أكدت وزيرة البيئة والطاقة الفرنسية سيجولين رويال أن مصر دولة إستراتيجية ورئيسية لدفع المبادرة الإفريقية للطاقة الجديدة والمتجددة، مشيرة إلى مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الاجتماع المقرر في 22 أبريل القادم بنيويورك للتوقيع على اتفاقية باريس بشأن التغيرات المناخية. وقالت رويال التي تتولى منصب رئيس مؤتمر الدول الأطراف 21 لاتفاقية الأممالمتحدة الإطارية لتغير المناخ - في لقاء مع عدد محدود من الصحفيين المصريين والفرنسيين على هامش زيارتها للقاهرة- إنها تقوم حاليا بجولة أفريقية تستمر لمدة أسبوع في إطار منصبها الجديد كرئيس للمؤتمر، لافتة إلى أن دورها اليوم أصبح ثلاثي المهام، فعليها العمل على دفع الحد الأقصى من دول العالم إلى التوقيع على الاتفاقية التي تم التوصل لها في باريس العام الماضي، ثم تنفيذه ووضعه في التشريعات الوطنية، والمهمة الثانية تتعلق بالمبادرة الإفريقية للطاقة الجديدة والتي تشجعها باريس وبقوة، والمهمة الأخيرة تتعلق بالعدالة المناخية، حيث أن القارة الإفريقية هي الأكثر تأثرا بظاهرة الاحتباس الحراري، بينما هي الأقل مسئولية عن تلك الظاهرة، وبالتالي فإن المجتمع الدولي التزم في مؤتمر باريس بترجمة الأقوال إلى أفعال. وأوضحت رويال أنها حرصت على أن تكون القاهرة أولى محطات جولتها الأفريقية الحالية، خاصة وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي استقبلها يوم أمس الثلاثاء واستمر اللقاء ما يقرب من ساعة ونصف الساعة مهتم للغاية ودقيق جدا بشأن الموضوعات المتعلقة بالطاقة والقضايا الجيو- إستراتيجية، مذكرة بأن الرئيس السيسى يتولى حاليا أيضا رئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المناخ. وأشارت الوزيرة الفرنسية إلى أنها اجتمعت خلال الزيارة مع وزير البيئة الدكتور خالد فهمي الذي يترأس حاليا مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة، واصفة مصر بأنها دولة إستراتيجية ورئيسية من أجل دفع المبادرة الأفريقية للطاقة الجديدة والمتجددة. وقالت إن جولتها الأفريقية ستشمل أيضا إثيوبيا حيث أنها متقدمة في استخدام الطاقة المتجددة، ثم ابيدجان حيث ستلتقي مع مسئولي البنك الافريقى للتنمية من أجل بحث مسألة المشاركة في تمويل المشروعات المتعلقة بالبيئة والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. وأضافت أنها ستعمل– عقب انعقاد الاجتماع المقرر فى 22 أبريل القادم بنيويورك حيث سيتم التوقيع على اتفاقية باريس بمقر الأممالمتحدة – على حشد الطاقات، لتحقيق خطوة أولى نحو كل هذا العمل الهام وهو عمل تقنى فى المقام الأول وسياسي أيضا بمعنى تحويل اتفاقية باريس إلى عمل ملموس على الارض. وعن لقائها من الرئيس السيسى، وصفت وزيرة الطاقة والبيئة الفرنسية اللقاء ب"الرائع والعميق"، حيث أكد الرئيس السيسي مشاركته في اجتماع نيويورك في أبريل القادم، مشيرة إلى أن هذا أمر مهم للغاية، خاصة وأنه يترأس لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المناخ. وأشارت إلى أنه تم خلال اللقاء بحث الشراكة المصرية الفرنسية والتعاون في قطاعي الطاقة والبيئة والمشروعات في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، خاصة مشروع إقامة محطة كبرى لتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية في مصر.. موضحة أن اللقاء تناول أيضا المسائل المتعلقة بالتنمية المستدامة، والمياه والتصحر والنيل وارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط، وهى موضوعات سبق وان تطرقت إليها مصر في الوثائق المقدمة لمؤتمر باريس. قالت إن الرئيس السيسى ملتزم للغاية، فيما يخص مسئولياته كرئيس لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المناخ فيما يتعلق أيضا بالالتزامات التي أعلنها المجتمع الدولي في باريس والجهود الرامية إلى تحقيقها وتحويلها إلى واقع على الأرض. وعما إذا كان اللقاء قد تطرق إلى ارتفاع منسوب البحر المتوسط في الدلتا.. قالت إنه تم الحديث عنها في إطار التغيرات المناخية. وعن مسألة تمويل المشروعات، خاصة وأن فرنسا شجعت تأسيس ما يسمى بالصندوق الأخضر قبل انعقاد مؤتمر باريس كما تم تخصيص ١٠ مليارات يورو من أجل أفريقيا خلال المؤتمر، أعلنت فرنسا عن تقديم ٢ مليار منها، أشارت رويال إلى أن هناك عدة مصادر للتمويل من بينها البنك الدولي وبنك التنمية الافريقى والمساهمات الخاصة وكذا صناديق التمويل. وحول المشروعات المصرية الفرنسية في مجال الطاقة والتي تم تناولها خلال اللقاء مع الرئيس السيسي، لفتت إلى المشروع الضخم لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في مصر، معلنة إمكانية المشاركة في تمويل هذا المشروع، مشيرة إلى دراسة الأمر. وعما إذا كان الاجتماع مع الرئيس السيسى قد تطرق إلى مسألة سد النهضة الذي تقيمه إثيوبيا.. أوضحت الوزيرة الفرنسية أن الرئيس السيسى تطرق إلى الانشغالات من تأثير السد على مصر.