أوردت صحيفة الشعب الجزائرية في تحقيق لها تأكيد علماء الدين على جواز مسابقات رمضان مستنده على ما أعلنته دار الإفتاء بالأزهر. إن الأصل في المسابقات أنها جائزة شرعًا إذا كانت هادفة وتعود على المجتمع بالنفع العام وتحقق فيه الخير والنماء، شريطة أن تكون بعيدة عن القمار والميسر والمراهنة والتدليس والغرر أو الجهالة؛ لما روي عن عائشة رضي اللّه عنها قالت "سابقت رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فسبقته، فلما حملت من اللحم سابقني فسبقني، فقال يا عائشة، هذه بتلك" رواه البخاري . وأكّد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر حسبما أوردت الصحيفة، أنّه يجوز شرعًا تحديد جائزة لمن ينجح ويسبق غيره في كل المسابقات الهادفة والمباحة شرعًا، بشرط أن تكون الجائزة من أموال المنظمين لهذه المسابقة أو من أية جهة تقدمها للفائزين . ولا يجوز أن يكون مال الجائزة من جميع المتسابقين باتفاق الفقهاء بأن يدفع كل منهم القليل ليحصل على الكثير الذي يشمل ما قام بدفعه هو وما دفعه غيره من المتسابقين؛ لأنّ هذا من باب المراهنة والمقامرة والميسر الذي نهى عنه الإسلام لقوله تعالى } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالاْنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} المائدة الآية 90. أما المسابقات الهاتفية عبر الإذاعة والتلفزيون والتي يقوم فيها الشخص بالاتصال برقم معين بسعر تكلفة عالٍ، فإن كانت موافقة للشروط والضوابط الشرعية المشار إليها سابقًا فلا مانع منها شرعًا. أما إذا اشتملت على الخداع أو التدليس أو القمار أو المراهنة، وكان قصد الشركات المنظمة لها التربح من ورائها وجعل المسابقة مشروعا استثماريًا والحصول على أموال الناس بطريقة تحايلية، وتقديم جزء قليل من هذه الأموال في صورة جائزة، فتكون هذه المسابقات محرمة.