القائمة الأولية لمرشحي الأحزاب على المقاعد الفردية بمجلس النواب بالدقهلية    وزير السياحة: تحقيق طفرة في القطاع يتطلب توفير الطاقة الاستيعابية وتعزيز الربط مع الأسواق المستهدفة    نتنياهو: نسقت مع ترامب خطة قلبت الأوضاع في غزة    تواجد سام مرسي ومحمد شريف.. حلمي طولان يُعلن قائمة منتخب كأس العرب في معسكر أكتوبر    بعد غياب طويل.. صبري عبد المنعم يعود للظهور في مهرجان نقابة المهن التمثيلية    بداية فصل جديد.. كيف تساعدك البنوك في إدارة حياتك بعد الستين؟    شريف فتحي يشارك في اجتماع غرفة المنشآت الفندقية بالأقصر    ضحايا فيضان المنوفية: ندفع 10 آلاف جنيه إيجارًا للفدان.. ولسنا مخالفين    سعر الطماطم والخيار والخضار بالأسواق اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025    أخبار × 24 ساعة.. قافلة إغاثية لمتضرري ارتفاع منسوب نهر النيل في المنوفية    «الهيئة الوطنية» تُعلن موعد انتخابات النواب 2025 (الخريطة كاملة)    إعلام عبرى: إسرائيل تبلغ أمريكا نيتها الإبقاء على وجودها داخل المنطقة العازلة    ترتيب الدوري الإنجليزي بعد فوز تشيلسي ضد ليفربول.. أرسنال يخطف الصدارة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مظاهرات حاشدة تطالب برحيل بنيامين نتنياهو.. ترامب: لن أتهاون مع أى تأخير من جانب حماس وسأعامل الجميع بإنصاف.. الفنان فضل شاكر يسلم نفسه للجيش اللبنانى    مصر تشيد بالدعم الفرنسي للمرشح المصري في «اليونسكو»    لأول مرة فى تاريخها.. اليابان تختار سيدة رئيسة للحكومة    آينتراخت ضد البايرن.. دياز وكين يقودان البافاري لانتصار جديد    «الأوقاف» تُطلق البرنامج التثقيفى للطفل    دوري أبطال أفريقيا.. قائمة بيراميدز في مواجهة الجيش الرواندي    بشير التابعى: مجلس الزمالك ليس صاحب قرار تعيين إدوارد ..و10 لاعبين لا يصلحون للفريق    غياب لامين يامال ورافينيا.. فليك يعلن قائمة برشلونة ضد إشبيلية في الدوري الإسباني    ثنائي المنتخب السعودي جاهز لمواجهة إندونيسيا    انهيار جزئي بعقار قديم صادر له قرار هدم دون إصابات في الجمرك بالإسكندرية    قافلة عاجلة من «الهلال الأحمر» لإغاثة المتضررين من ارتفاع منسوب مياه النيل في المنوفية    أمطار واضطراب الملاحة.. تحذير شديد بشأن حالة الطقس اليوم الأحد    سطو مسلح على محل فوري في كرداسة.. المتهمون ارتدوا أقنعة واستخدموا بندقيتين خرطوش (تفاصيل التحقيقات)    وزارة الداخلية تكشف حقيقة محاولة خطف طفلة في القليوبية    تغيرات مفاجئة ونشاط للرياح.. تفاصيل حالة الطقس حتى يوم الجمعة المقبل    المحافظات ترفع الطوارئ لمواجهة ارتفاع منسوب مياه النيل: «الوضع مطمئن»    تعرف على برجك اليوم 2025/10/5.. «الأسد»: تبدأ اليوم بطاقة عاطفية.. و«الحمل»: روح المغامرة داخلك مشتعلة    بعد الانتهاء من أعمال الترميم.. افتتاح تاريخي لمقبرة أمنحتب الثالث بالأقصر    رئيس قطاع الآثار: افتتاح مقبرة الملك أمنحتب الثالث فخر لمصر بعد 20 عامًا من الترميم    اللواء الدويرى: الجهاد الإسلامي حركة وطنية متوافقة مع الموقف المصري في المصالحة    هل التسامح يعني التفريط في الحقوق؟.. الدكتور يسري جبر يوضح    كيف نصل إلى الخشوع في الصلاة؟.. الدكتور يسري جبر يوضح    ياسمين الخطيب تهاجم الساخرين من فارق العمر في زواج رانيا يوسف: الدين لم يحرّم ذلك    لمتابعة الأداء ومستوى الخدمات.. حملات مرور ميدانية على الوحدات الصحية في إهناسيا ببني سويف    «الصحة» تطلق النسخة الخامسة من مؤتمر «قلب زايد» بمشاركة نخبة من خبراء أمراض القلب في مصر    «مدبولي»: أراضي طرح النهر لا يجوز التعدي عليها بالزراعة أو البناء (تفاصيل)    غدًا .. عرض 4 أفلام نادرة مرمَّمة توثّق لنصر أكتوبر المجيد    شريف العماري: الزواج السري يجعل الزوجة تعيش في حالة خوف واختباء من أبنائها ومعارفها    محافظ سوهاج يعتمد المرحلة الثالثة لقبول الطلاب بالصف الأول الثانوي للعام الدراسي الجديد    الشوط الأول| بايرن ميونخ يضرب فرانكفورت في الدوري الألماني    محافظ شمال سيناء يدعو المواطنين للاحتفال بذكرى انتصارات السادس من أكتوبر    لهذا المشروع.. الإسكندرية تفوز بجائزة سيول للمدن الذكية    المدير الرياضى للأهلى ل «الأخبار»: احتراف الشحات مرفوض وعبدالقادر يرحب بالتجديد    محافظ المنيا: الدولة تولي اهتماماً كبيراً بصحة المرأة ضمن المبادرات الرئاسية    حزب السادات يدعو لإحياء ذكرى نصر أكتوبر أمام ضريح بطل الحرب والسلام بالمنصة    مواقيت الصلاه اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 في المنيا    استقبل تردد قناة صدى البلد دراما 2025 الجديد على نايل سات    ضبط عدد من قضايا الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    أقوى عرض لشحن شدات ببجي موبايل 2025.. 22،800 UC مجانًا    "بداية أسطورية ل Kuruluş Osman 7" موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عثمان على قناة الفجر الجزائرية    وكيل صحة سوهاج يتابع أعمال لجنة الكشف الطبي للمرشحين المحتملين لمجلس النواب    المتحف المصري بالتحرير يبرز دور الكهنة في العصر الفرعوني    " سي إن بي سي": توقعات باستمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي حتى 14 أكتوبر وسط تعثر المفاوضات    اليوم.. مستقبل وطن يستقبل الأحزاب المشاركة بالقائمة الوطنية استعدادا للانتخابات    موعد انخفاض أسعار الطماطم في الأسواق.. الكيلو وصل 35 جنيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد انتهاء "الحزم" وانطلاق "الأمل" ... مبادرة عُمانية لحل الأزمة اليمنية
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 22 - 04 - 2015

بعد انتهاء العمليات العسكرية ل "عاصفة الحزم" التى نفذها تحالف عربى بقيادة المملكة العربية السعودية ، وانطلاق عملية "إعادة الأمل" لتحقيق أهداف عدة وفق قرار مجلس الأمن والتي جاءت بناء على طلب الرئيس اليمني عبد ربه هادي والحكومة اليمنية الشرعية، بدأت مرحلة جديدة في سبيل الوصول إلى تسوية سياسية للأزمة وبدأت المبادرات السياسية التي كانت قد طرحت من جانب أطراف عديدة تمهد البيئة السياسية لإعادة الأمل والحوار السياسي في اليمن.
وتستهدف عملية "إعادة الأمل " تحقيق الأهداف التالية : سرعة استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن رقم ( 2216) , والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، واستمرار حماية المدنيين، واستمرار مكافحة الإرهاب ، والاستمرار في تيسير إجلاء الرعايا الأجانب وتكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني في المناطق المتضررة وإفساح المجال للجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية، مع التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للميليشيات الحوثية ومن تحالف معها, وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة المنهوبة من المعسكرات أو المهربة من الخارج.
كما تستهدف إيجاد تعاون دولي من خلال البناء على الجهود المستمرة للحلفاء لمنع وصول الأسلحة جواً وبحراً إلى الميليشيات الحوثية وحليفهم الرئيس اليمنى السابق علي عبدالله صالح من خلال المراقبة والتفتيش الدقيقين.
وقبيل الإعلان عن انتهاء "عاصفة الحزم" وانطلاق "إعادة الأمل" كان ثمة تحركات سياسية ودبلوماسية ماراثونية عالية المستوى لم تشهدها المنطقة من قبل، إذ عقدت اللجنة العسكرية العليا لرؤساء أركان دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعها التشاوري السادس في الدوحة، لمناقشة الظروف المناسبة للمساهمة في القوة العربية المشتركة المقترحة، وصيانة وتطوير ما تحقق من منجزات ومكتسبات على نطاق العمل العسكري الخليجي المشترك ، باعتباره السياج الدفاعي المنيع لدول المجلس ورافداً للعمل العسكري العربي المشترك.
كما جرت مشاورات إقليمية ودولية على نطاق واسع بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي وبين كل من روسيا وأمريكا وبريطانيا وإيران والجزائر، فضلاً عن الحراك السياسي اليمني من الداخل من قبل شخصيات سياسية رسمية وغير رسمية للتوصل إلى مبادرة لوضع حد للأزمة المستعرة في اليمن.
ومع انطلاق عملية "إعادة الأمل" ، باتت البيئة السياسية اليمنية مهيأة لطرح المبادرة العمانية لحل الأزمة اليمنية بعد جولات مكوكية سياسية شهدها الإقليم الخليجي مع أطراف دولية وإقليمية وداخلية ذات علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالأزمة اليمنية.
بنود مبادرة عُمان ودوافعها
في خضم هذه المشاورات والمبادرات يتحدث مراقبون عن مشاورات تجريها سلطنة عُمان حاليا مع أطراف عديدين في الإقليم والدول الكبرى، لبلورة الموقف من مبادرتها تحاشياً لأي رفض من أي طرف معني في الصراع/الأزمة.
وتأسيساً على هذه المعطيات الواقعية بدأت سلطنة عُمان مساعي الوساطة وتقديم مبادرة كاملة الأركان تستهدف إنقاذ اليمن وإخراجه من حالة الانسداد السياسي، وتحقيق السلام الداخلي، ووقف الاقتتال الدائر هناك بدافع ذاتي وإنساني ينطلق من عدة أهداف رئيسة هي:
- أولا تنطلق عُمان في وساطتها العادلة في إطار دورها الإقليمي والعالمي النشط والدينامي في فرض إرادة السلام ودعم الشعوب.
- ثانيا تحركت عمان كوسيط نزيه في إطار الاستجابة لدعوة (أطراف إقليمية) تشارك في الحرب بصورة "معلنة" أو "خفية داعمة" كفرصة لإخراجها من المأزق اليمني الذي قد يطول أمده ويمتد تأثيره إلى داخل أراضيها.
- ثالثًا تأتي الوساطة العمانية تلبية لدعوات عديدة من المنظمات الدولية والقوى الكبرى انطلاقا من الحفاظ على الأمن والسلام العالمي وتأمين الملاحة العالمية في الخليج ومضيق باب المندب.
وق عن ذلك فإن هذا التحرك العُماني للوساطة في حل الأزمة اليمنية يأتي نابعاً من إدراك استراتيجي للقيادة السياسية لخطورة تلك التطورات على منظومة الأمن القومي العُماني.
وبحسب المحللين السياسيين ، فإن المبادرات التي طُرحت من قبل أطراف عديدة خلال الفترة الماضية قد تتضمن تشكيل مجلس رئاسي برئاسة هادي، في مقابل أن يخفض الحوثيون سقف مطالبهم المفتوحة، وربما التوقف عن اجتياح مأرب والسيطرة على منابع النفط في اليمن.
أما المبادرة العُمانية فتتضمن تحقيق تسوية سريعة للنزاع عبر تطبيق سبعة مبادئ أساسية هي:
- أولاً: انسحاب جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وقوات علي عبد الله صالح من جميع المدن اليمنية التي استولوا عليها، وإلزامهما بإعادة العتاد العسكري، الذي استولوا عليه من مخازن الجيش اليمني.
- ثانياً: عودة السلطة الشرعية إلى الجمهورية اليمنية المتمثلة في الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، وقيادة الحكومة اليمنية وممارسة عملها.
- ثالثاً: المسارعة إلى إجراء انتخابات برلمانية، ورئاسية في أقرب وقت.
- رابعاً: التوافق على حكومة جديدة تضم جميع أطياف الشعب اليمني وأحزابه.
- خامساً: أن تتحول جماعة (أنصار الله) الحوثية إلى حزب سياسي يشارك في الحياة السياسية اليمنية بطرق شرعية.
- سادساً: عقد مؤتمر دولي للمانحين بهدف مساعدة الاقتصاد اليمني وتنفيذ مشاريع استثمارية.
- سابعاً: تقديم اقتراح بإدخال (اليمن) ضمن منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
مؤهلات سلطنة عُمان
يشير المتخصصون في الشأن العماني إلى أن مسقط تملك الكثير من الأوراق التي تؤهلها لدور الوساطة النزيه، إذ فضلاً عن علاقاتها المتميزة مع منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، فإنها ترتبط بعلاقات وثيقة عبر العقود مع إيران. إذ يؤكد المحللون والخبراء أن ثمة عدة أسباب منطقية أكسبت السلطنة الجدارة لتقديم مبادرتها وهي:
- أولاً: رفض سلطنة عُمان المشاركة في (عاصفة الحزم) إذ ارتأت السلطنة أن هناك حلولا أخرى دبلوماسية وسياسية بعيدا عن استخدام السلاح.
- ثانيًا: تتبع سلطنة عمان دائمًا سياسة خارجية متزنة، وتحتفظ بعلاقات ودية ومرنة في علاقاتها الدولية والإقليمية، وهي تجسيد وترجمة واقعية لمرتكزات ومبادئ السياسة الخارجية التي وضعها السلطان قابوس في بداية السبعينات من القرن العشرين وفي إطار مبادئ: الحق والعدل والمساواة ودعم حق الشعوب في السلام والتنمية.
- ثالثاً: خبرتها ودورها التاريخي في الوساطات بملفات ساخنة، في مقدّمها الملف النووي الإيراني. كما لعبت خلال السنوات الأخيرة دورًا مهمًا لحفظ التوازن في منطقة الخليج، وتوفير قناة للحوار بين دول الخليج العربية وجاراتها إيران.
وبقراءة تحليلية أولية للمبادرة العمانية يمكن القول أنها تتلاءم مع متطلبات كافة الأطراف السياسية سواء المباشرة في العمليات العسكرية" أطراف يمنية + قوى التحالف" أو غير المباشرة "المؤيدة والداعمة لكل طرف + قوى السلام".
كما تتسم المبادرة العمانية بالواقعية والتدرجية في تحقيق متطلبات الاستقرار والأمن للمجتمع اليمني من خلال الاعتراف بشرعية نظام وحكومة هادي وانخراط الحوثيين في العمل السياسي الرسمي والشرعي، ثم عقد مؤتمر للدول المانحة لدعم اليمن اقتصادياً.
فضلاً عن أن المبادرة العمانية تتوافق مع أهداف عملية "إعادة الأمل" والتي يعمل كل الأطراف على نجاحها لإعادة الشرعية والاستقرار والأمن لليمن.
على أية حال يمكن القول أنه رغم أن الوقت قد يكون مناسباً لطرح المبادرة العمانية ، إلا أنه لابد من دعم عربي وإقليمي ودولي لهذه المبادرة وأن يكون هناك ثقل عربي دولي يراعى مصالح الجميع ويستوعب كل الأطراف ويدعم مستقبل اليمن، ويعزز حاضرها، حتى لا تعود الأذهان إلى سيناريوهات الحرب العراقية الإيرانية مجدداً.
بعد انتهاء العمليات العسكرية ل "عاصفة الحزم" التى نفذها تحالف عربى بقيادة المملكة العربية السعودية ، وانطلاق عملية "إعادة الأمل" لتحقيق أهداف عدة وفق قرار مجلس الأمن والتي جاءت بناء على طلب الرئيس اليمني عبد ربه هادي والحكومة اليمنية الشرعية، بدأت مرحلة جديدة في سبيل الوصول إلى تسوية سياسية للأزمة وبدأت المبادرات السياسية التي كانت قد طرحت من جانب أطراف عديدة تمهد البيئة السياسية لإعادة الأمل والحوار السياسي في اليمن.
وتستهدف عملية "إعادة الأمل " تحقيق الأهداف التالية : سرعة استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن رقم ( 2216) , والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، واستمرار حماية المدنيين، واستمرار مكافحة الإرهاب ، والاستمرار في تيسير إجلاء الرعايا الأجانب وتكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني في المناطق المتضررة وإفساح المجال للجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية، مع التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للميليشيات الحوثية ومن تحالف معها, وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة المنهوبة من المعسكرات أو المهربة من الخارج.
كما تستهدف إيجاد تعاون دولي من خلال البناء على الجهود المستمرة للحلفاء لمنع وصول الأسلحة جواً وبحراً إلى الميليشيات الحوثية وحليفهم الرئيس اليمنى السابق علي عبدالله صالح من خلال المراقبة والتفتيش الدقيقين.
وقبيل الإعلان عن انتهاء "عاصفة الحزم" وانطلاق "إعادة الأمل" كان ثمة تحركات سياسية ودبلوماسية ماراثونية عالية المستوى لم تشهدها المنطقة من قبل، إذ عقدت اللجنة العسكرية العليا لرؤساء أركان دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعها التشاوري السادس في الدوحة، لمناقشة الظروف المناسبة للمساهمة في القوة العربية المشتركة المقترحة، وصيانة وتطوير ما تحقق من منجزات ومكتسبات على نطاق العمل العسكري الخليجي المشترك ، باعتباره السياج الدفاعي المنيع لدول المجلس ورافداً للعمل العسكري العربي المشترك.
كما جرت مشاورات إقليمية ودولية على نطاق واسع بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي وبين كل من روسيا وأمريكا وبريطانيا وإيران والجزائر، فضلاً عن الحراك السياسي اليمني من الداخل من قبل شخصيات سياسية رسمية وغير رسمية للتوصل إلى مبادرة لوضع حد للأزمة المستعرة في اليمن.
ومع انطلاق عملية "إعادة الأمل" ، باتت البيئة السياسية اليمنية مهيأة لطرح المبادرة العمانية لحل الأزمة اليمنية بعد جولات مكوكية سياسية شهدها الإقليم الخليجي مع أطراف دولية وإقليمية وداخلية ذات علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالأزمة اليمنية.
بنود مبادرة عُمان ودوافعها
في خضم هذه المشاورات والمبادرات يتحدث مراقبون عن مشاورات تجريها سلطنة عُمان حاليا مع أطراف عديدين في الإقليم والدول الكبرى، لبلورة الموقف من مبادرتها تحاشياً لأي رفض من أي طرف معني في الصراع/الأزمة.
وتأسيساً على هذه المعطيات الواقعية بدأت سلطنة عُمان مساعي الوساطة وتقديم مبادرة كاملة الأركان تستهدف إنقاذ اليمن وإخراجه من حالة الانسداد السياسي، وتحقيق السلام الداخلي، ووقف الاقتتال الدائر هناك بدافع ذاتي وإنساني ينطلق من عدة أهداف رئيسة هي:
- أولا تنطلق عُمان في وساطتها العادلة في إطار دورها الإقليمي والعالمي النشط والدينامي في فرض إرادة السلام ودعم الشعوب.
- ثانيا تحركت عمان كوسيط نزيه في إطار الاستجابة لدعوة (أطراف إقليمية) تشارك في الحرب بصورة "معلنة" أو "خفية داعمة" كفرصة لإخراجها من المأزق اليمني الذي قد يطول أمده ويمتد تأثيره إلى داخل أراضيها.
- ثالثًا تأتي الوساطة العمانية تلبية لدعوات عديدة من المنظمات الدولية والقوى الكبرى انطلاقا من الحفاظ على الأمن والسلام العالمي وتأمين الملاحة العالمية في الخليج ومضيق باب المندب.
وق عن ذلك فإن هذا التحرك العُماني للوساطة في حل الأزمة اليمنية يأتي نابعاً من إدراك استراتيجي للقيادة السياسية لخطورة تلك التطورات على منظومة الأمن القومي العُماني.
وبحسب المحللين السياسيين ، فإن المبادرات التي طُرحت من قبل أطراف عديدة خلال الفترة الماضية قد تتضمن تشكيل مجلس رئاسي برئاسة هادي، في مقابل أن يخفض الحوثيون سقف مطالبهم المفتوحة، وربما التوقف عن اجتياح مأرب والسيطرة على منابع النفط في اليمن.
أما المبادرة العُمانية فتتضمن تحقيق تسوية سريعة للنزاع عبر تطبيق سبعة مبادئ أساسية هي:
- أولاً: انسحاب جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وقوات علي عبد الله صالح من جميع المدن اليمنية التي استولوا عليها، وإلزامهما بإعادة العتاد العسكري، الذي استولوا عليه من مخازن الجيش اليمني.
- ثانياً: عودة السلطة الشرعية إلى الجمهورية اليمنية المتمثلة في الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، وقيادة الحكومة اليمنية وممارسة عملها.
- ثالثاً: المسارعة إلى إجراء انتخابات برلمانية، ورئاسية في أقرب وقت.
- رابعاً: التوافق على حكومة جديدة تضم جميع أطياف الشعب اليمني وأحزابه.
- خامساً: أن تتحول جماعة (أنصار الله) الحوثية إلى حزب سياسي يشارك في الحياة السياسية اليمنية بطرق شرعية.
- سادساً: عقد مؤتمر دولي للمانحين بهدف مساعدة الاقتصاد اليمني وتنفيذ مشاريع استثمارية.
- سابعاً: تقديم اقتراح بإدخال (اليمن) ضمن منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
مؤهلات سلطنة عُمان
يشير المتخصصون في الشأن العماني إلى أن مسقط تملك الكثير من الأوراق التي تؤهلها لدور الوساطة النزيه، إذ فضلاً عن علاقاتها المتميزة مع منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، فإنها ترتبط بعلاقات وثيقة عبر العقود مع إيران. إذ يؤكد المحللون والخبراء أن ثمة عدة أسباب منطقية أكسبت السلطنة الجدارة لتقديم مبادرتها وهي:
- أولاً: رفض سلطنة عُمان المشاركة في (عاصفة الحزم) إذ ارتأت السلطنة أن هناك حلولا أخرى دبلوماسية وسياسية بعيدا عن استخدام السلاح.
- ثانيًا: تتبع سلطنة عمان دائمًا سياسة خارجية متزنة، وتحتفظ بعلاقات ودية ومرنة في علاقاتها الدولية والإقليمية، وهي تجسيد وترجمة واقعية لمرتكزات ومبادئ السياسة الخارجية التي وضعها السلطان قابوس في بداية السبعينات من القرن العشرين وفي إطار مبادئ: الحق والعدل والمساواة ودعم حق الشعوب في السلام والتنمية.
- ثالثاً: خبرتها ودورها التاريخي في الوساطات بملفات ساخنة، في مقدّمها الملف النووي الإيراني. كما لعبت خلال السنوات الأخيرة دورًا مهمًا لحفظ التوازن في منطقة الخليج، وتوفير قناة للحوار بين دول الخليج العربية وجاراتها إيران.
وبقراءة تحليلية أولية للمبادرة العمانية يمكن القول أنها تتلاءم مع متطلبات كافة الأطراف السياسية سواء المباشرة في العمليات العسكرية" أطراف يمنية + قوى التحالف" أو غير المباشرة "المؤيدة والداعمة لكل طرف + قوى السلام".
كما تتسم المبادرة العمانية بالواقعية والتدرجية في تحقيق متطلبات الاستقرار والأمن للمجتمع اليمني من خلال الاعتراف بشرعية نظام وحكومة هادي وانخراط الحوثيين في العمل السياسي الرسمي والشرعي، ثم عقد مؤتمر للدول المانحة لدعم اليمن اقتصادياً.
فضلاً عن أن المبادرة العمانية تتوافق مع أهداف عملية "إعادة الأمل" والتي يعمل كل الأطراف على نجاحها لإعادة الشرعية والاستقرار والأمن لليمن.
على أية حال يمكن القول أنه رغم أن الوقت قد يكون مناسباً لطرح المبادرة العمانية ، إلا أنه لابد من دعم عربي وإقليمي ودولي لهذه المبادرة وأن يكون هناك ثقل عربي دولي يراعى مصالح الجميع ويستوعب كل الأطراف ويدعم مستقبل اليمن، ويعزز حاضرها، حتى لا تعود الأذهان إلى سيناريوهات الحرب العراقية الإيرانية مجدداً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.