خيم الحزن والأسى على عزبة الحدايدة مركز فاقوس بمحافظة الشرقية، لفقدها ابنا من أعز أبناءها وهو المجند إبراهيم محمد عبد السلام 22 عاما، والذي استشهد عقب انفجار عبوة ناسفة في مدرعة أثناء تأديته عملة بمنطقة رفح بشمال سيناء. واتشحت القرية بالسواد فور علمها بخبر استشهاده، وتوافد الآلاف من المواطنين على منزل أسرة الشهيد لتقديم واجب العزاء في مصابهم الأليم وتخفيف أحزانهم. واستقبل الأهالي جثمان الشهيد الذي وصل ملفوفا بعلم مصر بالزغاريد ورددوا الهتافات "لا اله إلا الله الشهيد حبيب الله والإخوان أعداء الله.. و"نام يا شهيد وارتاح واحنا هنكمل الكفاح" و"الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة"، وشارك في تشيع جنازة الشهيد آلاف من المواطنين تقدمهم والقيادات العسكرية والشرطية والتنفيذية والشعبية. وطالب المشيعون بالقصاص لشهداء الوطن وحماة ترابة وأن يتم تعليق الجناة في مشانق في الشوارع والميادين العامة ليكونوا عبرة لغيرهم. وأصيب والد الشهيد محمد عبد السلام 55 عاما عامل زراعي بذهول فور علمه، بنبأ استشهاد نجله، وسرعان ما انهار وانخرط في البكاء قائلا منهم لله القتلة لقد اغتالوا سندي في الحياة دون ذنب اقترفه حسبي الله ونعم الوكيل فيهم وربنا ينتقم من منهم لقد احتسبته عبد الله شهيدا ثم يلتقط انفاسة ويقول ان مصر ستظل شامخة ولن تسقط أبدا رغم انف الحاقدين والإرهابيين، وقال إن للشهيد أربع أشقاء 3 ذكور وبنت احدهم توأمة ويؤدى الخدمة العسكرية مثل الشهيد . أما والدة الشهيد ناريمان محمود إبراهيم 45 عاما فقد أصيبت بانهيار عصبي وانخرطت في البكاء بصورة هيستيرية فور علمها بنبأ استشهاد نجلها وأخذت تقول منهم لله القتلة الذين قصموا ظهري واغتالوا فلذة كبدي، وآخر العنقود وأجهشت في البكاء وقالت "لقد كان دائما يطلب منى الدعاء له بالتوفيق، ثم تعالت صرخاتها قائلة قتلوك قبل أن ترى مولودك الذي سيخرج للدنيا بعد أشهر قليلة، وأضافت أن هؤلاء الجناة ليس لهم دين ولا ملة ولا يعرفون شيئا عن الإسلام، قائلة "والله لو كفرة ما يعملوا كدا في خير أجناد الأرض". أما زوجة الشهيد شفاء محمد السيد 20 عاما فقد انخرطت في البكاء حزنا على شريك حياتها ووالد الطفلة الذي سيخرج للدنيا يتيما ومحروما من كلمة بابا قائلة "حسبنا الله ونعم الوكيل" في القتلة معدومي الضمير، وقالت إنهما تزوجا منذ عام تقريبا وأنها حامل في الشهر السادس وكان الشهيد ينتظر قدوم بفارغ الصبر إلا أن القدر لم يمهله، وأضافت أنه كان حريصا عل وداعها في أجازته الأخيرة وكأنة كان يشعر بأن مجهولا سوف يلحق به. أما أشقاءه مها 31 عاما، وعثمان 29 عاما، وصلاح 27 عاما وتوأمه هشام وقد أكدوا أنه كان شجاعا لم يخش غير الله، وكان سعيدا بعملة في شمال سيناء، وطالبوا بإطفاء النيران في قلوب الأسرة، بالقصاص من الجناة.