القائد العام للقوات المسلحة ووزير خارجية بنين يبحثان التعاون فى المجالات الدفاعية    التعليم العالى تعتزم إنشاء أكبر مجمع صناعي للأجهزة التعويضية    انخفاض جديد رسميًا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 5 يونيو 2025    مطار العاصمة الإدارية يستقبل أولى الرحلات القادمة من سلوفاكيا على متنها 152 راكبا (صور)    محافظ الدقهلية يتابع عمليات نظافة الحدائق والميادين استعدادا للعيد    ارتياح في مجتمع الأعمال لإطلاق برنامج جديد لرد أعباء الصادرات    الوزير: "لدينا مصنع بيفتح كل ساعتين صحيح وعندنا قائمة بالأسماء"    وزيرة البيئة تنفي بيع المحميات الطبيعية: نتجه للاستثمار فيها    ارتفاع في أسعار سيارة BMW M3 موديل 2026    مندوبة بريطانيا بمجلس الأمن: الوضع في غزة لا يُحتمل وعلى إسرائيل إنهاء القيود فورًا    الرسوم الجمركية «مقامرة» ترامب لانتشال الصناعة الأمريكية من التدهور    رونالدو يقود البرتغال للفوز على ألمانيا والتأهل لنهائي دوري الأمم الأوروبية    الزمالك يواصل التصعيد.. سالم: لا رحيل لأي لاعب قبل يوليو والموسم لم ينتهِ بعد    قبل صدام بيراميدز.. كم مرة توج الزمالك ببطولة كأس مصر بالألفية الجديدة؟    "عاد إلى داره".. الرجاء المغربي يعلن تعاقده مع بدر بانون    مهاجم من العيار الثقيل يقترب من الأهلي.. مهيب عبد الهادي يكشف صفقة الموسم    كشف هوية أربعيني عُثر على جثته بها آثار ذبح بالرقبة بقنا    استعلم.. نتيجة الصف الثالث الابتدائي الترم الثاني برقم الجلوس في القاهرة والمحافظات فور إعلانها    حدث ليلًا| استرداد قطعًا أثرية من أمريكا وتفعيل شبكات الجيل الخامس    دعاء من القلب بصوت الدكتور علي جمعة على قناة الناس.. فيديو    نقلة في تاريخ السينما، تركي آل الشيخ يطرح البوستر الرسمي لفيلم 7Dogs لأحمد عز وكريم عبد العزيز    نجاة السيناريست وليد يوسف وأفراد أسرته من حادث سير مروع    أغانى الحج.. رحلة من الشوق والإيمان إلى البيت الحرام    بالفيديو.. محمد شاهين يغني ل زوجته رشا الظنحاني "ملكة جمال الناس" في حفل زفافهما    أيمن بهجت قمر يحتفل بتخرج ابنه: أخيرا بهجت عملها (صور)    دعاء النبي في يوم عرفة مكتوب وطويل.. 10 أدعية مستجابة لزيادة الرزق وفك الكرب (رددها الآن)    نَفَحَاتٌ مِنْ وَقْفَةِ عَرَفَات    دعاء يوم عرفة..خير يوم طلعت فيه الشمس    وكيله: عودة دوناروما إلى ميلان ليست مستحيلة    نور الشربيني تتأهل لربع نهائي بطولة بريطانيا المفتوحة للاسكواش وهزيمة 6 مصريين    انقطاع التيار الكهربائي عن بلدات في زابوريجيا جراء قصف أوكراني    الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن غوريون بمسيرتين من نوع يافا    مصادر مطلعة: حماس توافق على مقترح «ويتكوف» مع 4 تعديلات    استطلاع رأي: نظرة سلبية متزايدة تلاحق إسرائيل ونتنياهو عالميًا    حفروا على مسافة 300 متر من طريق الكباش.. و«اللجنة»: سيقود لكشف أثري كبير    تجارة الحشيش تقود مقاول للسجن المشدد 18 عاما بالوراق    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عزون شرق قلقيلية بالضفة الغربية    الأمم المتحدة تدعو إلى التوصل لمعاهدة عالمية جديدة لإنهاء التلوث بالمواد البلاستيكية    دبلوماسية روسية: أمريكا أكبر مدين للأمم المتحدة بأكثر من 3 مليارات دولار    مفتي الجمهورية يهنئ رئيس الوزراء وشيخ الأزهر بحلول عيد الأضحى المبارك    «مدبولي» يوجه الحكومة بالجاهزية لتلافي أي أزمات خلال عيد الأضحى    نجل سميحة أيوب يكشف موعد ومكان عزاء والدته الراحلة    5 أبراج «مايعرفوش المستحيل».. أقوياء لا يُقهرون ويتخطون الصعاب كأنها لعبة مُسلية    "عصام" يطلب تطليق زوجته: "فضحتني ومحبوسة في قضية مُخلة بالشرف"    التأمين الصحى بالقليوبية: رفع درجة الاستعداد القصوى بمستشفيات استعدادًا لعيد الأضحى    مسابقة لتعيين 21 ألف معلم مساعد    فاروق جعفر: نهائي الكأس بأقدام اللاعبين.. والزمالك يملك التفوق    «الأوقاف» تعلن موضوع خطبة عيد الأضحى    رمضان عبدالمعز عن ثواب الحج : «لو عملت الخطوات دي هتاخد الأجر الحج وأنت في بيتك»    فوائد اليانسون يخفف أعراض سن اليأس ويقوي المناعة    قبل يوم عرفة.. طبيب قلب شهير يوجه نصائح للحجاج    «جهار» تعلن نجاح 17 منشأة صحية في الحصول على الاعتماد    وفد الأقباط الإنجيليين يقدم التهنئة لمحافظ أسوان بمناسبة عيد الأضحى    مصرع طالب جامعي بطلق ناري في مشاجرة بين عائلتين بقنا    أهم أخبار الكويت اليوم الأربعاء.. الأمير يهنئ المواطنين والمقيمين بعيد الأضحى    جامعة القاهرة ترفع درجة الاستعداد القصوى والطوارئ بجميع مستشفياتها    الصحة: 58 مركزًا لإجراء فحوصات المقبلين على الزواج خلال فترة إجازة عيد الأضحى المبارك    أول تحرك من «الطفولة والأمومة» بعد تداول فيديو لخطبة طفلين على «السوشيال»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العالم يستعد لزراعة رأس بشري لأول مرة في 2017
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 22 - 03 - 2015

أعد مجموعة من الجراحين خطة نهائية لإجراء عملية زرع رأسٍ بشريٍ كاملٍ على جسد مريض آخر ومن المنتظر الإعلان عنها، وهو ما يطرح تساؤلات في عقل كل قارئ هل يمكن أن يحدث هذا بالفعل؟ وما يمكن أن يترتب على ذلك أخلاقيا؟.
ويعلن عن هذه الجراحة الأولى من نوعها في مؤتمرٍ جراحيٍ من المقرر أن يُعقَد في الولايات المتحدة هذا العام وذلك في محاولةٍ لاستقطاب كل الأطراف والمتخصصين المعنيين بالموضوع للعمل على إتمام هذه الجراحة.
واقترح الفكرة الجرّاح الإيطالي Sergio canvero والذي أراد استخدام الجراحة لإطالة أعمار الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في أعصابهم أو عضلاتهم أو فقدوا أعضاءهم نتيجةً للسرطان.
وصرِّح الدكتور Sergio بأن العقبات الكبرى كآلية وصل النخاع الشوكي ومنع الجسم من تشكيل ردٍّ فعلٍ مناعيٍ تجاه الرأس الجديد قد حُلَّت ومن الممكن القيام بالجراحة عام 2017 على أقرب تقدير.
وينوي الدكتور Canvero طرح المشروع في المؤتمر السنوي للأكاديمية الأمريكية لجراحي الأعصاب والعظام في شهر يونيو القادم؛ ولكن هل المجتمع مستعدٌ لتقبل فكرة هذا الإجراء الخطير؟.
محاولات سابقة
تمت أول محاولة لزرع رأسٍ لكلب في عام 1945 على يد الجراح السوفيتي cladimir Demikhov حيث نقل الرأس والأقدام الأمامية لجرو ووصلها مع ظهر كلب أكبر، وكرر الجراح هذه التجارب عدة مراتٍ لكن أياً من الكلاب لم تعش أكثر من 6 أيام.
وأجريت أول عملية زرع رأس - استبدال رأس بآخر- عام 1970 على يد الجراح cobert White الذي نقل رأس قرد وزرعه على جسم قرد آخر، ولم يقم الجراح بوصل النخاع الشوكي، وبالتالي كان القرد غير قادرٍ على الحركة ولكنه قادرٌ على التنفس مع وجود أجهزة داعمة؛ عاش القرد 9 أيام حيث رفض جهازه المناعي الرأس الجديد، وبالرغم من قلة المحاولات التي تمت بعد ذلك لزراعة الرأس إلا أن التقنيات الجراحية تقدمت بشكل كبير.
يقول الدكتور Canavero: "قد وصلنا اليوم إلى مرحلةٍ أصبحت فيها كل العناصر التقنية ملائمةً للقيام بهذه العملية"، ونشر ملخصاً حول التقنيات الجراحية التي يمكن استخدامها لزرع رأس شخص على جسد شخص آخر وذلك في مجلة Surgical Neurology International ومما ذكره أهمية تبريد رأس المتلقي وجسد المتبرع، لزيادة الوقت الذي تستطيع الخلايا أن تصمد فيه من دون الأوكسجين، حيث سيتم فصل الأنسجة المحيطة بالعنق ويتم وصل الأوعية المهمة بواسطة أنابيب دقيقة قبل فصل النخاع الشوكي؛ ويعد فصل النخاع الشوكي بعناية مفتاح نجاح العمل.
ويُنقل بعد ذلك رأس المتلقي إلى جسد المتبرع ويتم وصل الحبلين الشوكيين واللذان يشبهان رزمتين من المكرونة مع بعضهما؛ ولإنجاز هذه المرحلة ينوي الجراح إغراق المنطقة بمادة كيميائية تدعى Polyethylene glycol والاستمرار بإعطاء حقن من نفس المادة لعدة ساعات.
تساعد المادة على اندماج الخلايا مع بعضها تماماً كما تجعل المياه الحارة أعواد المكرونة تلتصق ببعضها؛ وبعد ذلك تتم خياطة العضلات والأوعية الدموية ويبقى المريض في حالة غيبوبة لمدة 3-4 أسابيع لمنع أي حركة؛ كما يتم زرع الكترودات "أقطاب كهربائية" تقوم بتنبيه النخاع بشكلٍ منتظمٍ حيث تقترح الدراسات أن التنبيهات المستمرة تساعد في تقوية الاتصالات العصبية الجديدة.
وحسب توقع الجراحين، سيكون المريض عند استيقاظه قادراً على الحركة والإحساس بوجهه ويتكلم بنفس صوته السابق ومع المعالجة الفيزيائية سيتمكن المريض من السير خلال عام، وقد تبرع العديد من الأشخاص لخوض التجربة والحصول على جسدٍ جديد.
ويبقى الجزء الأصعب في العملية هو دمج النخاع الشوكي، فقد أظهرت مادة البولي ايثلين جلايكول قدرتها على تسريع نمو أعصاب النخاع الشوكي عند الحيوانات وقد اختبر Canavero هذه التقنية على أجساد المتوفين دماغياً أيضاً؛ ولكن باحثين آخرين يشككون بجدوى هذه الطريقة وحدها.
ويقول الدكتور Richard Borgens " "لا يوجد أي دليل على أن وصل الدماغ والنخاع الشوكي سيؤدي إلى وظيفة حسيةٍ وحركيةٍ طبيعيةٍ عند الشخص بعد الزرع".
ومن الحلول البديلة التي يقدمها Canavero في حال فشلت مادة البولي إيثلين جلايكول حقنُ خلايا جذعية أو خلايا الغمد الشمي olfactory ensheating cells ، وهي خلايا قادرةٌ على التجدد الذاتي وتربط بين بطانة الأنف والدماغ، داخل النخاع الشوكي أو زرع جسرٍ لسد الفجوة في النخاع الشوكي باستخدام أغشية المعدة؛ وبالرغم من عدم إثبات فائدتها يبقى استخدام المواد الكيميائية كالبولي إيثلين جلايكول الوسيلة الأبسط والأقل غزواً.
ويجيب البروفيسور William Mathews عن تساؤلات احتمالية رفض الجهاز المناعي للنسيج الجديد الغريب، بأن الرفض المناعي لن يكون مشكلةً كبرى، حيث يقوم الأطباء باستخدام الأدوية لمواجهة رد الفعل المناعي للجسم عند غرس كمية كبيرة من الأنسجة الغريبة كالساق مثلاً أو القلب والرئتين وبالتالي يمكن حل مشكلة الرفض المناعي للرأس، فآلية مواجهة الرفض المناعي ومبادئه باتت واضحةً هذه الأيام.
ومن العقبات التي تواجه هذه العملية إيجاد بلدٍ تسمح قوانينه بإجراء مثل هذه الجراحة لذا يرغب Canavero بإجراء تجربته في الولايات المتحدة ولكنه يعتقد أنه من الأسهل حتماً القيام بذلك في إحدى بلدان أوروبا.
وتبقى العقبة الحقيقية هي الأخلاقيات، فهل يبنغي القيام بهذه الجراحة؟ من الواضح أن الكثير من الناس سيقفون في وجه هذه العملية.
تقول الدكتورة Patricia Scripko المختصة في علم الأعصاب والقضايا الأخلاقية: "إن العديد من المعضلات الأخلاقية في الجراحة تعتمد على كيفية تعريفنا لحياة الإنسان".
وتعتقد الدكتورة أن الإنسان ككائن فرد يتمثل بالمناطق القشرية الدماغية العليا فأي تعديل على هذه المناطق يغير من هذا الإنسان ويطرح بالتالي سؤالاً حول أخلاقية هذا الإجراء؛ وبالنسبة لهذه العملية فهي لا تغير شيئا في القشرة الدماغية، ولكن العديد من الثقافات قد ترفض هذه الجراحة لأنها تؤمن بأن الإنسان هو روح غير مرتبطة بالدماغ.
ومن المخاوف أيضا تحول الإجراء عن هدفه الأساسي فهل سنواجه بالمستقبل أناساً يغيرون أجسامهم لأسباب جمالية؟، تقول الدكتورة Scripko غير الواثقة من أن هذه العملية ستتم "إذا ما تمت عملية زراعة الرأس فإن إجراءها سيكون نادراً، فلا أتوقع أن يقوم شخص ما بهذه العملية لمجرد أن جسده بدأ يشيخ ومفاصله تؤلمه فلم لا أحصل على جسدٍ بمظهر أفضل وبعمل أفضل".
ولم تلق الفكرة ترحيباً في أوساط الجراحين أنفسهم فقد رفض العديد من الجراحين إبداء رأيهم حول العملية أو صرحوا بأنها لا تبدو عمليةً واقعيةً وقابلةً للتطبيق.
يقول الدكتور Harry Goldsmith وهو بروفيسور في الجراحة العصبية وممن قاموا بإحدى العمليات القليلة التي أعادت القدرة للمرضى المصابين بأذية في النخاع الشوكي على المشي: "لا أعتقد أن هذه العملية ستنجح، يوجد العديد من المشكلات في هذه العملية، إبقاء إنسانٍ حياً في غيبوبة لأربع أسابيع!! لن تحدث هذه العملية".
أما Nick Rebel المدير التنفيذي للكلية العالمية للجراحيين فقال" بالرغم من أننا منحنا Canavero الفرصة لعرض مشروعه إلا أننا لا نرعى أفكاره، وقد قمنا بالإعداد لمؤتمر ليطلق فيه مشروعه حيث سيجتمع عدد كبير من أهم الجراحين العالميين وسنرى مدى تقبلهم لفكرته."
وتابع الدكتور Mathews الذي كان أكثر حماساً للمشروع قائلا:"أنا أتبنى فكرة وصل النخاع وأؤمن بأن هذه العملية سيكون لها الكثير من الاستخدامات في المستقبل ولكنني أختلف مع Canavero حول التوقيت فهو يعتقد بأننا جاهزون أما أنا فأرى أن الوقت ما زال باكراً".
يقول Canavero :" لقد تحدثت عن مشروعي قبل سنتين من إجراءه حتى يتحدث الناس عنه فإذا كان المجتمع يرفض هذه العملية فلن أقوم بها، ولكن رفض الناس للفكرة في الولايات المتحدة وأوروبا لا يعني أن الفكرة لا يمكن أن تطبق في مكان ما آخر من العالم. إني أحاول السير بالموضوع في الاتجاه الصحيح ولكن قبل الذهاب للقمر عليك التأكد من أن الناس سيتبعونك إلى هناك".
أعد مجموعة من الجراحين خطة نهائية لإجراء عملية زرع رأسٍ بشريٍ كاملٍ على جسد مريض آخر ومن المنتظر الإعلان عنها، وهو ما يطرح تساؤلات في عقل كل قارئ هل يمكن أن يحدث هذا بالفعل؟ وما يمكن أن يترتب على ذلك أخلاقيا؟.
ويعلن عن هذه الجراحة الأولى من نوعها في مؤتمرٍ جراحيٍ من المقرر أن يُعقَد في الولايات المتحدة هذا العام وذلك في محاولةٍ لاستقطاب كل الأطراف والمتخصصين المعنيين بالموضوع للعمل على إتمام هذه الجراحة.
واقترح الفكرة الجرّاح الإيطالي Sergio canvero والذي أراد استخدام الجراحة لإطالة أعمار الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في أعصابهم أو عضلاتهم أو فقدوا أعضاءهم نتيجةً للسرطان.
وصرِّح الدكتور Sergio بأن العقبات الكبرى كآلية وصل النخاع الشوكي ومنع الجسم من تشكيل ردٍّ فعلٍ مناعيٍ تجاه الرأس الجديد قد حُلَّت ومن الممكن القيام بالجراحة عام 2017 على أقرب تقدير.
وينوي الدكتور Canvero طرح المشروع في المؤتمر السنوي للأكاديمية الأمريكية لجراحي الأعصاب والعظام في شهر يونيو القادم؛ ولكن هل المجتمع مستعدٌ لتقبل فكرة هذا الإجراء الخطير؟.
محاولات سابقة
تمت أول محاولة لزرع رأسٍ لكلب في عام 1945 على يد الجراح السوفيتي cladimir Demikhov حيث نقل الرأس والأقدام الأمامية لجرو ووصلها مع ظهر كلب أكبر، وكرر الجراح هذه التجارب عدة مراتٍ لكن أياً من الكلاب لم تعش أكثر من 6 أيام.
وأجريت أول عملية زرع رأس - استبدال رأس بآخر- عام 1970 على يد الجراح cobert White الذي نقل رأس قرد وزرعه على جسم قرد آخر، ولم يقم الجراح بوصل النخاع الشوكي، وبالتالي كان القرد غير قادرٍ على الحركة ولكنه قادرٌ على التنفس مع وجود أجهزة داعمة؛ عاش القرد 9 أيام حيث رفض جهازه المناعي الرأس الجديد، وبالرغم من قلة المحاولات التي تمت بعد ذلك لزراعة الرأس إلا أن التقنيات الجراحية تقدمت بشكل كبير.
يقول الدكتور Canavero: "قد وصلنا اليوم إلى مرحلةٍ أصبحت فيها كل العناصر التقنية ملائمةً للقيام بهذه العملية"، ونشر ملخصاً حول التقنيات الجراحية التي يمكن استخدامها لزرع رأس شخص على جسد شخص آخر وذلك في مجلة Surgical Neurology International ومما ذكره أهمية تبريد رأس المتلقي وجسد المتبرع، لزيادة الوقت الذي تستطيع الخلايا أن تصمد فيه من دون الأوكسجين، حيث سيتم فصل الأنسجة المحيطة بالعنق ويتم وصل الأوعية المهمة بواسطة أنابيب دقيقة قبل فصل النخاع الشوكي؛ ويعد فصل النخاع الشوكي بعناية مفتاح نجاح العمل.
ويُنقل بعد ذلك رأس المتلقي إلى جسد المتبرع ويتم وصل الحبلين الشوكيين واللذان يشبهان رزمتين من المكرونة مع بعضهما؛ ولإنجاز هذه المرحلة ينوي الجراح إغراق المنطقة بمادة كيميائية تدعى Polyethylene glycol والاستمرار بإعطاء حقن من نفس المادة لعدة ساعات.
تساعد المادة على اندماج الخلايا مع بعضها تماماً كما تجعل المياه الحارة أعواد المكرونة تلتصق ببعضها؛ وبعد ذلك تتم خياطة العضلات والأوعية الدموية ويبقى المريض في حالة غيبوبة لمدة 3-4 أسابيع لمنع أي حركة؛ كما يتم زرع الكترودات "أقطاب كهربائية" تقوم بتنبيه النخاع بشكلٍ منتظمٍ حيث تقترح الدراسات أن التنبيهات المستمرة تساعد في تقوية الاتصالات العصبية الجديدة.
وحسب توقع الجراحين، سيكون المريض عند استيقاظه قادراً على الحركة والإحساس بوجهه ويتكلم بنفس صوته السابق ومع المعالجة الفيزيائية سيتمكن المريض من السير خلال عام، وقد تبرع العديد من الأشخاص لخوض التجربة والحصول على جسدٍ جديد.
ويبقى الجزء الأصعب في العملية هو دمج النخاع الشوكي، فقد أظهرت مادة البولي ايثلين جلايكول قدرتها على تسريع نمو أعصاب النخاع الشوكي عند الحيوانات وقد اختبر Canavero هذه التقنية على أجساد المتوفين دماغياً أيضاً؛ ولكن باحثين آخرين يشككون بجدوى هذه الطريقة وحدها.
ويقول الدكتور Richard Borgens " "لا يوجد أي دليل على أن وصل الدماغ والنخاع الشوكي سيؤدي إلى وظيفة حسيةٍ وحركيةٍ طبيعيةٍ عند الشخص بعد الزرع".
ومن الحلول البديلة التي يقدمها Canavero في حال فشلت مادة البولي إيثلين جلايكول حقنُ خلايا جذعية أو خلايا الغمد الشمي olfactory ensheating cells ، وهي خلايا قادرةٌ على التجدد الذاتي وتربط بين بطانة الأنف والدماغ، داخل النخاع الشوكي أو زرع جسرٍ لسد الفجوة في النخاع الشوكي باستخدام أغشية المعدة؛ وبالرغم من عدم إثبات فائدتها يبقى استخدام المواد الكيميائية كالبولي إيثلين جلايكول الوسيلة الأبسط والأقل غزواً.
ويجيب البروفيسور William Mathews عن تساؤلات احتمالية رفض الجهاز المناعي للنسيج الجديد الغريب، بأن الرفض المناعي لن يكون مشكلةً كبرى، حيث يقوم الأطباء باستخدام الأدوية لمواجهة رد الفعل المناعي للجسم عند غرس كمية كبيرة من الأنسجة الغريبة كالساق مثلاً أو القلب والرئتين وبالتالي يمكن حل مشكلة الرفض المناعي للرأس، فآلية مواجهة الرفض المناعي ومبادئه باتت واضحةً هذه الأيام.
ومن العقبات التي تواجه هذه العملية إيجاد بلدٍ تسمح قوانينه بإجراء مثل هذه الجراحة لذا يرغب Canavero بإجراء تجربته في الولايات المتحدة ولكنه يعتقد أنه من الأسهل حتماً القيام بذلك في إحدى بلدان أوروبا.
وتبقى العقبة الحقيقية هي الأخلاقيات، فهل يبنغي القيام بهذه الجراحة؟ من الواضح أن الكثير من الناس سيقفون في وجه هذه العملية.
تقول الدكتورة Patricia Scripko المختصة في علم الأعصاب والقضايا الأخلاقية: "إن العديد من المعضلات الأخلاقية في الجراحة تعتمد على كيفية تعريفنا لحياة الإنسان".
وتعتقد الدكتورة أن الإنسان ككائن فرد يتمثل بالمناطق القشرية الدماغية العليا فأي تعديل على هذه المناطق يغير من هذا الإنسان ويطرح بالتالي سؤالاً حول أخلاقية هذا الإجراء؛ وبالنسبة لهذه العملية فهي لا تغير شيئا في القشرة الدماغية، ولكن العديد من الثقافات قد ترفض هذه الجراحة لأنها تؤمن بأن الإنسان هو روح غير مرتبطة بالدماغ.
ومن المخاوف أيضا تحول الإجراء عن هدفه الأساسي فهل سنواجه بالمستقبل أناساً يغيرون أجسامهم لأسباب جمالية؟، تقول الدكتورة Scripko غير الواثقة من أن هذه العملية ستتم "إذا ما تمت عملية زراعة الرأس فإن إجراءها سيكون نادراً، فلا أتوقع أن يقوم شخص ما بهذه العملية لمجرد أن جسده بدأ يشيخ ومفاصله تؤلمه فلم لا أحصل على جسدٍ بمظهر أفضل وبعمل أفضل".
ولم تلق الفكرة ترحيباً في أوساط الجراحين أنفسهم فقد رفض العديد من الجراحين إبداء رأيهم حول العملية أو صرحوا بأنها لا تبدو عمليةً واقعيةً وقابلةً للتطبيق.
يقول الدكتور Harry Goldsmith وهو بروفيسور في الجراحة العصبية وممن قاموا بإحدى العمليات القليلة التي أعادت القدرة للمرضى المصابين بأذية في النخاع الشوكي على المشي: "لا أعتقد أن هذه العملية ستنجح، يوجد العديد من المشكلات في هذه العملية، إبقاء إنسانٍ حياً في غيبوبة لأربع أسابيع!! لن تحدث هذه العملية".
أما Nick Rebel المدير التنفيذي للكلية العالمية للجراحيين فقال" بالرغم من أننا منحنا Canavero الفرصة لعرض مشروعه إلا أننا لا نرعى أفكاره، وقد قمنا بالإعداد لمؤتمر ليطلق فيه مشروعه حيث سيجتمع عدد كبير من أهم الجراحين العالميين وسنرى مدى تقبلهم لفكرته."
وتابع الدكتور Mathews الذي كان أكثر حماساً للمشروع قائلا:"أنا أتبنى فكرة وصل النخاع وأؤمن بأن هذه العملية سيكون لها الكثير من الاستخدامات في المستقبل ولكنني أختلف مع Canavero حول التوقيت فهو يعتقد بأننا جاهزون أما أنا فأرى أن الوقت ما زال باكراً".
يقول Canavero :" لقد تحدثت عن مشروعي قبل سنتين من إجراءه حتى يتحدث الناس عنه فإذا كان المجتمع يرفض هذه العملية فلن أقوم بها، ولكن رفض الناس للفكرة في الولايات المتحدة وأوروبا لا يعني أن الفكرة لا يمكن أن تطبق في مكان ما آخر من العالم. إني أحاول السير بالموضوع في الاتجاه الصحيح ولكن قبل الذهاب للقمر عليك التأكد من أن الناس سيتبعونك إلى هناك".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.