وجه وزير الثقافة التهنئة والتحية لاستمرار دار المعارف في رسالتها طوال هذه الفتر ة الزمنية والتي تعكس إصرار أبناء المؤسسة على التعاون من أجل رسالة سامية وهي نشر المعرفة. وأضاف النمنم أن هناك ثلاثة ملامح رئيسية لهذه المؤسسة وهي أنها بدأت بجهد فردي، كما بدأت بجهد عربي مشترك كما هو الحال مع دار الهلال ومؤسسة اﻷهرام، إلى جانب أنها بدأت في شكل مطابع أى كمشروع اقتصادي. وأوضح أن هذه المؤسسات لعبت دورا كبيرا أثناء الاستعمار البريطاني حيث عملت على النهوض بالوعي الثقافي المصري والعربي في مواجهة الاحتلال. وأثنى النمنم على التعاون العربي المشترك متمثلا في مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان بدولة اﻹمارات العربية على التعاون لتأسيس مركز زايد للنشر الإلكتروني. وعبر السفير الدكتور خالد زيادة سفير دولة لبنانبالقاهرة عن سعادته بالمشاركة في هذه الاحتفالية، مؤكدا النهضة الثقافية العربية نتيجة تعاون مشترك بين مصريين ولبنانيين وشوام وقصة نجيب مترى تلخص هذه العلاقة، وكان من نتائجها دار الهلال ودار المعارف ومؤسسة الأهرام، موضحا أن النهضة الثقافية العربية تحتاج إلى مواكبة العصر ومتطلباته. وقال سعيد عبده رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار المعارف إن المؤسسة هى من أقدم المؤسسات في الوطن العربي، وقد ساهمت في نشر الثقافة على المستوى العربي كما كان لها السبق في نشر ثقافة الطفل من خلال السلاسل والإصدارات الخاصة بالطفل وآدابه، مشيرا إلى أنه لمواكبة العصر تم إفتتاح مركز زايد للنشر الإلكتروني بالتعاون مع مؤسسة زايد. وأكد أحمد شبيب الظاهري مدير عام مؤسسة زايد بالإمارات العربية المتحدة أن هناك اتفاق بين وزارة الثقافة والشباب الإماراتية ومؤسسة دار الهلال على نشر 100 كتاب كل عام، إضافة إلى إنشاء مركز زايد الإلكتروني الذي يساعد على نقل الكتاب الورقى إلى إلكتروني ليصبح متاحا للجميع. وأعقب جلسة الافتتاح ندوة بعنوان "دار المعارف 125 عامًا في خدمة الثقافة العربية" تحدث فيها الدكتور محمد صابر عرب استاذ التاريخ المعاصر ووزير الثقافة الأسبق، ويعقوب الشاروني الكاتب المتخصص في أدب الأطفال والدكتور نصر عارف مستشار وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بدولة الإمارات العربية المتحدة. كما عرض خلال الاحتفالية فيلم تسجيلي عن تاريخ الدار ونشأتها وإسهاماتها في تاريخ الثقافة العربية. كما تم إطلاق كتاب تذكاري بعنوان "دار المعارف: 125 عامًا من الثقافة"، وهو أول كتاب يوثق لتاريخ دار المعارف وتاريخها منذ تأسيسها عام 1890 مرورا بتأميمها عام 1963 وصولا إلى المرحلة الحالية من تاريخها. كما عرض الكتاب تفصيلا لتاريخ الدار في النصف الأول من القرن العشرين، ويركز الضوء على الدور الذي لعبه صانع نهضتها الكبيرة الرائد اللبناني شفيق نجيب متري. شارك في الاحتفالية السفير خالد زيادة سفير لبنانبالقاهرة واحمد شبيب الظاهري مدير عام مؤسسة زايد بالإمارات العربية المتحدة، ووفود دول عربية من الإمارات والكويت والسعودية، فضلاً عن مشاركة كبار الكتاب والمثقفين المصريين.