عقدت جمعية رعاية أطفال السجينات، في إطار مشروعها التنموي "حياة جديدة" بالشراكة مع مؤسسة دروسوس، مؤتمرها الشعبي الثالث ضمن حملة "ما تمضيش.. لا للتوقيع على إيصالات الأمانة" بعزبة الوالدة بحلوان، السبت 7 نوفمبر. وبدأت الكاتبة الصحفية، نوال مصطفى، مؤسسة ورئيسة الجمعية، كلمتها بالترحيب بالحضور، وهنأت د. آمنة نصير على نجاحها في مجلس نواب، واستعرضت مسيرة الجمعية الطويلة على مدار 25 عاماً، مع السجينات وأطفالهن وكيف تطورت الفكرة حتى وصلت إلى الاهتمام أيضاً بالسيدات الفقيرات المعرضات أن يسجن نتيجة إيصالات الأمانة. وقالت نوال مصطفى إنه منذ بدء حملتها الصحفية على صفحات جريدة الأخبار في بداية تأسيسها الجمعية عام 1990، والنجاحات التي حققتها بالتعاون مع وزارة الداخلية ومصلحة السجون، وأتى بعد ذلك تبني الجمعية لقضية "سجينات الفقر" التي تبعها فيها المجتمع المدني وأسماها "الغارمات" منذ 2007، لتحرير السجينات اللاتي حكم عليهن بأحكام قضائية كبيرة نتيجة الاستدانة بمبالغ مالية أو شراءهن لبعض الأجهزة، حتى تبني مؤسسة الرئاسة القضية أخيراً. وأكدت الكاتبة والأديبة نوال مصطفى أن هدف المؤتمر الشعبي الثالث هو "الوقاية خير من العلاج"، وهو التوعية من مخاطر الإمضاء على إيصالات الأمانة على بياض، أو الاستدانة بما لا يلائم قدراتهن. وقالت د. آمنة نصير، عضو مجلس النواب، إن ثروة مصر في الإنسان، والسؤال هو: هل نحن قادرون على الحرص عليها وتنميتها؟، بتربية أولادنا بشكل صحيح وأن يكون داخلنا الإرادة في الدفاع عن أي أذى يحاول أن ينال من وطننا. وأطالب أن يزداد همة وقوة وتماسك والحرص على قيمنا العظيمة وثقافتنا المصرية الأصيلة، إحنا بنحسدكم حلاوة اللسان والصبر. وحذرت نصير كل سيدة مصرية ألا تترك نفسها لقمة سائغة للتجار الجشعين، عن طريق التوفير والادخار، وقيمة الرضا والحمد اللتان كانتا موجودتان في الماضي لكن الآن لم تعد لهما قيمة. وشرح المستشار خالد العصرة، الجوانب القانونية المتعلقة "بإيصالات الأمانة"، محذراً كل شخص ألا يوقع على إيصال الأمانة، لأنه يزج صاحبه إلى السجن في لحظة استسهال أو حصول على أموال أو أجهزة بكل سهولة، لكنه لا يعرف العواقب المترتبة على هذا التوقيع البسيط. وأشار العصرة إلى أن جمعية رعاية أطفال السجينات لا تساعد السيدات اللاتي يتعمدن شراء الأشياء لبيعها بعد ذلك ما يسمى ب"حرق البضاعة"، لكنها تساعد السيدات الفقيرات المتعثرات في السداد. ونصح العصرة في حالة أن يكون الإنسان أمياً، يجب أن يحضر معه محامياً أو أي شخص يجيد القراءة والكتابة، وأنه في حالة توقيع السيدة بالفعل على إيصال أمانة فيجب أن تذهب إلى القسم، وتطالب بعمل محضر إثبات حالة ومعها شاهدان، وتبلغ النيابة أيضاً، حتى لا يتم ابتزازها من التجار. ونوّه خالد العصرة، بأنه يجب على سيدة أن تبدأ في رفع قضية "رد اعتبار" بعد خروجها من السجن، لكي تستطيع أن تعود للحياة الطبيعية، حتى لا تكون مسجلة نصب واحتيال، وتستطيع أن تعمل في مصنع أو شركة التي تطلب شهادة "فيش وتشبيه"، حتى يتم شطبها من قوائم المسجلين نصب، وهذا له فائدة أخرى لأولادها، في الحالات التي يتطلب فيها "فيش وتشبيه" للأم أو الأب. وقالت د. آية ماهر، أستاذة التنمية بالجامعة الألمانية، إنه يجب ألا تضعف الأم أمام متطلبات أولادها، وإنه يجب على كل أم أن تشارك أولادها في تفاصيل الأسرة البسيطة، حتى يشعروا بمشاكل الأسرة واحتياجاتها، ومدخولتها والعوائق التي أمامها. وتساءلت هل يصح أن تستدين المرأة بسبب الدروس الخصوصية، هل هذا معقول؟!، وأيضاً يجب زرع قيمة العمل داخل الطفل منذ صغره. وأيضاً يجب أن تتعلم السيدة المصرية، التوفير والادخار. وأضافت د.آية ماهر أنه يجب أن تتعلم المرأة المصرية كيفية إدارة الحياة والأولويات والأزمات، والبحث عن بدائل. وتوجهت الكاتبة الصحفية نوال مصطفى، بالشكر لمؤسسة دروسوس، التي لها العديد من المشروعات التنموية في مصر كلها، وتحب أن تعمل لشعار "لا تعطني سمكة لكن اعطني السنارة وعلمني كيف أصطاد". وقال مدير البرامج بمؤسسة دروسوس، أشرف عيد، إنه سعيد بالتعاون مع جمعية رائدة مثل جمعية رعاية أطفال السجينات وعلى رأسها كاتبة صحفية مرموقة هي نوال مصطفى. واستعرض محمود إبراهيم، ممثل مؤسسة وقفية المعادي، التي تتعاون مع جمعية رعاية أطفال السجينات، القروض والفرص التي تقدمها وفرص التشغيل، معطياً بعض النصائح لكل الراغبين في القروض وإقامة المشروعات الصغيرة. وشهد المؤتمر تفاعلاً كبيراً من الحضور من السيدات الفقيرات من منطقة "عزبة الوالدة" بحلوان، وجاءت أسئلة كثيرة حول ما هي البدائل القانونية في حالة رفض الإمضاء على إيصالات الأمانة، وعن كيفية الحصول على قروض أو فرص تدريب وتنمية.