تأخر العندليب عن حفلة فظهرت نجومية شفيق جلال تحولت مواويله إلى أمثال شعبية.. وحسن الإمام صنع منه نجم سينمائي قد تطغى ذكرى العندليب عبد الحليم حافظ وفتى الشاشة الأسمر على أي ذكرى أخرى خلال شهر مارس، لكن تبقى هناك ذكرى ثالثة في ذلك الشهر لفنان شعبي طالما كان أيقونة للغناء الشعبي في أفلام السبعينيات، وأحد الوجوه التي تبعث على السرور عند ظهوره على المسرح للغناء أو في أي فيلم سينمائي.. أنه شفيق جلال، الذي حلت ذكراه ال15 في التاسع عشر من مارس. ولد شفيق جلال عبدالله حسين فتح الباب وهو الاسم الحقيقي للفنان شفيق جلال في حي الدرب الأحمر الشعبي بالقاهرة، وكان وحيد والديه، عمل في عدة حرف منها صانع أحذية قبل أن يتجه إلى الغناء في الأفراح ومن شهرته في الأفراح الشعبية طلُب في أغلب أقاليم مصر لاحياء أفراح. إنطلاقة شفيق كانت في بداية الأربعينيات حينما أعتمد في الإذاعة في عام 1946، بعدها دخل عالم السينما لكن الغريب أن بدايته في السينما لم تكن بالغناء الشعبي بل في الغناء البدوي وبالتحديد في فيلم "النمر" عام 1952 وهو الفيلم الذي قام ببطولته "أنور وجدي، نعيمة عاكف، فريد شوقي، وزكي رستم" وكان الفيلم من إخراج حسين فوزي، وكانت أولى أغنيات في الإذاعة هي أغنية بدوية أيضا بعنوان "يا عم يا جمال"، من كلمات مصطفى الطائر وألحان نجيب السلحادر. لم تكن موهبة جلال بالفطرة فحسب؛ بل أنه تشرب الغناء من والده الذي كان يعمل بفريق الكورال لعدد من الفرق الشهيرة مثل فرقة علي الكسار وفرقة نجيب الريحاني. في الخمسينيات بدأ شفيق جلال يحقق شهرة أكبر ليس في نطاق مصر فقط بل سافر العديد من دول الخليج ليقدم حفلاته في الغناء الشعبي، وهو مادفع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب لتلحين عدد من المواويل والأغنيات له، ومن هنا حصل على لقب "أستاذ الموال". ومن النجاح الكبير لمواويل شفيق جلال تحولت بعض جمل مواويله إلى أمثال شعبية، مثل "شيخ البلد خلف ولد"، و"أمونة بعتلها جواب"، و"يا تاجر الصبر". في عام 1952 حققت أغنيته "بنت الحارة" شهرة ضخمة بسبب استخدمها في فيلم "ريا وسكينة" الذي قام ببطولته "أنور وجدي، سميرة أحمد، ونجمة إبراهيم" واستخدمت الأغنية في كل مشهد قتل سفاحات إسكندرية في قتل ضحية جديدة، ومن الغريب أن الأغنية تكررت بعد ذلك في كل الأفلام التي تناولت قصة ريا وسكينة مثل فيلم "إسماعيل يقابل ريا وسكينة" الذي قدم سنة 1955، وفيلم "ريا وسكينة" بطولة يونس شلبي وشريهان الذي قدم سنة 1983. ورغم تلك النجاحات إلا أن شفيق جلال ظل يظهر في الحفلات بفقرات غنائية صغيرة للغاية بين فقرات المطربين الكبار حتى عام 1961 حينما تأخر عبد الحليم حافظ عن الحضور إلى إحدى الحفلات ولم يكن أمام منظمي الحفل سوى شفيق ليكون المنقذُ حيث قدم فقرة غنائية كاملة أسعدت الجمهور ومن هنا كانت الانطلاقة الأقوى له. قد لا يتذكر الكثيرين منا ظهور شفيق جلال في أفلام مثل "الأستاذة فاطمة، الآنسة حنفي، الله وأكبر، وغازية من سنباط" رغم عرضها عشرات المرات في التليفزيون، حيث كان وجود شفيق وجودا خاطفا فيها، وكانت الإنطلاقة الحقيقية في السينما لشفيق جلال تلك التي منحها له المخرج الكبير حسن الإمام في عام 1972 في فيلم "خلي بالك من زوزو" حيث قدمه في دور مرح يناسب روحه المرحة في حفلاته الغنائية كما لم تبتعد شخصيته عن موهبته في تقديم فن الغناء الشعبي والموال، بعد نجاح تجربتهم الأولى أعاد الإمام تقديمه في دور مميز آخر في فيلم "حكايتي مع الزمان" مع المطربة الكبيرة وردة، ومرة ثالثة في فيلم "بمبة كشر" مع نادية الجندي، وفي فيلم "بديعة مصابني" مع نادية لطفي، و"أميرة حبي أنا" مع سعاد حسني. وبعيدا عن المخرج حسن الإمام قدم شفيق دورا مميزا مع المخرج عاطف سالم في فيلم "حافية على جسر من ذهب" عام 1967، وفي فيلم "العمر لحظة" للمخرج محمد راضي عام 1978، و"شفيقة ومتولي" مع علي بدرخان في عام 1979، لكن كل هولاء المخرجين استخدموا نفس القالب الذي رسمه الإمام لشخصية شفيق جلال في أفلامه الشهيرة. عام 1990 قدم شفيق واحد من أنجح أفلامه وأن كان دوره صغير نسبيا، وذلك في فيلم "كابوريا" للمخرج خيري بشارة. في عام 1995 قدمه نور الشريف والمخرج محمد النقلي في مسلسلهم الناجح "لن أعيش في جلباب أبي" بشخصيته الحقيقية مشاركا في إحدى حلقات المسلسل، قبل أن يختتم حياته بالظهور في دور مطرب في فيلم "زنقة الستات" عام 2000 لفيفي عبده ومن إخراج علاء كريم، وهو نفس العام الذي شهد وفاته بعد فترة متاعب مع مرض الكلى أستمرت 3 أعوام قبل وفاته. شفيق جلال تزوج مرة واحدة وأنجب طفل وحيد هو المطرب جلال شفيق الذي لم يحقق شهرة والده، وتنتسب الممثلة الشابة منة جلال بالقرابة للمطرب الراحل الذي لا زالت مواويله هي الأبرز في الغناء الشعبي المصري. تأخر العندليب عن حفلة فظهرت نجومية شفيق جلال تحولت مواويله إلى أمثال شعبية.. وحسن الإمام صنع منه نجم سينمائي قد تطغى ذكرى العندليب عبد الحليم حافظ وفتى الشاشة الأسمر على أي ذكرى أخرى خلال شهر مارس، لكن تبقى هناك ذكرى ثالثة في ذلك الشهر لفنان شعبي طالما كان أيقونة للغناء الشعبي في أفلام السبعينيات، وأحد الوجوه التي تبعث على السرور عند ظهوره على المسرح للغناء أو في أي فيلم سينمائي.. أنه شفيق جلال، الذي حلت ذكراه ال15 في التاسع عشر من مارس. ولد شفيق جلال عبدالله حسين فتح الباب وهو الاسم الحقيقي للفنان شفيق جلال في حي الدرب الأحمر الشعبي بالقاهرة، وكان وحيد والديه، عمل في عدة حرف منها صانع أحذية قبل أن يتجه إلى الغناء في الأفراح ومن شهرته في الأفراح الشعبية طلُب في أغلب أقاليم مصر لاحياء أفراح. إنطلاقة شفيق كانت في بداية الأربعينيات حينما أعتمد في الإذاعة في عام 1946، بعدها دخل عالم السينما لكن الغريب أن بدايته في السينما لم تكن بالغناء الشعبي بل في الغناء البدوي وبالتحديد في فيلم "النمر" عام 1952 وهو الفيلم الذي قام ببطولته "أنور وجدي، نعيمة عاكف، فريد شوقي، وزكي رستم" وكان الفيلم من إخراج حسين فوزي، وكانت أولى أغنيات في الإذاعة هي أغنية بدوية أيضا بعنوان "يا عم يا جمال"، من كلمات مصطفى الطائر وألحان نجيب السلحادر. لم تكن موهبة جلال بالفطرة فحسب؛ بل أنه تشرب الغناء من والده الذي كان يعمل بفريق الكورال لعدد من الفرق الشهيرة مثل فرقة علي الكسار وفرقة نجيب الريحاني. في الخمسينيات بدأ شفيق جلال يحقق شهرة أكبر ليس في نطاق مصر فقط بل سافر العديد من دول الخليج ليقدم حفلاته في الغناء الشعبي، وهو مادفع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب لتلحين عدد من المواويل والأغنيات له، ومن هنا حصل على لقب "أستاذ الموال". ومن النجاح الكبير لمواويل شفيق جلال تحولت بعض جمل مواويله إلى أمثال شعبية، مثل "شيخ البلد خلف ولد"، و"أمونة بعتلها جواب"، و"يا تاجر الصبر". في عام 1952 حققت أغنيته "بنت الحارة" شهرة ضخمة بسبب استخدمها في فيلم "ريا وسكينة" الذي قام ببطولته "أنور وجدي، سميرة أحمد، ونجمة إبراهيم" واستخدمت الأغنية في كل مشهد قتل سفاحات إسكندرية في قتل ضحية جديدة، ومن الغريب أن الأغنية تكررت بعد ذلك في كل الأفلام التي تناولت قصة ريا وسكينة مثل فيلم "إسماعيل يقابل ريا وسكينة" الذي قدم سنة 1955، وفيلم "ريا وسكينة" بطولة يونس شلبي وشريهان الذي قدم سنة 1983. ورغم تلك النجاحات إلا أن شفيق جلال ظل يظهر في الحفلات بفقرات غنائية صغيرة للغاية بين فقرات المطربين الكبار حتى عام 1961 حينما تأخر عبد الحليم حافظ عن الحضور إلى إحدى الحفلات ولم يكن أمام منظمي الحفل سوى شفيق ليكون المنقذُ حيث قدم فقرة غنائية كاملة أسعدت الجمهور ومن هنا كانت الانطلاقة الأقوى له. قد لا يتذكر الكثيرين منا ظهور شفيق جلال في أفلام مثل "الأستاذة فاطمة، الآنسة حنفي، الله وأكبر، وغازية من سنباط" رغم عرضها عشرات المرات في التليفزيون، حيث كان وجود شفيق وجودا خاطفا فيها، وكانت الإنطلاقة الحقيقية في السينما لشفيق جلال تلك التي منحها له المخرج الكبير حسن الإمام في عام 1972 في فيلم "خلي بالك من زوزو" حيث قدمه في دور مرح يناسب روحه المرحة في حفلاته الغنائية كما لم تبتعد شخصيته عن موهبته في تقديم فن الغناء الشعبي والموال، بعد نجاح تجربتهم الأولى أعاد الإمام تقديمه في دور مميز آخر في فيلم "حكايتي مع الزمان" مع المطربة الكبيرة وردة، ومرة ثالثة في فيلم "بمبة كشر" مع نادية الجندي، وفي فيلم "بديعة مصابني" مع نادية لطفي، و"أميرة حبي أنا" مع سعاد حسني. وبعيدا عن المخرج حسن الإمام قدم شفيق دورا مميزا مع المخرج عاطف سالم في فيلم "حافية على جسر من ذهب" عام 1967، وفي فيلم "العمر لحظة" للمخرج محمد راضي عام 1978، و"شفيقة ومتولي" مع علي بدرخان في عام 1979، لكن كل هولاء المخرجين استخدموا نفس القالب الذي رسمه الإمام لشخصية شفيق جلال في أفلامه الشهيرة. عام 1990 قدم شفيق واحد من أنجح أفلامه وأن كان دوره صغير نسبيا، وذلك في فيلم "كابوريا" للمخرج خيري بشارة. في عام 1995 قدمه نور الشريف والمخرج محمد النقلي في مسلسلهم الناجح "لن أعيش في جلباب أبي" بشخصيته الحقيقية مشاركا في إحدى حلقات المسلسل، قبل أن يختتم حياته بالظهور في دور مطرب في فيلم "زنقة الستات" عام 2000 لفيفي عبده ومن إخراج علاء كريم، وهو نفس العام الذي شهد وفاته بعد فترة متاعب مع مرض الكلى أستمرت 3 أعوام قبل وفاته. شفيق جلال تزوج مرة واحدة وأنجب طفل وحيد هو المطرب جلال شفيق الذي لم يحقق شهرة والده، وتنتسب الممثلة الشابة منة جلال بالقرابة للمطرب الراحل الذي لا زالت مواويله هي الأبرز في الغناء الشعبي المصري.