السيدات جئن من مناطق مختلفة على أمل الحصول على أنبوبة ام تقف تحمل ابنها الصغير بيد وتحمل الانبوبة باليد الاخري وامرأة عجوز غلبها النوم إلي جانب المستودع فنامت ورجل مريض بالسرطان يصرخ حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا حكومة هذا هو المشهد في طابور مستودع الزاوية الحمراء الذي رصدته «الاخبار» في تحقيقها لرصد ازمة اسطوانات الغاز المستمرة فالحكومة تفاجئنا كل يوم بتصريحات تؤكد ان الازمة انتهت لكن الطوابير في الشارع وصرخات المواطنين تكذب تلك التصريحات فالطوابير تبدأ من صلاة الفجر حتي السادسة مساء والمشهد امام المستودع أشبه بيوم الحشر. زحام وصراخ ومعاناة من اجل انبوبة بوتاجاز!! المحزن ان هذا المشهد ينتهي احيانا بعودةالعديد من المواطنين بالانبوبة إلي المنزل مرة اخري فارغة لنفاد الكميات بالمستودع.. بينما يعود البلطجية والسريحة الذين يعتبرون ملوك السوق السوداء فالمسجلون خطر يفرضون اتاوة علي صاحب المستودع بطريقتين احداهما دفع مبلغ نقدي والثانية تخصيص كمية من الانابيب لهم وبسعر أقل لبيعها في السوق السوداء مقابل حمايته من غضب الأهالي فضلا عن قيامهم بتنظيم الطوابير وتخويف أي معترض علي المهازل التي تحدث والسماح لسيارات السوق السوداء ان تدخل وتخرج من المستودع بكل سهولة.. «الاخبار» قضت 180 دقيقة امام المستودعات للوصول إلي اسباب هذه الازمة الطاحنة والمستمرة في الشارع المصري. صاحب مستودع: أنا مظلوم.. والأزمة سببها «السرِّيحة» وحلها تشديد الرقابة البداية كانت من الزاوية الحمراء حيث تصطف سيارات شباب الخريجين من الجانب الخلفي للمستودع ويقف إلي جانبها سيارات السوق السوداء «الثما» والتروسيكل لتدخل سيارات السوق السوداء مع شباب الخريجين ولا يلتفت اليهم احد.. اما علي الجانب الايمن فتجد طوابير الفقراء تصطف فالجانب الايسر يسيطر عليه الشباب والرجال والجانب الايمن تسيطر عليه النساء والفتيات والعواجيز اما البوابة الرئيسية فيقف عليها مجموعة من العاملين في المستودع يقومون بتسهيل دخول سيارات النقل الكبيرة التي تحمل اسطوانات الغاز ومن البوابة الرئيسية ايضا يخرج بعض الاسطوانات إلي اصحاب النفوذ وعندما يتحدث احد من المواطنين إلي العمال يقولون له «دول رايحين إلي بيت معاق يا كافر اتقي الله» أو «ده حاجز من 3 ايام». دم الغلابة اقتربنا من الطابور الذي يصب لعناته علي الحكومة ففي بداية الصف مواطن يدخن سيجارته ينظر إلي الطابور بحسرة تظهر علي وجهه علامات الغضب فاقتربنا منه لنسأله عن رحلته في الحصول علي انبوبة..فيقول محمد فتحي يعمل باليومية علي باب الله انه جاء من بولاق الدكرور في ساعتين إن الأزمة تتصاعد يومياً وسعر «الأنبوبة» ارتفع من 40 جنيهاً إلي 60 جنيهاً اليوم وتعالت صرخاته هي الحكومة هتفضل سيبانا لحد إمتي.. لحد ما سعر الأنبوبة يوصل 100 جنيه.. حسبنا الله ونعم الوكيل في الحكومة مضيفا ان الرسالة الوحيدة التي يوجهها إلي وزير التموين هي «الغلابة لها الله والسريحة بياخدوا الدعم يتاجروا بيه وعملوا ثروات من دم الغلابة». ربع غاز والباقي ميه واثناء حديثنا مع محمد وجدنا شريف محمد حسين المريض بالسرطان يصرخ من شدة الالم انا قادم من طريق جسر السويس ودفعت للتاكسي الذي جاء بي إلي هنا 30 جنيها وسوف ادفع لأي تاكسي في العودة 30 جنيها لانني قمت بشراء انبوبة سوق سوداء ب60 فوجدتها فارغة وان السريحة وصل بهم الحال انهم يقومون بتعبئة الانبوبة «بربع غاز والباقي ميه» مؤكدا انه عند استخدامها لم تكمل يوم واحد. وكادت ان تتسبب في احتراق المنزل بالكامل مشيرا إلي انه جاء في ساعة ومنتظر امام المستودع منذ ثلاث ساعات وعندما تفرج ويعود بانبوبة سوف يعود في ساعة لتصبح عدد الساعات التي اهدرتها في الحصول علي أنبوبة هي 5 ساعات وانا مريض بالسرطان مؤكدا انه لديه ثلاثة اولاد وعندما طلب توصيل الغاز إلي منزله في روكسي وجد ان المصاريف وصلت إلي 4 الاف جنيه وانا مريض بالسرطان واتوجه بنداء انساني إلي المهندس ابراهيم محلب بتخيفض نفقات التوصيل نظرا لظروفي الصحية. 7 ساعات في الطابور وبصوت عال مملوء بالغضب يقول مصطفي امين انه من سكان عين شمس وجاء بعدما وجد ازمة طاحنة في المساكن ولا يوجد اي انابيب مؤكدا انه قطع المسافة من المساكن إلي الزاوية الحمراء في ساعة ليبحث عن انبوبة لان منزله بدون انبوبة ولا يستطيعون طهي اي اطعمه واضاف موضحا «أشعر بالمهانة عندما أحضر إلي مستودع البوتاجاز، لأنني أقف في الطابور أكثر من 7 ساعات للحصول علي الأنبوبة التي أصبحت مشكلة حياتي مشيرا اما تحمّل المعاناة والتحرش من قبل البلطجية أو الاستجابة لابتزاز مافيا تجار السوق السوداء وشراء الأسطوانة ب50 جنيهاً او ان تري اولادك يصرخون من الجوع. 70 جنيها فيما قال امين علي من أهالي منطقة الخصوص والذي جاء إلي الزاوية الحمراء حاملا انوبتين فارغتين ووقف في الطابور قائلا إن سبب الأزمة وجود سماسرة يستولون بالتنسيق مع أصحاب المستودعات علي أكبر قدر ممكن من الأسطوانات لبيعها في السوق السوداء مقابل حصول أصحاب المستودعات علي نسبة من الأرباح الطائلة علي حساب الفقراء أمثالنا مشيراً إلي أن سعر الأسطوانة في الخصوص وصل إلي 70 جنيهاً بعد اختفاء الأسطوانات تماماً من المنطقة التي يسكن فيها. رحلة عذاب بعد ذلك انتقلنا من طابور الشباب والرجال إلي النساء والعواجيز فمنهم من تحمل ابنها علي يد وتحمل الانبوبة علي اليد الاخري فيصرخ ابنها الصغير وهي تنظر في حسرة إلي شكل الطابور الذي يمتد لامتار كبيرة في ظل عدم وجود انابيب علي منفذ التوزيع..هذة السيدة اقتربنا منها فقالت انها فاطمة جاءت من مساكن اسكو ببهتيم إلي الزاوية الحمراء من اجل الحصول علي انبوبة لانها علي باب الله ولا تقدر علي شراء الانبوبة. وتضيف موزة عبد الغني «مسنة» والتي قدمت من محافظة القليوبية لكي تحصل علي انبوبة بعدما فشلت محاولتها في منطقتها «ببهتيم» من الحصول علي حاجتها بسبب جشع العاملين بالمستودعات الذين يبيعون الأسطوانات لضعاف النفوس الذين يرفعون سعرها إلي 7 اضعاف «واحنا مش عارفين ناكل اونشغل السخان عشان نستحمي» كما اننا ندفع الكثير من المال في وسائل المواصلات «وحسبنا الله ونعم الوكيل». مواجهة السريحة بعدما استمعنا إلي صرخات المواطنين انتقلنا إلي شباب الخريجين الذين يقومون بتوزيع الانابيب علي المنازل فهم المتهمون باشعال السوق السوداء وبيع الاسطوانات ب70 جنيها في الدور الثالث والرابع والخامس اما الدور الثاني ب60 جنيها والدور الاول ب50 جنيها مؤكدين ان السريحة هم السبب لانهم يقومون باعطاء البلطجية انابيب فارغة ثم ينتشرون في الصف فيقوم بتبديل اربعة اسطوانات مرتين مقابل 80 جنيها للبلطجي في اليوم الواحد ثم ياخذونها ليعطوها إلي السريحة.. مؤكدين أن أزمة أسطوانات البوتوجاز سببها البلطجية..فيري حسن صابر «أحد شباب الخريجين» الذين يحصلون يوميا علي اكثر من 3 الاف أنبوبة بوتوجاز من أكبر مستودع بالزاوية الحمراء لتوزيعها علي المواطنين في مقابل مكسب زهيد أن الأنبوبة تباع من المستودع بمبلغ 8 جنيهات وأنا أبيعها بعشرين جنيها في المناطق التي لايصل اليها الغاز وأقوم بكسب رزقي بالحلال ولكن ضعاف النفوس ومتعاطي المخدرات والبلطجية يحصلون علي اسطوانات البوتوجاز من المستودعات ويدفعون مقابل ذلك حتي يمصون دماءالمصريين ويبيعون الأنبوبة الواحدةبمبلغ 70 جنيها للواحدة اي بمكسب7 أضعاف. أما محمدبدوي فيطالب وزير التموين بأن تكون حصة الإسطوانات علي البطاقة التموينية مثلما حدث في منظومة الخبز حيث اننا الآن اصبحنا لانري اي طوابير للخبز مؤكدا ان سعر الأنبوبة الرسمي ثمانية جنيهات وانه يرحب بان يكون سعر الأنبوبة بالتوصيل حتي باب المنزل ب12 جنيها علي ان يكون للشاب الخريج الموزع 3 جنيهات مقابل هذا العمل. أنا مظلوم وقبل النهاية انتقلنا لنري ان صاحب المستودع عندما علم بان هناك صحفيين خرج إلي السور ومعه مفتشو التموين ورجال مباحث التموين واقترب منا ليؤكد انه مظلوم وان الحل في هذه الازمة هي تخصيص مندوب من التضامن الاجتماعي ليكون مشرفا علي شباب الخريجين الذين يتولون التوزيع للتأكد من توزيع الاسطوانات علي المواطنين وتشديد اجراءات ضبط الباعة السريحة الذين يقومون بتخزين الاسطوانات بالجراجات والمحال المغلقة للمتاجرة بها في السوق السوداء مشيرا إلي ان الحصة المعتمدة من وزارة البترول والتموين في الشتاء لا تختلف عن الصيف فهي حصة واحدة غير قابلة للزيادة ولكن الازمة بسبب استهلاك المواطنين للسخانات والتدفئة. عيني عينك وفي نهاية الجولة صعقنا بمشهد سيارات النصف نقل والتروسيكل التي خرجت من المستودع وتوقفت علي بعد 50 مترا من المستودع ليبيع أصحابها الأنابيب ب7 أضعاف ثمنها الأصلي في مشهد غابت عنه اجهزة الدولة الرقابية ولم يتبق سوي امين شرطة من قوة القسم النظامية غير قادر علي التعامل مع المشهد المأساوي لانه ليس لديه اي صلاحيات للتدخل لضبط اي تهريب بينما اكتفي مشرفو وزارة التموين بالإستمتاع بكوب من الشاي المدعم داخل المستودع. و عندما اقتربنا للتحدث مع مفتشي التموين المتواجدين بالمستودعات عن سبب استمرار الازمة رفض اي مفتش الحديث عن هذه الازمة مؤكدا ان الوزارة تمنعهم من الحديث لوسائل الاعلام كافة. السيدات جئن من مناطق مختلفة على أمل الحصول على أنبوبة ام تقف تحمل ابنها الصغير بيد وتحمل الانبوبة باليد الاخري وامرأة عجوز غلبها النوم إلي جانب المستودع فنامت ورجل مريض بالسرطان يصرخ حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا حكومة هذا هو المشهد في طابور مستودع الزاوية الحمراء الذي رصدته «الاخبار» في تحقيقها لرصد ازمة اسطوانات الغاز المستمرة فالحكومة تفاجئنا كل يوم بتصريحات تؤكد ان الازمة انتهت لكن الطوابير في الشارع وصرخات المواطنين تكذب تلك التصريحات فالطوابير تبدأ من صلاة الفجر حتي السادسة مساء والمشهد امام المستودع أشبه بيوم الحشر. زحام وصراخ ومعاناة من اجل انبوبة بوتاجاز!! المحزن ان هذا المشهد ينتهي احيانا بعودةالعديد من المواطنين بالانبوبة إلي المنزل مرة اخري فارغة لنفاد الكميات بالمستودع.. بينما يعود البلطجية والسريحة الذين يعتبرون ملوك السوق السوداء فالمسجلون خطر يفرضون اتاوة علي صاحب المستودع بطريقتين احداهما دفع مبلغ نقدي والثانية تخصيص كمية من الانابيب لهم وبسعر أقل لبيعها في السوق السوداء مقابل حمايته من غضب الأهالي فضلا عن قيامهم بتنظيم الطوابير وتخويف أي معترض علي المهازل التي تحدث والسماح لسيارات السوق السوداء ان تدخل وتخرج من المستودع بكل سهولة.. «الاخبار» قضت 180 دقيقة امام المستودعات للوصول إلي اسباب هذه الازمة الطاحنة والمستمرة في الشارع المصري. صاحب مستودع: أنا مظلوم.. والأزمة سببها «السرِّيحة» وحلها تشديد الرقابة البداية كانت من الزاوية الحمراء حيث تصطف سيارات شباب الخريجين من الجانب الخلفي للمستودع ويقف إلي جانبها سيارات السوق السوداء «الثما» والتروسيكل لتدخل سيارات السوق السوداء مع شباب الخريجين ولا يلتفت اليهم احد.. اما علي الجانب الايمن فتجد طوابير الفقراء تصطف فالجانب الايسر يسيطر عليه الشباب والرجال والجانب الايمن تسيطر عليه النساء والفتيات والعواجيز اما البوابة الرئيسية فيقف عليها مجموعة من العاملين في المستودع يقومون بتسهيل دخول سيارات النقل الكبيرة التي تحمل اسطوانات الغاز ومن البوابة الرئيسية ايضا يخرج بعض الاسطوانات إلي اصحاب النفوذ وعندما يتحدث احد من المواطنين إلي العمال يقولون له «دول رايحين إلي بيت معاق يا كافر اتقي الله» أو «ده حاجز من 3 ايام». دم الغلابة اقتربنا من الطابور الذي يصب لعناته علي الحكومة ففي بداية الصف مواطن يدخن سيجارته ينظر إلي الطابور بحسرة تظهر علي وجهه علامات الغضب فاقتربنا منه لنسأله عن رحلته في الحصول علي انبوبة..فيقول محمد فتحي يعمل باليومية علي باب الله انه جاء من بولاق الدكرور في ساعتين إن الأزمة تتصاعد يومياً وسعر «الأنبوبة» ارتفع من 40 جنيهاً إلي 60 جنيهاً اليوم وتعالت صرخاته هي الحكومة هتفضل سيبانا لحد إمتي.. لحد ما سعر الأنبوبة يوصل 100 جنيه.. حسبنا الله ونعم الوكيل في الحكومة مضيفا ان الرسالة الوحيدة التي يوجهها إلي وزير التموين هي «الغلابة لها الله والسريحة بياخدوا الدعم يتاجروا بيه وعملوا ثروات من دم الغلابة». ربع غاز والباقي ميه واثناء حديثنا مع محمد وجدنا شريف محمد حسين المريض بالسرطان يصرخ من شدة الالم انا قادم من طريق جسر السويس ودفعت للتاكسي الذي جاء بي إلي هنا 30 جنيها وسوف ادفع لأي تاكسي في العودة 30 جنيها لانني قمت بشراء انبوبة سوق سوداء ب60 فوجدتها فارغة وان السريحة وصل بهم الحال انهم يقومون بتعبئة الانبوبة «بربع غاز والباقي ميه» مؤكدا انه عند استخدامها لم تكمل يوم واحد. وكادت ان تتسبب في احتراق المنزل بالكامل مشيرا إلي انه جاء في ساعة ومنتظر امام المستودع منذ ثلاث ساعات وعندما تفرج ويعود بانبوبة سوف يعود في ساعة لتصبح عدد الساعات التي اهدرتها في الحصول علي أنبوبة هي 5 ساعات وانا مريض بالسرطان مؤكدا انه لديه ثلاثة اولاد وعندما طلب توصيل الغاز إلي منزله في روكسي وجد ان المصاريف وصلت إلي 4 الاف جنيه وانا مريض بالسرطان واتوجه بنداء انساني إلي المهندس ابراهيم محلب بتخيفض نفقات التوصيل نظرا لظروفي الصحية. 7 ساعات في الطابور وبصوت عال مملوء بالغضب يقول مصطفي امين انه من سكان عين شمس وجاء بعدما وجد ازمة طاحنة في المساكن ولا يوجد اي انابيب مؤكدا انه قطع المسافة من المساكن إلي الزاوية الحمراء في ساعة ليبحث عن انبوبة لان منزله بدون انبوبة ولا يستطيعون طهي اي اطعمه واضاف موضحا «أشعر بالمهانة عندما أحضر إلي مستودع البوتاجاز، لأنني أقف في الطابور أكثر من 7 ساعات للحصول علي الأنبوبة التي أصبحت مشكلة حياتي مشيرا اما تحمّل المعاناة والتحرش من قبل البلطجية أو الاستجابة لابتزاز مافيا تجار السوق السوداء وشراء الأسطوانة ب50 جنيهاً او ان تري اولادك يصرخون من الجوع. 70 جنيها فيما قال امين علي من أهالي منطقة الخصوص والذي جاء إلي الزاوية الحمراء حاملا انوبتين فارغتين ووقف في الطابور قائلا إن سبب الأزمة وجود سماسرة يستولون بالتنسيق مع أصحاب المستودعات علي أكبر قدر ممكن من الأسطوانات لبيعها في السوق السوداء مقابل حصول أصحاب المستودعات علي نسبة من الأرباح الطائلة علي حساب الفقراء أمثالنا مشيراً إلي أن سعر الأسطوانة في الخصوص وصل إلي 70 جنيهاً بعد اختفاء الأسطوانات تماماً من المنطقة التي يسكن فيها. رحلة عذاب بعد ذلك انتقلنا من طابور الشباب والرجال إلي النساء والعواجيز فمنهم من تحمل ابنها علي يد وتحمل الانبوبة علي اليد الاخري فيصرخ ابنها الصغير وهي تنظر في حسرة إلي شكل الطابور الذي يمتد لامتار كبيرة في ظل عدم وجود انابيب علي منفذ التوزيع..هذة السيدة اقتربنا منها فقالت انها فاطمة جاءت من مساكن اسكو ببهتيم إلي الزاوية الحمراء من اجل الحصول علي انبوبة لانها علي باب الله ولا تقدر علي شراء الانبوبة. وتضيف موزة عبد الغني «مسنة» والتي قدمت من محافظة القليوبية لكي تحصل علي انبوبة بعدما فشلت محاولتها في منطقتها «ببهتيم» من الحصول علي حاجتها بسبب جشع العاملين بالمستودعات الذين يبيعون الأسطوانات لضعاف النفوس الذين يرفعون سعرها إلي 7 اضعاف «واحنا مش عارفين ناكل اونشغل السخان عشان نستحمي» كما اننا ندفع الكثير من المال في وسائل المواصلات «وحسبنا الله ونعم الوكيل». مواجهة السريحة بعدما استمعنا إلي صرخات المواطنين انتقلنا إلي شباب الخريجين الذين يقومون بتوزيع الانابيب علي المنازل فهم المتهمون باشعال السوق السوداء وبيع الاسطوانات ب70 جنيها في الدور الثالث والرابع والخامس اما الدور الثاني ب60 جنيها والدور الاول ب50 جنيها مؤكدين ان السريحة هم السبب لانهم يقومون باعطاء البلطجية انابيب فارغة ثم ينتشرون في الصف فيقوم بتبديل اربعة اسطوانات مرتين مقابل 80 جنيها للبلطجي في اليوم الواحد ثم ياخذونها ليعطوها إلي السريحة.. مؤكدين أن أزمة أسطوانات البوتوجاز سببها البلطجية..فيري حسن صابر «أحد شباب الخريجين» الذين يحصلون يوميا علي اكثر من 3 الاف أنبوبة بوتوجاز من أكبر مستودع بالزاوية الحمراء لتوزيعها علي المواطنين في مقابل مكسب زهيد أن الأنبوبة تباع من المستودع بمبلغ 8 جنيهات وأنا أبيعها بعشرين جنيها في المناطق التي لايصل اليها الغاز وأقوم بكسب رزقي بالحلال ولكن ضعاف النفوس ومتعاطي المخدرات والبلطجية يحصلون علي اسطوانات البوتوجاز من المستودعات ويدفعون مقابل ذلك حتي يمصون دماءالمصريين ويبيعون الأنبوبة الواحدةبمبلغ 70 جنيها للواحدة اي بمكسب7 أضعاف. أما محمدبدوي فيطالب وزير التموين بأن تكون حصة الإسطوانات علي البطاقة التموينية مثلما حدث في منظومة الخبز حيث اننا الآن اصبحنا لانري اي طوابير للخبز مؤكدا ان سعر الأنبوبة الرسمي ثمانية جنيهات وانه يرحب بان يكون سعر الأنبوبة بالتوصيل حتي باب المنزل ب12 جنيها علي ان يكون للشاب الخريج الموزع 3 جنيهات مقابل هذا العمل. أنا مظلوم وقبل النهاية انتقلنا لنري ان صاحب المستودع عندما علم بان هناك صحفيين خرج إلي السور ومعه مفتشو التموين ورجال مباحث التموين واقترب منا ليؤكد انه مظلوم وان الحل في هذه الازمة هي تخصيص مندوب من التضامن الاجتماعي ليكون مشرفا علي شباب الخريجين الذين يتولون التوزيع للتأكد من توزيع الاسطوانات علي المواطنين وتشديد اجراءات ضبط الباعة السريحة الذين يقومون بتخزين الاسطوانات بالجراجات والمحال المغلقة للمتاجرة بها في السوق السوداء مشيرا إلي ان الحصة المعتمدة من وزارة البترول والتموين في الشتاء لا تختلف عن الصيف فهي حصة واحدة غير قابلة للزيادة ولكن الازمة بسبب استهلاك المواطنين للسخانات والتدفئة. عيني عينك وفي نهاية الجولة صعقنا بمشهد سيارات النصف نقل والتروسيكل التي خرجت من المستودع وتوقفت علي بعد 50 مترا من المستودع ليبيع أصحابها الأنابيب ب7 أضعاف ثمنها الأصلي في مشهد غابت عنه اجهزة الدولة الرقابية ولم يتبق سوي امين شرطة من قوة القسم النظامية غير قادر علي التعامل مع المشهد المأساوي لانه ليس لديه اي صلاحيات للتدخل لضبط اي تهريب بينما اكتفي مشرفو وزارة التموين بالإستمتاع بكوب من الشاي المدعم داخل المستودع. و عندما اقتربنا للتحدث مع مفتشي التموين المتواجدين بالمستودعات عن سبب استمرار الازمة رفض اي مفتش الحديث عن هذه الازمة مؤكدا ان الوزارة تمنعهم من الحديث لوسائل الاعلام كافة.