«التضامن» و«ويل سبرنج» تنظمان يومًا ترفيهيًا وتوعويًا لفتيات مؤسسة العجوزة    بعد آخر زيادة.. سعر الدولار اليوم الخميس 24 يوليو 2025 مقابل الجنيه المصري    إقبال على العنب والموز.. ارتفاع أسعار الفاكهة بالمنوفية اليوم الخميس 24 يوليو 2025    المشاط: المشروعات الصغيرة والمتوسطة أثبتت قدرتها على دفع جهود التنمية    انخفاض درجات الحرارة في كفر الشيخ.. والعظمى تسجل 37 درجة مئوية اليوم    بالفيديو.. أستاذ تاريخ يوضح أسرار ثورة يوليو 1952    تعليم الغربية: لا إجبار في اختيار نظام الثانوية العامة والبكالوريا اختيارية    "الجبهة الوطنية" يعقد أول لقاء جماهيري بالإسماعيلية لدعم مرشحته داليا سعد    وزير الخارجية: الحكومة حريصة على تقديم الدعم والرعاية لأبناء الوطن بالخارج    استقرار أسعار العملات الأجنبية في بداية تعاملات اليوم 24 يوليو 2025    وزير الري يبحث حالة المنظومة المائية وموقف المرحلة الثانية من تطهيرات الترع    رئيس اقتصادية قناة السويس يوقع 3 عقود صناعية جديدة مع شركات صينية    «يوتيوب» يحقق ارتفاعًا في إيرادات الإعلانات لتصل إلى 10 مليارات دولار    صحة غزة: دخول شاحنات أدوية من منظمة الصحة العالمية لمستشفيات القطاع    إعلام إسرائيلي: وحدات خاصة تشارك بالبحث عن منفذ عملية الدهس في كفار يونا    على خطى اليابان.. الاتحاد الأوروبي يقترب من صفقة تجارية مع الولايات المتحدة    إصابة 9 جنود إسرائيليين في عملية دهس.. مروحيات ووحدات خاصة لضبط منفذ العملية (صور)    راشفورد يكشف الفرق بين برشلونة ومانشستر يونايتد    مصطفى شلبي يعلن نهاية مشواره مع الزمالك ويوجه رسالة للجماهير    فتح باب التقديم الإلكتروني للمدن الجامعية بأسيوط    غرامات وسحب تراخيص لمخالفي تركيب الملصق الإلكتروني    غدا.. تامر حسني والشامي يشعلان ثاني حفلات مهرجان العلمين    حسين فهمي ضيف شرف الدورة الثانية من جوائز الباندا الذهبية    حملة «100 يوم صحة» تقدم 12 مليون و821 ألف خدمة طبية مجانية خلال 8 أيام    من اكتئاب الشتاء إلى حرارة الصيف.. ما السر في تفضيل بعض الأشخاص لفصل عن الآخر؟    مندوب فلسطين: تصويت الكنيست الإسرائيلي للسيادة على الضفة الغربية انتهاك للقانون الدولي    حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 24 يوليو 2025    «زي النهاردة».. محمد سعيد باشا الذي «كان يحب المصريين ويكره الأتراك والشراكسة» حاكمًا على مصر 24 يوليو 1854    إصابة 4 عمال إثر سقوط مظلة بموقف نجع حمادي في قنا.. وتوجيه عاجل من المحافظ- صور    لطلاب البكالوريا 2025.. تعرف علي كليات مسار الآداب والفنون    إصابة شخصين إثر انقلاب سيارة بطريق "الإسماعيلية- العاشر من رمضان"    تنسيق الجامعات 2025 علمي علوم.. كليات تقبل من 60% ومؤشرات الحد الأدنى للقبول    «صفقة قادمة».. شوبير يشوّق جماهير الأهلي حول المهاجم الجديد    «تحسه واحد تاني».. خالد الغندور يهاجم زيزو بعد التصرف الأخير    أحد الزملاء يخفي معلومات مهمة عنك.. حظ برج الدلو اليوم 24 يوليو    مدنية الأحكام وتفاعلها مجتمعيًّا وسياسيًّا    أرخص الجامعات الأهلية في مصر 2026.. المصروفات الكاملة وطرق التقديم (القائمة المعتمدة)    قصف إسرائيل ومطار «بن جوريون» خارج الخدمة مؤقتًا    موت بإرادة الأب.. النيابة تأمر بدفن جثة ضحية شبرا الخيمة    نهاية سعيدة لمسلسل "فات الميعاد".. تفاصيل الحلقة الأخيرة    علي أبو جريشة: عصر ابن النادي انتهى    تايلاند تعلن إغلاق المعابر الحدودية مع كمبوديا وتستدعي سفيرها مع تصاعد التوترات    روسيا: تعليق عمل مطار سوتشي 4 ساعات بسبب هجمات أوكرانية    إخماد حريق في محطة وقود بالساحلي غرب الإسكندرية| صور    مخرج «اليد السوداء»: نقدم حكاية عن المقاومة المصرية ضد الاحتلال    أحمد نبيل فنان البانتومايم: اعتزلت عندما شعرت بأن لا مكان حقيقى لفنى    حسام موافي لطلاب الثانوية: الطب ليست كلية القمة فقط    بمستشفى سوهاج العام.. جراحة دقيقة لطفلة مصابة بكسر انفجاري بالعمود الفقري    سيف جعفر: فيريرا يتعامل معنا بشكل مثالي.. والصفقات الجديدة إضافة قوية    شوبير يكشف حقيقة اهتمام الأهلي بضم أحمد فتوح    تصرف مفاجئ من وسام أبوعلي تجاه جماهير الأهلي.. الشعار والاسم حاضران    5 معلومات عن المايسترو الراحل سامي نصير    اليوم، تعديلات جديدة في مواعيد تشغيل القطار الكهربائي بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو    أعراض برد الصيف وأسبابه ومخاطره وطرق الوقاية منه    هل يجوز أخذ مكافأة على مال عثر عليه في الشارع؟.. أمين الفتوى يجيب    محفظ قرآن بقنا يهدي طالبة ثانوية عامة رحلة عمرة    الإفتاء توضح كيفية إتمام الصفوف في صلاة الجماعة    دار الإفتاء المصرية توضح حكم تشريح جثة الميت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسي وبوتين.. توافق الكيمياء وتناسخ المسار
ورقة وقلم
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 11 - 02 - 2015


إطلالة علي مستقبل .. من فوق برج »الجزيرة»‬
من أعلي بقعة في القاهرة.. أطل الرئيسان السيسي وبوتين، علي معالم العاصمة المصرية، بينما كانت صفحة النيل تتلألأ بانعكاسات أضواء الليل.
أمام الرئيسين، طعام عشاء مصري المذاق والهوية، علي طاولة اقتصرت عليهما في المطعم الزجاجي الدوار بالطابق الأخير لبرج القاهرة الذي يبلغ ارتفاعه 187 مترا أي بأعلي 43 مترا من الهرم الأكبر٫
لأول مرة يزور رئيس مصري برج القاهرة منذ الزعيم جمال عبدالناصر. هذا البرج بني بأموال أمريكية، جاءت في حقيبة إلي عبدالناصر كرشوة من المخابرات الأمريكية لتغيير موقفه من القضايا العربية، وبالأخص قضية الجزائر، لكن عبدالناصر أخذ ملايين »‬الرشوة» الستة وبني بها برج القاهرة في قلب جزيرة الزمالك، ليكون شوكة في عين الأمريكان.. كان ذلك منذ قرابة 60 عاما مضت.
ولعل العشاء الخاص في هذا المكان بالذات له مغزي!
الحوار بين الرئيسين في العشاء الخاص لم يقتصر علي عبارات مجاملة، بل لعله أكثر أهمية مما دار بينهما في اليوم التالي خلال جلسة المباحثات الثنائية ثم في الجلسة الموسعة بحضور أعضاء الوفدين في قصر القبة
***
هذا هو اللقاء الثالث بين الزعيمين
اللقاء الأول كان منذ عام بالضبط في موسكو، حينما كان السيسي وزيرا للدفاع، في هذا اللقاء تم تدشين البرنامج الجديد للتعاون العسكري بين البلدين خاصة في مجال التسليح.. يومها أهدي بوتين للسيسي جاكيت الماريشال ذي النجمة الحمراء، وقال له: أعرف أنكم اتخذتم قراركم بالترشح لرئاسة مصر، إنه قرار مسئول أن تحملوا علي عاتقكم مصير الشعب المصري.
اللقاء الثاني كان في مدينة سوتشي الروسية في أغسطس الماضي، بعد 65 يوما من انتخاب السيسي رئيسا.
في تلك الزيارة.. جرت أطول مباحثات قمة بين رئيسين علي مدي 12 ساعة، في غرفة صالون داخل القرية الأوليمبية، ثم علي طائرة هليكوبتر، ثم في المقر الرئاسي بسوتشي، ثم علي الفرقاطة موسكو، ثم علي عشاء خاص في مطعم أسماك في لقاء منفرد لم يحضره مترجم.
يومها استجاب بوتين لكل مطالب مصر، وراجع وزراءه المعنيين بمجالات التعاون المصري - الروسي وزيرا وزيرا خلال جلسة المباحثات الموسعة بالمقر الرئاسي ليطمئن إلي سير ما جري الاتفاق عليه وفقا للجداول الزمنية المرسومة.
وفي ختام زيارة السيسي.. قال له بوتين: نحن معك وندعم كل خطواتك. وكنت متأكدا أنك ستنجح. أعرف ان شعبك لديه أمل فيك، وأثق أنك علي قدر هذا الأمل
***
في اللقاء الثالث بالقاهرة.. كانت مظاهر الحفاوة بالرئيس الروسي تسبق وصوله مساء أمس، ولعلها غير مسبوقة لغيره من الزعماء الذين زاروا مصر في السنوات الأخيرة.
مودة الاستقبال بين الرئيسين علي سلم طائرة الرئاسة الروسية، كانت تعبر عن »‬كيمياء» جمعت بينهما منذ اول لقاء.
هناك أوجه تشابه عديدة بين الزعيمين، حتي في الهيئة.. في اختيار الملابس.. في حركة المشي.. في انضباط الخطوة الواثقة.
السيسي كان مديرا للمخابرات الحربية وبوتين كان مديرا للمخابرات الاستراتيجية الروسية »‬كي. جي. بي»
كلاهما تسلم المسئولية في بلاده في أسوأ حال.
بوتين تسلمها بعد أن فككها جورباتشوف وبعد أن أهانها يلتسين، ونجح في أن يعيد لها العافية الاقتصادية، والمهابة الدولية، والأهم أنه استعاد لشعبه الإحساس بالكرامة الوطنية.
والسيسي علي هذا الطريق، يأمل ويسعي ويعمل.. وقد قطع عليه خطوات
***
في دار الأوبرا، بعد لقاء قصير بينهما باستراحة الرئاسة في مطار القاهرة، استمع الرئيسان الي أوركسترا أوبرا القاهرة تعزف افتتاحية مقطوعة »‬انهض يا شعب روسيا» للموسيقار سيرجي بروكوفيف، كان بوتين يتابعها بفخر، وكان السيسي يتابعها وهو يستدعي نشيد »‬قم يامصري» لفنان الشعب سيد درويش.
ذلك العرض الثقافي الفني، الذي شمل مقاطع من أعمال شهيرة لفنانين روس عظام مثل رحمانينوف وتشايكوفسكي وكورساكوف صاحب المتتالية السيمفونية »‬شهرزاد» ذائعة الصيت، وشمل ايضا المشهد الختامي »‬الانتصار» من أوبرا عايدة للإيطالي ڤيردي وعروضا شعبية مصرية، سبقه عرض فيلم تسجيلي قصير يؤرخ للعلاقات المصرية - الروسية، وكان لافتا للنظر في وقار عروض الأوبرا، أن يقاطع الحضورالفيلم مرتين بالتصفيق الحاد.. مرة عندما ظهر مشهد للزعيم عبدالناصر والزعيم السوفيتي خورشوف في احتفال تغيير مجري النيل أثناء بناء السدالعالي، ومرة عندما ظهر مشهد يجمع الرئيسين السيسي وبوتين في لقائهما بسوتشي منذ ستة أشهر
***
ظهر امس.. جرت مراسم استقبال فوق الرسمية للرئيس بوتين بقصر القبة أبهي قصور الشعب المصرية، اطلقت المدافع احدي وعشرين طلقة ترحيبا بقدوم موكب الرئيس الروسي الذي رافقه الخيالة عند مدخل القصر، ثم الدراجات النارية حتي باحة القبة، بينما اصطف أطفال مدارس صغار يحيون الرئيسين باللغتين العربية والروسية وهم يلوحون بالأعلام.
كان بوتين سعيدا بهذه الحفاوة، وعبر عنها أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده والرئيس السيسي في ختام المباحثات عندما قال اود أن اشكر شعب مصر وأهل القاهرة علي حسن الضيافة خلال الاستقبال الحافل في الشوارع المصرية سواء لي أو للوفد المرافق.
مباحثات القمة المصرية - الروسية لم تبدأ من فراغ، وانما تأسست علي نتائج القمة السابقة في سوتشي، وعلي زيارات المتابعة التي قامت بها وفود وزارية إلي البلدين.
أما من حيث التوقيت فقد كانت زيارة بوتين كما وصفها السيسي عنوانا علي موقف روسيا المتضامن مع مصر في حربها ضد الإرهاب وعلي التطور الذي تشهده العلاقات بين البلدين منذ قيام ثورة 30 يونيو.
أهم ثمار مباحثات القمة المصرية - الروسية جاءت في محورين:
أولا: اتفاق وجهات النظر حول المجابهة الدولية للإرهاب، وضرورة إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين علي أساس حل الدولتين، والحفاظ علي وحدة ليبيا والعراق واليمن والتوصل إلي تسوية سياسية سلمية للأزمة السورية، في ضوء نتائج الجولة الأولي لاجتماع المعارضة وممثلي الأسد في موسكو، والاعداد لجولة ثانية.
ثانيا: دفع التعاون المصري - الروسي إلي آفاق أرحب عن طريق:
1- الإسراع في اقامة منطقة للتجارة الحرة بين مصر والاتحاد الجمركي الأوراسي الذي يضم روسيا، وبيلاروسيا، وكازاخستان.
2- إنشاء منطقة صناعية روسية في شمال جبل عتاقة علي محور خليج السويس.
3- التوقيع علي اتفاقين لجذب الاستثمارات الروسية والتعاون مع صندوق الاستثمار الروسي المباشر.
4 - تعزيز التعاون في مجال الطاقة بما فيه الاستخدامات السلمية للطاقة النووية. وفي هذا السياق.. تم توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين، تتضمن الاتفاق المبدئي علي قيام شركة »‬روس أتوم» الروسية الكبري بإنشاء مفاعلين نوويين لتوليد الكهرباء بقدرة 1400 ميجا لكل منهما في موقع الضبعة الذي يستوعب ثمانية مفاعلات.. وجاء الاتفاق، بعدما تميز العرض الروسي عن غيره بعدم تضمينه أي شروط سياسية، بجانب مزايا التمويل وتوفير أكبر نسبة من قيمة المكون الأجنبي
***
غادر بوتين القاهرة مساء أمس، مودعا بحفاوة تليق بزعيم دولة عظمي، قال عنها السيسي لبوتين خلال المباحثات، إنها صديق استراتيجي ورصيد حقيقي لمصر في علاقاتها الخارجية.
أثناء المباحثات.. قدم بوتين الي السيسي دعوة لزيارة موسكو، وقبلها الرئيس، لاستمرار التواصل في وقت قريب، نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وارتياد آفاق أرحب من تعاون غير محدود.
إطلالة علي مستقبل .. من فوق برج »الجزيرة»‬
من أعلي بقعة في القاهرة.. أطل الرئيسان السيسي وبوتين، علي معالم العاصمة المصرية، بينما كانت صفحة النيل تتلألأ بانعكاسات أضواء الليل.
أمام الرئيسين، طعام عشاء مصري المذاق والهوية، علي طاولة اقتصرت عليهما في المطعم الزجاجي الدوار بالطابق الأخير لبرج القاهرة الذي يبلغ ارتفاعه 187 مترا أي بأعلي 43 مترا من الهرم الأكبر٫
لأول مرة يزور رئيس مصري برج القاهرة منذ الزعيم جمال عبدالناصر. هذا البرج بني بأموال أمريكية، جاءت في حقيبة إلي عبدالناصر كرشوة من المخابرات الأمريكية لتغيير موقفه من القضايا العربية، وبالأخص قضية الجزائر، لكن عبدالناصر أخذ ملايين »‬الرشوة» الستة وبني بها برج القاهرة في قلب جزيرة الزمالك، ليكون شوكة في عين الأمريكان.. كان ذلك منذ قرابة 60 عاما مضت.
ولعل العشاء الخاص في هذا المكان بالذات له مغزي!
الحوار بين الرئيسين في العشاء الخاص لم يقتصر علي عبارات مجاملة، بل لعله أكثر أهمية مما دار بينهما في اليوم التالي خلال جلسة المباحثات الثنائية ثم في الجلسة الموسعة بحضور أعضاء الوفدين في قصر القبة
***
هذا هو اللقاء الثالث بين الزعيمين
اللقاء الأول كان منذ عام بالضبط في موسكو، حينما كان السيسي وزيرا للدفاع، في هذا اللقاء تم تدشين البرنامج الجديد للتعاون العسكري بين البلدين خاصة في مجال التسليح.. يومها أهدي بوتين للسيسي جاكيت الماريشال ذي النجمة الحمراء، وقال له: أعرف أنكم اتخذتم قراركم بالترشح لرئاسة مصر، إنه قرار مسئول أن تحملوا علي عاتقكم مصير الشعب المصري.
اللقاء الثاني كان في مدينة سوتشي الروسية في أغسطس الماضي، بعد 65 يوما من انتخاب السيسي رئيسا.
في تلك الزيارة.. جرت أطول مباحثات قمة بين رئيسين علي مدي 12 ساعة، في غرفة صالون داخل القرية الأوليمبية، ثم علي طائرة هليكوبتر، ثم في المقر الرئاسي بسوتشي، ثم علي الفرقاطة موسكو، ثم علي عشاء خاص في مطعم أسماك في لقاء منفرد لم يحضره مترجم.
يومها استجاب بوتين لكل مطالب مصر، وراجع وزراءه المعنيين بمجالات التعاون المصري - الروسي وزيرا وزيرا خلال جلسة المباحثات الموسعة بالمقر الرئاسي ليطمئن إلي سير ما جري الاتفاق عليه وفقا للجداول الزمنية المرسومة.
وفي ختام زيارة السيسي.. قال له بوتين: نحن معك وندعم كل خطواتك. وكنت متأكدا أنك ستنجح. أعرف ان شعبك لديه أمل فيك، وأثق أنك علي قدر هذا الأمل
***
في اللقاء الثالث بالقاهرة.. كانت مظاهر الحفاوة بالرئيس الروسي تسبق وصوله مساء أمس، ولعلها غير مسبوقة لغيره من الزعماء الذين زاروا مصر في السنوات الأخيرة.
مودة الاستقبال بين الرئيسين علي سلم طائرة الرئاسة الروسية، كانت تعبر عن »‬كيمياء» جمعت بينهما منذ اول لقاء.
هناك أوجه تشابه عديدة بين الزعيمين، حتي في الهيئة.. في اختيار الملابس.. في حركة المشي.. في انضباط الخطوة الواثقة.
السيسي كان مديرا للمخابرات الحربية وبوتين كان مديرا للمخابرات الاستراتيجية الروسية »‬كي. جي. بي»
كلاهما تسلم المسئولية في بلاده في أسوأ حال.
بوتين تسلمها بعد أن فككها جورباتشوف وبعد أن أهانها يلتسين، ونجح في أن يعيد لها العافية الاقتصادية، والمهابة الدولية، والأهم أنه استعاد لشعبه الإحساس بالكرامة الوطنية.
والسيسي علي هذا الطريق، يأمل ويسعي ويعمل.. وقد قطع عليه خطوات
***
في دار الأوبرا، بعد لقاء قصير بينهما باستراحة الرئاسة في مطار القاهرة، استمع الرئيسان الي أوركسترا أوبرا القاهرة تعزف افتتاحية مقطوعة »‬انهض يا شعب روسيا» للموسيقار سيرجي بروكوفيف، كان بوتين يتابعها بفخر، وكان السيسي يتابعها وهو يستدعي نشيد »‬قم يامصري» لفنان الشعب سيد درويش.
ذلك العرض الثقافي الفني، الذي شمل مقاطع من أعمال شهيرة لفنانين روس عظام مثل رحمانينوف وتشايكوفسكي وكورساكوف صاحب المتتالية السيمفونية »‬شهرزاد» ذائعة الصيت، وشمل ايضا المشهد الختامي »‬الانتصار» من أوبرا عايدة للإيطالي ڤيردي وعروضا شعبية مصرية، سبقه عرض فيلم تسجيلي قصير يؤرخ للعلاقات المصرية - الروسية، وكان لافتا للنظر في وقار عروض الأوبرا، أن يقاطع الحضورالفيلم مرتين بالتصفيق الحاد.. مرة عندما ظهر مشهد للزعيم عبدالناصر والزعيم السوفيتي خورشوف في احتفال تغيير مجري النيل أثناء بناء السدالعالي، ومرة عندما ظهر مشهد يجمع الرئيسين السيسي وبوتين في لقائهما بسوتشي منذ ستة أشهر
***
ظهر امس.. جرت مراسم استقبال فوق الرسمية للرئيس بوتين بقصر القبة أبهي قصور الشعب المصرية، اطلقت المدافع احدي وعشرين طلقة ترحيبا بقدوم موكب الرئيس الروسي الذي رافقه الخيالة عند مدخل القصر، ثم الدراجات النارية حتي باحة القبة، بينما اصطف أطفال مدارس صغار يحيون الرئيسين باللغتين العربية والروسية وهم يلوحون بالأعلام.
كان بوتين سعيدا بهذه الحفاوة، وعبر عنها أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده والرئيس السيسي في ختام المباحثات عندما قال اود أن اشكر شعب مصر وأهل القاهرة علي حسن الضيافة خلال الاستقبال الحافل في الشوارع المصرية سواء لي أو للوفد المرافق.
مباحثات القمة المصرية - الروسية لم تبدأ من فراغ، وانما تأسست علي نتائج القمة السابقة في سوتشي، وعلي زيارات المتابعة التي قامت بها وفود وزارية إلي البلدين.
أما من حيث التوقيت فقد كانت زيارة بوتين كما وصفها السيسي عنوانا علي موقف روسيا المتضامن مع مصر في حربها ضد الإرهاب وعلي التطور الذي تشهده العلاقات بين البلدين منذ قيام ثورة 30 يونيو.
أهم ثمار مباحثات القمة المصرية - الروسية جاءت في محورين:
أولا: اتفاق وجهات النظر حول المجابهة الدولية للإرهاب، وضرورة إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين علي أساس حل الدولتين، والحفاظ علي وحدة ليبيا والعراق واليمن والتوصل إلي تسوية سياسية سلمية للأزمة السورية، في ضوء نتائج الجولة الأولي لاجتماع المعارضة وممثلي الأسد في موسكو، والاعداد لجولة ثانية.
ثانيا: دفع التعاون المصري - الروسي إلي آفاق أرحب عن طريق:
1- الإسراع في اقامة منطقة للتجارة الحرة بين مصر والاتحاد الجمركي الأوراسي الذي يضم روسيا، وبيلاروسيا، وكازاخستان.
2- إنشاء منطقة صناعية روسية في شمال جبل عتاقة علي محور خليج السويس.
3- التوقيع علي اتفاقين لجذب الاستثمارات الروسية والتعاون مع صندوق الاستثمار الروسي المباشر.
4 - تعزيز التعاون في مجال الطاقة بما فيه الاستخدامات السلمية للطاقة النووية. وفي هذا السياق.. تم توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين، تتضمن الاتفاق المبدئي علي قيام شركة »‬روس أتوم» الروسية الكبري بإنشاء مفاعلين نوويين لتوليد الكهرباء بقدرة 1400 ميجا لكل منهما في موقع الضبعة الذي يستوعب ثمانية مفاعلات.. وجاء الاتفاق، بعدما تميز العرض الروسي عن غيره بعدم تضمينه أي شروط سياسية، بجانب مزايا التمويل وتوفير أكبر نسبة من قيمة المكون الأجنبي
***
غادر بوتين القاهرة مساء أمس، مودعا بحفاوة تليق بزعيم دولة عظمي، قال عنها السيسي لبوتين خلال المباحثات، إنها صديق استراتيجي ورصيد حقيقي لمصر في علاقاتها الخارجية.
أثناء المباحثات.. قدم بوتين الي السيسي دعوة لزيارة موسكو، وقبلها الرئيس، لاستمرار التواصل في وقت قريب، نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وارتياد آفاق أرحب من تعاون غير محدود.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.