علمنا الدنيا الحضارة وعشنا في التخلف، أمرناهم بالبر ونسينا أنفسنا، قلنا لهم لو عثرت دابة في الشام والعراق لسئل عنها أمير المؤمنين في المدينة وأن إماطة الأذي عن الطريق صدقة فأصلحوا طرقهم وحافظوا علي نظافتها ونحن لوثناها بالقاذورات والقمامة وفرش الباعة الجائلين وصار كل واحد يحفر الشارع ويصنع المطبات علي هواه، قلنا لهم إن جبريل أوصي بالجار حتي ظن النبي صلي الله عليه وسلم أنه سيورثه وكان الجارأول من عادينا ومازلت أذكر الرجل المسكين الذي يقيم في منزله الريفي بإحدي قري أبو حمص بالبحيرة ويعيش في حاله إلا أن ذلك لم يرق لجيرانه فمكروا له وأحضروا عربة صاج ملأوها »بالسباخ» البلدي ووضعوها أمام بابه وكلما خفت الرائحة غمروا السباخ بالماء فازداد انتشار الرائحة الكريهة لتقتحم علي الجار غرفة نومه وتضيقت عليه صدره وفشلت جهوده في إثنائهم عن فعلتهم أو معرفة سبب لها ولما استبد به الغضب قلب العربة وألقي بالسباخ في الشارع فحطموا عظامه بالشوم وقبضت روحه ليستريح من عذاب الجيران الذين عاقبتهم محكمة جنايات دمنهور برئاسة المستشار صبحي عبدالمجيد بالسجن 7 سنوات لكل منهم، قلنا الأنهار شريان الحياة وكوب ماء نظيف يساوي حياة فطهروا أنهارهم واحترموا قوانين منع تلويثها بينما قمنا نحن بردم النيل والصرف فيه وإلقاء مخلفات المصانع والمراكب العائمة في مياهه إصرارا علي مواصلة مسيرة الجهل والتخلف بل وزدنا الطين بلة عندما اخترعنا حكاية تغطية الترع وتركنا مجاري الصرف مكشوفة تهدد حياة سكان المناطق والقري التي تمر بها بأشد أنواع الأوبئة التي تكاد تكون قد انقرضت من معظم دول العالم، وفي زيارتي لمبني الري بالقليوبية التقيت بالمهندس إمام محمد الإمام مدير عام الري ووجدته مهموما بمشاكل كثيرة وسألته عن حكاية تغطية الترع فقال إنها مصيبة تحتاج إلي قرار جريء بإزالة جميع التغطيات التي تمت في مواسم الانتخابات البرلمانية في العهود السابقة ولك أن تتخيل حجم الكارثة فالترع كانت تتلوث من مخلفات الصرف الصحي والآن دخلت المجاري القري وبقيت مصائب المناطق المغطاة فالسكان يرفعون أغطية غرف الإصلاح ويلقون فيها القمامة ومخلفات المطابخ مما تسبب في تكوّن طبقة قاذورات تنتج ملايين البكتيريا والميكروبات القاتلة للإنسان بل إننا أحيانا نجد جثثا في المواسير عند تطهيرها. قلت سأرفع الأمر لوزير الري وكلي ثقة في أنه سيتخذ القرار الذي يحمي حياة المزارعين وفقراء المصريين. علمنا الدنيا الحضارة وعشنا في التخلف، أمرناهم بالبر ونسينا أنفسنا، قلنا لهم لو عثرت دابة في الشام والعراق لسئل عنها أمير المؤمنين في المدينة وأن إماطة الأذي عن الطريق صدقة فأصلحوا طرقهم وحافظوا علي نظافتها ونحن لوثناها بالقاذورات والقمامة وفرش الباعة الجائلين وصار كل واحد يحفر الشارع ويصنع المطبات علي هواه، قلنا لهم إن جبريل أوصي بالجار حتي ظن النبي صلي الله عليه وسلم أنه سيورثه وكان الجارأول من عادينا ومازلت أذكر الرجل المسكين الذي يقيم في منزله الريفي بإحدي قري أبو حمص بالبحيرة ويعيش في حاله إلا أن ذلك لم يرق لجيرانه فمكروا له وأحضروا عربة صاج ملأوها »بالسباخ» البلدي ووضعوها أمام بابه وكلما خفت الرائحة غمروا السباخ بالماء فازداد انتشار الرائحة الكريهة لتقتحم علي الجار غرفة نومه وتضيقت عليه صدره وفشلت جهوده في إثنائهم عن فعلتهم أو معرفة سبب لها ولما استبد به الغضب قلب العربة وألقي بالسباخ في الشارع فحطموا عظامه بالشوم وقبضت روحه ليستريح من عذاب الجيران الذين عاقبتهم محكمة جنايات دمنهور برئاسة المستشار صبحي عبدالمجيد بالسجن 7 سنوات لكل منهم، قلنا الأنهار شريان الحياة وكوب ماء نظيف يساوي حياة فطهروا أنهارهم واحترموا قوانين منع تلويثها بينما قمنا نحن بردم النيل والصرف فيه وإلقاء مخلفات المصانع والمراكب العائمة في مياهه إصرارا علي مواصلة مسيرة الجهل والتخلف بل وزدنا الطين بلة عندما اخترعنا حكاية تغطية الترع وتركنا مجاري الصرف مكشوفة تهدد حياة سكان المناطق والقري التي تمر بها بأشد أنواع الأوبئة التي تكاد تكون قد انقرضت من معظم دول العالم، وفي زيارتي لمبني الري بالقليوبية التقيت بالمهندس إمام محمد الإمام مدير عام الري ووجدته مهموما بمشاكل كثيرة وسألته عن حكاية تغطية الترع فقال إنها مصيبة تحتاج إلي قرار جريء بإزالة جميع التغطيات التي تمت في مواسم الانتخابات البرلمانية في العهود السابقة ولك أن تتخيل حجم الكارثة فالترع كانت تتلوث من مخلفات الصرف الصحي والآن دخلت المجاري القري وبقيت مصائب المناطق المغطاة فالسكان يرفعون أغطية غرف الإصلاح ويلقون فيها القمامة ومخلفات المطابخ مما تسبب في تكوّن طبقة قاذورات تنتج ملايين البكتيريا والميكروبات القاتلة للإنسان بل إننا أحيانا نجد جثثا في المواسير عند تطهيرها. قلت سأرفع الأمر لوزير الري وكلي ثقة في أنه سيتخذ القرار الذي يحمي حياة المزارعين وفقراء المصريين.