عام كامل بحلوه ومره اقترب على النهاية .. وفي عالم الرياضة مفارقات وغرائب عاش معها الجمهور فى 2015 الذى اقترب على مرحلة اسدال الستار ..عام رياضى مضى بحلوه ومره ..أحزان وانكسارات وانتصارات وأفراح عاشها نجوم ..عام من المشاعر المتناقضة سجلها السجل الرياضى بمختلف الألعاب على الصعيد الخارجي أبرزها كانت قضية الفساد الكبرى مافيا الفيفا ودموع عملاق التنس نادال.. انتصارات البارسا التاريخية واقتناصه الثلاثية الأوروبية وأحلام حلق بها الفتى الرهيب رونالدو فى سماء الذهب ..الحصاد جاء على النحو التالي : * في يوم 12 يناير الماضي، صعد البرتغالي " كريستيانو رونالدو" منصات التتويج من جديد بعدما حصل على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم للمرة الثالثة في مسيرته والثانية على التوالي. فأرقامه كانت تتحدث عنه حينئذ وذاكرة الفوز باللقب العاشر في دوري الأبطال في تاريخ ريال مدريد في مسقط رأسه لا زالت عالقة في الأذهان، ولم يكن هناك أدنى شك في استحقاقه الفوز بلقب الأفضل في هذا العام. وبعد صعوده على منصة التتويج والنظر لجموع الحاضرين، توجه النجم البرتغالي بالشكر لعائلته وأعرب عن ثقته في أن هذه الجائزة لن تكون الأخيرة في مسيرته "أتمنى معادلة رقم ميسي والفوز بالجائزة للمرة الرابعة" وبعد ذلك، قام بتقليد احتفاله الشهير بالقفز في الهواء بعد إحرازه للأهداف. فاز البرتغالي بالجائزة التي يسيطر عليها الثنائي الأبرز على الساحة الكروية في الوقت الحالي (هو وميسي) في آخر سبع سنوات، ووضع أمام نفسه تحدي بالعودة لمنصة التتويج من جديد. سيفعلها مرة أخرى. فالإصابة الطويلة هي العائق الوحيد الذي بإمكانه أن يحول دون تواجده في حفل الكرة الذهبية بزيورخ، وكريستيانو لم يُعهد عليه أن تعرض لإصابة بهذا الشكل، لكن هذه المرة سيذهب وسيكتفي فقط في الأغلب بمشاهدة ميسي وهو يفوز بها للمرة الخامسة، فالبرغوث الأرجنتيني هو المرشح الأبرز للتتويج بالجائزة، بعد أدائه الرائع طوال عام 2015 سواء الفردي أو على المستوى الجماعي مع الفريق. في المقابل، لم يكونا هدفي رونالدو كافيين للصعود بفريقه للمباراة النهائية بعدما خسر أمام يوفنتوس الإيطالي في مباراة نصف النهائي الأخرى (2-3) بمجموع اللقاءين. وعلى الرغم من أن الفريق الملكي افتتح الموسم برقم قياسي في عدد مرات الفوز المتتالي في المباريات ليجعل طموح جماهير البرنابيو يعانق السماء، قبل أن تستفيق على كابوس الخروج خالي الوفاض دون الفوز بأي بطولة في 2015. هذا بالإضافة إلى المشاكل الكثيرة التي كانت تحيط بالفريق وعلاقة أيقونات النادي بالجماهير، لاسيما الحارس الأسطوري إيكر كاسياس، الذي لاقى صافرات استهجان كلما كانت تلمس قدماه الكرة، وبعد هذا الموسم الكارثي للميرينجي، لم يكن هناك مفر آخر لإدارة النادي الملكي سوى إقالة الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي تحمل المسئولية الكاملة لهذا الإخفاق. فقد كان موسم "ريال مدريد" كارثيًا حيث خرج خالي الوفاض من جميع البطولات في الوقت الذي حصد فيه غريمه التقليدي "برشلونة" الأخضر واليابس وتوج بالثلاثية التاريخية (الليجا والكأس ودوري الأبطال) ليعطي انطباعا لدى الجميع بأن فترة الهيمنة الكتالونية ستعود من جديد. وبحلول يوم 11 ينايرالمقبل، سيصعد "سي آر 7" على منصة التتويج من جديد وأهدافه فضلاً عن أرقامه القياسية الفردية تتحدث عنه، ولكن كل هذه الإنجازات من المحتمل ألا تشفع له في معادلة رقم ميسي، حيث أن أرقامه المذهلة تتناقض تماما مع الموسم الكارثي لناديه الملكي وهو ما يزيد من فرص الأرجنتيني بالفوز بالكرة الذهبية من جديد. وكانت المشاركة الفعالة ل" ميسي " مع الفريق الكتالوني خلال الموسم الماضي بمثابة الامتداد للمواسم السابقة، فأرقامه كانت استثنائية، وتعادل تقريبًا أرقام كريستيانو، ولكن المحصلة النهائية لكلا الفريقين هي ما صنعت الفارق. واختتم أبناء المدرب " لويس إنريكي " موسم 2015 بلقب دوري الأبطال الخامس بعد اكتساح يوفنتوس الإيطالي بثلاثية نظيفة، بعد أن تخطى عقبة العملاق الألماني بايرن ميونخ في الدور قبل النهائي، حيث شهدت ظهور ميسي في الوقت المناسب كما جرت العادة محرزًا ثنائية في مباراة الذهاب على ملعب "الكامب نو" والتي انتهت بثلاثية نظيفة. وكما هو الحال مع برشلونة الإسباني، شهدت ملاعب التنس مواصلة هيمنة الصربي " نوفاك ديوكوفيتش" ، المصنف الأول عالميا، خلال هذا العام، حيث تمكن نولي من حصد 11 لقبا محققا الفوز في 88 مباراة ولم يتذوق طعم الهزيمة سوى في ست منها، حيث كانت أصعبها تلك التي تلقاها في نهائي بطولة رولان جاروس، إحدى البطولات الأربع الكبرى (جراند سلام)، أمام السويسري ستانيسلاس فافرينكا، وهو اللقب الوحيد ضمن هذه السلسلة الذي لم يفز به. فالمنافسة مع هذا اللاعب الصربي تعد شرسة، وهو الذي تحول في السنوات الأخيرة لماكينة لا تهزم على جميع أنواع أرضيات الملاعب، وكان يمثل عقابا للاعبين كبار بحجم السويسري روجيه فيدرير والإسباني رافائيل نادال، وهو ما دفع الأخير للتصريح بأن ديوكوفيتش يلعب في مستوى ودوري آخر. وباستثناء ديوكوفيتش، كان فيدرير هو بطل الموسم دون منازع، فعلى الرغم من بلوغه عامه ال34 ، إلا أنه أظهر توازنا بدنيا كبيرا طيلة الموسم، حيث تمكن هذا اللاعب الاستثنائي من الفوز بستة ألقاب والتأهل لثلاث نهائيات، أمريكا المفتوحة وويمبلدون والبطولة الختامية، حيث خسرها جميعا أمام المصنف الأول الصربي. فموسمه الحالي الرائع وتصريحه بأن الجماهير هي السبب الذي يجعله يؤدي في الملعب حتى هذا العمر، جعلهم يتمنون استمراره لأعوام أخرى حتى يتسنى لهم الاستمتاع بموهبته الفريدة. في المقابل، كان عام 2015 بمثابة الكابوس الأسوأ خلال العقد الأخير في مسيرة نادال، حيث لم يفز للمرة الأولى بأي لقب في بطولات "الجراند سلام"، حيث خرج من الدور ربع النهائي لبطولته المفضلة، رولان جاروس التي فاز بها في تسع مناسبات، وتمكن في النهاية من جمع ثلاثة ألقاب فقط. واستطاع نادال من تحسين ترتيبه في الرمق الأخير من الموسم ليصعد للمركز الخامس في التصنيف العالمي ويستقبل عام 2016 بتحد جديد وهو محاولة الصعود، إذا كان ممكنا، للدوري الخاص بديوكوفيتش. وبقدر ما شهدت ملاعب التنس خلال 2015 من أرقام قياسية وانجازات تاريخية، فقد كانت شاهدة على فرص ضائعة، ربما أذهبت من أفواه الكثيرين حلاوة تلك النجاحات المبهرة. فدخول نادي الألف انتصار وتحقيق الرقم القياسي في عدد النقاط التي يحققها لاعب في موسم واحد أو الفوز بثلاثة ألقاب جراند سلام في حين يطمح الكثيرون لحصد لقب واحد لا يضاهيه سوى الفرص الضائعة في 2015. فيدرير نجم بدرجة ساحر : عندما يعلن المذيع الداخلي عن دخول المايسترو روجيه فيدرير، ينتظر عشاقه سحرا على أرضية الملعب، ولم يخذلهم اللاعب السويسري ذو الأربعة وثلاثين عاما. فقد عزف "المايسترو" ألحانا ولا أروع خلال الموسم، بل انه ابتدع سيمفونية جديدة سميت باسمه: "هجوم خاطف من روجيه فيدرير"، والمعروفة اختصارا بالانجليزية (SABR). ولمن لا يعرف فإن (SABR) هي عبارة عن طريقة استحدثها فيدرير في ملاعب المحترفين لرد ارسال المنافس على بعد مسافة ليست بالكبيرة من مربع الارسال، بما يمكنه من مباغتة خصمه، ووضعه تحت الضغط طوال الوقت. ويضاف إلى هذا الاستقبال الفريد والايقاع السريع وضربات الارسال القوية والأسلوب الهجومي، ليكون الناتج ستة ألقاب هي برسبن ودبي واسطنبول وهاله وسينسيناتي وبازل. ولكن ومع استمتاع متابعي لعبة الأمراء، حتى من غير مشجعي فيدرير بهذه الألحان، فإنهم يدركون في قرارة أنفسهم أن شيئا ينقصها. فقد سنحت الفرصة أمام اللاعب السويسري ليعزز رقمه القياسي في عدد ألقاب بطولات الجراند سلام والذي يحمله ب(17 لقبا)، في نهائي بطولة ويمبلدون والولاياتالمتحدة المفتوحة- فضلا عن البطولة الختامية لموسم رابطة محترفي التنس- ولكن الصربي نوفاك ديوكوفيتش ضيع عليه فرصة التتويج بأول ألقابه الكبرى منذ 2012. 35 انتصار و3 هزائم ..للملكة سيرينا: ثلاثة وخمسون انتصارًا وثلاث هزائم فقط، ربما يكون سجلا يدفع الكثيرين لانهاء الموسم في أفضل حال، لكن ليس بالنسبة للأمريكية سيرينا ويليامز في 2015. دخلت "كابتن أمريكا" الموسم ونصب عينيها تحقيق بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى، في انجاز لم يسبق أن حققته لاعبة في العصر الحديث سوى الألمانية شتيفي جراف، صاحبة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز ببطولات الجائزة الكبرى (22 لقبا)، والذي كانت سيرينا تسعى لمعادلته. ولم تكن بداية الموسم موفقة بالنسبة للاعبة السمراء، ففي كأس هوبمان الودية للفرق المختلطة تأخرت سيرينا أمام الإيطالية فلافيا بينيتا بخمسة أشواط نظيفة، لكنها طلبت قدحا من القهوة، في حادثة فريدة من نوعها، كان له مفعول السحر، ليس فقط في المباراة، وانما على مستوى الموسم. توجت بعدها اللاعبة الأمريكية ببطولات الجراند سلام الثلاثة الأولى في الموسم أستراليا المفتوحة على حساب الروسية ماريا شارابوفا ورولان جاروس على حساب التشيكية لوسي سافاروفا وويمبلدون على حساب الإسبانية جاربيني موجوروزا، وفيما بين تلك البطولات، فازت بلقب بطولة ميامي وسينسيناتي. وعندما كانت سيرينا على بعد قوسين أو أدنى من تحقيق الانجاز التاريخي، يبدو أن "سحر" قدح القهوة انتهى أمام إيطالية أخرى، روبرتا فينشي في نصف نهائي بطولة الولاياتالمتحدة المفتوحة، لتخرج اللاعبة الأمريكية في مفاجأة كبرى، وتنهي بعدها موسمها في ظل أنباء عن تأثرها معنويا بالفرصة الضائعة. حروب الجيل الرابع : تألقت خلال الموسم المنصرم العديد من اللاعبات الصاعدات، واللاتي طالبن بفرصة للصعود إلى منصات التتويج في البطولات الكبرى، وليس هناك أفضل من البطولة الختامية. ثماني لاعبات تنافسن على اللقب في غياب الأمريكية سيرينا ويليامز التي انسحبت بعد خروجها من بطولة الولاياتالمتحدة المفتوحة، هذه هي الفرصة المثالية بالنسبة للجميع وعلى رأسهن الروسية ماريا شارابوفا التي لم تتخط "عقدة" سيرينا في نهائي أستراليا المفتوحة. ولكن "ماشا" ليست وحدها في سنغافورة، فهناك لاعبات أخريات يطالبن بحقهن في اللقب، بينهن الإيطالية فلافيا بينيتا التي توجت ببطولة الولاياتالمتحدة المفتوحة، والإسبانية جاربيني موجوروزا التي تأهلت لنهائي ويمبلدون وفازت ببطولة بكين، ممثلة للصاعدات اللاتي يعتبرهن جيلا رابعا في ملاعب الأمراء والرومانية سيمونا هاليب التي توجت ببطولة إنديان ويلز، أكبر ألقابها في مسيرتها الاحترافية. تخطت "ماشا" دور المجموعات وكذلك موجوروزا، إلى جانب التشيكية بترا كفيتوفا والبولندية أنييسكا رادفانسكا، لتكون اثنتان من اللاعبات الأربع على بعد مباراة واحدة من دور النهائي، لتسقط المرشحة الأولى للقب بالنسبة للكثيرين، والحصان الأسود، لتهدر اللاعبة ذات الأصول الفنزويلية فرصة تحقيق المفاجأة في مشاركتها الأولى بالبطولة. ونجحت رادفانسكا في الفوز باللقب، لتضيع الفرصة على كفيتوفا التي كانت على بعد مجموعة واحدة من كتابة التاريخ. نادال يتهاوى فى أسوأ عام : لا يوجد شك في أن 2015 كان أحد أسوأ المواسم التي مرت على الإسباني رافائيل نادال، فقد عانى في أغلب فتراته من أزمة ثقة بدت وكأنها صخرة على كاهله. وكلما وصل النجم الإسباني إلى محطة يزيل فيها عن كاهله هذا الحمل، فإنه يأخذه إلى الخلف ليبدأ الرحلة من جديد، كما هو حال سيزيف، الذي نزلت عليه تلك اللعنة في الأساطير الاغريقية..فبعد وصوله إلى قمة بطولة بوينوس أيرس بعد خسائر مفاجئة أمام توماس بيرديتش في ربع نهائي استرالي. وفي عالم ألعاب القوى، لم يختلف الحال كثيرا، حيث واصل العداء الجاميكي أوسين بولت أرقامه القياسية التي ينفرد بها، وسط عام اصطبغ بالأجواء الفاسدة بعد فضائح المنشطات. وتم ترجمة هذه الهيمنة على أرض الواقع، فباستثناء سباق 100 متر في بطولة العالم عام 2011 والتي أقصي منها بعد البداية الخاطئة، بدا العداء الأسرع في العالم وكأنه يتبارى مع نفسه في بطولة العالم الأخيرة في العاصمة الصينية بكين والتي احتضنها ملعب "العش الطائر".