وسط حالة من الحزن واتشاح النساء بالسواد والدموع التي لاتجف، توافد العشرات من المصريين على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لحضور قداس تأبين شهداء المنيا ضحايا غدر تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا. وترأس القداس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية الذي امتلأ قلبه بالحزن على فراق 21 شهيدا من أبنائه. ووجه البابا تواضروس الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، لما قدمه، بدء من خطابه عقب الحادث الأليم وزيارته للكاتدرائية لتقديم العزاء، مضيفا أن هذا يؤكد على أن المصريين جميعا في قلب الرئيس، فهو يشعر بمشاعر الغضب التي انتابت أبنائه عندما انتهكت الكرامة الإنسانية، فالرئيس السيسي حبيب لكل المصريين. وأضاف "وعلى هذا الدرب كانت مشاعر الوزراء فقدم الجميع مشاعرهم باتخاذ الإجراءات السريعة التي من شأنها تخفيف الآلام عن أسر الشهداء، بداية من وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، الذي قام برد سريع شفي غضب المصريين للتعبير عن أن مصر لا تترك حقها أبدا فالقوات المسلحة والشرطة هما الدرع الحامي للوطن الذين يسفكون دماءهم كثيرا من أجل وطننا مصر. ووجه الشكر لرئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، وباقي الوزراء الذين حرصوا على مشاركة اسر الشهداء فى احزانهم والتوصية ببناء كنيسة تحمل أسماءهم بالقرية التابعين لها بمحافظة المنيا واكد البابا ان كل هذه الامور لافتات طيبة تعبر عن مصريتنا. وأضاف البابا قائلا: "إننا نودع هؤلاء الأحباء بكل قلوبنا فهم أبناء الوطن وبلدنا العزيزة مصر " وأشار البابا إلى أن هذا القداس يأتي في اليوم الثالث من انتقال هؤلاء الأبرار،لافتا إلى أن الفترة السابقة كان الغموض يحيط بالأمر، رغم متابعة الدولة لتلك الحادث عن كسب، ولكن ليس كل ما يصنع يقال إلى أن اتضح الأمر في نهايته. وأشار قداسة البابا إلى أن الحكومة المصرية منعت السفر إلى دولة ليبيا أكثر من مرة، وهذا الأمر من الضروري الاستجابة له، مما طالب الباب بضرورة الصلاة من أجل هؤلاء الأشرار الذين يظنون أن الإنسان سيخلد على الأرض قائلا:"أيها الشرير انتبه وتب فالعنف والظلم والقهر أمور غير مقبولة أمام الله..فأسرع لخلاصك". وفي ختام عظته وجه البابا رسالة إلى الشعب المصري قائلا:"إن كانت محاربة الشر ستطول لكن النصرة لمصر في النهاية ". وحضر القداس لفيف من رجال الدولة والسفراء العرب والأجانب والسياسيي، من بينهم سفير بريطانيا والسفير الليبي.