استنكر الناقد والفنان التشكيلي والأستاذ بكلية فنون جميلة "ياسر منجي" ، ما تعرض له تمثال الاديب الراحل عباس محمود العقاد، عقب ترميمه ووضعه بحي العقاد. وقال "منجي" في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك" تمثالٌ مُلَوَّن، تومِضُ فيه بَشرةٌ صفراءُ فاقعٌ لونُها، ووجهٌ لامِعٌ لا يعبأُ برصانة عملاق الأدب العربي. تمثالٌ يختالُ عبثاً بشاربٍ بدا مصبوغاً، ووشاح أخضر زاعِق الهِندام. تمثالٌ بِعَينَين تحملان دهشةَ تلميذٍ يُطالع الدنيا مُتَعَجِّباً، بِنَظرةٍ تفتَقِرُ لِعَزم إرادة "العقاد" الحديدية، وتخلو من صرامة شخصيته الجبارة. تمثالٌ - يُفتَرَض أنه ميداني - مطلي بألوان البرونز و"الفايبر" و"اللاكيه"!!! وقاعدة قصيرة مُكتَنِزة مَكسُوَّة بالجرانيت، بدا عليها التمثال وكأنه رأسٌ فُصِلَ عن جَسَدِه. وفوق كل هذا، تصريحاتٌ فخورة بأن مَن تَوَلّى تجهيز التمثال هو (فَنّي الجرانيت بمجلس المدينة)، وأن المحافظة لم تُنفِق على عملية تجديد التمثال (ترشيداً للنفقات). هكذا صيغ تمثال المُفَكِّر الذي انتقد عقلُه تمثال "نهضة مصر"، ودارت بينه وبين "مختار" العظيم مُساجَلات ومُناظرات حول التكوين والتعبير والرمز والبناء النحتي! هكذا ظهر رأس "العقاد" في مَسقَط رأسِه.