قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن قادة ثورة يناير من الليبراليين واليساريين والإسلاميين، والذين أطاحوا بحسني مبارك، أدركوا أنهم لم يتخلصوا من النظام القديم بأكمله. وعبرت الصحيفة الأمريكية، عن لسان حال الثوار وكأنهم يقولون " كانت ساذجة مننا أن ترك العسكر يديرون شؤون البلاد نيابة عنا". ونقلت "نيويورك تايمز" عن، المحامي البارز والعضو بمجلس شباب الثورة، قبل طرده من جماعة الإخوان المسلمين، إسلام لطفي " النظام القديم كان مثل آلة كبيرة و لها غطاء بلاستيك و كل ما فعلناه أننا أزلنا الغطاء فقط"، مضيفا "كنت أتوقع أن الإطاحة برئيس الدولة سيؤدي إلى سقوط نظامه، إلا أن جذور النخبة الحاكمة أصبحت أكثر عمقاً مما كانوا عليه في البداية". كما أشارت الصحيفة في تقريرها الذي نشرته، الجمعة 15 يونيو، إلى أنه قبل حكم المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان و بطلان قانون العزل، كان العسكريون قد فرضوا قانون الضبطية القضائية، وذلك جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية التي ستجرى بين الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك و محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين. أما القيادي في حركة شباب 6 أبريل، أحمد ماهر، فقال للصحيفة " نحن الشرارة التي تشعل في العالم و نحن نعرف كيف نشعل الأمور"، مضيفا "لكن عندما يكون لدينا كيان قوي سنستطيع الوقوف على أقدامنا و عندما نتمكن من تشكيل حكومة في هذا الوقت سنصبح البديل لهؤلاء وأن حركة 6 أبريل تسعى لإنشاء خطة خماسية للبدء في بناء الحكومة". وذهب عضو المكتب التنفيذي لشباب الثورة المصرية، د. سالي مور ، إلى أن " الثوار الحقيقيين لم يصلوا للسلطة"، متسائلة " أي نوع من الثورة نحن قمنا بها ؟!". أما الناشطة أسماء محفوظ، فرأت أن العديد من قادة الشباب الثوري، كانوا خائفين من استيلاء بقايا النظام القديم على السلطة، وإبعاد الشباب الثوري عنها، موضحة أن الشباب رضوا فقط عن الإطاحة برأس النظام و فرحوا بذلك. ولاحظت أسماء أن الناشطين أصبحوا مثل المشاهير على شاشات التلفزيون، لنشر أفكارهم، ولم يفهموا أن وسائل الإعلام ليست بديلاً عن الشوارع وأن عملية التلاعب بالثورة تمت بنجاح من قبل القادة العسكريين. ونقلت الصحفية الأمريكية عن أحد أعضاء حملة المرشح الرئاسي السابق، د. عبد المنعم أبو الفتوح، أن مشروعهم الوسط أفضل أمل للتخلص من النزاع بين الإسلاميين و العلمانيين، مضيفا أن الليبراليين المصريين ليسوا ليبراليين حقيقيين واتهمهم بأنهم ظهروا في مصر خوفا من الإسلام.