أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد اشتيه أن مصر قيادة وحكومة وشعبا تمثل حماية للشرعية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني المتمثل في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية. وقال اشتيه، في تصريح خاص لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط برام الله ،الاثنين 14 ديسمبر، إن مصر هي الحماية الحقيقة للقضية الفلسطينية بعد نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، مؤكدا أن العلاقات بين فلسطين ومصر متشابكة وتاريخية ومستمرة ونموذج للعلاقات الناجحة. وكشف أن القيادة الفلسطينية تقوم حاليا بالتنسيق مع القيادة المصرية من أجل التقدم لمجلس الأمن الدولي برزمة من القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، مؤكدا أن تولي مصر عضوية في مجلس الأمن بداية العام المقبل ستكون لها انعكاسات على القضية الفلسطينية. ودعا اشتيه إلى ضرورة عقد مؤتمر دولي حول القضية الفلسطينية بحضور الأطراف كافة لوضع حد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وحل هذا الصراع على غرار الأزمات في سوريا واليمن وليبيا وغيرها من الصراعات الموجودة حاليا على الساحة، مؤكدا أن المفاوضات مع الاحتلال فشلت فشلا ذريعا ولا يجب التعويل عليها ويجب البحث عن مسار أخر هو من وجهة نظرنا عقد مؤتمر دولي حول فلسطين. وشدد على ضرورة وجود جهود دولية لحل القضية الفلسطينية على غرار الملفات الأخرى، مؤكدا ضرورة وجود حل إقليمي لمعظم هذه القضايا وبشكل سريع وحازم. وكشف أنه نتيجة لتعنت سلطات الاحتلال وعدم رغبته في الحل وقيامه بتعقيد كل الأمور وانتهاكاته المستمرة بحق الشعب الفلسطيني رأت القيادة الفلسطينية ضرورة البحث عن إستراتيجية أخري للتعامل مع سلطات الاحتلال وهى عدم التعويل على المفاوضات، موضحا أن الأيام المقبلة ستشهد اجتماعا للقيادة الفلسطينية "مركزية فتح وتنفيذية المنظمة" لإقرار وتحديد وقت تنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني التي اتخذت مؤخرا فيما يتعلق بتحديد العلاقة مع إسرائيل ووقف العمل بالاتفاقيات التي انتهاكاتها حكوماتها المتعاقبة. وأكد أن القيادة الفلسطينية تعلم جيدا أنه سيكون هناك تبعات ونتائج عكسية من قبل سلطات الاحتلال لمثل هذه القرارات، موضحا أن القيادة تعمل حاليا على تهيئة الشارع الفلسطيني لتحمل تلك النتائج والانعكاسات، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني قادر على تحمل أي نتائج أو قرارات من أجل الضغط على المحتل لإنهاء الاحتلال. وأضاف اشتية أن القيادة الفلسطينية تعمل حاليا على عدة مسارات بديلة عن المفاوضات ومنها الانضمام إلى المزيد من المنظمات الدولية وقد نجحت القيادة في ذلك عبر الحصول على عضوية عدد كبير من المنظمات ومازالت مستمرة وكذلك الاعترافات الدولية بدولة فلسطين وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وهذا يطلق عليه (تدويل الصراع) هو ما نسعي فيه حاليا. وأوضح أن هناك مسارا أخر تسير فيه القيادة الفلسطينية من أجل الضغط على حكومة الاحتلال وهو تضييق الخناق على إسرائيل اقتصاديا من خلال حملات المقاطعة ولا خوف على العمالة الفلسطينية كما تحاول إسرائيل الترويج. وأكد أن إسرائيل تعمل على القضاء على حلم الدولة الفلسطينية عبر القضاء على مقومات أو هيكل الدولة لان الاتفاقيات الموقعة مع سلطات الاحتلال كانت إذا طبقت تعمل على إنهاء الاحتلال وإعلان دولة فلسطين وهذا ما تعمل إسرائيل على قتله ولن نسمح لها بذلك. وحذر إسرائيل من الاستمرار في حالة اللا حل التي يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأنها ستعيد الصراع إلى المربع الأول ، مؤكدا أن الصراع سيتم حسمه بالنقاط ونحن مع الحل الدولتين أم سياسة اللا حل ستفجر الأوضاع أكثر. وأكد أن الهبة الشعبية نقلت القضية الفلسطينية من قضية مهمة إلى قضية ملحة وإعادة الترتيب في أولويات القضايا الإقليمية العالمية، مشيرا إلى أن القيادة الفلسطينية تقف وراء شعبها ولن تتركه لوحده في الميدان. ورفض مقولة وجود فجوة بين القيادة الفلسطينية والشعب ، موضحا أن هناك نقمة في الشارع الفلسطيني بسبب الظروف المعقدة التي نعيشها وخصوصا التحديات الاقتصادية التي لا تستطيع القيادة الفلسطينية بحكم الاحتلال أن تتعامل معها لتعويض المواطن فهناك بطالة كبيرة وغيرها من الأزمات الاقتصادية. وقال إن هناك تحديا سياسيا يتمثل في الانقسام وملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس أي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، موضحا أن فتح تريد انفراجا سياسيا سواء في إنهاء الاحتلال أو إنهاء الانقسام وتمام المصالحة. وكشف اشتيه أن الرئيس محمود عباس أعلن عن مسارين لإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة وتم رفضهما من قبل حركة حماس، موضحا أن حكومة توافقية (حكومة وحدة وطنية) يشارك فيها الفصائل الفلسطينية كلها والذهاب إلى انتخابات للاحتكام للشعب وصندوق الاقتراع هما المطلب الوحيد للشعب الفلسطيني. ورأى أن المبادرة السلام العربية التي طرحت لإنهاء الاحتلال لم يتم التسويق لها مما كان لها انعكاسات على القضية الفلسطينية، موضحا إن إسرائيل أخذت الكثير من هذه المبادرة ولم تعط شيئا للقضية الفلسطينية على مدار 13 سنة ماضية هي عمر طرح هذه المبادرة. وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد اشتيه أن هدف القيادة والشعب حاليا أن تبقى قضيتنا حية في ذهن العالم لأنها تعرضت للمد والجزر والصعود والهبوط على مستوي مسارها ونعول على شعبنا في تحرير الأرض وإنهاء الاحتلال.