العربية: إلغاء مشاركة نتنياهو في قمة شرم الشيخ    البورصة تواصل ارتفاعها بمنتصف التعاملات مدفوعة بمشتريات محلية    محافظ المنوفية يترأس اجتماعا موسعا لمناقشة موقف مشروعات الخطة الاستثمارية    رئيس الوزراء يُتابع جهود تنفيذ إجراءات خفض الانبعاثات والتحول الأخضر المُستدام    تراجع سعر اليورو اليوم الإثنين 13 أكتوبر 2025 بمنتصف التعاملات بالبنوك    استقلا الوحش.. نتنياهو وزوجته يخترقان بروتوكول زيارة ترامب "فيديو"    كلمة ترامب أمام الكنيست: حان الوقت لتترجم إسرائيل انتصاراتها إلى السلام    "من أنت".. ترامب يهاجم مراسلة بولتيكو ويتهم الصحيفة بنشر أخبار كاذبة    «حسام زكي»: الموقف المصري كان له بالغ الأثر في تغيير دفة الحوار السياسي    وزير الرياضة يلتقي إنفانتينو على هامش مؤتمر السلام بشرم الشيخ    تأكيدا لليوم السابع.. الزمالك يعتذر رسميا عن المشاركة فى البطولة العربية لسيدات الطائرة    إصابة 8 أشخاص فى حادث تصادم بالطريق الزراعى فى البحيرة    محافظ قنا يوجه بتقديم كافة الرعاية الطبية لمصابى حادث أتوبيس الألومنيوم    ضبط متهم تحرش بعاملة داخل صيدلية في سوهاج بعد انتشار فيديو فاضح.. فيديو    تموين الفيوم تلاحق المخالفين وتضبط عشرات القضايا التموينية.. صور    الرئيس الأمريكى ترامب يلقى خطابا أمام الكنيست وسط تحية كبيرة من الحضور    مسلسل لينك الحلقة 2.. تحالف غير متوقع بين بكر وأسما لكشف سرقة أموالهما    هتافات وتكبير فى تشييع جنازة الصحفى الفلسطيني صالح الجعفراوى.. فيديو    فحص 1256 مواطنا وإحالة 10 مرضى لاستكمال الفحوصات بقافلة طبية فى مطوبس    وكيل صحة سوهاج فى زيارة مستشفى جرجا : لا تهاون مع أى تقصير فى خدمة المواطن    هل يمكن حصول السيدات الحوامل على لقاح الأنفلونزا ؟ فاكسيرا تجيب    شراكة بين أورنچ مصر وسامسونج إلكترونيكس لتجربة الأجهزة المتعددة المدعومة بالذكاء الاصطناعي    تشكيل منتخب فرنسا المتوقع أمام آيسلندا في تصفيات كأس العالم 2026    بتواجد أبو جريشة.. الكشف عن الجهاز الفني المساعد ل عماد النحاس في الزوراء العراقي    ب 35 لجنة.. بدء التسجيل ب «عمومية أصحاب الجياد» في الإسكندرية    اليوم.. بدء استيفاء نموذج الطلب الإلكتروني للمواطنين المخاطبين بقانون «الإيجار القديم» (تفاصيل)    الغرف السياحية: قمة شرم الشيخ السلام رسالة قوية للعالم بالريادة المصرية    ارتفاع أسعار النفط مع بوادر تراجع حدة التوتر التجاري بين الصين وأمريكا    جامعة بنها: فحص 4705 شكاوى بالمنظومة الموحدة.. تفعيل نقطة اتصال جديدة لخدمة المواطنين    بالفيديو.. الأرصاد: فصل الخريف بدأ رسميا والأجواء مازالت حارة    حجز محاكمة معتز مطر ومحمد ناصر و8 أخرين ب " الحصار والقصف العشوائي " للنطق بالحكم    إخماد ذاتي لحريق داخل محطة كهرباء ببولاق دون وقوع إصابات    لحضور أولى جلسات الاستئناف.. وصول أسرة المتهم الثاني في قضية الدارك ويب لمحكمة جنايات شبرا    إعلان أسماء مرشحي القائمة الوطنية بانتخابات مجلس النواب 2025 بمحافظة الفيوم    وزيرا ري مصر والأردن يفتتحان الاجتماع ال38 للشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه    وزير السياحة يترأس اجتماع مجلس إدارة هيئة المتحف القومي للحضارة المصرية    مبيعرفوش يمسكوا لسانهم.. أبراج تفتش الأسرار في أوقات غير مناسبة    أحمد فهمي الأعلى مشاهدة ب «ابن النادي»    بورسعيد أرض المواهب.. إطلاق مسابقة فنية لاكتشاف المبدعين    الليلة بمسرح السامر.. قصور الثقافة تطلق ملتقى شباب المخرجين في دورته الرابعة    آداب القاهرة تحتفل بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس قسم الدراسات اليونانية واللاتينية    بعد منحها ل«ترامب».. جنازة عسكرية من مزايا الحصول على قلادة النيل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 13-10-2025 في محافظة قنا    أوقاف السويس تبدأ أسبوعها الثقافي بندوة حول المحافظة البيئة    هل الغسل يغني عن الوضوء؟ أمين الفتوى يوضح الحكم الشرعي بالتفصيل    محمد رمضان يوجّه رسالة تهنئة ل«لارا ترامب» في عيد ميلادها    "هتفضل عايش في قلوبنا".. ريهام حجاج تنعى الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي    مصادر تكشف مصير 4 أعضاء ب«النواب» تم تعيينهم في «الشيوخ»    رئيس «الرعاية الصحية» يتفقد مجمع الفيروز بجنوب سيناء استعدادًا لقمة شرم الشيخ    مباحثات مصرية - ألمانية لتعزيز التعاون وفرص الاستثمار في القطاع الصحي    نتنياهو يصف الإفراج المتوقع عن الرهائن بأنه حدث تاريخي    هل يجوز الدعاء للميت عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟.. «الإفتاء» توضح    تحرك عاجل من نقابة المعلمين بعد واقعة تعدي ولي أمر على مدرسين في أسيوط    فاروق جعفر: هدفنا الوصول إلى كأس العالم ونسعى لإعداد قوي للمرحلة المقبلة    عراقجي: إيران لن تحضر القمة في مصر بشأن غزة.. ما السبب؟    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 13 أكتوبر 2025 في القاهرة والمحافظات    صلاح وزوجته يحتفلان بالتأهل في أرضية ستاد القاهرة    البطاقة 21.. غانا تتأهل لكأس العالم 2026    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العالم يستعد لزراعة رأس بشري لأول مرة في 2017
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 22 - 03 - 2015

أعد مجموعة من الجراحين خطة نهائية لإجراء عملية زرع رأسٍ بشريٍ كاملٍ على جسد مريض آخر ومن المنتظر الإعلان عنها، وهو ما يطرح تساؤلات في عقل كل قارئ هل يمكن أن يحدث هذا بالفعل؟ وما يمكن أن يترتب على ذلك أخلاقيا؟.
ويعلن عن هذه الجراحة الأولى من نوعها في مؤتمرٍ جراحيٍ من المقرر أن يُعقَد في الولايات المتحدة هذا العام وذلك في محاولةٍ لاستقطاب كل الأطراف والمتخصصين المعنيين بالموضوع للعمل على إتمام هذه الجراحة.
واقترح الفكرة الجرّاح الإيطالي Sergio canvero والذي أراد استخدام الجراحة لإطالة أعمار الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في أعصابهم أو عضلاتهم أو فقدوا أعضاءهم نتيجةً للسرطان.
وصرِّح الدكتور Sergio بأن العقبات الكبرى كآلية وصل النخاع الشوكي ومنع الجسم من تشكيل ردٍّ فعلٍ مناعيٍ تجاه الرأس الجديد قد حُلَّت ومن الممكن القيام بالجراحة عام 2017 على أقرب تقدير.
وينوي الدكتور Canvero طرح المشروع في المؤتمر السنوي للأكاديمية الأمريكية لجراحي الأعصاب والعظام في شهر يونيو القادم؛ ولكن هل المجتمع مستعدٌ لتقبل فكرة هذا الإجراء الخطير؟.
محاولات سابقة
تمت أول محاولة لزرع رأسٍ لكلب في عام 1945 على يد الجراح السوفيتي cladimir Demikhov حيث نقل الرأس والأقدام الأمامية لجرو ووصلها مع ظهر كلب أكبر، وكرر الجراح هذه التجارب عدة مراتٍ لكن أياً من الكلاب لم تعش أكثر من 6 أيام.
وأجريت أول عملية زرع رأس - استبدال رأس بآخر- عام 1970 على يد الجراح cobert White الذي نقل رأس قرد وزرعه على جسم قرد آخر، ولم يقم الجراح بوصل النخاع الشوكي، وبالتالي كان القرد غير قادرٍ على الحركة ولكنه قادرٌ على التنفس مع وجود أجهزة داعمة؛ عاش القرد 9 أيام حيث رفض جهازه المناعي الرأس الجديد، وبالرغم من قلة المحاولات التي تمت بعد ذلك لزراعة الرأس إلا أن التقنيات الجراحية تقدمت بشكل كبير.
يقول الدكتور Canavero: "قد وصلنا اليوم إلى مرحلةٍ أصبحت فيها كل العناصر التقنية ملائمةً للقيام بهذه العملية"، ونشر ملخصاً حول التقنيات الجراحية التي يمكن استخدامها لزرع رأس شخص على جسد شخص آخر وذلك في مجلة Surgical Neurology International ومما ذكره أهمية تبريد رأس المتلقي وجسد المتبرع، لزيادة الوقت الذي تستطيع الخلايا أن تصمد فيه من دون الأوكسجين، حيث سيتم فصل الأنسجة المحيطة بالعنق ويتم وصل الأوعية المهمة بواسطة أنابيب دقيقة قبل فصل النخاع الشوكي؛ ويعد فصل النخاع الشوكي بعناية مفتاح نجاح العمل.
ويُنقل بعد ذلك رأس المتلقي إلى جسد المتبرع ويتم وصل الحبلين الشوكيين واللذان يشبهان رزمتين من المكرونة مع بعضهما؛ ولإنجاز هذه المرحلة ينوي الجراح إغراق المنطقة بمادة كيميائية تدعى Polyethylene glycol والاستمرار بإعطاء حقن من نفس المادة لعدة ساعات.
تساعد المادة على اندماج الخلايا مع بعضها تماماً كما تجعل المياه الحارة أعواد المكرونة تلتصق ببعضها؛ وبعد ذلك تتم خياطة العضلات والأوعية الدموية ويبقى المريض في حالة غيبوبة لمدة 3-4 أسابيع لمنع أي حركة؛ كما يتم زرع الكترودات "أقطاب كهربائية" تقوم بتنبيه النخاع بشكلٍ منتظمٍ حيث تقترح الدراسات أن التنبيهات المستمرة تساعد في تقوية الاتصالات العصبية الجديدة.
وحسب توقع الجراحين، سيكون المريض عند استيقاظه قادراً على الحركة والإحساس بوجهه ويتكلم بنفس صوته السابق ومع المعالجة الفيزيائية سيتمكن المريض من السير خلال عام، وقد تبرع العديد من الأشخاص لخوض التجربة والحصول على جسدٍ جديد.
ويبقى الجزء الأصعب في العملية هو دمج النخاع الشوكي، فقد أظهرت مادة البولي ايثلين جلايكول قدرتها على تسريع نمو أعصاب النخاع الشوكي عند الحيوانات وقد اختبر Canavero هذه التقنية على أجساد المتوفين دماغياً أيضاً؛ ولكن باحثين آخرين يشككون بجدوى هذه الطريقة وحدها.
ويقول الدكتور Richard Borgens " "لا يوجد أي دليل على أن وصل الدماغ والنخاع الشوكي سيؤدي إلى وظيفة حسيةٍ وحركيةٍ طبيعيةٍ عند الشخص بعد الزرع".
ومن الحلول البديلة التي يقدمها Canavero في حال فشلت مادة البولي إيثلين جلايكول حقنُ خلايا جذعية أو خلايا الغمد الشمي olfactory ensheating cells ، وهي خلايا قادرةٌ على التجدد الذاتي وتربط بين بطانة الأنف والدماغ، داخل النخاع الشوكي أو زرع جسرٍ لسد الفجوة في النخاع الشوكي باستخدام أغشية المعدة؛ وبالرغم من عدم إثبات فائدتها يبقى استخدام المواد الكيميائية كالبولي إيثلين جلايكول الوسيلة الأبسط والأقل غزواً.
ويجيب البروفيسور William Mathews عن تساؤلات احتمالية رفض الجهاز المناعي للنسيج الجديد الغريب، بأن الرفض المناعي لن يكون مشكلةً كبرى، حيث يقوم الأطباء باستخدام الأدوية لمواجهة رد الفعل المناعي للجسم عند غرس كمية كبيرة من الأنسجة الغريبة كالساق مثلاً أو القلب والرئتين وبالتالي يمكن حل مشكلة الرفض المناعي للرأس، فآلية مواجهة الرفض المناعي ومبادئه باتت واضحةً هذه الأيام.
ومن العقبات التي تواجه هذه العملية إيجاد بلدٍ تسمح قوانينه بإجراء مثل هذه الجراحة لذا يرغب Canavero بإجراء تجربته في الولايات المتحدة ولكنه يعتقد أنه من الأسهل حتماً القيام بذلك في إحدى بلدان أوروبا.
وتبقى العقبة الحقيقية هي الأخلاقيات، فهل يبنغي القيام بهذه الجراحة؟ من الواضح أن الكثير من الناس سيقفون في وجه هذه العملية.
تقول الدكتورة Patricia Scripko المختصة في علم الأعصاب والقضايا الأخلاقية: "إن العديد من المعضلات الأخلاقية في الجراحة تعتمد على كيفية تعريفنا لحياة الإنسان".
وتعتقد الدكتورة أن الإنسان ككائن فرد يتمثل بالمناطق القشرية الدماغية العليا فأي تعديل على هذه المناطق يغير من هذا الإنسان ويطرح بالتالي سؤالاً حول أخلاقية هذا الإجراء؛ وبالنسبة لهذه العملية فهي لا تغير شيئا في القشرة الدماغية، ولكن العديد من الثقافات قد ترفض هذه الجراحة لأنها تؤمن بأن الإنسان هو روح غير مرتبطة بالدماغ.
ومن المخاوف أيضا تحول الإجراء عن هدفه الأساسي فهل سنواجه بالمستقبل أناساً يغيرون أجسامهم لأسباب جمالية؟، تقول الدكتورة Scripko غير الواثقة من أن هذه العملية ستتم "إذا ما تمت عملية زراعة الرأس فإن إجراءها سيكون نادراً، فلا أتوقع أن يقوم شخص ما بهذه العملية لمجرد أن جسده بدأ يشيخ ومفاصله تؤلمه فلم لا أحصل على جسدٍ بمظهر أفضل وبعمل أفضل".
ولم تلق الفكرة ترحيباً في أوساط الجراحين أنفسهم فقد رفض العديد من الجراحين إبداء رأيهم حول العملية أو صرحوا بأنها لا تبدو عمليةً واقعيةً وقابلةً للتطبيق.
يقول الدكتور Harry Goldsmith وهو بروفيسور في الجراحة العصبية وممن قاموا بإحدى العمليات القليلة التي أعادت القدرة للمرضى المصابين بأذية في النخاع الشوكي على المشي: "لا أعتقد أن هذه العملية ستنجح، يوجد العديد من المشكلات في هذه العملية، إبقاء إنسانٍ حياً في غيبوبة لأربع أسابيع!! لن تحدث هذه العملية".
أما Nick Rebel المدير التنفيذي للكلية العالمية للجراحيين فقال" بالرغم من أننا منحنا Canavero الفرصة لعرض مشروعه إلا أننا لا نرعى أفكاره، وقد قمنا بالإعداد لمؤتمر ليطلق فيه مشروعه حيث سيجتمع عدد كبير من أهم الجراحين العالميين وسنرى مدى تقبلهم لفكرته."
وتابع الدكتور Mathews الذي كان أكثر حماساً للمشروع قائلا:"أنا أتبنى فكرة وصل النخاع وأؤمن بأن هذه العملية سيكون لها الكثير من الاستخدامات في المستقبل ولكنني أختلف مع Canavero حول التوقيت فهو يعتقد بأننا جاهزون أما أنا فأرى أن الوقت ما زال باكراً".
يقول Canavero :" لقد تحدثت عن مشروعي قبل سنتين من إجراءه حتى يتحدث الناس عنه فإذا كان المجتمع يرفض هذه العملية فلن أقوم بها، ولكن رفض الناس للفكرة في الولايات المتحدة وأوروبا لا يعني أن الفكرة لا يمكن أن تطبق في مكان ما آخر من العالم. إني أحاول السير بالموضوع في الاتجاه الصحيح ولكن قبل الذهاب للقمر عليك التأكد من أن الناس سيتبعونك إلى هناك".
أعد مجموعة من الجراحين خطة نهائية لإجراء عملية زرع رأسٍ بشريٍ كاملٍ على جسد مريض آخر ومن المنتظر الإعلان عنها، وهو ما يطرح تساؤلات في عقل كل قارئ هل يمكن أن يحدث هذا بالفعل؟ وما يمكن أن يترتب على ذلك أخلاقيا؟.
ويعلن عن هذه الجراحة الأولى من نوعها في مؤتمرٍ جراحيٍ من المقرر أن يُعقَد في الولايات المتحدة هذا العام وذلك في محاولةٍ لاستقطاب كل الأطراف والمتخصصين المعنيين بالموضوع للعمل على إتمام هذه الجراحة.
واقترح الفكرة الجرّاح الإيطالي Sergio canvero والذي أراد استخدام الجراحة لإطالة أعمار الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في أعصابهم أو عضلاتهم أو فقدوا أعضاءهم نتيجةً للسرطان.
وصرِّح الدكتور Sergio بأن العقبات الكبرى كآلية وصل النخاع الشوكي ومنع الجسم من تشكيل ردٍّ فعلٍ مناعيٍ تجاه الرأس الجديد قد حُلَّت ومن الممكن القيام بالجراحة عام 2017 على أقرب تقدير.
وينوي الدكتور Canvero طرح المشروع في المؤتمر السنوي للأكاديمية الأمريكية لجراحي الأعصاب والعظام في شهر يونيو القادم؛ ولكن هل المجتمع مستعدٌ لتقبل فكرة هذا الإجراء الخطير؟.
محاولات سابقة
تمت أول محاولة لزرع رأسٍ لكلب في عام 1945 على يد الجراح السوفيتي cladimir Demikhov حيث نقل الرأس والأقدام الأمامية لجرو ووصلها مع ظهر كلب أكبر، وكرر الجراح هذه التجارب عدة مراتٍ لكن أياً من الكلاب لم تعش أكثر من 6 أيام.
وأجريت أول عملية زرع رأس - استبدال رأس بآخر- عام 1970 على يد الجراح cobert White الذي نقل رأس قرد وزرعه على جسم قرد آخر، ولم يقم الجراح بوصل النخاع الشوكي، وبالتالي كان القرد غير قادرٍ على الحركة ولكنه قادرٌ على التنفس مع وجود أجهزة داعمة؛ عاش القرد 9 أيام حيث رفض جهازه المناعي الرأس الجديد، وبالرغم من قلة المحاولات التي تمت بعد ذلك لزراعة الرأس إلا أن التقنيات الجراحية تقدمت بشكل كبير.
يقول الدكتور Canavero: "قد وصلنا اليوم إلى مرحلةٍ أصبحت فيها كل العناصر التقنية ملائمةً للقيام بهذه العملية"، ونشر ملخصاً حول التقنيات الجراحية التي يمكن استخدامها لزرع رأس شخص على جسد شخص آخر وذلك في مجلة Surgical Neurology International ومما ذكره أهمية تبريد رأس المتلقي وجسد المتبرع، لزيادة الوقت الذي تستطيع الخلايا أن تصمد فيه من دون الأوكسجين، حيث سيتم فصل الأنسجة المحيطة بالعنق ويتم وصل الأوعية المهمة بواسطة أنابيب دقيقة قبل فصل النخاع الشوكي؛ ويعد فصل النخاع الشوكي بعناية مفتاح نجاح العمل.
ويُنقل بعد ذلك رأس المتلقي إلى جسد المتبرع ويتم وصل الحبلين الشوكيين واللذان يشبهان رزمتين من المكرونة مع بعضهما؛ ولإنجاز هذه المرحلة ينوي الجراح إغراق المنطقة بمادة كيميائية تدعى Polyethylene glycol والاستمرار بإعطاء حقن من نفس المادة لعدة ساعات.
تساعد المادة على اندماج الخلايا مع بعضها تماماً كما تجعل المياه الحارة أعواد المكرونة تلتصق ببعضها؛ وبعد ذلك تتم خياطة العضلات والأوعية الدموية ويبقى المريض في حالة غيبوبة لمدة 3-4 أسابيع لمنع أي حركة؛ كما يتم زرع الكترودات "أقطاب كهربائية" تقوم بتنبيه النخاع بشكلٍ منتظمٍ حيث تقترح الدراسات أن التنبيهات المستمرة تساعد في تقوية الاتصالات العصبية الجديدة.
وحسب توقع الجراحين، سيكون المريض عند استيقاظه قادراً على الحركة والإحساس بوجهه ويتكلم بنفس صوته السابق ومع المعالجة الفيزيائية سيتمكن المريض من السير خلال عام، وقد تبرع العديد من الأشخاص لخوض التجربة والحصول على جسدٍ جديد.
ويبقى الجزء الأصعب في العملية هو دمج النخاع الشوكي، فقد أظهرت مادة البولي ايثلين جلايكول قدرتها على تسريع نمو أعصاب النخاع الشوكي عند الحيوانات وقد اختبر Canavero هذه التقنية على أجساد المتوفين دماغياً أيضاً؛ ولكن باحثين آخرين يشككون بجدوى هذه الطريقة وحدها.
ويقول الدكتور Richard Borgens " "لا يوجد أي دليل على أن وصل الدماغ والنخاع الشوكي سيؤدي إلى وظيفة حسيةٍ وحركيةٍ طبيعيةٍ عند الشخص بعد الزرع".
ومن الحلول البديلة التي يقدمها Canavero في حال فشلت مادة البولي إيثلين جلايكول حقنُ خلايا جذعية أو خلايا الغمد الشمي olfactory ensheating cells ، وهي خلايا قادرةٌ على التجدد الذاتي وتربط بين بطانة الأنف والدماغ، داخل النخاع الشوكي أو زرع جسرٍ لسد الفجوة في النخاع الشوكي باستخدام أغشية المعدة؛ وبالرغم من عدم إثبات فائدتها يبقى استخدام المواد الكيميائية كالبولي إيثلين جلايكول الوسيلة الأبسط والأقل غزواً.
ويجيب البروفيسور William Mathews عن تساؤلات احتمالية رفض الجهاز المناعي للنسيج الجديد الغريب، بأن الرفض المناعي لن يكون مشكلةً كبرى، حيث يقوم الأطباء باستخدام الأدوية لمواجهة رد الفعل المناعي للجسم عند غرس كمية كبيرة من الأنسجة الغريبة كالساق مثلاً أو القلب والرئتين وبالتالي يمكن حل مشكلة الرفض المناعي للرأس، فآلية مواجهة الرفض المناعي ومبادئه باتت واضحةً هذه الأيام.
ومن العقبات التي تواجه هذه العملية إيجاد بلدٍ تسمح قوانينه بإجراء مثل هذه الجراحة لذا يرغب Canavero بإجراء تجربته في الولايات المتحدة ولكنه يعتقد أنه من الأسهل حتماً القيام بذلك في إحدى بلدان أوروبا.
وتبقى العقبة الحقيقية هي الأخلاقيات، فهل يبنغي القيام بهذه الجراحة؟ من الواضح أن الكثير من الناس سيقفون في وجه هذه العملية.
تقول الدكتورة Patricia Scripko المختصة في علم الأعصاب والقضايا الأخلاقية: "إن العديد من المعضلات الأخلاقية في الجراحة تعتمد على كيفية تعريفنا لحياة الإنسان".
وتعتقد الدكتورة أن الإنسان ككائن فرد يتمثل بالمناطق القشرية الدماغية العليا فأي تعديل على هذه المناطق يغير من هذا الإنسان ويطرح بالتالي سؤالاً حول أخلاقية هذا الإجراء؛ وبالنسبة لهذه العملية فهي لا تغير شيئا في القشرة الدماغية، ولكن العديد من الثقافات قد ترفض هذه الجراحة لأنها تؤمن بأن الإنسان هو روح غير مرتبطة بالدماغ.
ومن المخاوف أيضا تحول الإجراء عن هدفه الأساسي فهل سنواجه بالمستقبل أناساً يغيرون أجسامهم لأسباب جمالية؟، تقول الدكتورة Scripko غير الواثقة من أن هذه العملية ستتم "إذا ما تمت عملية زراعة الرأس فإن إجراءها سيكون نادراً، فلا أتوقع أن يقوم شخص ما بهذه العملية لمجرد أن جسده بدأ يشيخ ومفاصله تؤلمه فلم لا أحصل على جسدٍ بمظهر أفضل وبعمل أفضل".
ولم تلق الفكرة ترحيباً في أوساط الجراحين أنفسهم فقد رفض العديد من الجراحين إبداء رأيهم حول العملية أو صرحوا بأنها لا تبدو عمليةً واقعيةً وقابلةً للتطبيق.
يقول الدكتور Harry Goldsmith وهو بروفيسور في الجراحة العصبية وممن قاموا بإحدى العمليات القليلة التي أعادت القدرة للمرضى المصابين بأذية في النخاع الشوكي على المشي: "لا أعتقد أن هذه العملية ستنجح، يوجد العديد من المشكلات في هذه العملية، إبقاء إنسانٍ حياً في غيبوبة لأربع أسابيع!! لن تحدث هذه العملية".
أما Nick Rebel المدير التنفيذي للكلية العالمية للجراحيين فقال" بالرغم من أننا منحنا Canavero الفرصة لعرض مشروعه إلا أننا لا نرعى أفكاره، وقد قمنا بالإعداد لمؤتمر ليطلق فيه مشروعه حيث سيجتمع عدد كبير من أهم الجراحين العالميين وسنرى مدى تقبلهم لفكرته."
وتابع الدكتور Mathews الذي كان أكثر حماساً للمشروع قائلا:"أنا أتبنى فكرة وصل النخاع وأؤمن بأن هذه العملية سيكون لها الكثير من الاستخدامات في المستقبل ولكنني أختلف مع Canavero حول التوقيت فهو يعتقد بأننا جاهزون أما أنا فأرى أن الوقت ما زال باكراً".
يقول Canavero :" لقد تحدثت عن مشروعي قبل سنتين من إجراءه حتى يتحدث الناس عنه فإذا كان المجتمع يرفض هذه العملية فلن أقوم بها، ولكن رفض الناس للفكرة في الولايات المتحدة وأوروبا لا يعني أن الفكرة لا يمكن أن تطبق في مكان ما آخر من العالم. إني أحاول السير بالموضوع في الاتجاه الصحيح ولكن قبل الذهاب للقمر عليك التأكد من أن الناس سيتبعونك إلى هناك".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.