"الطالب وصل به من الاستهتار ما جعله يتظلم رغم عدم إجابته مطلقًا.. إن لم تستح فاصنع ما شئت " .. بتلك الكلمات وصف أستاذ بكلية الحقوق "كراسة إجابة" أحد طلاب الفرقة الثانية بامتحان مادة "المالية العامة والتشريع الضريبي"، وكتب على صفحتها الأولى "لا توجد إجابات". واستشهد أستاذ "أصول الفقه" بشعر "المتنبي" على "كراسة إجابة" أحد طلاب الفرقة الرابعة: " ومن البليّة عدل من لا يرعوي عن جهله وخطاب من لا يفهم "، واستنكر تظلم الطالب من درجة «الصفر» التي نالها عن جدارة: "أنت متظلم ليه.. الورقة فارغة ليس بها أي إجابة". نماذج إجابات لطلاب جامعيين لم يقتصر «تفوقهم» على الاستهتار بمستقبلهم فقط، إنما وصل بهم إلى التهكم بمادتهم العلمية وأساتذتهم بكلية الحقوق. لم يكتف بعض الطلاب بترك كراسة الإجابة «خالية»، بل تعددت الصدمات أمام الأساتذة المصححين، فمنهم من رسم "سفينة" أو "طائرة" بورقة إجابة امتحان مادة "البحري والجوي"، وآخرون يسطرون أغنيات سعد لمجرد وغيره من الفنانين بدلًا من إجاباتهم، وغيرهم يستجدون مصحح المادة في درجات النجاح. واكتفى أحد الطلاب بكتابة عبارة "وحياة أمك نجحني علشان أنا اتخنقت من الكلية دي" وترك كامل كراسة الإجابة «خالية من أي إجابة». وتصديقًا لما قاله المتنبي " كم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء "، كتب أحد الطلاب مستجديًا مصحح المادة: والله يا كبير أنا بلعب في نادي الحمام بمطروح والسنة دي بنافس.. ادعيلنا نصعد.. وعلشان كدا أنا مش مذاكر.. حقك عليا يا كبير". تُعرف ب «كلية العظماء».. تخرج فيها حتى الآن 3 رؤساء، أمين عام وكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي، أمين عام منظمة الأممالمتحدة بطرس غالي، 58 وزير عدل، 28 وزير خارجية، 32 وزير تعليم عالى وتعليم و19 وزير شئون اجتماعية.. كلهم رجال دولة شرفوا مصر بالمحافل الدولية، ومع ذلك يجد الأساتذة صعوبة في قراءة إجابات بعض الطلاب، بسبب خط سئ، تعبير أسوأ، مستوى إملاء كارثي. من بعض ما ذكره الطلاب بامتحان مادة الجنائي الفرقة الثالثة: «تقع تحت طاولة القانون».. «لا "ينط" للمتهم بصلة».. «الرشوة لا تكون إلا من الأثرياء للموظفين أما الفقراء فيس لهم إلا الله».. «واستشهادًا بقوله تعالى: الراشي والمرتشي في النار».. «هذا الحكم جاز»، ما دعا المصحح للتساؤل: "هل نوع الجاز أبيض أم أحمر!"، ومصحح آخر يكتب لطالب: "عملك أسود ومنيل"؛ تعليقًا على إملائه الكارثي. النماذج السابقة مجرد نقطة في بحر من "الاستهتار الطلابي" تجاه موادهم العلمية وأساتذتهم أو بمعنى أوضح "ما خفي كان أعظم"، ما سبق يطرح "دفعة أسئلة مباشرة": من يحاسب هؤلاء؟ وكيف يكون العفاب؟ ولماذا تصمت وزارتا التعليم العالي والتعليم عن هذه الأمور؟، آملين في رد مباشر من مسئولي الوزارتين.