كشفت مؤسسة موديز العالمية للتصنيف الائتماني عن أن مصر تملك فرصا واعدة لجذب استثمارات أجنبية ضخمة في قطاع التأمين خلال الفترة المقبلة. وأضاف التقرير أن كبر حجم السوق والتعداد السكاني والاقتصاد، فضلا عن المشروعات القومية الكبرى التي تقبل الحكومة على تنفيذها والتي تتطلب تغطيات تأمينه ضخمة يمكن أن تكون جاذبة للشركات العالمية. وقال محمد علي لوندي نائب رئيس قطاع التأمين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في موديز - خلال ورشة عمل نظمتها المؤسسة العالمية بالتعاون مع معهد الخدمات المالية المصري التابع لهيئة الرقابة المالية - إن "سوق التأمين في مصر محدود للغاية مقارنة بحجم الاقتصاد والإمكانيات المتوفرة بالسوق المصري حيث لا يمثل قطاع التأمين سوي 7ر0 % فقط من حجم الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بمتوسطات تتراوح ما بين 5 إلي 10 % أفريقيا وعالميا وحتى في منطقة الخليج العربي". وأضاف أنه "رغم النمو الذي يشهده قطاع التأمين في مصر خلال السنوات الأخيرة سواء في حجم الأقساط أو الاستثمارات وكذلك التحسن في البيئة التشريعية للقطاع، إلا أنه لا يزال يحتاج إلي مزيد من الجهد ونشر الثقافة التأمينية في مختلف أرجاء الوطن المصري، كما أن التشريعات التأمينية لا تزال أيضا تحتاج إلى تطور وتعديلات". وأشار إلى أن نصيب الفرد في مصر من الأقساط التأمينية لا يتخطى 24 دولارا سنويا، بينما متوسط نصيب الفرد في دول الخليج على سبيل المثال يفوق 700 دولار، وهو ما يتطلب مزيدا من الجهد في التوعية وتحسين أكبر للتشريعات. وتوقع نائب رئيس قسم التحليلات في موديز أن تشهد الفترة المقبلة تدفقات استثمارية ضخمة في قطاع التأمين، خاصة في ظل التشريعات التي من المزمع إصدارها والتي تتعلق بالملاءة المالية ورؤوس الأموال للشركات العاملة في القطاع، ما قد يفسح المجال لعمليات اندماج واسعة أو استحواذات محلية أو أجنبية. وأشار إلي أن سوق الأقساط التأمينية في مصر يشهد خللا واضحا حيث تستحوذ الشركات الست الكبرى على 74 % من السوق بينما تتصارع ال 25 شركة الأخري على نسبة ال 26 % المتبقية، فضلا عن وجود تفاوت كبير فى الأسعار. ومن جانبه، قال انطونيلو اكوينيو مساعد المدير التنفيذي لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بمؤسسة موديز العالمية للتقييم الائتماني إن "السوق المصري في قطاع التأمين ضخم والشركات الحالية غير قادرة على تغطيته، فضلا عن احتياج السوق الضروري لشركات إعادة التأمين ما يضطرها للجوء إلى شركات أجنبية لعمل التغطية التأمينية خاصة على صعيد القطاعات البحرية والطيران والبترول والصناعات الاستراتيجية". وأضاف أنه "في ظل التشبع الذي تشهده اقتصاديات الدول المتقدمة يتزامن ذلك مع وجود فرص نمو واعدة في الأسواق الناشئة والنامية ومنها مصر فإن شركات التأمين العالمية قد تتجه لغزو تلك الأسواق في الفترات المقبلة خاصة الدول المتوقع لها تحقيق معدلات نمو كبيرة فى المستقبل ومنها مصر". وأشار إلى أن حجم الناتج المحلي الإجمالي لمصر يتزايد بشكل مطرد ويجب أن يقابله نموا مماثلا في الأنشطة الاقتصادية المختلفة ومنها قطاع التأمين.