تفسر دار الشروق واقعة تغييرها اسم رواية نجيب محفوظ (عبث الأقدار) الى(عجائب الأقدار) بأنها سبق أن حصلت على موافقة نجيب محفوظ شخصيا 1989موافقة على تبسيط الرواية للشباب (من226 صفحة بالنسخة الأصلية،الى 128 صفحة بالنسخة المبسطة) وموافقة على تغيير العنوان خشية من التشدد الدينى، وتجنبًا للتصادم مع التيارات المتطرفة!.. وتضيف دار الشروق، أنها سبق وأصدرت الرواية، ضمن تصنيف قصص الأطفال والشباب 2010!! واليوم تعيد الشروق نشر رواية (عبث الأقدار) فى صورتها المبسطة وبعنوانها المتغير(عجائب الأقدار) مرة أخرى وهو ما أثار حفيظة الكثيرين ورفضهم، لينفتح السؤال حول ما تقوم به دورالنشر من تشويه للأدب ولإبداع كبار كتابنا ومبدعينا.. يقول الكاتب محمد شعير(إن دور النشر الكبرى، وعلى رأسها دار الشروق بالطبع، تقدم طبعتين من العمل الأدبي، الطبعة الأصلية للعمل كما كتبها المؤلف، وطبعة ثانية تسمى (طبعة السعودية) يحذف منها أى شيء يتعلق بالدين والجنس والسياسة، وهو ما حدث فى أعمال نجيب محفوظ ويحيى حقى ويوسف إدريس)!. والمسألة تتجاوز حصول دار النشرعلى موافقة المؤلف بإحداث تغيير فى نصه الإبداعى أو عدم موافقته، إلى منهجية التغيير نفسه، والتدخل فى النص الإبداعى بالحذف أو الإضافة، تحت دعوى السوق(بحيث يتم تصدير الأعمال الأدبية وفقا لشروط ومطالب السوق.. وسبق أن تم تغيير عنوان مسرحية الكاتب السورى سعد الله ونوس "الملك هو الملك" إلى "العرش هو العرش" من أجل أن تدخل السعودية)!!.. أو التدخل فى النص الإبداعى تحت دعوى الخوف من التشدد، أو دعوى الضغوط السياسية والاجتماعية....ما يحدث هو نوع من المصادرة والمنع،والتعدى السافرعلى جوهرالنص الإبداعى وحريته.