»إزيك يا عبدالرحمن».. سلمتُ علي استحياء، قالت »إنت مش عارفني؟ أنا فاتن.. فاتن حمامة يا جدع»!! كنت أصعد الدرج القليل للمستشفي الواقع في نهاية شارع »أحمد عرابي» ليس بعيداً عن بيتي الذي يقع في الجانب الآخر من الشارع. كنت في طريقي لزيارة الصديق الراحل والذي وحد بيننا السجن وصنع هذه العلاقة »علي الشوباشي» رحمه الله، وزوج الكاتبة الثورية الصديقة »فريدة الشوباشي» التي لم أكن قد تعرفت عليها جيداً في ذلك الحين. من علي هذا السلم القصير المؤدي للشارع كانت مجموعة من سيدات أكابر يلبسن الأسود، ومعظمهن يضعن تلك النظارات التي تخفي نصف الوجه.. في الوقت الذي بدأت صعود سلم المستشفي كن هن علي أرض الشارع.. فجأة سمعت صوتاً نسائياً خلفي يناديني »عبدالرحمن».. نظرت خلفي فلم أعرف من أيهن صدر الصوت أو من أين، قبل أن أستدير مواصلاً صعودي جاء الصوت الرقيق مرة أخري، نظرت نحوهن نصف نظرة خجولة لتتقدم إحداهن نحوي: »ازيك يا عبدالرحمن سلمت علي استحياء قالت: انت مش عارفني؟ أنا فاتن.. فاتن حمامة يا جدع» احتفي بها وجهي وصوتي ويدي وانشرحت، كيف لا ينشرح من تناديه فاتن حمامة وتشد علي يده بود وتسأله عن سبب مجيئه للمستشفي الذي عرفت فيما بعد أنه مستشفي زوجها الدكتور محمود عبدالوهاب. هذا السلام من سيدة الشاشة العربية كما نطلق عليها بحق، ليس أول لقاء بيني وبينها، وإنما هو ناتج معرفة قديمة لتجربة فنية قديمة أيضاً خضناها سوياً. في عام 1969، طرق بابي المخرج الموهوب الرائع صاحب »زوجتي والكلب» و »أريد حلاً» وغيرهما، ليعرفني بنفسه ولم نكن قد التقينا (سعيد مرزوق). شاب جميل الوجه، يحمل وجهه هذا ابتسامة تتذكرها دائماً حتي قبل أن تتذكر وجهه.. عرفني بنفسه ورفض أن يحتسي فنجان قهوة وقال: لازم تخرج معايا دلوقت، الست فاتن حمامة عاوزة تشوفك. كان سعيد مرزوق دائماً يزين كلماته بعض الغموض - كما تأكدت بعد - وهكذا انطلقنا إلي »عمارة ليبون» بالزمالك حيث كانت تقيم. قابلتنا بابتسامة واسعة وكانت ترتدي جلباباً فلسطينياً تفتن عنه تطاريزه المعروفة، وأجلستنا في الركن العربي من بيتها وجلسنا لأحتسي - مرتبكاً - أصغر فنجان قهوة في حياتي، في نوع من الفناجين اختفي تماماً من مصر منذ زمن وأزمنة، ربما لأنهيه بسرعة كي تبدأ كلامها الجاد معي. قالت: قررت أن أنفذ ثلاثة أفلام قصيرة تصلح للسينما والتليفزيون معاً، فاخترت مسرحيات من ذوات الفصل الواحد من كتاب »مسرح المجتمع» لتوفيق الحكيم من بينها مسرحية صعيدية اسمها »أغنية الموت» ورأيت أن أحدا لن يقدم لنا هذا العالم الصعيدي أفضل منك». كنت في هذا الوقت قد خضت تجربة إعادة كتابة حوار فيلم »شيء من الخوف» وعلي الرغم من أنها لم تذكر شيئاً عنه، إلا أني أحسست أنه غير غائب عن حضورنا الثلاثي، اضافة إلي أن صلاح ذو الفقار كان المنتج المنفذ للعملية. حاولت إعطائي كتاب الحكيم الضخم فقلت إنه لدي وخرجنا سعيد مرزوق - شفاه الله - وأنا. بعد ثلاثة أيام، كنا في طريقنا مرة أخري إلي شقة الزمالك حيث تقطن الفنانة الكبيرة.. لم تصدق أنني أنجزت السيناريو والحوار في الموعد الذي حددته لكي أنشط - ولم تكن تعتقد فعلاً أنني سأنجز العمل في هذا الوقت القصير. قالت: »اقرأ». في المرة السابقة لم أكن قد رفعت عيني لوجهها حياءً وتقديراً، ولكن في هذه المرة لم يكن هناك بد من التعامل معها ببساطة وبعد كسر حاجز الغربة وقد أسهمت هي في ذلك، وشجعني وجود سعيد مرزوق. لم ينطقا حرفاً وأنا أقرأ، فعلي الورق كنت قد كتبت تفاصيل بيت »عسكرية» البطلة التي تطالب ابنها بأخذ الثأر بعد أن ابتعد به تعليمه في الأزهر عن أفكار أمه.... إلخ. بنيت بيت جدتي »ست أبوها» بكل تفاصيله، وسهل عليّ ذلك سيناريو الحركة والانتقال من ركن إلي ركن مع التوظيف الجيد للأماكن. كانت السيدة تستمع صامتة حتي انها لم تسألني ولو عن لفظة صعيدية استغلقت فهما عليها.. وحين انتهيت هنأتني بصورة هادئة تحمل تقديراً لا تهويل به ولا كذب، وإنما احترام للجهد واعجاب بما سمعت، أما الرائع سعيد مرزوق فقد احتضنني بود غامر. اشترطت الفنانة الكبيرة أن أزورها للقراءة - والتمثيل بالأحري - وكنت كلما أخجل تصيح»: »إنت مكسوف ولا ايه؟.. أنا باقولك لو أمك الصعيدية هيه اللي حصل معاها ده كانت حتعمل ايه وحتقوله كيف؟.. لا تستحي مني ليس معنا أحد».. فجلست أعلمها كيف تخبط بطنها بكفوفها وهي تقول لها: »ياريتك خَلَّفتي قالب طوب» ثم وهي تضرب برأسها سرير الجريد إلي جوارها وهي تردد مناحة الإحساس بالعار بعد ان اكتشفت أن ابنها سيخون مقتل أبيه ولن يفي بالواجب المقدس (الثأر): »ياريتني قعدت عليه يا حبيباتي وفطسته.. وانا عارفاه عاد يطلع فرخ وابن حرام؟».. وعرفت أيامها لم صارت فاتن حمامة فاتن حمامة..!! هذا التواضع الفذ أمام الفن.. كان أمامي شخص لا يحمل تاريخ فاتن ولا يتذكر أمجادها.. شخص يبدأ من الصفر، امرأة أبسط من عادية تعيد الجملة مرة وعشرا، وتسأل بضعف إذا ما كانت مشابهة للهجة أمي.. اخترت لها ملابس أمي، ورسمت لها علي الورق الوشم الذي في وجه أمي، وقلت لها إننا لا نستعمل كلمة الوشم فهي كلمة بحراوية إذ نطلق عليه في الصعيد »الدَّجْ» وجاءت الكلمة من »دجّ» الإبر علي الوجه أو الدجدجة المؤلمة ليصبح اسمه »الدج» ليغنيه المغني الشعبي متباهياً ب »دجّ» حبيبته قائلاً: »والدجّ لا خضر في المليحة يباني». عدة أيام هي بالنسبة لي كالسحر، ثم لم تكن تبدأ التصوير في الاستديو إلا إذا كان »الخبير الأجنبي» موجوداً تأخذ رأيه في الهيئة والجلسة والقومة ونطق اللهجة وكان مخرجنا سعيد مرزوق يمر ببيتي ليصطحبني للاستديو غير مستجيب لعذر لأن الاعتذار معناه أن كاميرا العظيم »عبدالعزيز فهمي» لن تدور!!. أخيراً وبعد شقاء انتهينا من هذا العمل الأشبه بتراجيديا يونانية قديمة نحتت من الصخر. وجاء وقت إذاعته، فإذا برئيسة التليفزيون - في ذلك الوقت - غفر لها الله فعلتها أوقفت العمل وقالت: »كفانا كآبة»، هذه السيدة العبقرية التي منعت عملاً عظيماً لتوفيق الحكيم وفاتن حمامة وسعيد مرزوق، منعت لنا من بعد عملا لطه حسين وإخراج يحيي العلمي وبطولة الفنانة سميرة أحمد هو »المعذبون في الأرض» ووضعت نفس تأشيرتها السامية »كفانا كآبة» طه حسين كآبة، توفيق الحكيم كآبة، علي كل حال، كنا أيامها في زمن »الهشِّك بشك». هكذا حكم علي هذه الدرة السينمائية التي قالت لنا سيدة الشاشة العربية إنها لم تبذل مثل هذا الجهد العصبي في عمل آخر علي الرغم من قصره. وقد تركت مديرة التليفزيون مكانها بعد أن أخذت معها كرهها للجدية وعدم احترام رموز مصر الكبري، ودخل العمل المسمي »أغنية الموت» في طي النسيان. وأخيراً ومنذ حوالي عام أذاعه الإعلامي الكبير وائل الإبراشي، ولكن آن أوان الافراج عن تحفة سيدة الشاشة العربية، وأيضاً بالمرة »المعذبون في الأرض» لطه حسين والذي غني أغنياته عمار الشريعي بصوته. وهكذا لم ألتق السيدة الرائعة مُنذها حتي باغتني نداؤها وسماعي اسمي بصوتها مرة أخري بعد ذلك الزمن، لأكتشف أنني مرة أخري أمام أعظم من عرفتها الشاشة العربية وتاريخ السينما المصرية »فاتن حمامة»!!. ولا شك أن تجربة سيدة الشاشة العربية معي هي جزء ضئيل جداً من تجربتها علي طول تاريخها الفني الشاق لتصبح تلك الطفلة الصغيرة في فيلمها الأول إلي تلك السيدة التي اختلع نبأ رحيلها قلوب الأمة العربية بأكملها.. رحمها الله بقدر ما أعطت وبقدر ما طهرت القلوب من التعاطف مع الظالمين، والوقوف ضد الظلم وقسوة الحياة ومواجهة الطغاة!!. عن الأصدقاء معظم أصدقائي الذين أعتز بهم من خارج الأوساط الثقافية والفنية. أما أهل الفن والثقافة فهم عصافير تغرد علي شجرتك لثوان وتحلق بعيداً لتعود أو لا تعود.. أما أصدقائي الذين أسند عليهم جِزعي لو مال، وأفرد كفي براحتها إذا احتجت، وينطلق صوتي بأسمائهم منادياً في لحظات المآزق الحياتية، فمعظمهم بشر ممن صارعوا الحياة فقذفت بهم علي شطوطها بعد أن سلحتهم بالتجارب والحنكة والحكمة، وهم حين يسألون عليك فإنهم يسألون فعلاً، وحين تمرض يتحلقون حولك دون نداء وكأنهم يعرفون مواعيد مرضك ومواسم احتياجك. رحل منهم من رحل، وبارك الله فيمن أأتنس بوجوده في هذه الحياة التي تتغير وتتقلب وتعتدل كالأمواج المتداخلة فتقذف بالقريبين وتقرب المتناثرين، ولكنهم ثابتون من حولي بل ويتزايدون، وحين أقول يكثرون أو يتزايدون فإنما أعني أنهم قد يصيرون ثلاثة أو أربعة، وليس هذا بالعدد القليل في هذا الزمن المتوحش الذي تجبر شروطه وبروقه وعواصفه أن يلتهم الإنسان ذراع أخيه الذي يحبه.. إننا ندفع الكثير لبناء الصداقات ولكن الصداقات الحقيقية المطلقة تسقط عليك كالهبة، لا تدري أين صادقتها وكيف صارت شيئاً جوهرياً في حياتك واختلطت بنسيجك وصارت منك بل صارت أنت. أحد أهم هؤلاء في حياتي الآن شخص أشبه بالطيف.. علي قدر واقعيته ووجوده الثابت في أرض الحياة واهتمامه بها والتحامه بمشاكل البشر ومعاناته من أجلهم، فهو أقرب للطيف ونسمات الصيف أعرف أنه من أهم من سيضعون أكتافهم تحت نعشي ليس مجاملة وإنما لأن الله حين خلقه خلق لي تلك المكانة في قلبه وأسرته وعالمه (صرفه الله لي). الغريب أنه من بلاد بعيدة بالنسبة لي، ويتساءل البعض عمن لم شمل الشامي علي المغربي، والصعيدي علي المنوفي..!! صديقي هو الدكتور »محمد البلشي» من »بركة السبع» منوفية، وكان من أحباب »درويش الستينيات» حبيبنا جميعاً ووردتنا »محمد جاد» الأديب والفنان والصوفي الذي لا يعرفه ويحتفظ به في ذاكرته إلا من عرف يوماً معني النقاء والذوبان في حب مصر والتماهي معها لأبعد الحدود. صديقي الدكتور محمد هو عرجون من »سباطة» (البلشوية) التي يعرف المثقفون منها الكاتب الشريف: »خالد البلشي» والمستشار الراحل »زغلول البلشي» الذي مزقه تناقض الأمور السياسية حين كان رئيس التفتيش القضائي، والدكتور محمد البلشي كان يدير مستشفي بركة السبع كمن يدير بلدا بأمانة وبصيرة فعشق الفقراء التداوي، وصار المستشفي قبلة الملهوفين قبل أن يغادره محالاً علي المعاش ويتركه ليعود إلي النمط الذي يسود كل مستشفيات مصر، كذلك جمع أبناء بركة السبع من الأطفال وصنع منهم كورالاً عظيماً ينشد القصائد السياسية والوطنية بالنادي الاجتماعي الذي يشرف عليه ويضحي بالكثير من أجله!! مهموم بالوطن ولديه دائماً حلول لمشكلات مصر والمنطقة التي يحياها ولكم كنت أتمني لو كان المحافظون من نفس هذه النوعية لما كان هناك مشكلات لمصر وأهلها. يؤرقه الآن موضوع - أو كارثة - »فيروس سي» وحاضرني فيها كثيراً وجادلته، إلا أني طلبت منه أن يكتبه لي لكي أنشره، فإنني أبداً ما كنت لألمّ به . موضوع حيوي قومي بالغ الخطورة ، وهأنذا أضع أوراقه أمامكم: عن مصر وعن فيروس »سي» تقدر اللجنة القومية للفيروسات الكبدية عدد المصابين بفيروس »سي» 14٪ من المصريين وهذا معناه أن ما يقرب من 12 مليون مصري مصابون يضاف إليهم 155 ألف مريض سنوياً وأكثر من عشرة ملايين لا يعرفون أنهم مصابون، وهذه النسب تزيد كثيراً إذا علمنا أن الحالات المكتشفة بين المتبرعين بالدم في بنوك الدم تقارب نصف عدد المتبرعين. وقد فاجأنا وزير الصحة وصرح بادخال أكثر من 4.5 مليون مواطن مصري تحت مظلة التأمين الصحي وهو نظام أصلاً موارده لا تكفي بأية حال ما هو مطلوب منه وقد فعلتها قبل ذلك السيدة سوزان مبارك بإدخال طلبة المدارس والأولاد قبل سن المدرسة وأدي ذلك إلي نقص الجودة وهروب المشتركين من التعامل مع نظام لا يقدم خدمة صحية حقيقية!. الواقع الحالي به كثير من المشاكل ستؤدي في حال عدم معالجتها بخطط مدروسة ونابعة من مصر إلي تفكيك نظام الحماية الصحية فهناك العديد من نظم العلاج المتداخلة والتي تجعل بالأخص المواطن الفقير في حيرة من أمره. فهل تستطيع الدولة بعد أن تسببت في انتشار هذا المرض بإهمالها بتوعية مواطنيها بأسباب انتشاره إلي اهمالها الجسيم في مكافحة العدوي داخل مؤسساتنا الصحية لعشرات السنين؟ هذه قضية الدولة وأري أنه مشروع الرئيس السيسي إذا أردنا ان نقدم انجازاً صحياً حقيقياً لهذا الشعب لكل بيت وشارع وحارة هي قضية تعلي قيم التكاتف والتكافل الاجتماعي وقبلها قيم الدين إسلاميا أو مسيحيا. آن الأوان بعد اكتشاف العقاقير الجديدة والتي تصل نسبة الشفاء فيها إلي 95٪ أو 100٪ تقريباً ان تتحول لجنة الفيروسات الكبدية إلي هيئة عليا تتبع رئاسة الجمهورية يكون شاغلها الأول : »1» كيفية اعداد الشعب لمواجهة هذا المرض »التعليم والتثقيف». »2» كيفية البحث عن طرق مختلفة للتمويل لشراء الأدوية ابتداء من إصدار طابع تبرع اجباري بقانون علي كل المخالفات التي شوهت وجه الوطن من مخالفات المرور إلي مخالفات البناء إلي المخالفات التي تؤدي إلي التلوث البيئي علي كل أنواع الحياة المترفة والبذخ في مجتمع يريد أن ينهض. نسبة من أرباح شركات الأدوية التي تكسب المليارات من صحة المصريين والتي وافقت لها وزارة صحة المصريين علي آلاف المكملات الغذائية والمنظفات والمنشطات بدون مبرر مع غياب أدوية أساسية وحتي ألبان الأطفال. وأخيراً خط تليفون لصحة الطفل ألو عندنا طفل تعبان نروح فين؟ طيب ما تعمل نظام صحيح وتعرف الناس تأخذ حقها من غير هذه »الألو» ويبقي خارج من بيته عارف هوه رايح فين وحقه في مستشفيات بلده واضح ومفهوم وعايز خط ألو للكبار وخط ألو للمرأة تبقي الألو »أنا تعبان» تتصالح مع بعض الناس في بعض القضايا من أجل التمويل. »3» تجنيد كل منظمات وهيئات المجتمع المدني والإعلام الذي يعتمد علي دعم الإعلان الذي يتحكم في تمويل البرامج واختيار مقدميها »اعلان - جبت الفلوس دي منين يا ابني؟ - من الوساخة يا امه.. جتكم الأرف» حق الناس في الدواء والعلاج والصحة. »4» أن يباع هذا الدواء فقط داخل مستشفيات وزارة الصحة وفر للمريض 20٪ في هذا الدواء فقط وممكن نصل إلي 40٪ هذه المرة بدون مكسب - دواء الغلابة - ومن أجل هدف قومي بدل ان تمنع الدول المصريين من دخولها والعمل بها لاصابتهم بهذا الداء - عيب علينا والله. »5» هذا اختبار حقيقي للدولة وللشعب لقدرتنا علي علاج مشكلة تقضي علي الآلاف سنوياً وتنفق الدولة علي علاج هذا المرض الملايين وينفق الشعب الغلبان أيضاً من جيبه الخالي أصلاً هذا كلام موجه للرئيس مباشرة لتشكيل هذه الهيئة فوراً. يحمي العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الحق في الحصول علي الأدوية طبقاً للمادة 12 (1) ووفقاً للتفسير الرسمي لهذه المادة في التعليق العام رقم 14 للجنة الأممالمتحدة »يقع علي عاتق حكومات الدول التي تصدق علي العهد الدولي حماية الأفراد المقيمين بها من انتهاكات الحق في الصحة التي تقوم بها أطراف غير حكومية - ويعني هذا ان تخاذل الحكومة عن توفير الأدوية المحمية ببراءات اختراع بأسعار في المتناول الاقتصادي يعتبر انتهاكاً لحقهم في الحصول علي الأدوية. »د. محمد البلشي - بركة السبع» أرجو أن يكون قد أبلغ الرسالة أفضل مما كنت سأفعل »إزيك يا عبدالرحمن».. سلمتُ علي استحياء، قالت »إنت مش عارفني؟ أنا فاتن.. فاتن حمامة يا جدع»!! كنت أصعد الدرج القليل للمستشفي الواقع في نهاية شارع »أحمد عرابي» ليس بعيداً عن بيتي الذي يقع في الجانب الآخر من الشارع. كنت في طريقي لزيارة الصديق الراحل والذي وحد بيننا السجن وصنع هذه العلاقة »علي الشوباشي» رحمه الله، وزوج الكاتبة الثورية الصديقة »فريدة الشوباشي» التي لم أكن قد تعرفت عليها جيداً في ذلك الحين. من علي هذا السلم القصير المؤدي للشارع كانت مجموعة من سيدات أكابر يلبسن الأسود، ومعظمهن يضعن تلك النظارات التي تخفي نصف الوجه.. في الوقت الذي بدأت صعود سلم المستشفي كن هن علي أرض الشارع.. فجأة سمعت صوتاً نسائياً خلفي يناديني »عبدالرحمن».. نظرت خلفي فلم أعرف من أيهن صدر الصوت أو من أين، قبل أن أستدير مواصلاً صعودي جاء الصوت الرقيق مرة أخري، نظرت نحوهن نصف نظرة خجولة لتتقدم إحداهن نحوي: »ازيك يا عبدالرحمن سلمت علي استحياء قالت: انت مش عارفني؟ أنا فاتن.. فاتن حمامة يا جدع» احتفي بها وجهي وصوتي ويدي وانشرحت، كيف لا ينشرح من تناديه فاتن حمامة وتشد علي يده بود وتسأله عن سبب مجيئه للمستشفي الذي عرفت فيما بعد أنه مستشفي زوجها الدكتور محمود عبدالوهاب. هذا السلام من سيدة الشاشة العربية كما نطلق عليها بحق، ليس أول لقاء بيني وبينها، وإنما هو ناتج معرفة قديمة لتجربة فنية قديمة أيضاً خضناها سوياً. في عام 1969، طرق بابي المخرج الموهوب الرائع صاحب »زوجتي والكلب» و »أريد حلاً» وغيرهما، ليعرفني بنفسه ولم نكن قد التقينا (سعيد مرزوق). شاب جميل الوجه، يحمل وجهه هذا ابتسامة تتذكرها دائماً حتي قبل أن تتذكر وجهه.. عرفني بنفسه ورفض أن يحتسي فنجان قهوة وقال: لازم تخرج معايا دلوقت، الست فاتن حمامة عاوزة تشوفك. كان سعيد مرزوق دائماً يزين كلماته بعض الغموض - كما تأكدت بعد - وهكذا انطلقنا إلي »عمارة ليبون» بالزمالك حيث كانت تقيم. قابلتنا بابتسامة واسعة وكانت ترتدي جلباباً فلسطينياً تفتن عنه تطاريزه المعروفة، وأجلستنا في الركن العربي من بيتها وجلسنا لأحتسي - مرتبكاً - أصغر فنجان قهوة في حياتي، في نوع من الفناجين اختفي تماماً من مصر منذ زمن وأزمنة، ربما لأنهيه بسرعة كي تبدأ كلامها الجاد معي. قالت: قررت أن أنفذ ثلاثة أفلام قصيرة تصلح للسينما والتليفزيون معاً، فاخترت مسرحيات من ذوات الفصل الواحد من كتاب »مسرح المجتمع» لتوفيق الحكيم من بينها مسرحية صعيدية اسمها »أغنية الموت» ورأيت أن أحدا لن يقدم لنا هذا العالم الصعيدي أفضل منك». كنت في هذا الوقت قد خضت تجربة إعادة كتابة حوار فيلم »شيء من الخوف» وعلي الرغم من أنها لم تذكر شيئاً عنه، إلا أني أحسست أنه غير غائب عن حضورنا الثلاثي، اضافة إلي أن صلاح ذو الفقار كان المنتج المنفذ للعملية. حاولت إعطائي كتاب الحكيم الضخم فقلت إنه لدي وخرجنا سعيد مرزوق - شفاه الله - وأنا. بعد ثلاثة أيام، كنا في طريقنا مرة أخري إلي شقة الزمالك حيث تقطن الفنانة الكبيرة.. لم تصدق أنني أنجزت السيناريو والحوار في الموعد الذي حددته لكي أنشط - ولم تكن تعتقد فعلاً أنني سأنجز العمل في هذا الوقت القصير. قالت: »اقرأ». في المرة السابقة لم أكن قد رفعت عيني لوجهها حياءً وتقديراً، ولكن في هذه المرة لم يكن هناك بد من التعامل معها ببساطة وبعد كسر حاجز الغربة وقد أسهمت هي في ذلك، وشجعني وجود سعيد مرزوق. لم ينطقا حرفاً وأنا أقرأ، فعلي الورق كنت قد كتبت تفاصيل بيت »عسكرية» البطلة التي تطالب ابنها بأخذ الثأر بعد أن ابتعد به تعليمه في الأزهر عن أفكار أمه.... إلخ. بنيت بيت جدتي »ست أبوها» بكل تفاصيله، وسهل عليّ ذلك سيناريو الحركة والانتقال من ركن إلي ركن مع التوظيف الجيد للأماكن. كانت السيدة تستمع صامتة حتي انها لم تسألني ولو عن لفظة صعيدية استغلقت فهما عليها.. وحين انتهيت هنأتني بصورة هادئة تحمل تقديراً لا تهويل به ولا كذب، وإنما احترام للجهد واعجاب بما سمعت، أما الرائع سعيد مرزوق فقد احتضنني بود غامر. اشترطت الفنانة الكبيرة أن أزورها للقراءة - والتمثيل بالأحري - وكنت كلما أخجل تصيح»: »إنت مكسوف ولا ايه؟.. أنا باقولك لو أمك الصعيدية هيه اللي حصل معاها ده كانت حتعمل ايه وحتقوله كيف؟.. لا تستحي مني ليس معنا أحد».. فجلست أعلمها كيف تخبط بطنها بكفوفها وهي تقول لها: »ياريتك خَلَّفتي قالب طوب» ثم وهي تضرب برأسها سرير الجريد إلي جوارها وهي تردد مناحة الإحساس بالعار بعد ان اكتشفت أن ابنها سيخون مقتل أبيه ولن يفي بالواجب المقدس (الثأر): »ياريتني قعدت عليه يا حبيباتي وفطسته.. وانا عارفاه عاد يطلع فرخ وابن حرام؟».. وعرفت أيامها لم صارت فاتن حمامة فاتن حمامة..!! هذا التواضع الفذ أمام الفن.. كان أمامي شخص لا يحمل تاريخ فاتن ولا يتذكر أمجادها.. شخص يبدأ من الصفر، امرأة أبسط من عادية تعيد الجملة مرة وعشرا، وتسأل بضعف إذا ما كانت مشابهة للهجة أمي.. اخترت لها ملابس أمي، ورسمت لها علي الورق الوشم الذي في وجه أمي، وقلت لها إننا لا نستعمل كلمة الوشم فهي كلمة بحراوية إذ نطلق عليه في الصعيد »الدَّجْ» وجاءت الكلمة من »دجّ» الإبر علي الوجه أو الدجدجة المؤلمة ليصبح اسمه »الدج» ليغنيه المغني الشعبي متباهياً ب »دجّ» حبيبته قائلاً: »والدجّ لا خضر في المليحة يباني». عدة أيام هي بالنسبة لي كالسحر، ثم لم تكن تبدأ التصوير في الاستديو إلا إذا كان »الخبير الأجنبي» موجوداً تأخذ رأيه في الهيئة والجلسة والقومة ونطق اللهجة وكان مخرجنا سعيد مرزوق يمر ببيتي ليصطحبني للاستديو غير مستجيب لعذر لأن الاعتذار معناه أن كاميرا العظيم »عبدالعزيز فهمي» لن تدور!!. أخيراً وبعد شقاء انتهينا من هذا العمل الأشبه بتراجيديا يونانية قديمة نحتت من الصخر. وجاء وقت إذاعته، فإذا برئيسة التليفزيون - في ذلك الوقت - غفر لها الله فعلتها أوقفت العمل وقالت: »كفانا كآبة»، هذه السيدة العبقرية التي منعت عملاً عظيماً لتوفيق الحكيم وفاتن حمامة وسعيد مرزوق، منعت لنا من بعد عملا لطه حسين وإخراج يحيي العلمي وبطولة الفنانة سميرة أحمد هو »المعذبون في الأرض» ووضعت نفس تأشيرتها السامية »كفانا كآبة» طه حسين كآبة، توفيق الحكيم كآبة، علي كل حال، كنا أيامها في زمن »الهشِّك بشك». هكذا حكم علي هذه الدرة السينمائية التي قالت لنا سيدة الشاشة العربية إنها لم تبذل مثل هذا الجهد العصبي في عمل آخر علي الرغم من قصره. وقد تركت مديرة التليفزيون مكانها بعد أن أخذت معها كرهها للجدية وعدم احترام رموز مصر الكبري، ودخل العمل المسمي »أغنية الموت» في طي النسيان. وأخيراً ومنذ حوالي عام أذاعه الإعلامي الكبير وائل الإبراشي، ولكن آن أوان الافراج عن تحفة سيدة الشاشة العربية، وأيضاً بالمرة »المعذبون في الأرض» لطه حسين والذي غني أغنياته عمار الشريعي بصوته. وهكذا لم ألتق السيدة الرائعة مُنذها حتي باغتني نداؤها وسماعي اسمي بصوتها مرة أخري بعد ذلك الزمن، لأكتشف أنني مرة أخري أمام أعظم من عرفتها الشاشة العربية وتاريخ السينما المصرية »فاتن حمامة»!!. ولا شك أن تجربة سيدة الشاشة العربية معي هي جزء ضئيل جداً من تجربتها علي طول تاريخها الفني الشاق لتصبح تلك الطفلة الصغيرة في فيلمها الأول إلي تلك السيدة التي اختلع نبأ رحيلها قلوب الأمة العربية بأكملها.. رحمها الله بقدر ما أعطت وبقدر ما طهرت القلوب من التعاطف مع الظالمين، والوقوف ضد الظلم وقسوة الحياة ومواجهة الطغاة!!. عن الأصدقاء معظم أصدقائي الذين أعتز بهم من خارج الأوساط الثقافية والفنية. أما أهل الفن والثقافة فهم عصافير تغرد علي شجرتك لثوان وتحلق بعيداً لتعود أو لا تعود.. أما أصدقائي الذين أسند عليهم جِزعي لو مال، وأفرد كفي براحتها إذا احتجت، وينطلق صوتي بأسمائهم منادياً في لحظات المآزق الحياتية، فمعظمهم بشر ممن صارعوا الحياة فقذفت بهم علي شطوطها بعد أن سلحتهم بالتجارب والحنكة والحكمة، وهم حين يسألون عليك فإنهم يسألون فعلاً، وحين تمرض يتحلقون حولك دون نداء وكأنهم يعرفون مواعيد مرضك ومواسم احتياجك. رحل منهم من رحل، وبارك الله فيمن أأتنس بوجوده في هذه الحياة التي تتغير وتتقلب وتعتدل كالأمواج المتداخلة فتقذف بالقريبين وتقرب المتناثرين، ولكنهم ثابتون من حولي بل ويتزايدون، وحين أقول يكثرون أو يتزايدون فإنما أعني أنهم قد يصيرون ثلاثة أو أربعة، وليس هذا بالعدد القليل في هذا الزمن المتوحش الذي تجبر شروطه وبروقه وعواصفه أن يلتهم الإنسان ذراع أخيه الذي يحبه.. إننا ندفع الكثير لبناء الصداقات ولكن الصداقات الحقيقية المطلقة تسقط عليك كالهبة، لا تدري أين صادقتها وكيف صارت شيئاً جوهرياً في حياتك واختلطت بنسيجك وصارت منك بل صارت أنت. أحد أهم هؤلاء في حياتي الآن شخص أشبه بالطيف.. علي قدر واقعيته ووجوده الثابت في أرض الحياة واهتمامه بها والتحامه بمشاكل البشر ومعاناته من أجلهم، فهو أقرب للطيف ونسمات الصيف أعرف أنه من أهم من سيضعون أكتافهم تحت نعشي ليس مجاملة وإنما لأن الله حين خلقه خلق لي تلك المكانة في قلبه وأسرته وعالمه (صرفه الله لي). الغريب أنه من بلاد بعيدة بالنسبة لي، ويتساءل البعض عمن لم شمل الشامي علي المغربي، والصعيدي علي المنوفي..!! صديقي هو الدكتور »محمد البلشي» من »بركة السبع» منوفية، وكان من أحباب »درويش الستينيات» حبيبنا جميعاً ووردتنا »محمد جاد» الأديب والفنان والصوفي الذي لا يعرفه ويحتفظ به في ذاكرته إلا من عرف يوماً معني النقاء والذوبان في حب مصر والتماهي معها لأبعد الحدود. صديقي الدكتور محمد هو عرجون من »سباطة» (البلشوية) التي يعرف المثقفون منها الكاتب الشريف: »خالد البلشي» والمستشار الراحل »زغلول البلشي» الذي مزقه تناقض الأمور السياسية حين كان رئيس التفتيش القضائي، والدكتور محمد البلشي كان يدير مستشفي بركة السبع كمن يدير بلدا بأمانة وبصيرة فعشق الفقراء التداوي، وصار المستشفي قبلة الملهوفين قبل أن يغادره محالاً علي المعاش ويتركه ليعود إلي النمط الذي يسود كل مستشفيات مصر، كذلك جمع أبناء بركة السبع من الأطفال وصنع منهم كورالاً عظيماً ينشد القصائد السياسية والوطنية بالنادي الاجتماعي الذي يشرف عليه ويضحي بالكثير من أجله!! مهموم بالوطن ولديه دائماً حلول لمشكلات مصر والمنطقة التي يحياها ولكم كنت أتمني لو كان المحافظون من نفس هذه النوعية لما كان هناك مشكلات لمصر وأهلها. يؤرقه الآن موضوع - أو كارثة - »فيروس سي» وحاضرني فيها كثيراً وجادلته، إلا أني طلبت منه أن يكتبه لي لكي أنشره، فإنني أبداً ما كنت لألمّ به . موضوع حيوي قومي بالغ الخطورة ، وهأنذا أضع أوراقه أمامكم: عن مصر وعن فيروس »سي» تقدر اللجنة القومية للفيروسات الكبدية عدد المصابين بفيروس »سي» 14٪ من المصريين وهذا معناه أن ما يقرب من 12 مليون مصري مصابون يضاف إليهم 155 ألف مريض سنوياً وأكثر من عشرة ملايين لا يعرفون أنهم مصابون، وهذه النسب تزيد كثيراً إذا علمنا أن الحالات المكتشفة بين المتبرعين بالدم في بنوك الدم تقارب نصف عدد المتبرعين. وقد فاجأنا وزير الصحة وصرح بادخال أكثر من 4.5 مليون مواطن مصري تحت مظلة التأمين الصحي وهو نظام أصلاً موارده لا تكفي بأية حال ما هو مطلوب منه وقد فعلتها قبل ذلك السيدة سوزان مبارك بإدخال طلبة المدارس والأولاد قبل سن المدرسة وأدي ذلك إلي نقص الجودة وهروب المشتركين من التعامل مع نظام لا يقدم خدمة صحية حقيقية!. الواقع الحالي به كثير من المشاكل ستؤدي في حال عدم معالجتها بخطط مدروسة ونابعة من مصر إلي تفكيك نظام الحماية الصحية فهناك العديد من نظم العلاج المتداخلة والتي تجعل بالأخص المواطن الفقير في حيرة من أمره. فهل تستطيع الدولة بعد أن تسببت في انتشار هذا المرض بإهمالها بتوعية مواطنيها بأسباب انتشاره إلي اهمالها الجسيم في مكافحة العدوي داخل مؤسساتنا الصحية لعشرات السنين؟ هذه قضية الدولة وأري أنه مشروع الرئيس السيسي إذا أردنا ان نقدم انجازاً صحياً حقيقياً لهذا الشعب لكل بيت وشارع وحارة هي قضية تعلي قيم التكاتف والتكافل الاجتماعي وقبلها قيم الدين إسلاميا أو مسيحيا. آن الأوان بعد اكتشاف العقاقير الجديدة والتي تصل نسبة الشفاء فيها إلي 95٪ أو 100٪ تقريباً ان تتحول لجنة الفيروسات الكبدية إلي هيئة عليا تتبع رئاسة الجمهورية يكون شاغلها الأول : »1» كيفية اعداد الشعب لمواجهة هذا المرض »التعليم والتثقيف». »2» كيفية البحث عن طرق مختلفة للتمويل لشراء الأدوية ابتداء من إصدار طابع تبرع اجباري بقانون علي كل المخالفات التي شوهت وجه الوطن من مخالفات المرور إلي مخالفات البناء إلي المخالفات التي تؤدي إلي التلوث البيئي علي كل أنواع الحياة المترفة والبذخ في مجتمع يريد أن ينهض. نسبة من أرباح شركات الأدوية التي تكسب المليارات من صحة المصريين والتي وافقت لها وزارة صحة المصريين علي آلاف المكملات الغذائية والمنظفات والمنشطات بدون مبرر مع غياب أدوية أساسية وحتي ألبان الأطفال. وأخيراً خط تليفون لصحة الطفل ألو عندنا طفل تعبان نروح فين؟ طيب ما تعمل نظام صحيح وتعرف الناس تأخذ حقها من غير هذه »الألو» ويبقي خارج من بيته عارف هوه رايح فين وحقه في مستشفيات بلده واضح ومفهوم وعايز خط ألو للكبار وخط ألو للمرأة تبقي الألو »أنا تعبان» تتصالح مع بعض الناس في بعض القضايا من أجل التمويل. »3» تجنيد كل منظمات وهيئات المجتمع المدني والإعلام الذي يعتمد علي دعم الإعلان الذي يتحكم في تمويل البرامج واختيار مقدميها »اعلان - جبت الفلوس دي منين يا ابني؟ - من الوساخة يا امه.. جتكم الأرف» حق الناس في الدواء والعلاج والصحة. »4» أن يباع هذا الدواء فقط داخل مستشفيات وزارة الصحة وفر للمريض 20٪ في هذا الدواء فقط وممكن نصل إلي 40٪ هذه المرة بدون مكسب - دواء الغلابة - ومن أجل هدف قومي بدل ان تمنع الدول المصريين من دخولها والعمل بها لاصابتهم بهذا الداء - عيب علينا والله. »5» هذا اختبار حقيقي للدولة وللشعب لقدرتنا علي علاج مشكلة تقضي علي الآلاف سنوياً وتنفق الدولة علي علاج هذا المرض الملايين وينفق الشعب الغلبان أيضاً من جيبه الخالي أصلاً هذا كلام موجه للرئيس مباشرة لتشكيل هذه الهيئة فوراً. يحمي العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الحق في الحصول علي الأدوية طبقاً للمادة 12 (1) ووفقاً للتفسير الرسمي لهذه المادة في التعليق العام رقم 14 للجنة الأممالمتحدة »يقع علي عاتق حكومات الدول التي تصدق علي العهد الدولي حماية الأفراد المقيمين بها من انتهاكات الحق في الصحة التي تقوم بها أطراف غير حكومية - ويعني هذا ان تخاذل الحكومة عن توفير الأدوية المحمية ببراءات اختراع بأسعار في المتناول الاقتصادي يعتبر انتهاكاً لحقهم في الحصول علي الأدوية. »د. محمد البلشي - بركة السبع» أرجو أن يكون قد أبلغ الرسالة أفضل مما كنت سأفعل