أوضحت خطة تقدمت بها وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس) أمس الأربعاء أن روسيا ستخفض حجم برنامجها الفضائي بنسبة 30 % خلال السنوات العشر القادمة وستقوم بتقليص عدد من المشروعات للحد من النفقات في مواجهة تراجع أسعار النفط وتناقص قيمة الروبل. وأفاد المشروع المبدئي الذي طرحه أيجور كوماروف مدير وكالة الفضاء الروسية الى خفض حجم ميزانية برنامج الفضاء للأعوام 2016-2025 إلى 1.4 تريليون روبل (17.36 مليار دولار) من تريلوني روبل. ويعني ذلك تأخير موعد رحلة فضائية مأهولة الى القمر خمس سنوات من عام 2030 الى 2035 مع إلغاء مشروع إنتاج صواريخ فضائية قابلة للاستخدام مرة أخرى كان مقررا له عام 2025 . ونقلت وسائل إعلام محلية عن كوماروف قوله دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل "من المؤكد ان تنفذ روسيا هذا المشروع (الخاص بالصواريخ) لكن في الوقت الراهن فان اطلاق صاروخ للدفع يمكن استخدام مرحلته الأولى مرة أخرى ليس مجديا من الوجهة الاقتصادية". وقال متحدث باسم (روسكوزموس) لرويترز إن الوكالة ستعاود تلك المحاولة بعد عام 2025 . كانت الولاياتالمتحدة -منافسة روسيا خلال حقبة الحرب الباردة- قد أجرت تجارب ناجحة في مجال هذه الصواريخ وأعادت استخدام المرحلة الأولى من الصواريخ المصممة بحيث تعود للأرض مرة أخرى بعد إطلاقها ما يوفر نفقات إطلاق الصواريخ على النطاق التجاري. ويجري حاليا إنشاء منصة حديثة لإطلاق المركبات الفضائية في أقصى شرق روسيا لكن مواصلة تنفيذ المشروع ستتضرر جراء القرار الأخير وسيجري بناء منصة إطلاق واحدة بدلا من اثنتين مثلما كان مقررا في الأصل. وتوقع الحكومة الروسية على مشروع معدل لبرامج الفضاء في مارس آذار القادم لكن لم يتضح ما إذا سيجري مزيد من الخفض قبل ذلك. واضطرت روسيا التي تعول كثيرا على عائدات النفط الى خفض خطط الإنفاق في مختلف القطاعات في إطار محاولتها للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت جراء ضعف الروبل والعقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب أزمة أوكرانيا. وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عدة مناسبات عن تنشيط أمجاد الفضاء التي تحققت خلال الحقبة السوفيتية حين تم إطلاق (سبوتنيك) أول قمر صناعي عام 1957 وارسل الاتحاد السوفيتي السابق أول رجل للفضاء عام 1961 وأجرى أول عملية سير في الفضاء عام 1965 .