تعيش الثقافة في مرحلة من التخبط، ما بين الازدهار والانهيار، وربما الصورة غير واضحة حول مستقبل الثقافة وما يمكن أن ينعكس عليها في ظل الظروف المجتمعية والسياسية والاقتصادية التي يعيشها المواطن المصري. وكان ل"بوابة أخبار اليوم"، حوارها الخاص مع الأديبة "سلوى علوان"، صاحبة لقب أفضل روائية عربية في مهرجان الألف شاعر وأديب لعام 2014، وصاحبة أول صالون ثقافي أدبي، والذي بدأ 27 مارس 2015 حول الكتابة الحديثة ومستقبل الثقافة: ظهر في الفترة الأخيرة، عددًا كبيرًا من الكتاب في الساحة الأدبية، فهل الكتابة الحديثة ثقافة هشة أم ثقافة حقيقية؟ الكتابة الحديثة تعكس ثقافة المجتمع بكل ما فيه من سلبيات وإيجابيات، فالمنتج الذي يفرزه العقل والقلب من إبداع هو نتاج لما نعيشه على أرض الواقع بكل ما فيه من أفكار ومعتقدات وأحداث، وفي مصر عشنا فترة ركود وشبه انهيار في كل شيء خلال العشرة أعوام الأخيرة، انعكست بوضوح على الحياة الثقافية كجزء من هذه المنظومة حولنا، لكننا لا نستطيع أن ننكر أن هناك العديد من التجارب والأعمال الأدبية التي أثبتت استحقاقها للاحترام لقوة ما قدمت، وأن هناك من المبدعين من تميزوا بأعمال إبداعية حقيقية تظهر هذا التفاوت بينهم وبين الأعمال الأخرى المتواضعة أو الضعيفة . ما رؤيتك لمستقبل الثقافة في مصر؟ لدي أمل أن القادم سيكون أفضل وأكثر إبداعًا وتألقًا للمبدعين الحقيقيين، لأننا تعلمنا خلال الأعوام الماضية أن الأدب والفن هما من يصنعا ثقافة الشعوب ويرتقيان بها، والانحدار الذي عشناه في الفترة الماضية أفقدنا الكثير مما بناه عمالقة الفن والأدب في بلدنا وعشنا أمجاده بكل الفخر، لدي أمل أن الناس اليوم بحاجة لكل ما هو راقي وللإبداع الحقيقي. في رأيك، ما دور المثقفين في توعية الموهوبين الجدد؟ كل الدور وكل العبء عليهم، فغياب المثقفين طوال السنين الماضية عن الالتحام بالشارع وشباب المبدعين والموهوبين الجدد، ترك المجتمع عرضه وفريسة للمدعين والفاسدين ومشوهي الفن والأدب، وترك الشباب بلا ريادة ولا توجيه مما سمح بوجود جماعات الإرهاب بهذه الطريقة التي نعاني منها الآن، نحن بحاجة لعودة ارتباط الناس بالنخبة في الأدب والفن، لتنظيف كل هذه الشوائب والتدني الذي لحق بالعقول والنفوس فتدهورت الأخلاقيات وتدني مستوى الإبداع، والمثقفون هم من لديهم الوعي بكيفية علاج تلك المشكلات وتقويم الاعوجاج الموجود، وتبني شباب الموهوبين ومد يد العون لهم لرفع مستواهم وتشجيعهم وليس لإحباطهم، لابد أن تكون النخبة المثقفة الواعية هي صاحبة هذه الريادة من منطلق الوعي الإنساني والوطني قبل أي شيء.