة التي تنتظرها شعوبنا في مواجهة الإرهاب التي يتوقعها شعوبنا، وكذلك الاستجابة التي يتوقعها منا المجتمع الدولي في مواجهة التطرف، ونحن هنا نصرح ونقول بأن الدول الأفريقية في تجمع الساحل والصحراء يصرون على التكفل بإعادة السلام في المنطقة، ووضع المقاييس اللازمة لذلك". واستطرد الأمين العام لتحالف دول "الساحل والصحراء: "دولنا تواجه الجرائم العابرة للأوطان، وقوى الشر يمكنها أن تخترق حدودنا بشكل سهل، ولذلك يتعين علينا فتح الحدود فيما بيننا وتوحيد جهودنا ونتضافر سويا لمواجهتها والتصدي لها"، موجها التحية والشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي لتوجهاته الجديدة في الدبلوماسية المصرية. وفيما يلى نص كلمة الأمين العام: «أود أن استهل كلمتي بالترحيب بجميع ممثلي وزراء الدفاع للدول الأعضاء في تجمع «س ص»، وأود، قبل أن أواصل كلمتي، أن أقترح عليكم الوقوف «دقيقة صمت» حدادا على جميع ضحايا الإرهاب الذين سقطوا في فضاء تجمع «س -ص» وما ورائه». وأضاف: «أود أن أقدم الشكر إلى مختلف وزارات الدفاع للدول الأعضاء في تجمع «س - ص» لاهتمامها المستمر بمنظمتنا ولاسيما لمشاركتها الكبيرة في هذا الاجتماع، حيث يعقد هذا الاجتماع في أجواء صعبة بالنسبة لمنطقتنا، أجواء تشوبها التهديدات الإرهابية وتنامي الجريمة العابرة للحدود، ومن شأن هذا الوضع أن يثير قلق جميع الدول الأعضاء في تجمع س ص، وجميع البلدان، وجميع المنظمات الأفريقية لأنه يهدد البقاء نفسه لدولنا ومجتمعاتنا في ثقافاتها السياسية ونجاحاتها الاقتصادية وحضاراتها». وتابع: «لهذا السبب تم التخطيط، في ضوء مؤتمر قمة رؤساء دول تجمع «س ص» الذي سيعقد في المغرب في 2016، لأن يعكف هذا الاجتماع الخامس لوزراء دفاع تجمع س ص على التفكير في إحياء التعاون العسكري والأمني لمواجهة الوضع المشار إليه أعلاه». وكشف: «سيركز هذا الاجتماع على محورين مهمين، يمثل أولهما في دراسة النصوص القانونية والمؤسسية لإثرائها بغية عرضها على القمة المقبلة لرؤساء دول تجمع «س ص» يتعلق الأمر في الأساس بما يلي: - مشروع البروتوكول المؤسس لمجلس الأمن والسلم الدائم لجماعة دول الساحل والصحراء. - مشروع اللائحة الداخلية لهذا المجلس. - مشروع البروتوكول المعدل المتعلق بآلية تسوية ومنع وإدارة النزاعات في تجمع دول الساحل والصحراء. - الوثيقة الإطارية لإستراتيجية أمن وتنمية تجمع دول الساحل والصحراء. وتهدف الوثيقة الأخيرة إلى صياغة المشروعات الشاملة من أجل تعزيز السلم والأمن والتنمية المتناغمة للدول الأعضاء بتجمع الساحل والصحراء. وقال: «يهدف الجزء الثاني من هذه الجلسة إلى التفكر في السبل والوسائل وإعادة تفعيل التعاون الإقليمي العسكري والأمني بغية مواجهة تصاعد الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء»، بالإضافة إلى بحث مقترحات الدول الأعضاء بشأن هذه المسألة من أجل الاتفاق على خطوات ملموسة لتوجيه ضربة قاضية للمجموعات الإرهابية التي تعيث فساداً بشكل أساسي في منطقة الساحل والصحراء. وأضاف: «في هذا السياق، تقترح الأمانة العامة لتجمع دول منطقة الساحل والصحراء وعقد لقاءات مباشرة لتبادل وجهات النظر بين الدول الأعضاء حول موضوعات أساسية، مثل: «تأمين الحدود - المناورات والتدريبات العسكرية المشتركة - إزالة الألغام- الدورات الرياضية العسكرية». واختتم كلمته: «في النهاية، يجب على هذه الدورة أن تدرس اقتراح مصر بإنشاء مركز لتجمع «س- ص» لمكافحة الإرهاب، كما يجب أن تدرس الإعلان الختامي لهذا الاجتماع الذي يحمل عنوان «إعلان شرم الشيخ حول مكافحة الإرهاب». وفي ذات السياق، ألقى اللواء أركان حرب محمد الكشكي، مساعد وزير الدفاع للعلاقات الخارجية، كلمة أكد فيها أن منظمة «الساحل والصحراء» هي منظمة «تلاقى الحضارات والشعوب»، إلا أنها أصبحت خلال السنوات القليلة الماضية، ساحة للصراعات ومصدر التهديدات نتيجة أسباب متداخلة، تفاعلت فيها عديد من العوامل، أبرزها موجهة الإرهاب الذي يهدد معظم دول مناطق العالم، بالإضافة إلي عوامل أخرى سواء كانت اقتصادية وسياسية واجتماعية. وقال الكشكي إن المؤتمر سيتناول الإستراتيجية الخاصة بالأمن والتنمية للفضاء «س . ص»، ومقترح إنشاء مركز لتجمع الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب وتعزيز وتطوير التعاون العسكري بين الدول الأعضاء في هذا المجال. وأضاف: «لقد ظلت منطقة الساحل والصحراء التي نشرف جميعا بالانتماء إليها على مر التاريخ منطقة «تلاق وتواصل» بين الشعوب والحضارات، وثقافات وجسر وعبور وربط بين شمال القارة الأفريقية وشرقها وغربها، لكنها أصبحت في السنوات القليلة الماضية ساحة لصراعات، ومصدرا لتهديدات، وذلك نتيجة أسباب متداخلة تفاعلت فيها عوامل أبرزها موجة الإرهاب التي تهدد معظم دول ومناطق العالم إلى جانب عوامل أخرى اقتصادية وسياسة واجتماعية». وتابع: «يأتي اجتماعنا في ظل أوضاع إقليمية ودولية غير مسبوقة من حيث تعدد الأزمات وبؤر التوتر وانتشار ظاهرة الإرهاب التي باتت تهدد جميع المجتمعات والدول دون استثناء أو تمييز، وإذ نجتمع اليوم نحن أبناء هذه المنطقة الإستراتيجية من القارة الأفريقية وما تمثلونه من صفوة الخبراء في المجالات «العسكرية والأمنية - والسياسية والإستراتيجية، فنحن معنيون ببحث التهديدات، خاصة العسكرية والأمنية وتطوير سبل تعزيز التعاون العسكري والأمني بين دول التجمع، وضعا في الاعتبار أن مسئوليتنا كعسكريين أصبحت أكثر تعقيدا في ضوء التطور في قدرات الجماعات الإرهابية». وشدد الكشكي: «نحن مطالبون بعمل شاق ومخلص وفكر مبدع وإرادة وعزيمة قوية لتوفير أقصى درجات النجاح لاجتماع وزراء الدفاع لتجمع دول الساحل والصحراء». وأردف: «في ضوء المسئولية التاريخية والآمال المعقودة علينا كعسكريين للمشاركة الفعالة، إلى جانب باقي قدرات القوى الشاملة لدولنا لتحقيق طموحات شعوبنا في الأمن والاستقرار والتنمية». واختتم كلامه قائلا: «أتقدم بخالص الشكر والتقدير للأمين العام وأعضاء الأمانة العامة التجمع دول الساحل والصحراء على ما بذلوه من جهد مخلص ورائع ومقدر في إعداد الوثائق والتحضير للمؤتمر، كما أتقدم بالشكر والتقدير للسادة الخبراء والحضور الكريم على تلبية الدعوة والجهد المبذول لتحقيق النتائج المرجوة من المؤتمر». ويناقش المؤتمر على مدى فعالياته الترتيبات والاستعدادات بين دول التجمع والتعاون، وعرض وضع السلم والأمن بالتجمع ومشروع اللائحة الداخلية لمجلس السلم والأمن والتعاون في مجال تأمين الحدود والمناورات والتدريبات المشتركة وإزالة الألغام والتعاون في مجال الأنشطة المختلفة. حضر وقائع الجلسة الافتتاحية عدد من ممثلي وزرا ت الدفاع والسفراء والملحقين العسكريين المعتدين لدى مصر من دول التجمع.