قررت محكمة جنايات القاهرة، في ثاني جلسات محاكمة 4 متهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة الإرهابي، والتخابر لصالحه وإمداده بمعلومات بشأن تمركز وتعداد أفراد للقوات المسلحة إرسال الأوراق إلى فضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي. وتتضمن قائمة المتهمين، عمرو محمد، ومحمد عبد الحميد، ومحمد مصطفى بيومي، وداوود الأسدي، وحددت جلسة 8 فبراير للنطق بالحكم وأمرت بضبط وإحضار المتهمين. وانعقدت الجلسة برئاسة المستشار شعبان الشامي، وعضوية المستشارين ياسر الأحمداوي، وناصر صادق بربري بسكرتارية أحمد جاد و أحمد رضا. وغاب المتهمون عن الجلسة للمرة الثانية على التوالي، ونبه ممثل النيابة العامة أنه تم إعلانهم بميعاد الجلسة. واستمعت المحكمه في بدايه الجلسة إلى ممثل النيابة العامة، والذي تلا أمر الإحالة للمتهمين الأربعة، وجاء بأمر الإحالة أن المتهمين عمرو محمد أبو العلا عقيدة، هارب، 33 سنة ميكانيكي، ومحمد عبد الحليم حميدة صالح، 24 سنة، طالب بكلية الحقوق، ومحمد مصطفى محمد إبراهيم بيومي، 22 سنة محاسب، وداوود الأسدي، كردي، هارب، في غضون الفترة من 2008 حتى مايو 2013، بدائرة قسم شرطة النزهة بمحافظة القاهرة، أسسوا وأداروا جماعة على خلاف أحكام القانون لتعطيل الدستور والعمل بالقوانين، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة عملها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين. وتخابر المتهمون مع من يعملون لصالح منظمة إرهابية مقرها خارج البلاد، للقيام بأعمال إرهابية داخل مصر، بأن اتفقوا مع قياديين بتنظيم القاعدة الإرهابي على التعاون معهم في تنفيذ أعمال إرهابية ضد أفراد القوات المسلحة بسيناء، والسفارتين الأمريكية والفرنسية، وممثليهما الدبلوماسيين بالبلاد، وأمدوهم لهذا الغرض بمعلومات عن أفراد القوات المسلحة ومواقع انتشارها بسيناء وخرائط تفصيلية عنها، ونشاط الجماعات التكفيرية بها ومدى إمكانية التعامل معها لتنفيذ عمليات عدائية بالبلاد و طالب ممثل النيابة العامة بتوقيع أقصى عقوبة عليهم. وكان المتهم الأول "عمرو عقيده"، أقر خلال التحقيقات التي جرت معه بمعرفة النيابة، بانضمامه لتنظيم القاعدة الإرهابي، وأنه تلقى تدريبات عسكرية على الأسلحة النارية خلال وجوده بأفغانستان أثناء الفترة من عام 2008 وحتى عام 2011 ، وأن تنظيم القاعدة أمده بأسلحة آلية خلال اشتراكه في المواجهات المشتركة بين حركة طالبان ضد الجيش الباكستاني، مشيرا إلى أن المتهم الرابع "داود الأسدي" وهو قيادي بتنظيم القاعدة، قد عاونه على الهروب إلى دولة اليمن. وأقر المتهم الثاني "محمد حميده" أثناء التحقيقات، بأنه سافر إلى الجزائر، حيث ألقي القبض عليه هناك لصلته بالتنظيمات الإرهابية، وتم تسليمه إلى مصر، ثم تمكن من الهرب خلال أحداث اقتحام سجن أبو زعبل إبان الأحداث التي عاصرت ثورة يناير 2011 . وكشفت التحقيقات، أن المتهمين عمرو عقيده ومحمد حميده يعتنقان فكر تنظيم القاعدة الإرهابي، وأن الأول انخرط في التدريب على الأنشطة الإرهابية بمنطقة "مسعود" الباكستانية على الحدود مع أفغانستان، على يد عناصر من تنظيم القاعدة وحركة طالبان، علاوة على استعمال الأسلحة والمتفجرات وإتقان الفنون القتالية.. وأن الثاني انضم إلى تنظيم القاعدة في الجزائر بعد أن تمكن من التسلل إليها. وأظهرت التحقيقات، أنه في غضون عام 2013 كون المتهمان جماعة إرهابية داخل مصر، واستقطبا إليها المتهم الثالث وعناصر أخرى، وبثا فيهم أفكارهما التكفيرية.. حيث جرى التخطيط لأعمال إرهابية ضد السفارتين الأمريكية والفرنسية بالقاهرة والعاملين فيهما. وأكدت التحقيقات، أن المتهمين بالخلية الإرهابية، كانوا على تواصل دائم مع المتهم الرابع داود الأسدي القيادي بتنظيم القاعدة وآخرين في دول باكستان وتركيا وسوريا والضفة الغربية، وذلك عن طريق شبكة "الانترنت" والهواتف المحمولة، لنقل ما جمعوه من معلومات بشأن نشاط الجماعات التكفيرية بسيناء، ومواقع انتشار القوات المسلحة بالسويس وجبل عتاقة ومنطقة التقسيمة، وذلك بهدف وضع مخططات لتنفيذ أعمال إرهابية ضدها. وتمكنت قوات الشرطة، من ضبط مواد كيميائية تستخدم في صناعة المتفجرات، ومنها نترات الأمونيوم، إلى جانب هواتف محمولة ووسائط تخزين معلومات، وجهاز كمبيوتر محمول، ومبالغ نقدية بالدولار الأمريكي، مع المتهمين الثلاثة عمرو عقيده، ومحمد حميدة ومحمد مصطفى إبراهيم. وكشفت تقارير اللجان الفنية، التي شكلتها النيابة العامة أن تلك المضبوطات تحتوي على معلومات غاية في الخطورة بشأن بعض العناصر التكفيرية في الداخل والخارج، ونظم تأمين الاتصالات مع تنظيم القاعدة عبر الهاتف والانترنت، وتأمين الاجتماعات والوثائق والمستندات، وطرق نقل الأسلحة وإخفائها، وجمع المعلومات والرصد والمراقبة وتصنيع المتفجرات والصواريخ والطائرات الصغيرة، واستخدام الدوائر الكهربائية الخاصة بالتفجير عن مسافات بعيدة. وكشفت التقارير، أن من بين المضبوطات برنامج باسم "أسرار المجاهدين" الخاص بالمحادثات بين أعضاء الجماعات الإرهابية، وبرامج ألكترونية خاصة بتشفير الرسائل المتبادلة بين العناصر الإرهابية والتخفي أثناء تصفح شبكة الانترنت، ومعلومات جغرافية عن سيناء وتضاريسها وتوزيع القوات المصرية فيها، وأحوال التنظيمات الإرهابية المختبئة بها، مع التعريف بأعضائها والمجموعة التي ينتمي إليها كل منهم، والمواقع الحدودية مع إسرائيل، وخرائط بالغة الدقة لخليج السويس وشمال الدلتا وبورسعيد. وتضمنت المضبوطات، أيضا ملفات صوتية للدكتور أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، ورسائل نصية تم إرسالها من داخل البلاد لعناصر إرهابية بالخارج، وأساليب التحقيق والاستجواب الاستخباراتية.