استشهد عقيد ومجند شرطة صباح اليوم السبت 9 يناير على يد ملثمين قاموا بإطلاق الرصاص عليهما بمنطقة شبرامنت بالجيزة أثناء ذهابهما للعمل. أشعل الإرهابيون النيران في السيارة وبها جثث الشهداء حتى تفحمت تماما وسرقوا سلاح الضابط وهربوا وسط غياب أمني تام. انتقلت قوات الأمن بأشراف مساعد الوزير لأمن الجيزة اللواء أحمد حجازي إلى مكان الحادث ، وتبين استشهاد كلا من رئيس قسم مرور المنيب العقيد علي أحمد فهمي والمجند محمد رمضان البرهامى عبدالمقصود من قوة ذات الجهة ، وتم نقل الجثمانين إلى المشرحة ، وإزالة أثار الحادث ، وتم فرض كردون أمني ، وتكثف قوات الأمن جهودها لضبط الجناة. وكشفت مصادر أمنية ل"بوابة أخبار اليوم" أن الحادث سياسي وأن وراء ارتكاب الواقعة ملثمان يستقلان دراجة بخارية قاما برصد تحركات الشهيد لمدة أسبوع حتى اغتالوه ، مشيرة إلى أن الحادث لم يستغرق سوى 10 دقائق . جدير بالذكر أن منطقة أبو النمرس شهدت العديد من حوادث استهداف ضباط شرطة خلال الفترة الماضية ، وكان أخرها حادث الهجوم على كمين المنوات والذي أسفر عن استشهاد 4 مجندين. ويجدر الإشارة إلى أن الضابط الشهيد لديه 3 أبناء ويقيم في أحد الاستراحات بالقرب من مكان الحادث وكان المجند الشهيد يعمل سائقا له ويقيم بغرفة داخل الاستراحة . تفاصيل الحادث كانت بداية الحادث في تمام الساعة السابعة والنصف صباح اليوم ، حيث أستودع الشهيد أسرته وأبنائه كأنه يعلم نهايته ثم خرج من منزله بمنطقة شبرامنت بصحبته مجنده يستقلون سيارة نصف نقل للذهاب إلى عمله ، وكان الشهيد دائما يسلك أحدى الطرق الجانبية للسير على الطريق الرئيسي ، وأثناء سيرهما بالطريق المختصر فوجئوا بدراجة بخارية يستقلها شخصان قاما بإطلاق الرصاص على الشهيدين ، ولم يتركوهما ألا جثة هامدة ثم قاما بسرقة سلاح الضابط وألقوا البنزين على السيارة وأشعلوا النيران بجثث الشهداء بداخلها في غياب للخدمات الأمنية وفروا هاربين. فريق بحث انتقل مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة اللواء خالد شلبي ونائبه اللواء علاء عزمي ومفتش مباحث جنوبالجيزة العميد رجب غراب إلى مكان الحادث ، وتم فرض كردونا أمنيا حول المكان ، وتبين من خلال المعاينة وجود أثار طلقات بجسد الشهيدان وأن الجناة قاموا بإحراق جثث الشهداء داخل السيارة وسرقوا سلاح الضابط وتفحمت الجثث بالكامل . وكشفت مصادر أمنية أن الحادث الإرهابي الغاشم لم يستغرق سوى 10 دقائق فقط ، بينما كشفت التحقيقات أن الضابط الشهيد خرج متجها إلى عمله وكان دائما يسلك طريقا ترابيا صغيرا للخروج إلى الطريق الرئيسي ، وأثناء مروره بجوار فيلا الفنان حسن حسني ودخول السيارة في ملف فاجئه ملثمان يستقلان دراجة بخارية وأطلقا وابلا من الأعيرة النارية ما أدى إلى استشهاده والمجند ، ثم قاما بإشعال النيران في السيارة حتى تفحمت جثث الشهداء . استمعت أجهزة الأمن بالجيزة إلى أقوال مزارعين تصادف مرورهم بمكان الحادث للتوصل إلى أي معلومات تقود المباحث لضبط الجناة . نشر أكمنة وقام مدير المباحث الجنائية اللواء رضا العمدة بنشر عدد من الأكمنة الثابتة والمتحركة بمحيط الحادث والأماكن القريبة له لسرعة القبض على المتهمين ، حيث قامت القوات بفحص عدد من الدراجات البخارية والسيارات النقل . بوابة أخبار اليوم في مكان الحادث دماء متناثرة .. أثار طلقات..جثث متفحمة .. ذعر ورعب .. استنفار أمني .. هذا هو المشهد السائد بمكان حادث استشهاد عقيد الشرطة والمجند ، انتقلت "بوابة أخبار اليوم " لمكان الحادث لتجد حالة من الاستياء والحزن سيطرت على أهالي المنطقة نتيجة العمل الإرهابي. التقت بوابة أخبار اليوم بعدد من شهود العيان ففي البداية يقول محمد سيد من سكان العقار المواجهة لمكان الحادث إنه في تمام الساعة السابعة والنصف سمع وابل من الأعيرة النارية بالمنطقة ، حيث اعتقد في البداية أن "خفراء المنطقة " يطلقون الرصاص حيث أنه أمر تقليدي ولكن استمر إطلاق الأعيرة النارية فخرجت لمعرفة مصدر الصوت ففوجئت بشخصان يستقلان دراجة بخارية يمطرون سيارة الشهيد بوابل من الرصاص ، وعقب إطلاق الأعيرة النارية فوجئت باشتعال النيران للسيارة ، وعندما حاولت ملاحقة المتهمين فروا هاربين بالدراجة البخارية . ويقول إسماعيل "فلاح" إنه سمع صوت أعيرة نارية وعند خروجه لمعرفة مصدر الصوت وجد سيارة الشهيد تتعرض لوابل من الأعيرة النارية مما أدى لاشتعالها وبفحص السيارة اكتشف أن الشهيدين تفحمت جثامينهما. تحقيقات النيابة وفي نفس السياق بدأت نيابة الأحداث الطارئة بإشراف رئيس النيابة المستشار محمد الطماوي التحقيق في الواقعة ، حيث انتقل فريق من النيابة لإجراء المعاينة التصويرية لمكان الحادث ، وتبين من المعاينة احتراق السيارة التي كانا يستقلها الشهيدين ، كما تم العثور على 15 فارغ لطلقة نارية ، فأمرت النيابة بإرسالها للمعمل الجنائي لفحصها ، كما قامت النيابة بمناظرة جثث الشهيدين ، وتبين من المناظرة تفحم جثمان عقيد الشرطة والمجند ولم يتم تحديد عدد الطلقات نتيجة لتفحم ملامحهما ، فأمرت النيابة بانتداب الطب الشرعي لمعرفة سبب الوفاة ، كما أمرت النيابة باستدعاء شهود العيان لسماع أقولهم حول الواقعة ، وأمرت بالتحفظ على السيارة المتفحمة لفحصها وانتداب المعمل الجنائي لمعرفة أسباب حريق السيارة ، إذا كان نتيجة إلقاء زجاجات المولوتوف أو نتيجة إطلاق الرصاص على السيارة .