ارتفاع أرصدة القمح بميناء دمياط إلى 184 ألف طن    من غزة ولبنان إلى العراق والبحر الأحمر.. تحذيرات من اندلاع صراع متعدد الجبهات في الشرق الأوسط    التعادل 1-1 يحسم قمة السنغال ضد الكونغو الديمقراطية فى أمم أفريقيا    رئيس المركز الأوكراني للحوار: كييف تراقب بقلق تحركات ترامب قبل لقاء القمة مع بوتين    أكبر مفاجآت كأس مصر.. الأهلي يودع البطولة بخسارة مفاجئة أمام وي    أندية برازيلية تتحرك لخطف جناح النصر في يناير    قبل نوة عيد الميلاد.. سقوط أمطار خفيفة إلى متوسطة وانخفاض درجات الحرارة بالإسكندرية    تعرف على موعد عزاء وجنازة المخرج داود عبدالسيد    اليابان ترحب باتفاق وقف إطلاق النار بين كمبوديا وتايلاند    جهود لإنقاذ طفل سقط في بئر مياه شمالي غزة    معهد بحوث البترول وجامعة بورسعيد يوقعان اتفاقية تعاون استراتيجية لدعم التنمية والابتكار    تجربة رائدة لدمج التعليم بالإنتاج فى كفرالشيخ |أرباح مليونية بالمدارس الزراعية    رونالدو يقود النصر لاكتساح الأخدود بثلاثية في دوري روشن    وزير الشباب ومحافظ القاهرة يشهدان ختام نهائي دوري القهاوي للطاولة والدومينو    عبدالحليم قنديل: الملك فاروق كان "ملك كوتشينة" وسلّم سيادة مصر ل6 دبابات إنجليزية    تأجيل قضية فتى الدارك ويب المتهم بقتل طفل شبرا الخيمة لجلسة 24 يناير    تعليم العاصمة تعلن انطلاق البث المباشر لمراجعات الشهادة الإعدادية    محافظ أسيوط يتفقد عملية التصويت بلجان الدائرة الثالثة بجولة الإعادة (فيديو)    إبراهيم عيسى يصل العرض الخاص لفيلمه الجديد الملحد    باحثة فلكية: 2026 سنة الحصان النارى وحظوظ للجميع بدرجات متفاوتة    خبير نووى: الأوروبيون فقدوا أوراق الضغط وإيران تتحرك بحرية فى ملف التخصيب    مسؤول سابق بالخارجية الأمريكية: واشنطن لن تسمح لإسرائيل بشن هجوم على إيران    وزير الإسكان يتفقد مشروع "حدائق تلال الفسطاط" بمحافظة القاهرة    إقبال كثيف للناخبين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات البرلمان بقرى مركز سوهاج    صادر له قرار هدم منذ 22 عاما.. النيابة تطلب تحريات تحطم سيارة إثر انهيار عقار بجمرك الإسكندرية    شعبة المستوردين: المشروعات القومية تحقق الاكتفاء الذاتي من القمح والأرز في مصر    ألمانيا تغلق مطار هانوفر بعد رصد مسيرات في مجاله الجوي    ترامب يطالب بكشف "الملفات السوداء" لإبستين ويتهم الديمقراطيين بالتورط    وزير الطاقة بجيبوتي: محطة الطاقة الشمسية في عرتا شهادة على عمق الشراكة مع مصر    ياسين منصور يسلط الضوء على دور العقارات والسياحة المتكاملة فى تعزيز الاقتصاد المصرى    زواج نيللي كريم وشريف سلامة.. شائعة أم حقيقة؟    هل يجوز المسح على الخُفِّ خشية برد الشتاء؟ وما كيفية ذلك ومدته؟.. الإفتاء تجيب    علاج حرقة المعدة المستمرة بالمنزل، ومتى تتحول إلى مرض مزمن؟    يصيب بالجلطات ويُعرض القلب للخطر، جمال شعبان يحذر من التعرض للبرد الشديد    السجن 10 أعوام وغرامة 50 ألف جنيه لمتهم بحيازة مخدرات وسلاح ناري بالإسكندرية    شوربة شوفان باللبن والخضار، بديل خفيف للعشاء المتأخر    عمومية الطائرة تعتمد بالإجماع تعديلات لائحة النظام الأساسي وفق قانون الرياضة الجديد    الأرصاد: السحب تتشكل على جنوب الوجه البحري وتتجه للقاهرة وتوقعات بسقوط أمطار    بعزيمته قبل خطواته.. العم بهي الدين يتحدى العجز ويشارك في الانتخابات البرلمانية بدشنا في قنا    الدكتور أحمد يحيى يشارك باحتفالية ميثاق التطوع ويؤكد: العمل الأهلى منظومة تنموية    الرقابة المالية تصدر نموذج وثيقة تأمين سند الملكية العقارية في مصر    انطلاق مباراة بنين وبوتسوانا بأمم أفريقيا 2025    قرار وزاري من وزير العمل بشأن تحديد ساعات العمل في المنشآت الصناعية    تطورات الحالة الصحية للفنان محمود حميدة    افتتاح مشروعات تعليمية وخدمية في جامعة بورسعيد بتكلفة 436 مليون جنيه    فلافيو: الأهلي بيتي.. وأتمنى التدريب في مصر    هيئة تنشيط السياحة: القوافل السياحية أداة استراتيجية مهمة للترويج للمنتج المصري    تعذر وصول رئيس اللجنة 40 بمركز إيتاي البارود لتعرضه لحادث    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المطلوب " انابة " بحكم " المنتهى " !?    المستشفيات الجامعية تقدم خدمات طبية ل 32 مليون مواطن خلال 2025    الصحة: فحص 9 ملايين و759 ألف طفل ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج فقدان السمع لدى حديثي الولادة    محافظ البحيرة: رفع درجة الاستعداد القصوى لمواجهة الطقس غير المستقر    تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة المصرية للاتصالات في كأس مصر    عشرات الشباب يصطفون أمام لجان دائرة الرمل في أول أيام إعادة انتخابات النواب 2025    زاهي حواس يرد على وسيم السيسي: كان من الممكن أتحرك قضائيا ضده    أخبار × 24 ساعة.. موعد استطلاع هلال شعبان 1447 هجريا وأول أيامه فلكيا    لماذا لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم على السيدة خديجة طيلة 25 عامًا؟.. أحمد كريمة يُجيب    خشوع وسكينه..... ابرز أذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علماء الأزهر : مزاعم نهاية العالم إدعاءات كاذبة.. و"الدواعش" عقليات نشأت بفكر فلسفات الموت وحتمية الصدام

حذر علماء الأزهر الشريف من الأفكار التى يروجها تنظيم "داعش" الإرهابي ، مؤكدين في الندوة الموسعة التي نظمتها الرابطة العالمية لخريجي الأزهر إن الإدعاءات الكاذبة التى يروجها التنظيم حول "نهاية العالم" تزييف للحقائق وأنه لا يوجد حديث معتمد يحدد نهاية العالم ولا ما مضى من عمر الدنيا إلى الآن وكل الروايات المصحوبة بتحديدات زمانية هي إما إسرائيليات أو أحاديث ضعيفة.
وقالوا فى الندوة التى عقدت _ اليوم _ تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ، بمركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ، وحضرها الطلاب الوافدين من مختلف دول العالم تحت عنوان "تفنيد أوهام داعش فى قضية نهاية العالم" إن الدواعش يقرأون بعض النصوص فيحتكرونها، مؤكدين أن داعش فكر تكفيرى يبدأ بتكفير المخالفين ولا يتورع فى إطلاق صفة التكفير على الناس جميعاً، وأنهم يحتلون العقول بالأفكار المغلوطة.
وطالبوا بالحذر من مداخل أفكار التنظيمات الإرهابية ،لافتين أننا أمام عقليات نشأت بفكر فلسفات الموت وحتمية الصدام وفكر الحداثة المشبع بفكر الموت.
وقال الدكتور محمد عبدالفضيل القوصي عضو هيئة كبار العلماء ونائب رئيس مجلس إدارة الرابطة العالمية لخريجى الأزهر :عندما أرى الفتن التى يمر بها المسلمون أتذكر دائماً الكلمة الحكيمة التى أوردها ابن عبد البر فى جامع بيان العلم وفضله، والتى نقلها عن الأوزاعى، وهى "إذا أراد الله أن يحرم عبده بركة العلم ألقى على لسانه بالأغاليط"، فإذا رأيت فردا أو جماعة تقول الأغاليط فاعلموا أن الله حرمهم بركة العلم".
وأضاف "القوصي"هؤلاء يتركون القواطع الواضحات، وينغمسون في المتشابهات والمئولات يفتون الناس بها كي يلفتون الإعجاب وليتنازع الناس حول تلك الأغاليط وتتوه بوصلة الأمة عن الأمور الجوهرية والمهمات والأصول،موضحاً أن ما تثيره جماعات العنف، التي تتمسك بكل ما يثير الاختلاف والنزاع تهدف إلى البلبلة وتفريق الأمة.
وقال الدكتور أحمد معبد، عضو هيئة كبار العلماء وأستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، إن ما تدعيه جماعة داعش الإرهابية من قضية نهاية العالم، كظهور المهدى وغيره كذب وافتراء، مشيراً إلى أنه لا يوجد حديث معتمد يحدد ما مضى من عمر الدنيا حتى الآن، ولا يوجد حديث معتمد يحدد موعد يوم القيامة، وإذا ذكر فإنه من الإسرائيليات ومن الأحاديث الموضوعة ومنها الذى حدد أن القيامة بعد سبعة آلاف عام، منوها إلى أن هناك آيات أوضحت أن ما بقي من عمر الدنيا أقل مما مضى ولكن المتبقي ومحاولات تحديد وقته فهو دجل لابد ألا يخيل على شبابنا، وأن النصوص الواردة في
مسألة نهاية العالم التي صحت في السنة النبوية والقرآن الكريم واضحة؛ والإشكال يدخل في تنزيل هذه النصوص على واقعة معينة.
‌وأكد الدكتور أحمد معبد أن التنظيمات المتطرفة في سبيل الغاية تستحل المحرمات، ومنها إدخال الأسلحة في نعوش الموتى إلى الحرم المكي،حيث قامت الجماعات المتطرفة استحلوا الحرم وأدخلوا أسلحة للحرم المكى فى أحد الأعوام بدعوى مناصرة "المهدى" الذى سيخرج آخر الزمان، اعتقادا منهم بأنها نهاية العالم، ولكنها مجرد خرافات.
وأشار إلى أن مروجى تلك الأفكار يجدون فى الجهل تربة خصبة للترويج لأفكارهم،وأن نهاية العالم ذكرت فى القرآن الكريم بقوله تعالى "اقتربت الساعة" ولم يتحدد موعدها بالضبط وكل من يقول أن هناك أحاديث تحدد نهاية العالم غير صحيح، مضيفا، أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا عند ظهور الفتن أن نتجنبها، مؤكداً أن هؤلاء الداعشيون أنفسهم من علامات الساعة، فهم الذين أكثروا القتل دون أي جريرة أو مستند، وهم قد خرجوا بهذه الفرية الآن لأن مراحلهم التي كانوا يقتلون بها الناس قد حُكمت، فظهروا بهذه الدعوى ليشغلوا الناس عن أفعالهم.
وأضاف أن البعض يطالب بتنقية أحاديث الفتن وعليهم قراءة تنقية العلماء لها، فكل الأحاديث المدخولة على السنة تحدث عنها العلماء، ومنهم من قال بأن الإسناد من الدين أنها منقاة وما عليهم إلا العودة للعلماء وعدم التهجم على الدين والأصول وحذر عضو هيئة كبار علماء الأزهر شباب الأمة من الإنجراف إلى الأفكار المتطرفة وأن يكونوا فى حالة يقظة ، حتى لا تنطلي عليهم الدعاوى التي تنطلق باسم الدين للسيطرة على العقول، لتشغلها عن صحيح دينها بروايات وأحداث ملفقة.
وقال الدكتور أسامة الأزهرى، عضو الهيئة الاستشارية لرئيس الجمهورية، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر والمشرف العام على مكتب رسالة الأزهر، أن الوظيفة الأولى للمدارس العلمية الكبرى أن تكون بمثابة العيون التي ترى الأمة من خلالها الخطأ من الصواب، بدءاً من الازهر الشريف والزيتونة في تونس وغيرها ،وما نحن فيه الآن نموذجًا لرصد العلم لنازلة من النوازل وفكرة من الأفكار، لنرى ما فيها من خلط على فهم الإسلام وعلمه وصحيح تفصيله.
أضاف إن الدواعش يقرأون بعض النصوص فيصرفونها إلى أنفسهم، ويقومون باحتكارها ، ومنها احتكار الاسلام لهم فقط، واحتكار النصوص لذواتهم،وهو نفس الفكر الإخوانى الذى يحتكر الدين.. ففكر داعش فكر تكفيرى يبدأ فى تكفير المخالفين ولا يتورع فى إطلاق صفة التكفير على الناس جميعاً.. والدواعش يحتلون العقول بالأفكار المغلوطة".
وأوضح أن فلسفة سيد قطب وأبو بكر البغدادى واحدة، وتابع: "إننا أمام عقلية نشأت بفكر فلسفات الموت وحتمية الصدام وغيرها فنحن أمام فكر الحداثة المشبع بفكر الموت.. محذرا الشباب من تلك المداخل" ، مضيفا: "فلسفات الموت والنهاية ليست من الإسلام فالإسلام ليست من نسقه تلك الفلسفات، حيث إن القرآن الكريم شديد الحرص على عدم انشغال الناس بقيام الساعة" . وأشار إلى أن الساعة من مفاتيح الغيب الخمسة، التى لا يعلمها إلا الله، فالتشوق لمعرفة أحداث النهاية غريب عن الإسلام، مشيرا إلى أن فكر الإسلام هو فكر الإحياء .
‌وقال إن قضية الانشغال بالساعة ونهاية التاريخ مغاير تمامًا لنسق القرآن الكريم، ومن ذلك ما ورد في السنة بسؤال أحد الناس لرسول الله – صلى الله عليه وسلم - عن الساعة، فكان سؤال رسول الله للسائل ماذا أعددت لها؟
وأشار إلى أن الإسلام جاء لإكرام الإنسان، لإحياء الأنفس والحضارات والتاريخ، فالإسلام هو حضارة الأحياء، فأي فرقة من الفرق تخرج ليغرق أذهان الناس بالنهاية ليس من الإسلام في شيء.
وحذر د. أسامه الأزهرى من أفكار "داعش" مؤكداً أن بدايته - كجماعات سابقة له- هي قضية التكفير، حيث يبدأ بتكفير المسلمين على وجه الأرض ثم من بعد ذلك لا يتورع أن يطلق القتل على كل من في الأرض.
وفى نهاية الندوة دار حواراً مفتوحاً بين الطلاب الوافدين والمشاركين فى الندوة تم خلاله طرح العديد من الأسئلة والمناقشات حول مواجهة التكفير فأجاب د.معبد ان التكفير له شروط وضوابط ولا توجد جماعة لها الحق في امتلاك حق التكفير فهناك جماعات تكفر كل من يخالفها كما أشار أن العلماء أجمعوا أن الكافر إذا أراد الرجوع فيستتاب .
كما تم توجيه سؤال للازهري حول مدي قوة هذه الجماعات فأكد أن الجماعات تقف خلفها لجان إلكترونية توهم الناس بخلق إرادات مزيفة وخلق شعارات كاذبه لخدمة أهداف معينة مطالبا بالكف عن استغلال عقول الشباب والترويج لهذه الأفكار.
حذر علماء الأزهر الشريف من الأفكار التى يروجها تنظيم "داعش" الإرهابي ، مؤكدين في الندوة الموسعة التي نظمتها الرابطة العالمية لخريجي الأزهر إن الإدعاءات الكاذبة التى يروجها التنظيم حول "نهاية العالم" تزييف للحقائق وأنه لا يوجد حديث معتمد يحدد نهاية العالم ولا ما مضى من عمر الدنيا إلى الآن وكل الروايات المصحوبة بتحديدات زمانية هي إما إسرائيليات أو أحاديث ضعيفة.
وقالوا فى الندوة التى عقدت _ اليوم _ تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ، بمركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ، وحضرها الطلاب الوافدين من مختلف دول العالم تحت عنوان "تفنيد أوهام داعش فى قضية نهاية العالم" إن الدواعش يقرأون بعض النصوص فيحتكرونها، مؤكدين أن داعش فكر تكفيرى يبدأ بتكفير المخالفين ولا يتورع فى إطلاق صفة التكفير على الناس جميعاً، وأنهم يحتلون العقول بالأفكار المغلوطة.
وطالبوا بالحذر من مداخل أفكار التنظيمات الإرهابية ،لافتين أننا أمام عقليات نشأت بفكر فلسفات الموت وحتمية الصدام وفكر الحداثة المشبع بفكر الموت.
وقال الدكتور محمد عبدالفضيل القوصي عضو هيئة كبار العلماء ونائب رئيس مجلس إدارة الرابطة العالمية لخريجى الأزهر :عندما أرى الفتن التى يمر بها المسلمون أتذكر دائماً الكلمة الحكيمة التى أوردها ابن عبد البر فى جامع بيان العلم وفضله، والتى نقلها عن الأوزاعى، وهى "إذا أراد الله أن يحرم عبده بركة العلم ألقى على لسانه بالأغاليط"، فإذا رأيت فردا أو جماعة تقول الأغاليط فاعلموا أن الله حرمهم بركة العلم".
وأضاف "القوصي"هؤلاء يتركون القواطع الواضحات، وينغمسون في المتشابهات والمئولات يفتون الناس بها كي يلفتون الإعجاب وليتنازع الناس حول تلك الأغاليط وتتوه بوصلة الأمة عن الأمور الجوهرية والمهمات والأصول،موضحاً أن ما تثيره جماعات العنف، التي تتمسك بكل ما يثير الاختلاف والنزاع تهدف إلى البلبلة وتفريق الأمة.
وقال الدكتور أحمد معبد، عضو هيئة كبار العلماء وأستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، إن ما تدعيه جماعة داعش الإرهابية من قضية نهاية العالم، كظهور المهدى وغيره كذب وافتراء، مشيراً إلى أنه لا يوجد حديث معتمد يحدد ما مضى من عمر الدنيا حتى الآن، ولا يوجد حديث معتمد يحدد موعد يوم القيامة، وإذا ذكر فإنه من الإسرائيليات ومن الأحاديث الموضوعة ومنها الذى حدد أن القيامة بعد سبعة آلاف عام، منوها إلى أن هناك آيات أوضحت أن ما بقي من عمر الدنيا أقل مما مضى ولكن المتبقي ومحاولات تحديد وقته فهو دجل لابد ألا يخيل على شبابنا، وأن النصوص الواردة في
مسألة نهاية العالم التي صحت في السنة النبوية والقرآن الكريم واضحة؛ والإشكال يدخل في تنزيل هذه النصوص على واقعة معينة.
‌وأكد الدكتور أحمد معبد أن التنظيمات المتطرفة في سبيل الغاية تستحل المحرمات، ومنها إدخال الأسلحة في نعوش الموتى إلى الحرم المكي،حيث قامت الجماعات المتطرفة استحلوا الحرم وأدخلوا أسلحة للحرم المكى فى أحد الأعوام بدعوى مناصرة "المهدى" الذى سيخرج آخر الزمان، اعتقادا منهم بأنها نهاية العالم، ولكنها مجرد خرافات.
وأشار إلى أن مروجى تلك الأفكار يجدون فى الجهل تربة خصبة للترويج لأفكارهم،وأن نهاية العالم ذكرت فى القرآن الكريم بقوله تعالى "اقتربت الساعة" ولم يتحدد موعدها بالضبط وكل من يقول أن هناك أحاديث تحدد نهاية العالم غير صحيح، مضيفا، أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا عند ظهور الفتن أن نتجنبها، مؤكداً أن هؤلاء الداعشيون أنفسهم من علامات الساعة، فهم الذين أكثروا القتل دون أي جريرة أو مستند، وهم قد خرجوا بهذه الفرية الآن لأن مراحلهم التي كانوا يقتلون بها الناس قد حُكمت، فظهروا بهذه الدعوى ليشغلوا الناس عن أفعالهم.
وأضاف أن البعض يطالب بتنقية أحاديث الفتن وعليهم قراءة تنقية العلماء لها، فكل الأحاديث المدخولة على السنة تحدث عنها العلماء، ومنهم من قال بأن الإسناد من الدين أنها منقاة وما عليهم إلا العودة للعلماء وعدم التهجم على الدين والأصول وحذر عضو هيئة كبار علماء الأزهر شباب الأمة من الإنجراف إلى الأفكار المتطرفة وأن يكونوا فى حالة يقظة ، حتى لا تنطلي عليهم الدعاوى التي تنطلق باسم الدين للسيطرة على العقول، لتشغلها عن صحيح دينها بروايات وأحداث ملفقة.
وقال الدكتور أسامة الأزهرى، عضو الهيئة الاستشارية لرئيس الجمهورية، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر والمشرف العام على مكتب رسالة الأزهر، أن الوظيفة الأولى للمدارس العلمية الكبرى أن تكون بمثابة العيون التي ترى الأمة من خلالها الخطأ من الصواب، بدءاً من الازهر الشريف والزيتونة في تونس وغيرها ،وما نحن فيه الآن نموذجًا لرصد العلم لنازلة من النوازل وفكرة من الأفكار، لنرى ما فيها من خلط على فهم الإسلام وعلمه وصحيح تفصيله.
أضاف إن الدواعش يقرأون بعض النصوص فيصرفونها إلى أنفسهم، ويقومون باحتكارها ، ومنها احتكار الاسلام لهم فقط، واحتكار النصوص لذواتهم،وهو نفس الفكر الإخوانى الذى يحتكر الدين.. ففكر داعش فكر تكفيرى يبدأ فى تكفير المخالفين ولا يتورع فى إطلاق صفة التكفير على الناس جميعاً.. والدواعش يحتلون العقول بالأفكار المغلوطة".
وأوضح أن فلسفة سيد قطب وأبو بكر البغدادى واحدة، وتابع: "إننا أمام عقلية نشأت بفكر فلسفات الموت وحتمية الصدام وغيرها فنحن أمام فكر الحداثة المشبع بفكر الموت.. محذرا الشباب من تلك المداخل" ، مضيفا: "فلسفات الموت والنهاية ليست من الإسلام فالإسلام ليست من نسقه تلك الفلسفات، حيث إن القرآن الكريم شديد الحرص على عدم انشغال الناس بقيام الساعة" . وأشار إلى أن الساعة من مفاتيح الغيب الخمسة، التى لا يعلمها إلا الله، فالتشوق لمعرفة أحداث النهاية غريب عن الإسلام، مشيرا إلى أن فكر الإسلام هو فكر الإحياء .
‌وقال إن قضية الانشغال بالساعة ونهاية التاريخ مغاير تمامًا لنسق القرآن الكريم، ومن ذلك ما ورد في السنة بسؤال أحد الناس لرسول الله – صلى الله عليه وسلم - عن الساعة، فكان سؤال رسول الله للسائل ماذا أعددت لها؟
وأشار إلى أن الإسلام جاء لإكرام الإنسان، لإحياء الأنفس والحضارات والتاريخ، فالإسلام هو حضارة الأحياء، فأي فرقة من الفرق تخرج ليغرق أذهان الناس بالنهاية ليس من الإسلام في شيء.
وحذر د. أسامه الأزهرى من أفكار "داعش" مؤكداً أن بدايته - كجماعات سابقة له- هي قضية التكفير، حيث يبدأ بتكفير المسلمين على وجه الأرض ثم من بعد ذلك لا يتورع أن يطلق القتل على كل من في الأرض.
وفى نهاية الندوة دار حواراً مفتوحاً بين الطلاب الوافدين والمشاركين فى الندوة تم خلاله طرح العديد من الأسئلة والمناقشات حول مواجهة التكفير فأجاب د.معبد ان التكفير له شروط وضوابط ولا توجد جماعة لها الحق في امتلاك حق التكفير فهناك جماعات تكفر كل من يخالفها كما أشار أن العلماء أجمعوا أن الكافر إذا أراد الرجوع فيستتاب .
كما تم توجيه سؤال للازهري حول مدي قوة هذه الجماعات فأكد أن الجماعات تقف خلفها لجان إلكترونية توهم الناس بخلق إرادات مزيفة وخلق شعارات كاذبه لخدمة أهداف معينة مطالبا بالكف عن استغلال عقول الشباب والترويج لهذه الأفكار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.