يلقي الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم كلمتين، نيابة عن الدول الإفريقية ،الأولي بالجلسة الافتتاحية لقمة الاممالمتحدة للتغيرات المناخية التي تنطلق أعمالها اليوم بالعاصمة الفرنسية باريس وسط ترقب دولي ليس فقط لما ستسفر عنه هذه القمة المهمة بشأن سبل مواجهة ظاهرة التغيرات المناخية التي تهدد العالم بأثره ومحاولات تقليل الانبعاثات الحرارية الناجمة عن الصناعة.. ولكن ايضا لقدرة فرنسا علي تأمين هذا التجمع الدولي الابرز خلال الأعوام الماضية في ظل تأكيد نحو المائة وخمسين رئيسا وملكا للحضور في أعقاب الهجمات الإرهابية الاخيرة التي تعرضت لها باريس وراح ضحيتها 130 شخصا للتأكيد علي التكاتف الدولي لمواجهة ظاهرة الإرهاب البغيضة . اتفاق ملزم وسيلقي الرئيس الكلمة الثانية خلال الاجتماع الذي دعا له الأمين العام لمنظمة الاممالمتحدة بان كي مون، صرح بذلك السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية وقال إن الرئيس السيسي سيعبر في كلمته أمام قمة المناخ عن موقف القارة الافريقية الداعم للتوصل إلي اتفاق ملزم حول تغير المناخ يتسم بالموضوعية ويراعي حقوق كافة الأطراف ويقوم علي مبدأ المسئولية المشتركة وتباين الأعباء بين الدول المتقدمة والنامية في التخفيف من حدة التغيرات المناخية والتكيف معها، كما سيعرب عن شواغل دول القارة الإفريقية وحقها في الحصول علي التمويل والقدرات التكنولوجية والخبرات الفنية اللازمة لمساعدتها علي التحول نحو الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة، آخذا في الاعتبار أنها القارة الأقل تسبباً في الانبعاثات الحرارية والأكثر تضرراً من تداعيات تغير المناخ.، والعمل علي سد الفجوة التمويلية التي تواجهها حتي عام 2020 والآخذة في التنامي من أجل التكيف مع التغيرات المناخية. دعم العراق وقد اجري الرئيس السيسي سلسلة من اللقاءات عقب وصوله إلي باريس بعد ظهر امس استهلها بلقاء الرئيس العراقي فؤاد معصوم وصرح السفير علاء يوسف بأن الرئيس السيسي أكد خلال اللقاء التزام مصر بتقديم كل أشكال الدعم والمساندة للحكومة العراقية في جهودها المبذولة لمكافحة الإرهاب واستعادة سيادتها علي كل أراضيها والتغلب علي مختلف التهديدات والتحديات الداخلية والإقليمية الراهنة، مشددا علي متانة العلاقات الأخوية والمتميزة التي تجمع البلدين الشقيقين، منوهاً إلي أهمية العمل علي دفعها وتطويرها والارتقاء بمختلف مجالات التعاون الثنائي خلال الفترة المقبلة. واضاف السفير علاء يوسف أن الرئيس العراقي أكد اعتزازه وتقديره بدور مصر المحوري كركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة، مشيداً بما تبذله من جهود مُقدرة من أجل تعزيز العمل العربي المشترك. وأشار الرئيس إلي اهتمامه بمتابعة الخطوات الإصلاحية التي تقوم بها الحكومة العراقية، معرباً عن أمله في المضي قدماً علي صعيد المصالحة الوطنية واستعادة اللُحمة بين أبناء الشعب العراقي، بما يحافظ علي وحدة الدولة العراقية ويصون مؤسساتها الشرعية في مواجهة من يريد العبث بمقدراتها وأمنها واستقرارها. وأضاف السفير علاء يوسف أن اللقاء شهد استعراضاً لآخر التطورات الميدانية في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، لاسيما بعد النجاح في تحرير مدينة «سنجار» ذات الأهمية الاستراتيجية من أيادي التنظيم. وتناول اللقاء كذلك آخر المستجدات في المنطقة، حيث اتفق الجانبان علي أن الواقع الإقليمي المضطرب يتطلب تضافر كل الجهود والتحرك العاجل والفعال من أجل نزع فتيل الأزمات التي يشهدها عدد من دول المنطقة، بما يحافظ علي وحدة وسلامة الدول الوطنية، ويساعدها علي التغلب علي تحدي الإرهاب. وأشار الرئيس إلي أهمية دور الأزهر الشريف وغيره من المؤسسات الدينية في تفنيد ودحض البنية الأيديولوجية لداعش ومختلف التنظيمات التكفيرية التي تروج لأفكار هدامة تستهدف النيل من الأمة العربية ودفعها نحو هاوية الفوضي والانقسام. كما التقي الرئيس ايرينا بوكوفا مديرة منظمة اليونسكو. رئيسا الرافال والميسترال وعقد الرئيس لقاء مع إيريك ترابييه رئيس مجلس إدارة شركة «داسو» الفرنسية للصناعات الجوية. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحِّب برئيس مجلس إدارة الشركة، مشيداً بالتعاون القائم مع الشركة وقيامها بتزويد مصر بطائرات «الرافال» الفرنسية. وأشار الرئيس إلي أن التعاون مع الشركة يعد تجسيداً لعمق ومتانة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر وفرنسا التي تشهد تنامياً ملحوظاً وطفرة نوعية علي مختلف الأصعدة خلال الفترة الحالية، لاسيما علي الصعيد العسكري. وأعرب رئيس شركة «داسو» عن تطلعه لتعزيز ومواصلة التعاون مع مصر في مختلف المجالات، وتزويدها بمختلف الاحتياجات العسكرية والتقنية بما يزيد من قدرتها علي تحقيق الأمن والاستقرار، مشيداً بدور مصر المحوري والفعال في تعزيز الأمن والاستقرار داخل محيطها الإقليمي، لاسيما في ظل تصاعد التهديدات التي تشهدها المنطقة والعالم، وعلي رأسها تحدي الإرهاب. وأضاف السفير علاء يوسف أن الرئيس التقي عقب هذا اللقاء بإيرفيه جيوو رئيس مجلس إدارة شركة «دي سي إن أس» الفرنسية العاملة في مجال الصناعات البحرية. وأشاد رئيس الشركة بمستوي التعاون والتنسيق القائم مع القوات البحرية المصرية، لاسيما في ضوء صفقات التسليح المهمة التي تم إبرامها مع مصر مؤخراً وعلي رأسها صفقة حاملتيّ المروحيات من طراز «ميسترال» والفرقاطة البحرية متعددة المهام من طراز «فريم». وأكد رئيس الشركة التزامه بمواصلة هذا التعاون، منوهاً إلي الأهمية الاستراتيجية التي تحتلها مصر بالنسبة للشركة في ضوء التقارب السياسي القائم بين البلدين. وأشاد الرئيس بما تقدمه الشركة من دعم عسكري وفني للقوات البحرية المصرية، معرباً عن ثقته في زيادة مستوي التعاون، بما يساعد علي الارتقاء بمستوي الصناعات البحرية في مصر. وكشف السفير ايهاب بدوي سفير مصر بفرنسا في تصريحات للوفد الإعلامي المرافق للرئيس السيسي خلال الزيارة ان الشق الثنائي في زيارة الرئيس الحالية إلي باريس يتضمن لقاءات ثنائية ابرزها اللقاء مع الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند اليوم، كما تتضمن لقاءات الرئيس السيسي مع المسئولين الفرنسيين افطار عمل مع مانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسي ومأدبة عشاء يقيمها رئيس مجلس الشيوخ واخري يقيمها وزير الدفاع الفرنسي تكريما للرئيس السيسي والوفد المرافق له. وبالنسبة للقاء رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس فإنه سيعقد صباح الاثنين قبل انطلاق القمة بمقر مجلس الوزراء الفرنسي، حيث كان فالس في زيارة لمصر تلبية لدعوة من رئيس مجلس الوزراء السابق ابراهيم محلب وبحث تدعيم العلاقات الثنائية وتوقيع عدد من الاتفاقيات. واشار بدوي إلي ان هذه اللقاءات الثنائية العديدة تعكس العلاقات المتميزة بين البلدين والتي تشهد نموا في شتي المجالات ولا تقتصر علي التعاون العسكري وتمتد إلي المجالات الاقتصادية والثقافية والتعاون القضائي في فترة مليئة بالتحديات للمجتمع الدولي والدول المتوسطية...ومصر وفرنسا تتقاسمان اولوية مكافحة الارهاب دون انتقائية في التعامل مع الارهاب حيث انه كلما اتسعت رقعة الارهاب كلما تهددت مصالح الدول المحبة للسلام. وشدد السفير المصري علي ان هذه اللقاءات الثنائية للرئيس السيسي مع وزيري الدفاع والداخلية ترتبط بالاولوية التي توليها القاهرةوباريس لمكافحة الارهاب ولا سيما في المرحلة الراهنة، لافتا إلي ان هناك تنسيقا مصريا فرنسيا علي مستوي تقييم مخاطر الارهاب وسبل مكافحته. أوضح السفير ايهاب بدوي عدم تورط مصريين في العمليات الارهابية التي شهدتها باريس بل ان مصر دولة تعاني من الارهاب وهناك ضحايا مصريون في اعتداءات باريس حيث ان هناك مصريا شهيدا واخري مصرية فرنسية وحالة ثالثة اصابتها حرجة. واضاف انه وبعد الاحداث الاخيرة في باريس، فإن الدولة الفرنسية ومؤسساتها والدينية توضح صحيح الدين الاسلامي وانه بعيد كل البعد عن الارهاب وبالتالي هناك ادراك في المجتمع الفرنسي ان الاسلام بعيد عن هذه الافعال ولكن هناك قوي متطرفة تتعامل مع المسلمين والعرب بشئ من الحدة ولكن المجتمع الفرنسي بشكل عام يدرك ان الاسلام بعيد كل البعد عن هذه الافعال. وعن التعاون بين البلدين قال السفير ايهاب بدوي إن العلاقات المصرية الفرنسية متميزة وليست بالضرورة قاصرة علي التعاون العسكري الذي فرض نفسه في الفترة الماضية لافتا إلي ان هناك تطورا كبيرا في التعاون علي المستويات الاقتصادية والثقافية، وكشف انه سيكون هناك زيارة في المستقبل القريب لمجموعة من رؤساء الشركات الفرنسية لزيارة مصر والوقوف علي فرص الاستثمار في تطوير محور منطقة قناة السويس في العديد من القطاعات المطروحة، فضلا عن تدعيم التعاون الامني بين البلدين، معربا عن تطلع مصر إلي مشاركة فرنسا في مشروع تطوير منطقة قناة السويس وفي صناعة السيارات وتشييد وبناء الانفاق حيث ان هناك العديد من الشركات المستثمرة في مصر. واضاف ان احد رؤساء الشركات الفرنسية العاملة في مصر قال له : لدينا نسبة نمو سنوي 35٪ لمدة ثلاث سنوات متتالية وبالتالي الاستثمار في مصر له عائد مجز جدا. واوضح السفير ايهاب بدوي ان فرنسا لم تمنع رعاياها من زيارة مصر وانما فقط تحدد مناطق تنصح بعدم الذهاب اليها، والمشكلة ليست الوضع في مصر وانما الوضع في المنطقة والتردد من التوجه اليها بالنظر لما يحدث من عمليات ارهابية. وبالنسبة لشرم الشيخ، قال السفير بدوي ان فرنسا رفعت مستوي التحذير من الاصفر إلي البرتقالي ولكن لم يصل إلي الاحمر، ورغم الضغط عليها حرصت فرنسا علي عدم رفع مستوي التحذير إلي الاحمر. ولفت بدوي إلي ان الشق الثنائي مع فرنسا يأتي في المرتبة الثنائية في زيارة الرئيس الحالية لباريس التي تأتي بالأصل لرئاسة وفد مصر في المؤتمر الدولي حول المناخ بصفتها رئيس لجنة رؤساء الدول والحكومات الافارقة المعنية بتغيرات المناخ وكذلك بصفتها رئيس مؤتمر وزراء البيئة الافارقة، مؤكدا ان ملف المناخ لم يعد ترفا بل اصبح مرتبطا بحياتنا وهناك دول جزرية مهددة بالزوال التام ودول اخري مثل مصر مهددة بغرق مناطق منها مثل الدلتا، وبالتالي هناك انعكاسات للتغيرات المناخية والانبعاثات الكربونية وارتفاع درجة حرارة كوكب الارض وارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات علي الصحة العامة وطرق التجارة والملاحة العالمية من ارتفاع درجة حرارة الارض. وأشار السفير بدوي إلي أن هناك عددا من اللقاءات الثنائية للرئيس السيسي ايضا مع رؤساء الدول والحكومات المشاركين في قمة باريس حول المناخ، لافتا ان الرئيس السيسي سيتقدم غدا بصفته رئيس لجنة الرؤساء الافارقة المعنية بتغير المناخ، بمبادرة افريقية للتوسع في استخدام الطاقة المتجددة خلال اجتماع حول التحديات المناخية والحلول الإفريقية، دعا إليه الرئيس الفرنسي بحضور رؤساء الدول والحكومات الأفارقة لتبادل الرؤي ووجهات النظر حيال عدد من الموضوعات الحيوية بالنسبة للقارة، وفي مقدمتها زيادة الاعتماد علي الطاقة المتجددة في إفريقيا. ومن المقرر أيضاً أن يشارك الرئيس في اجتماع رفيع المستوي الذي دعا إليه سكرتير عام الأممالمتحدة حول التأقلم مع تداعيات التغيرات المناخية. وحول الموقف المصري الفرنسي من سوريا، قال بدوي ان مصر موقفها ثابت وهو حرصها علي وحدة التراب السوري والمؤسسات السورية وتجنب وقوع ليبيا ثانية في سوريا. وبالنسبة للموقف الفرنسي، قال بدوي ان موقف فرنسا قبل اجتماعات فيينا يختلف عما صدر عن اجتماعات فيينا ثم يختلف عما بعد احداث نوفمبر، وخاصة التلميح عن امكانية التنسيق مع القوات السورية علي الارض فيما يتعلق بالضربات الجوية الفرنسية. وفرنسا اصبحت اولويتها القضاء علي داعش التي ساهمت في قتل مواطنين فرنسيين وبالتالي حدث تبدل في الموقف الفرنسي بالنظر إلي الصدمة الفرنسية الكبيرة. واضاف ان اليسار الفرنسي الحاكم هو من اتخذ قرارات الطوارئ رغم موقفه من دعم الحريات ولكن بالنظر إلي تهديدات الامن الوطني يكون هناك اصطفاف وطني وادراك كاملة ان هذه العمليات استهدفت المجتمع الفرنسي.