يلقي الرئيس عبد الفتاح السيسي، غدًا الاثنين 29 نوفمبر، كلمتين نيابة عن الدول الإفريقية، (الأولى) بالجلسة الافتتاحية لقمة الأممالمتحدة للتغيرات المناخية التي تنطلق أعمالها غدًا بالعاصمة الفرنسية باريس، وسط ترقب دولي ليس فقط لما ستسفر عنه هذه القمة الهامة في مسألة سبل مواجهة ظاهرة التغيرات المناخية التي تهدد العالم بأثره ومحاولات تقليل الانبعاثات الحرارية الناجمة عن الصناعة. ويزداد الترقب مع انتظار قدرة فرنسا علي تأمين هذا التجمع الدولي الأبرز خلال الأعوام الماضية في ظل تأكيد نحو 150 رئيسا وملكا للحضور في أعقاب الهجمات الإرهابية الأخيرة، التي تعرضت لها باريس وراح ضحيتها ١٣٠ شخصا للتأكيد علي التكاتف الدولي لمواجهة ظاهرة الإرهاب البغيضة . وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الكلمة (الثانية) ستكون خلال الاجتماع الذي دعا له الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي سيعبر في كلمته غدًا عن موقف القارة الإفريقية الداعم للتوصل إلى اتفاق ملزم حول تغير المناخ يتسم بالموضوعية ويراعي حقوق كافة الأطراف ويقوم على مبدأ المسئولية المشتركة وتباين الأعباء بين الدول المتقدمة والنامية في التخفيف من حدة التغيرات المناخية والتكيف معها. كما سيعرب عن شواغل دول القارة الإفريقية وحقها في الحصول على التمويل والقدرات التكنولوجية والخبرات الفنية اللازمة لمساعدتها على التحول نحو الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة، أخذاً في الاعتبار أنها القارة الأقل تسبباً في الانبعاثات الحرارية والأكثر تضرراً من تداعيات تغير المناخ.، و العمل علي سد الفجوة التمويلية التي تواجهها حتى عام 2020 والآخذة في التنامي من أجل التكيف مع التغيرات المناخية وأشار السفير علاء يوسف إلى أن الرئيس أجرى سلسلة من اللقاء عقب وصوله إلى باريس بعد ظهر اليوم الأحد، استهلها بلقاء الرئيس العراقي ثم مديرة منظمة اليونسكو، إضافة إلى لقاءين مع اثنتين من كبرى الشركات الفرنسية . ومن جانبه كشف السفير إيهاب بدوي سفير مصر بفرنسا في تصريحات للوفد الإعلامي المرافق للرئيس السيسي خلال الزيارة أن الشق الثنائي في زيارة الرئيس الحالية إلى باريس يتضمن لقاءات ثنائية أبرزها اللقاء مع الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند اليوم، كما تتضمن لقاءات الرئيس السيسي مع المسئولين الفرنسيين إفطار عمل مع مانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسي ومأدبة عشاء يقيمها رئيس مجلس الشيوخ وأخرى يقيمها وزير الدفاع الفرنسي تكريما للرئيس السيسي والوفد المرافق له. وبالنسبة للقاء رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس فإنه سيعقد صباح الاثنين قبل انطلاق القمة بمقر مجلس الوزراء الفرنسي، وكان فالس في زيارة لمصر تلبية لدعوة من رئيس مجلس الوزراء السابق إبراهيم محلب و بحث تدعيم العلاقات الثنائية وتوقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات عدة. وأشار بدوي إلى أن هذه اللقاءات الثنائية العديدة تعكس العلاقات المتميزة بين البلدين والتي تشهد نموا في شتي المجالات ولا تقتصر على التعاون العسكري، وتمتد إلى المجالات الاقتصادية والثقافية والتعاون القضائي في فترة مليئة بالتحديات للمجتمع الدولي والدول المتوسطية، موضحًا أن مصر وفرنسا تتقاسمان أولوية مكافحة الإرهاب دون انتقائية في التعامل مع الإرهاب حيث انه كلما اتسعت رقعة الإرهاب كلما تهددت مصالح الدول المحبة للسلام. وشدد السفير المصري على أن هذه اللقاءات الثنائية للرئيس السيسي مع وزيري الدفاع والداخلية ترتبط بالأولوية التي توليها القاهرةوباريس لمكافحة الإرهاب، ولا سيما في المرحلة الراهنة، لافتًا إلى أن هناك تنسيقًا مصريًا فرنسيًا على مستوى تقييم مخاطر الإرهاب وسبل مكافحته أينما كان. واعتبر السفير إيهاب بدوي أنه بعد الأحداث الأخيرة، ليس هناك تورط لمصريين في العمليات الإرهابية في باريس بل إن مصر دولة تعاني من الإرهاب وهناك ضحايا مصريين في اعتداءات باريس حيث أن هناك مصري شهيد وأخرى مصرية فرنسية وحالة ثالثة إصابتها حرجة. وأضاف أنه وبعد الأحداث الأخيرة في باريس فإن الدولة الفرنسية ومؤسساتها والدينية توضح صحيح الدين الإسلامي وانه بعيد كل البعد عن الإرهاب، وبالتالي هناك إدراك في المجتمع الفرنسي أن الإسلام بعيد عن هذه الأفعال ولكن هناك قوى متطرفة تتعامل مع المسلمين والعرب بشيء من الحدة ولكن المجتمع الفرنسي بشكل عام يدرك أن الإسلام بعيد كل البعد عن هذه الأفعال. وعن التعاون بين البلدين، قال السفير إيهاب بدوي العلاقات المصرية الفرنسية متميزة وليست بالضرورة قاصرة على التعاون العسكري الذي فرض نفسه في الفترة الماضية، لافتًا إلى أن هناك تطورا كبيرا في التعاون على المستويات الاقتصادية والثقافية، وكشف انه سيكون هناك زيارة في المستقبل القريب لمجموعة من رؤساء الشركات الفرنسية لزيارة مصر والوقوف علي فرص الاستثمار في تطوير محور منطقة قناة السويس في العديد من القطاعات المطروحة ، فضلا عن تدعيم التعاون الأمني بين البلدين. وأعرب عن تطلع مصر إلى مشاركة فرنسا في مشروع تنمية مؤشر قناة السويس في تطوير منطقة قناة السويس وفي صناعة السيارات وتشييد وبناء الإنفاق، حيث أن هناك العديد من الشركات المستثمرة في مصر. وأضاف أن أحد رؤساء الشركات الفرنسية العاملة في مصر، قال له: "لدينا نسبة نمو سنوي ٣٥٪ لمدة ثلاث سنوات متتالية وبالتالي الاستثمار في مصر له عائد مجزي جدا". وأوضح السفير إيهاب بدوي أن فرنسا لم تمنع رعاياها من زيارة مصر وإنما فقط تحدد مناطق تنصح بعدم الذهاب إليها، والمشكلة ليست الوضع في مصر وإنما الوضع في المنطقة والتردد من التوجه إليها بالنظر لما يحدث من عمليات إرهابية. وبالنسبة لشرم الشيخ، قال السفير بدوي إن فرنسا رفعت مستوى التحذير من الأصفر إلى البرتقالي ولكن لم يصل إلى الأحمر، ورغم الضغط عليها حرصت فرنسا على عدم رفع مستوي التحذير إلى الأحمر. ولفت بدوي إلى أن الشق الثنائي مع فرنسا يأتي في المرتبة الثنائية في زيارة الرئيس الحالية لباريس التي تأتي بالأصل لرئاسة وفد مصر في المؤتمر الدولي حول المناخ بصفتها رئيس لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغيرات المناخ وكذلك بصفتها رئيس مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة. وأكد أن ملف المناخ لم يعد ترفا بل أصبح مرتبطا بحياتنا وهناك دول جزرية مهددة بالزوال التام ودول أخرى مثل مصر مهددة بغرق مناطق منها مثل الدلتا، وبالتالي هناك انعكاسات للتغيرات المناخية والانبعاثات الكربونية وارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض وارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات على الصحة العامة وطرق التجارة والملاحة العالمية من ارتفاع درجة حرارة الأرض. وأشار السفير بدوي إلى أن هناك عدد من اللقاءات الثنائية للرئيس السيسي أيضا مع رؤساء الدول والحكومات المشاركين في قمة باريس حول المناخ، لافتا إلى أن الرئيس السيسي سيتقدم بعد غدٍ الثلاثاء بصفته رئيس لجنة الرؤساء الأفارقة المعنية بتغير المناخ ، بمبادرة افريقية للتوسع في استخدام الطاقة المتجددة خلال اجتماع حول التحديات المناخية والحلول الإفريقية، الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي بحضور رؤساء الدول والحكومات الأفارقة لتبادل الرؤى ووجهات النظر حيال عدد من الموضوعات الحيوية بالنسبة للقارة، وفي مقدمتها زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة في إفريقيا. ومن المقرر أيضاً أن يشارك الرئيس في اجتماع رفيع المستوى الذي دعا إليه سكرتير عام الأممالمتحدة حول التأقلم مع تداعيات التغيرات المناخية. وحول الموقف المصري الفرنسي من سوريا، قال بدوي إن مصر موقفها ثابت وهو حرصها على وحدة التراب السوري والمؤسسات السورية وتجنب وقوع ليبيا ثانية في سوريا. وبالنسبة للموقف الفرنسي، ذكر أن موقف فرنسا قبل اجتماعات فينيا يختلف عما صدر عن اجتماعات فينيا ثم يختلف عما بعد أحداث نوفمبر، وخاصة التلميح عن إمكانية التنسيق مع القوات السورية على الأرض فيما يتعلق بالضربات الجوية الفرنسية، وفرنسا أصبحت أولويتها القضاء على داعش التي ساهمت في قتل مواطنين فرنسيين وبالتالي حدث تبدل في الموقف الفرنسي بالنظر إلى الصدمة الفرنسية الكبيرة. وأضاف أن اليسار الفرنسي الحاكم هو من اتخذ قرارات الطوارئ رغم موقفه من دعم الحريات ولكن بالنظر إلى تهديدات الأمن الوطني يكون هناك اصطفاف وطني وإدراك كامل بأن العمليات استهدفت المجتمع الفرنسي.