ذهب الليل وطلع الفجر ...وتوقف العصفورعن التغريد منذ تسعة واربعين عام، برحيل شحات الغرام، الفنان الشامل "محمد فوزي" . أبدع فوزي في التمثيل والإخراج والتلحين والغناء أيضا، وترك لمساته البسيطة في ألحانة وصوته العذب وأغانية التى تميزت بالخفة وسرعة الأداء ومن خلالها وصل إلى قلوب جمهوره. ولد محمد فوزي عبد العال في قرية "كفر أبو الجندى" التابعة لمحافظة الغربية عام 1931، وترتيبه 21 بين 25 أخا وأختا، من بينهم الفنانة هدى سلطان حصل "فوزي" على الشهادة الإعدادية ثم ترك مجال التعليم ليأتى إلى القاهرة ويلتحق بفرقة "بديعة مصابنى" ومن خلالها تعرف على الفنانين فريد الأطرش، ومحمد عبد المطلب، ومحمود الشريف، وارتبط معهم بصداقة قوية امتدت لتصل إالى مشاركتهم سويا فى أعمال فنية واحدة. بدأ محمد فوزى مشواره الفنى الفعلي عام 1944 عندما اختاره يوسف وهبى، فى فيلم "أصحاب السعادة" من إخراج سيف الجلاد، الذى كان يبحث عن وجه جديد لينسب إليه دور البطولة وغنى فوزى فى هذا الفيلم أغنيتان من تلحينة، وتوالت بعدها أعمالة الفنية سواء كانت غنائية أو تمثيلية، أو تلحين ومن أهم أعماله السينمائية التى قدمها: ديما معاك، ورد وغرام، الحب فى خطر، ليلى بنت الشاطئ، بنات حواء، الآنسة ماما، ياحلاوة الحب، من أين لك هذا، صباح الخير، فاطمة وماريكا وراشيل، وأعمال أخرى. قدم العديد من الأغنيات التى تركت صدى لها فى أذهان جمهوره ومنها "بلدى أحببتك يابلدى، شحات الغرام، ذهب الليل، ماما زمانها جاية، ياتواب يا غفور، اللهى ما أعدك" وغيرها من الأغنيات ناجحة .تعاون مع العديد من المطربين فى تلحين الأغانى ومنهم: ليلى مراد، نجاح سلام، هدى سلطان، نازك،محمد عبد المطلب، وغيرهم أسس محمد فوزى شركة لإنتاج الإسطوانات عام 1958 تحت اسم "مصر فون" وتفرغ لإدارتها فكانت ضربة قاسية للنقد الأجنبى حيث كان ينتج الإسطوانة بخمسة وثلاثين قرش فى حين أن الشركات الأجنبية تنتج بسبعين قرش، وأنتج فيها لكبار المطربين منهم: عبد الوهاب، أم كلثوم، عبد الحليم، صباح، فريد الأطرش، وغيرهم، إلا أن نجاح الشركة الملحوظ دفع الحكومة وقتها إلى تأميم الشركة وإدارته لها بمقابل مادى 100 جنية شهريا الأمر الذى لم يتحملة وكان سبب إصابتة بالإكتئاب الحاد ودخولة فى مرحلة صراعة مع المرض وكان ذلك عام 1965. تزوج محمد فوزي أول مرة من هدايا عا م 1943، وأنجب منها ثلاثة ذكور هم "نبيل، وسمير، ومنير"، وانفصل عنها عام 1952، ليتزوج في نفس العام من الفنانة مديحة يسري، وينجب منها "عمرو"، ثم يعود للانفصال مرة أخرى، ويتزوج مجددًا من السيدة كريمة وأنجب منها "إيمان" والتي ظلت معه حتى وفاته بألمانيا. واحتار الأطباء في تشخيص المرض الذى أصاب الفنان محمد فوزى، مما دفعة إلى السفر للندن للعلاج، ثم عاد لمصر، ومنها مرة أخرى إلى ألمانيا، ومن هناك أصدرت المستشفى الألمانية بيانا رسميا بأن محمد فوزى هو خامس شخص على مستوى العالم يصاب بهذا المرض "تليف الغشاء البروتينى الخلفى"، وأنها لا تجد لعلاجه سبيلًا. ورحل "فوزي" عن عالمنا فى 20 أكتوبر عام 1966، عن عمر يناهز 84عاما، بمرض لا علاج له.