جاء تأكيد زعماء الدول الإفريقية ومن بينها مصر ، خلال القمة الإفريقية التاسعة عشرة التي عقدت بأديس أبابا على ضرورة تعزيز التجارة البينية ليجسد حرص تلك الدول على مواصلة الجهود لإقامة السوق لافريقية المشتركة . و جاء ذلك لتعزيز الاعتماد المتبادل لضمان الاستغلال الأمثل لموارد القارة الإفريقية في ضوء تنامي المنافسة الشرسة من جانب الدول الكبرى لالتهام مواردها وحالة عدم الاستقرار السياسي التي تعانى منها عدد من دول القارة. وأعلنت مصر - على لسان الرئيس محمد مرسي - استعدادها لتسخير جميع مواردها لدعم السوق الإفريقية المشتركة من منطلق اقتناعها بان " رخاء العالم يمكن إن يأتي من أفريقيا ". ولم تسفر الجهود التي بذلتها العديد من دول إفريقيا لدعم التجارة البينية عن نجاح ملحوظ خلال السنوات الماضية حيث ظلت معدلات التجارة البينية بين دول القارة متدنية مقارنة بحجم تجارتها الخارجية مع القوى الاقتصادية الأخرى في العالم وخاصة الصين . وأعاقت العوائق التجارية والأزمات السياسية والاقتصادية نمو حجم التجارة البينية الإفريقية رغم الموارد الضخمة التي تذخر بها دول القارة والتي دفعت وزارة الدفاع الأمريكية / البنتاجون / إلى إنشاء إدارة قيادة أفريقيا / أفريكان كوماند / لكبح الهيمنة الصينية على موارد القارة . وبدأت الجهود الإفريقية الرامية إلى دعم التجارة البينية والحرة خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي مع إنشاء التجمع الاقتصادي لدول غرب أفريقيا ايكواس والذي استهدف دعم التعاون الاقتصادي والتكامل الاجتماعي والاقتصادي والثقافي بين الدول الأعضاء ، وإنشاء اتحاد اقتصادي ونقدي عن طريق الاندماج الكامل لاقتصاديات الدول الأعضاء ،وتحسين الأوضاع المعيشية وتعزيز التنمية بالقارة الإفريقية . إلا إن تجمع ايكواس اخفق في تعزيز التجارة البينية بين الدول الإفريقية نتيجة حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي التي شهدتها بعض الدول الأعضاء .