أقسى عذاب يحس به الإنسان ليس ضرب السياط ، وإنما إن تظلمه وتحرمه من حق الدفاع ! أن تنقله مثلاً من عمله ولا تواجهه بسبب نقله ، أن تحرمه من حق مناقشة حكم أصدرته عليه غيابيًا ! الله لا يحكم على الناس غيابيًا ، يمهلهم الى يوم القيامة ويحاسبهم بملكين ، ويوازن بين السيئات والحسنات قبل ان يصدر حكمه بوضع الانسان فى الجنه أو النار ! وقبل ثلاثة سنوات وبالتحديد فى مراكش النخيل ، شرفت برفقة بعثة المنتخب الأوليمبي بقيادة الجنرال هاني رمزي للمشاركة في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى أولمبياد لندن 2012 بصفتى منسقا اعلاميا للمنتخب ، كنا كتيبة متناغمة ، ضمت الى جانب العبد لله الكباتن فكرى صالح مدرب الحراس ، ومعتمد جمال المدرب العام ، وطارق السعيد المدرب ، ود.علاء عبد العزيز مدير المنتخب ود.علاء شاكر مدرب الاحمال ود.مصطفى المفتى طبيب الفريق ود.فجر الاسلام أخصائى العلاح الطبيعى ود.ناصر هريدى المدلك ومحمود سليمان مسئول المهمات وبصحبتنا كوكبة من اللاعبين اﻷبطال ، وكان يشرف على المنتخب الدولى ومهندس الحلم الاوليمبى هانى أبوريده عضو الفيفا وحازم الهوارى نائب رئيس اتحاد الكرة و احمد مجاهد رئيس البعثة بالمغرب .. كان المشهد السياسي يعج باﻷحداث المتوترة فى أعقاب ثورة يناير 2011 ووسط ظروف استثنائية أقل ما يمكن أن توصف بها أنها طاحنة نجح جيل رمزى فى قطع تذكرة الحلم الاوليمبى وصعد من بوابة الكبار على حساب كوت ديفوار والسنغال وفي أولمبياد لندن 2012 سطر جيل رمزى انجازا فريدا بقيادة أحفاد الفراعنة لدور الثمانية كمنتخب عربى وافريقى وحيد وهو انجاز آخر لم يشعر به المصريون الذين تفرغوا فقط لإعطاء رمزى وجيله الأشواك من ورود الانجاز الاوليمبى الذى تحقق بعد غياب اكثر من 20 سنة! وفى رحلة رمزي الأولمبية كانت المفارقات القاتلة مقارنة بالحياة الرغدة التى عاشها جيل حسام البدري الذى خرج من معترك التصفيات الاولمبية بمركز أخير مهين ونقطتين من 9 نقاط وملايين مهدرة تحتاج لمحاسبة برلمانية خاصة وان البدرى كان يلعب التصفيات بالقوام الاساسى للمنتخب الاول وبجيل متميز سبق للوطنى ربيع ياسين الفوز معه ببطولة افريقيا للشباب ..كما ان البدرى استفاد من انجاز رمزى ببداية سهلة أهلته للدورة المجمعة عكس جيل رمزى الذى بدأ مسيرة التصفيات من أدوار بعيدة وطويلة وشاقة ! رمزي عانى كثيرًا .. شاهدته وهو يصرف من حسابه الشخصى على فواتير معسكرات المنتخب وشاهدته وهو يتنازل عن مكافآت انجازه الاوليمبى بحجة غرامات وقعتها الشركة الراعية ! الحلم الأوليمبي الذى حققه رمزى وجيله بملاليم قوبل بقسوة وجفاء ولم يدعمه أو يكرمه غفير أو وزير باستثناء وقفة أبوريده معه حبا فى مصر وبدلا من تصعيده وجيله الى المنتخب الاول تفاجأنا باتحاد كره يكرم الفاشل برادلى بتمديد عقده مع المنتخب الاول وهو خارج من اخفاق الوصول لنهائيات افريقيا ..رمزى بدلا من تكريمه تم تسريحه وجيله صاحب الانجاز .. وللحديث بقية..