أكد الرئيس الصيني شي جين بينج على دعم بلاده لمصر حكومة وشعبا لتكون ركيزة الاستقرار ونموذج التنمية في المنطقة. جاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال مقر الجامعة العربية بحضور رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل ، والأمين العام للجامعة العربية د.نبيل العربي ، ومندوبي الدول العربية الأعضاء في الجامعة. وقال الرئيس الصيني إن الزيارة هي الأولى من نوعها للجامعة منذ توليه منصب الرئاسة، وقدم فائق الاحترام والتمنيات للدول العربية وشعوبها بالتوفيق والازدهار، وأضاف: "نشعر بالتقارب والمحبة مع الدول العربية"، مؤكدا على المشاركة مع العرب في السراء والضراء في مسيرة البناء الوطنى للطرفين، وقال: "بيننا ثقة لا تنكسر أبدا". وأكد بينج أن الشرق الأوسط أرض خصبة ولكنها لم تتخلص من ويلات الحرب، وقال: "هذا يؤلمنا ويجعلنا نتساءل إلى أين يتجه ذلك؟!..وننتظر تقليل الصراعات حتى يكون الجواب". كما أكد أن الأمل في الشرق الأوسط موجود ويتطلب مجهود من الدول الأطراف لتحقيق التنمية والتقدم والاستقرار بالمنطقة، مشيرا إلى أنه يجب على مختلف الأطراف المتنازعة تكثيف جهودها لتحقيق ذلك. وطالب الرئيس الصيني المجتمع الدولي باحترام إرادة الدول والشعوب العربية بدلا من فرض حلول عليه من الخارج، وإفساح أكبر قدر من مجال الحوار. وأكد أن التنمية قضية حياة وإرادة للشعوب العربية، وجميع الأسباب ترتبط بالتنمية فى الأساس، وقال: "الاستنساخ طريق مسدود والمحاكاة طريق مضلل"، وكما قال المثل العربي "ماحك جلدك مثل ظفرك". وأكد الرئيس الصيني أن الجامعة العربية رمزا لوحدة الدول العربية وتضامنها، مشددا على أن حق الشعب الفلسطيني رسالة تتحملها الجامعة والمجتمع الدولي مسئول عن ذلك، ولا يجب تهميش قضية فلسطين أو نسيانها، وقال: "بدون العدل والعدالة لن تؤدى إلى السلام". وشدد الرئيس الصيني على أن بلاده تدعم عملية السلام في الشرق الأوسط وتقف مع قيام الدولة الفلسطينية على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، معلنا أن الصين في إطار دعمها لفلسطين وقضيتها دعمتها ب 50 مليون يوان صيني ، كما أقامت محطة لإنتاج الطاقة الشمسية هناك. وحول الوضع في سوريا، أكد الرئيس الصيني أن الوضع غير قابل للاستمرار، والشعب المتضرر الأول والأخير من استمرار تلك الأزمة، مؤكدا أن الحوار السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة السورية. وأعلن الرئيس الصيني أن بلاده يعد أكبر شريك تجارى للعالم العربي ، حيث يصل حجم التبادل التجاري بينهما 46.4 مليار دولار، مؤكدا حرص بلاده على مشاركة الدول العربية لإيجاد قاسم مشترك بين الطرفين، وقال: "يجب تفكيك الحواجز بدلا من تشيدها في أي علاقة"، ومشيرا إلى أن بلاده تعمل على التصالح والتفاوض مع دول العالم. وأكد بينج أن الإرهاب لا يعرف حدود ويجب مكافحته، وقال: "ندعم جهود الدول العربية لاستكشاف الطرق التنموية". وأعلن عن اعتزام بلاده إنشاء مركز دراسات صيني عربي للتنمية، يعمل في إطار منتدى التعاون العربي الصيني، إلى جانب رصد 100 مليون دولار لتعزيز التعاون بين الصين والدول العربية في المجال الشرطي ، كما أشار إلى أن بلاده تعتزم بناء حدائق صناعية في المنطقة. وأعلن بينج عن عدة خطوات لتحقيق تطوير مجال الطاقة الإنتاجية بين الصين والدول العربية، موضحا أن بلاده رصدت 15 مليار دولار في مشروعات الطاقة في المنطقة، إلى جانب قروض بقيمة 10 مليارات دولار لدول الشرق الأوسط في مجال الطاقة، إلى جانب إنشاء صندوقين مع كل من الإمارات وقطر للاستثمار المشترك بقيمة 20 مليار دولار في مشروعات الطاقة والبنية التحتية. وفي إطار التواصل الثقافي أعلن عن توفير 10 آلاف منحة دراسية وتدريبية، ودعوة 1500 من القيادات الحزبية العربية والشباب لزيارة الصين في إطار تعزيز التعاون الصيني العربي المشترك، وتبادل 10 آلاف فنان صيني وعربي، فضلا عن أطلاق مشروع لترجمة 1000 كتاب لتعزيز التلاقي الثقافى بين المؤسسات بين الصين والدول العربية.