صاحب الفضيلة الشيخ سعد الفقى يكتب عن : الرئيس ينصف المصريين؟؟؟    تحليل سياسي شامل لبيان الرئيس عبد الفتاح السيسي كما ورد في نصه، مع تفكيك المعاني والرسائل الضمنية، وقراءة سياق البيان وتأثيراته المحتملة.    قلق إسرائيلي بعد إعلان جاهزية الجيش المصري لأي حرب    تراجع أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر في بداية تعاملات البورصة العالمية    2.4 تريليون جنيه قيمة 1.1 مليار معاملة نفذت عبر تطبيق «إنستاباي»    وزير التموين يتوجه إلى لبنان للمشاركة في المؤتمر الاستثماري «بيروت وان»    ترامب لا يستبعد عملا عسكريا ضد فنزويلا رغم بوادر انفتاح دبلوماسي    اليوم.. بعثة المنتخب تصل القاهرة بعد المشاركة في كأس العين الدولية    أميركا تمنح حاملي تذاكر المونديال أولوية في مواعيد التأشيرات    مواعيد أهم مباريات اليوم الثلاثاء في جميع البطولات والقنوات الناقلة    رئيس منطقة بني سويف عن أزمة ناشئي بيراميدز: قيد اللاعبين مسؤولية الأندية وليس لي علاقة    ترامب: احتمال استبعاد كاليفورنيا من استضافة مباريات المونديال وارد    الطقس اليوم.. ارتفاع تدريجي بالحرارة وشبورة صباحية والصغرى في القاهرة 17 درجة    اليوم.. نظر محاكمة 70 متهما بخلية اللجان الإدارية    اليوم.. الحكم على إبراهيم سعيد في قضية سداد متجمد نفقة طليقته    حالة الطرق في القاهرة الكبرى، زحام مروري متقطع على الطرق والمحاور الرئيسية    رانيا فريد شوقي: «دولة التلاوة» يعيد الروح للمدرسة المصرية    في لحظة واحدة، أشهر فنانتين توأمتين في ألمانيا تتخلصان من حياتهما بعد كتابة وصيتهما    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : استقيموا يرحمكم الله !?    عندما يتحدث في أمر الأمة من لم يجفّ الحليب عن شفتيه ..بقلم/ حمزة الشوابكة    دراسة: أمراض الكلى المزمنة تاسع أبرز سبب للوفاة على مستوى العالم    دراسة: زيادة معدلات الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال والمراهقين بواقع الضعف خلال العقدين الماضيين    ترامب: العالم كان يسخر من أمريكا في عهد بايدن لكن الاحترام عاد الآن    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 فى المنيا    ترامب لا يستبعد إرسال قوات إلى فنزويلا.. ومادورو: مستعد للحوار وجها لوجه    مصرع وإصابة 3 أشخاص فى حادث تصادم بالمنوفية    وزير الزراعة: خفضنا أسعار البنجر لإنقاذ الفلاحين من كارثة.. وأي تلاعب بالأسمدة سيحول للنيابة    موضوع بيراوده منذ 3 أيام، كامل الوزير يكشف كواليس ما قبل بيان السيسي بشأن الانتخابات (فيديو)    حبس المتهم بالتعدي على مسنة بالعجوزة    دون مساعدات مالية، صندوق النقد الدولي يطلق "برنامج تعاون مكثفا" مع سوريا    ورشة عمل لخبراء "سيشيلد" تكشف عن نماذج متقدمة للهجمات السيبرانية    حازم الشناوي: بدأت من الإذاعة المدرسية ووالدي أول من اكتشف صوتي    فاروق جعفر: أتمنى أن يستعين حلمي طولان باللاعبين صغار السن في كأس العرب    تعرف على المنتخبات المتوّجة بلقب كأس العالم منذ انطلاقه عام 1930    السيطرة على حريق داخل مستودع بوتاجاز في أبيس بالإسكندرية دون إصابات    وزارة الداخلية: فيديو شخص مع فرد الشرطة مفبرك وسبق تداوله في 2022    روسيا تنتقد قرار مجلس الأمن بشأن غزة    الهيئة الوطنية للانتخابات تُعلن اليوم نتائج الجولة الأولى لانتخابات مجلس النواب 2025    إثيوبيا تؤكد تسجيل 3 وفيات بفيروس ماربورج النزفي    عادل عقل ل حسام حسن: ركز في أمم افريقيا 2025 ولا تنظر للمنتقدين    عاجل – حماس: تكليف القوة الدولية بنزع سلاح المقاومة يفقدها الحياد ويحوّلها لطرف في الصراع    "هواوي كلاود" و"نايس دير" توقعان عقد شراكة استراتيجية لدعم التحول الرقمي في قطاعي التكنولوجيا الصحية والتأمين في مصر    اتجاه لإعادة مسرحية الانتخابات لمضاعفة الغلة .. السيسي يُكذّب الداخلية ويؤكد على التزوير والرشاوى ؟!    شبيبة القبائل: الأهلي وبيراميدز وصن داونز الأوفر حظا للتتويج بدوري أفريقيا    قتلوه في ذكرى ميلاده ال20: تصفية الطالب مصطفى النجار و"الداخلية"تزعم " أنه عنصر شديد الخطورة"    شاهين يصنع الحلم.. والنبوي يخلده.. قراءة جديدة في "المهاجر"    شاهد.. برومو جديد ل ميد تيرم قبل عرضه على ON    صدور ديوان "طيور الغياب" للشاعر رجب الصاوي ضمن أحدث إصدارات المجلس الأعلى للثقافة    عاجل – مجلس الأمن الدولي يقر مشروع القرار الأمريكي حول غزة ويسمح بنشر قوة دولية لمرحلة ما بعد الحرب    التأهل والثأر.. ألمانيا إلى كأس العالم بسداسية في مرمى سلوفاكيا    فلسطين.. مستعمرون يطلقون الرصاص على أطراف بلدة سنجل    الكنيسة الإنجيلية اللوثرية بالأردن تستقبل وفدًا من قادة كنائس أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة    رئيس حي شرق شبرا الخيمة بعد نقل مكتبه بالشارع: أفضل التواجد الميداني    الصحة ل ستوديو إكسترا: تنظيم المسئولية الطبية يخلق بيئة آمنة للفريق الصحي    مستشفى الشروق المركزي ينجح في عمليتين دقيقتين لإنقاذ مريض وفتاة من الإصابة والعجز    أفضل أطعمة لمحاربة الأنيميا والوقاية منها وبدون مكملات    دار الإفتاء: فوائد البنوك "حلال" ولا علاقة بها بالربا    لكل من يحرص على المواظبة على أداء صلاة الفجر.. إليك بعض النصائح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جان دوست: يبقى الكاتب حبيس لغته من دون الترجمة
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 16 - 02 - 2015


أدهشتني الجموع الغفيرة بمعرض الكتاب
من حقق الأدب الكردي أن يخرج من قوقعة المحلية إلى حدائق الجيران
الكرد يعيشون عصرهم الجيد الآن
نقرأ التاريخ لنضحك أو نبكي لا لنتعلم
انكساراتنا في الحب..عدم قبول الآخر..والتطرف الديني موضوعات تؤرقني
يجب ألا ننزلق في متاهة حروب طائفية وعرقية مقيتة
هو صاحب ثلاث ثقافات مختلفة لا شك أنها ساهمت في إثقال موهبته الأدبية، ما بين الكردية والسورية والألمانية يعيش الكاتب جان دوست في عالم ليس بمنعزل عن الآخرين كما قال هو عن نفسه، تداخل الثقافات، تجاورها، احتكاكها العنيف أحياناً، هي مواضيع أثيرة لدي لها صدى في أعمالي.
تحدث دوست ل"بوابة أخبار اليوم" خلال تواجده بالقاهرة عن مشاركته بمعرض الكتاب، وعن الأدب الكردي، وأفكاره الذي يتبناها في أعماله وكان نص الحوار كالتالي..
كيف ترى معرض القاهرة هذا العام ومشاركتك به في ندوة عن الأدب الكردي؟
- زرت المعرض أول مرة العام الماضي، لكنه في هذا العام كان أكثر زخمًا أدهشتني هذه الجموع الغفيرة التي تقبل على شراء الكتاب بعد أن ظننا أن الورق ينقرض لصالح الإلكترون.
مشاركتي في ندوة عن الأدب الكردي كانت بتنظيم من دار مقام وقد رأيت ذلك ضرورياً لإقامة جسور ثقافية بين شعبين قريبين جارين يشتركان في كثير من الخصائص النفسية، قلنا لعل الثقافة تصلح ما أفسدته السياسة.
ترجمة العديد من الأعمال بالعربية منهما "مم وزين" لأحمد خاني وترجمة أحد أعمالك "ميرنامة" ما الفرق؟
- عندما ترجمت ميرنامه من الكردية "وهي روايتي الثالثة" شعرت بأنني أكتب رواية جديدة وأنني لا أقوم بالترجمة، وبحرية أكبر في التصرف بالترجمة.
نصوص الآخرين تشبه نقوداً ائتمنوك عليها لا تصرفها إلا بمقدار أما نصوصك فهي ملكك الخاص تتصرف به كما تشاء، ولكن ذلك لم يدعني أبداً إلى التصرف بحرية مطلقة حيث إنني التزمت بروح ميرنامه الكردية
.
أما "مم وزين" فهو عمل ضخم كتبه أعظم مفكر كردي، وبذلت في التعريف به جهوداً كبيرة وحرصت أن أنقل أفكاره بحرقيتها دون أن أخون النص.
في تصريح سابق لك قلت "اللغات سجون" ماذا قصدت بذلك؟
- اللغات سجون الكاتب لا يحررها منا إلا الترجمة "هذا ما قصدته"، ويبقى الكاتب مهما كان عظيم الرؤى حبيس لغته وبني قومه إذا لم يترجم.
تصور معي الخيام بدون ترجمة أحمد رامي، وتصور معي كبار الآثار الأدبية لولا الترجمات؟.
هل تشعر أن عليك عبء التعريف أو الإشارة إلى الأدب الكردي؟
- صحيح..لكنه عبء ثقيل أتقاسمه مع زملاء آخرين لي، ويهمني كثيراً أن أقيم جسور محبة تسير عليها شعوبنا في زمن التطرف والمغالاة.
الأدب الكردي بقي مهمشاً لا يلقي جيراننا إليه بالاً، إنه أدب جميل من حقه أن يخرج من قوقعة المحلية إلى رحاب حدائق الجيران، طبعاً ما نقوم به ليس سوى مبادرات فردية بحاجة إلى دعم من هيئات ثقافية كبيرة، وما أقوم به ليس سوى إلقاء حجر في بحيرة راكدة نسبياً.
أنت كردي سوري تحمل الجنسية الألمانية ثلاث ثقافات مختلفة كيف استوعبتهم؟
- سوريتي منحتني لغة إضافية جميلة هي العربية التي شكلت لي قاعدة متينة بنيت عليها، وكرديتي منحتني إضافات جميلة، كتبت بها رواياتي الأربع الأولى وما زلت متعلقاً بها عائقاً لها نابشاً في طبقاتها عن الكنوز.
أما الألمانية فهي الثقافة التي تعرفت عليها كما معظم قراء العالم حتى وأنا في وطني من خلال قراءة كبار الأعمال المترجمة، تداخل الثقافات، تجاورها، احتكاكها العنيف أحياناً، هي مواضيع اثيرة لدي لها صدى في أعمالي.
في روايتك "مهاباد" تناولت أحداث إنشاء أول دولة للأكراد، حدثني عن هذه الرواية، وهل توجهت إلي زيارة إيران أثناء تحضيرك لها؟
- نعم زرت مدينة مهاباد والتي تدور فيها فصول هامة من أحداث الرواية سنة 1996 لأتعرف على هذه المدينة التي شهدت ميلاد وموت أول جمهورية كردية في التاريخ الحديث.
تناولت تجربة بناء تلك الجمهورية من زاوية مختلفة كثيراً عن الزاوية الشعبية التي لا ترى في هذه التجربة سوى سجل من البطولة يضاف إلى بطولات أخرى كثيرة. تناولت التجربة من خلال نظرات متناقضة تقاسمتها شخصيات الرواية وخاصة بادين والجد الأرمني أنترانيك.
هل من سبيل لإنشاء دولة للأكراد مرة أخرى؟
- الدولة الكردية حلم كل كردي وهو حق مشروع، لكن الظروف كانت دائماً ضد هذا الحلم، لا أعلم إذا كانت هناك فرصة لكن من المؤكد أن الكرد يعيشون عصرهم الجيد الآن.
لماذا تعيد النبش في التاريخ؟
- التاريخ أكبر معلم وفي اعتقادي أننا كشعوب إسلامية لا نقرأ التاريخ إلا لنضحك أو نبكي لا لنتعلم، وأنا حين أنبش في التاريخ الكردي وأحفر في طبقاته أبحث عن الأسباب الكامنة وراء مظلومية الكرد، أو كما نعرفها بلعنة التهميش التي لازمت الشعب الكردي منذ أقدم العصور.
ما هو السؤال الذي يلح عليك ويطاردك وتبحث له عن إجابة في أعمالك؟
- أسئلة كثيرة..لكل رواية مناخها الخاص والعام، ومناخي العام هو انكساراتنا في الحب، عدم قبول الآخر، والتطرف الديني.
كيف ترى مستقبل الرواية الكردية، وكيف تصنفها حاليًا؟
- هناك رواية كردية مكتوبة باللهجة السورانية في كردستان العراق وإيران، وهي متطورة ومهمة وبحاجة إلى الاطلاع عليها.
وهناك رواية مكتوبة باللهجة الكرمانجية في سوريا وتركيا وهي تتقدم بخطوات واسعة إلى الأمام وقدمت روايات جميلة في العشرين سنة الأخيرة.
في روايتك "دم على المئذنة" تسرد وقائع القتل في قرية "عامودا" هل أردت توثيق وقائع تلك المذبحة.
- نعم..أعتقد أن روايتي هذه توثيقية، لم أستطع أن أكون الشاهد الأخرس على تلك المجزرة التي هزتني من الأعماق.
لماذا اخترت اسم "دم على المئذنة" للرواية، وهل يحمل دلالات على معنية للذين يبيحون القتل باسم الدين؟
- لا علاقة للدين بالاسم..الاسم استوحيته من حادثة اعتلاء المئذنة من قبل المسلحين الكرد الموالين لنظام دمشق للأسف وقتلهم سادس شخص في تلك المجزرة المروعة التي حدثت في يونيو حزيران سنة 2013.
وتلك المئذنة كانت مئذنة مسجد جدي في عامودا، وقد عاش عمره وهو يحلم بأن ترتفع المئذنة في السماء ويعلو منها صوت الأذان ومات دون أن يتحقق الحلم. المسلحون الكرد الذين اعتلوا هذه المئذنة قتلوا حفيد جدي "ابن خالي" في تلك المجزرة.
المئذنة شخصية من شخصيات الرواية، شخصية صامتة تجري أحداث الرواية أسفلها وفي جوفها وعلى شرفاتها، المئذنة رمز مقدس، وهو عنوان الطهر والطمأنينة لكنه تحول إلى مصدر للرعب والقتل.
عانت مدينة "كوباني" مسقط رأسك من الدمار والتخريب على أيدي "داعش" في نظرك كيف تمخض هذا التنظيم، وما هو سبيل القضاء عليه؟
- هذا التنظيم معقد، وهو يثير الشبهات ويبدو أنه وباء عظيم، القضاء عليه لا يتم عسكرياً فقط، يمكن دحر داعش عسكرياً بقوات برية وجوية تشترك في عمليات حربية، لكن الأهم هو ما ترتكز عليه داعش من نصوص تكفيرية وتاريخ حافل بالقتل.
علينا أن نقدم مقاربات جديدة للدين على أيدي شيوخ الدين وكبار المفتين أن يعملوا على تشذيب وتهذيب الدين وإبراز قيم التسامح فه وتربية الأجيال على ذلك.
في روايتك"عشيق المترجم" تحدثت عن اختلاف الثقافات والأديان والتصوف والحب من خلال حكايات بطل الرواية لخادمه، هل تعتبر أننا نعانى من ثقافة تقبل الأخر؟
- نحن نعاني من عدم تقبل الآخر، وقد حان وقت أن نعلي من شأن القيم الجميلة في ثقافاتنا وأدياننا، وذلك بدون ذلك ستنزلق مناطقنا إلى متاهة حروب طائفية وعرقية مقيتة.
من واجبنا كمثقفين وروائيين ورجال دين أن نقطع الطريق على ما يتربص بنا من عواصف الكراهية لأنها إن هبت ستقتلع كل جميل في أرضنا.
من بين جميع أعمالك أيهما أقرب إلى قلبك ولماذا؟
- هناك رواية كردية ساقوم بترجمتها أيضاً إلى اللغة العربية وهي ثلاث خطوات ومشنقة، اشعر نحوها بتعاطف كبير.
ما الذي تخطط له في أعمالك القادمة؟
الأعمال كثيرة..لكنني أشعر بالإرهاق، أنا أكتب منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً وعندي مخططات عديدة، ولعل أقربها إلى الإنجاز هو مارتين السعيد، التي ترجمتها من الكردية إلى العربية وهي أيضاً من رواياتي، وكذلك تصدر قريباً رواية الريش لسليم بركات وقد ترجمتها إلى الكردية.
أدهشتني الجموع الغفيرة بمعرض الكتاب
من حقق الأدب الكردي أن يخرج من قوقعة المحلية إلى حدائق الجيران
الكرد يعيشون عصرهم الجيد الآن
نقرأ التاريخ لنضحك أو نبكي لا لنتعلم
انكساراتنا في الحب..عدم قبول الآخر..والتطرف الديني موضوعات تؤرقني
يجب ألا ننزلق في متاهة حروب طائفية وعرقية مقيتة
هو صاحب ثلاث ثقافات مختلفة لا شك أنها ساهمت في إثقال موهبته الأدبية، ما بين الكردية والسورية والألمانية يعيش الكاتب جان دوست في عالم ليس بمنعزل عن الآخرين كما قال هو عن نفسه، تداخل الثقافات، تجاورها، احتكاكها العنيف أحياناً، هي مواضيع أثيرة لدي لها صدى في أعمالي.
تحدث دوست ل"بوابة أخبار اليوم" خلال تواجده بالقاهرة عن مشاركته بمعرض الكتاب، وعن الأدب الكردي، وأفكاره الذي يتبناها في أعماله وكان نص الحوار كالتالي..
كيف ترى معرض القاهرة هذا العام ومشاركتك به في ندوة عن الأدب الكردي؟
- زرت المعرض أول مرة العام الماضي، لكنه في هذا العام كان أكثر زخمًا أدهشتني هذه الجموع الغفيرة التي تقبل على شراء الكتاب بعد أن ظننا أن الورق ينقرض لصالح الإلكترون.
مشاركتي في ندوة عن الأدب الكردي كانت بتنظيم من دار مقام وقد رأيت ذلك ضرورياً لإقامة جسور ثقافية بين شعبين قريبين جارين يشتركان في كثير من الخصائص النفسية، قلنا لعل الثقافة تصلح ما أفسدته السياسة.
ترجمة العديد من الأعمال بالعربية منهما "مم وزين" لأحمد خاني وترجمة أحد أعمالك "ميرنامة" ما الفرق؟
- عندما ترجمت ميرنامه من الكردية "وهي روايتي الثالثة" شعرت بأنني أكتب رواية جديدة وأنني لا أقوم بالترجمة، وبحرية أكبر في التصرف بالترجمة.
نصوص الآخرين تشبه نقوداً ائتمنوك عليها لا تصرفها إلا بمقدار أما نصوصك فهي ملكك الخاص تتصرف به كما تشاء، ولكن ذلك لم يدعني أبداً إلى التصرف بحرية مطلقة حيث إنني التزمت بروح ميرنامه الكردية
.
أما "مم وزين" فهو عمل ضخم كتبه أعظم مفكر كردي، وبذلت في التعريف به جهوداً كبيرة وحرصت أن أنقل أفكاره بحرقيتها دون أن أخون النص.
في تصريح سابق لك قلت "اللغات سجون" ماذا قصدت بذلك؟
- اللغات سجون الكاتب لا يحررها منا إلا الترجمة "هذا ما قصدته"، ويبقى الكاتب مهما كان عظيم الرؤى حبيس لغته وبني قومه إذا لم يترجم.
تصور معي الخيام بدون ترجمة أحمد رامي، وتصور معي كبار الآثار الأدبية لولا الترجمات؟.
هل تشعر أن عليك عبء التعريف أو الإشارة إلى الأدب الكردي؟
- صحيح..لكنه عبء ثقيل أتقاسمه مع زملاء آخرين لي، ويهمني كثيراً أن أقيم جسور محبة تسير عليها شعوبنا في زمن التطرف والمغالاة.
الأدب الكردي بقي مهمشاً لا يلقي جيراننا إليه بالاً، إنه أدب جميل من حقه أن يخرج من قوقعة المحلية إلى رحاب حدائق الجيران، طبعاً ما نقوم به ليس سوى مبادرات فردية بحاجة إلى دعم من هيئات ثقافية كبيرة، وما أقوم به ليس سوى إلقاء حجر في بحيرة راكدة نسبياً.
أنت كردي سوري تحمل الجنسية الألمانية ثلاث ثقافات مختلفة كيف استوعبتهم؟
- سوريتي منحتني لغة إضافية جميلة هي العربية التي شكلت لي قاعدة متينة بنيت عليها، وكرديتي منحتني إضافات جميلة، كتبت بها رواياتي الأربع الأولى وما زلت متعلقاً بها عائقاً لها نابشاً في طبقاتها عن الكنوز.
أما الألمانية فهي الثقافة التي تعرفت عليها كما معظم قراء العالم حتى وأنا في وطني من خلال قراءة كبار الأعمال المترجمة، تداخل الثقافات، تجاورها، احتكاكها العنيف أحياناً، هي مواضيع اثيرة لدي لها صدى في أعمالي.
في روايتك "مهاباد" تناولت أحداث إنشاء أول دولة للأكراد، حدثني عن هذه الرواية، وهل توجهت إلي زيارة إيران أثناء تحضيرك لها؟
- نعم زرت مدينة مهاباد والتي تدور فيها فصول هامة من أحداث الرواية سنة 1996 لأتعرف على هذه المدينة التي شهدت ميلاد وموت أول جمهورية كردية في التاريخ الحديث.
تناولت تجربة بناء تلك الجمهورية من زاوية مختلفة كثيراً عن الزاوية الشعبية التي لا ترى في هذه التجربة سوى سجل من البطولة يضاف إلى بطولات أخرى كثيرة. تناولت التجربة من خلال نظرات متناقضة تقاسمتها شخصيات الرواية وخاصة بادين والجد الأرمني أنترانيك.
هل من سبيل لإنشاء دولة للأكراد مرة أخرى؟
- الدولة الكردية حلم كل كردي وهو حق مشروع، لكن الظروف كانت دائماً ضد هذا الحلم، لا أعلم إذا كانت هناك فرصة لكن من المؤكد أن الكرد يعيشون عصرهم الجيد الآن.
لماذا تعيد النبش في التاريخ؟
- التاريخ أكبر معلم وفي اعتقادي أننا كشعوب إسلامية لا نقرأ التاريخ إلا لنضحك أو نبكي لا لنتعلم، وأنا حين أنبش في التاريخ الكردي وأحفر في طبقاته أبحث عن الأسباب الكامنة وراء مظلومية الكرد، أو كما نعرفها بلعنة التهميش التي لازمت الشعب الكردي منذ أقدم العصور.
ما هو السؤال الذي يلح عليك ويطاردك وتبحث له عن إجابة في أعمالك؟
- أسئلة كثيرة..لكل رواية مناخها الخاص والعام، ومناخي العام هو انكساراتنا في الحب، عدم قبول الآخر، والتطرف الديني.
كيف ترى مستقبل الرواية الكردية، وكيف تصنفها حاليًا؟
- هناك رواية كردية مكتوبة باللهجة السورانية في كردستان العراق وإيران، وهي متطورة ومهمة وبحاجة إلى الاطلاع عليها.
وهناك رواية مكتوبة باللهجة الكرمانجية في سوريا وتركيا وهي تتقدم بخطوات واسعة إلى الأمام وقدمت روايات جميلة في العشرين سنة الأخيرة.
في روايتك "دم على المئذنة" تسرد وقائع القتل في قرية "عامودا" هل أردت توثيق وقائع تلك المذبحة.
- نعم..أعتقد أن روايتي هذه توثيقية، لم أستطع أن أكون الشاهد الأخرس على تلك المجزرة التي هزتني من الأعماق.
لماذا اخترت اسم "دم على المئذنة" للرواية، وهل يحمل دلالات على معنية للذين يبيحون القتل باسم الدين؟
- لا علاقة للدين بالاسم..الاسم استوحيته من حادثة اعتلاء المئذنة من قبل المسلحين الكرد الموالين لنظام دمشق للأسف وقتلهم سادس شخص في تلك المجزرة المروعة التي حدثت في يونيو حزيران سنة 2013.
وتلك المئذنة كانت مئذنة مسجد جدي في عامودا، وقد عاش عمره وهو يحلم بأن ترتفع المئذنة في السماء ويعلو منها صوت الأذان ومات دون أن يتحقق الحلم. المسلحون الكرد الذين اعتلوا هذه المئذنة قتلوا حفيد جدي "ابن خالي" في تلك المجزرة.
المئذنة شخصية من شخصيات الرواية، شخصية صامتة تجري أحداث الرواية أسفلها وفي جوفها وعلى شرفاتها، المئذنة رمز مقدس، وهو عنوان الطهر والطمأنينة لكنه تحول إلى مصدر للرعب والقتل.
عانت مدينة "كوباني" مسقط رأسك من الدمار والتخريب على أيدي "داعش" في نظرك كيف تمخض هذا التنظيم، وما هو سبيل القضاء عليه؟
- هذا التنظيم معقد، وهو يثير الشبهات ويبدو أنه وباء عظيم، القضاء عليه لا يتم عسكرياً فقط، يمكن دحر داعش عسكرياً بقوات برية وجوية تشترك في عمليات حربية، لكن الأهم هو ما ترتكز عليه داعش من نصوص تكفيرية وتاريخ حافل بالقتل.
علينا أن نقدم مقاربات جديدة للدين على أيدي شيوخ الدين وكبار المفتين أن يعملوا على تشذيب وتهذيب الدين وإبراز قيم التسامح فه وتربية الأجيال على ذلك.
في روايتك"عشيق المترجم" تحدثت عن اختلاف الثقافات والأديان والتصوف والحب من خلال حكايات بطل الرواية لخادمه، هل تعتبر أننا نعانى من ثقافة تقبل الأخر؟
- نحن نعاني من عدم تقبل الآخر، وقد حان وقت أن نعلي من شأن القيم الجميلة في ثقافاتنا وأدياننا، وذلك بدون ذلك ستنزلق مناطقنا إلى متاهة حروب طائفية وعرقية مقيتة.
من واجبنا كمثقفين وروائيين ورجال دين أن نقطع الطريق على ما يتربص بنا من عواصف الكراهية لأنها إن هبت ستقتلع كل جميل في أرضنا.
من بين جميع أعمالك أيهما أقرب إلى قلبك ولماذا؟
- هناك رواية كردية ساقوم بترجمتها أيضاً إلى اللغة العربية وهي ثلاث خطوات ومشنقة، اشعر نحوها بتعاطف كبير.
ما الذي تخطط له في أعمالك القادمة؟
الأعمال كثيرة..لكنني أشعر بالإرهاق، أنا أكتب منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً وعندي مخططات عديدة، ولعل أقربها إلى الإنجاز هو مارتين السعيد، التي ترجمتها من الكردية إلى العربية وهي أيضاً من رواياتي، وكذلك تصدر قريباً رواية الريش لسليم بركات وقد ترجمتها إلى الكردية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.