توقع وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا, زيادة في كميات النفط التي تمر في خط الأنابيب التابع للشركة العربية لأنابيب البترول (سوميد) بعد عودة إيران إلى السوق العالمية. وقال الملا على هامش مؤتمر استثمار في لندن الجمعة 6نوفمبر " الإيرانيون اعتادوا أن يعملوا معنا من خلال سوميد, كما اعتادوا تخزين خامهم في (ميناء) العين السخنة وفي سيدي كرير." وأضاف قائلا "سيعزز هذا من جديد نشاط سوميد..وليست لدي مشكلة في ذلك . لكننا لا نتحدث مع إيران في الوقت الراهن." وأوضح أن خط سوميد يمتد بطول 320 كيلومترا من البحر الأحمر إلى ميناء سيدي كرير غربي مدينة الإسكندرية الساحلية في مصر. وأدت العقوبات التي فرضها الغرب على طهران إلى توقف الشحنات التي تمر عبر العين السخنة وسيدي كرير فعليا منذ 2012 وفاقم ذلك تجميد التأمين. وقال الملا إن الاستكشافات في الصحراء الغربية مكنت مصر من الحفاظ على إنتاج مطرد من النفط حيث عوضت الاكتشافات الجديدة عن تراجع الإنتاج من الحقول القديمة. وأضاف قائلا "ما بين 54 إلى 55 بالمائة من خامنا يأتي من الصحراء الغربية ومن ثم فإنها مستقبل ومكمن النفط في مصر." وقال إن مستوى إنتاج النفط في مصر سيظل مستقرا عند حوالي 700 ألف برميل يوميا في العامين القادمين لكنه ربما يزيد بعد ذلك بفضل آبار جديدة ,"المحافظة على الإنتاج عند المستوى الذي هو عليه الآن نجاح في حد ذاته لأنك تعوض التراجع الطبيعي في الاحتياطيات بإضافة إنتاج جديد من النفط." وقال "زيادة الإنتاج قد تحدث في 2017-2018 عندما يأتي الغاز من حقل ظهر وحقول دلتا النيل. ومن ثم فإنه بحلول ذلك الوقت فان (إنتاج النفط) ربما يكون أكبر بعض الشيء." وبعد أن كانت مصر في يوم من الأيام دولة مصدرة للطاقة أصبحت مستوردا صافيا لها بسبب تراجع إنتاج النفط والغاز وزيادة الاستهلاك. وتحاول زيادة وتيرة الإنتاج من اكتشافات جديدة لسد فجوة الطاقة في أسرع وقت ممكن. وأعلنت إيران أكثر من مرة منذ الاتفاق النووي مع القوى الدولية في يوليو تموز عن خطط لتعزيز إنتاج وصادرات النفط حالما ترفع عنها العقوبات من أجل استعادة مكانتها كثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك). وتمتلك الهيئة المصرية العامة للبترول نصف شركة سوميد التي تملك وتشغل ميناء سيدي كرير المصري المطل على ساحل البحر المتوسط بينما تمتلك النصف الأخر مجموعة من أربع دول عربية خليجية هي المملكة العربية السعودية -العدو اللدود لإيران- والكويت والإمارات العربية وقطر.