وراء كل أثر حكاية، وبداخل كل حكاية أحداث أثرت في التاريخ، ولقصر اهتم بتفاصيله رجل سوري، بدأ حياته بتجارة السكاكين والأسلحة، الكثير من التفاصيل. قصر "السكاكيني"، والذي يقع بمنطقة الظاهر، تم بناؤه على طراز إيطالي، على يد حبيب باشا السكاكيني، مواليد عام 1841، والذي برع في أعمال المقاولات والأعمال الإنشائية، ولقب بالسكاكيني لأنه وأهله اشتهروا بتجارة السكاكين والأسلحة، وتسببت شهرته في تكلفة الخديوي إسماعيل له ببعض أعمال المقاولات بدار الأوبرا عام 1869. وعلى قطعة أرض منحت له على بركة أرض تسمى بركة الشيخ قمزيحي الظاهر، قام "السكاكيني"، ببناء قصره، مستعينًا بمعماريين إيطاليين وفدوا خصيصًا للمشاركة في وضع لمساتهم في بناء القصر. وتغير كل شيء حول القصر بموت حبيب باشا السكاكيني، في عام 1923، وذلك بعد توزيع ثروته على الورثة، والذين قاموا بإعطاء القصر للحكومة، بعد أن قام أحد الأحفاد والذي كان طبيبًا، بالتبرع بميراثه لوزارة الصحة. وتوالت عليه الأحداث، حتى صدر قراراً من المجلس الأعلى للآثار، عام 1987، ليسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية. وتعددت الروايات حول القصر، خصوصا وحالة الإهمال التي صاحبت القصر لعهد طويل، واتهم البعض المسئولين بعدم الاهتمام، والبعض وصف القصر بوكر للأشباح، وحسب ما قال البعض بأنه تعرض للكثير من أعمال السرقة والنهب دون وجود رادع، الأمر الذي دفعنا للذهاب إلى القصر وتقصي الحقائق حول القصر، فكان لنا حوار مع "سلوى حيرم" * اختلفت الأقوال حول القصر، فما هو حاله حاليًا؟ القصر تم إنشائه في عام 1897، ويتكون القصر من جزأين جزء يوجد فيه الأبراج والذي كان عهد حبيب السكاكيني، وجزء أكمله ابنه هنري، والذي أوصى بعمل متحف للطب في أحد أجزء القصر بعد وفاته، نظرًا لأنه كان طبيبًا. القصر حاليا يتبع وزارة الآثار ومن أملاكها، وتم تعويض الورثة عن قيمة القصر الحالية، ومنذ عام 2006 وهناك عملية تطوير وترميم ربما تتم بشكل غير ملحوظ نظرا لأن التمويل يكون أقل مما يحتاج القصر. ولكن رغم كل ذلك، فالقصر لم يصاب بأي من التغيرات، سوى تغيرات طفيفة، قد تكون في الألوان أو تبديل مظهر الحجرات. . قيل أنه تم انتزاع ملكية القصر لصالح المجلس الأعلى للآثار للحفاظ عليه كأثر له قيمته التاريخية والمعمارية، ولكن المظهر العام يدل على غير ذلك.. فما السبب؟ الحقيقة أن وزارة الآثار هي من أنقذت القصر من الدمار، لأن الآثار تدرك قيمة الأثر وقيمة الحفاظ على هويته، وبالتالي تم نزع ملكيته، ولم تكن هناك أية مشاكل لأنه حدث بالاتفاق مع الورثة، خصوصا وأنهم أخذوا مقتنياتهم قبل أن يتركوا القصر. ويسأل الكثر عن مقتنيات القصر، ويعتقدوا بأنها سرقت، ولكن هذا غير صحيح، لأنها لدى الورثة، ومنهم أسماء البكري، والتي كثيرا ما تأتي بدافع الحنين إلى القصر. إلا أن هناك الكثير من المقتنيات الخاصة ب"حبيب السكاكيني"، ومسجلة كمقتنيات للأثر، وتم الحفاظ عليها حتى الآن، لأن دورنا هو حماية الأثر والحفاظ عليه. "السكاكيني" غير مهجور، ولكن الفكر تغير، ونحن نحاول عمل صحوة للمكان، بإعادة تنظيفه وإحيائه مرة أخرى، ولدينا مسئولين ترميم على أعلى مستوى، ولكن بالإمكانيات المتاحة، خصوصا وأنه لا يوجد دخل للقصر، من تذاكر أو غير ذلك. . للأسف.. القصر غير معروف سوى لنسبة قليلة من الطلبة والمثقفين، فما هو سبب ذلك؟ القصر غير مغلق، ومفتوح أمام الجميع، ولكن يأتي إليه زيارات كالمدارس والجامعات وعدد من المصورين من جميع الأنحاء، ولكن من خلال موافقات مسبقة، نظرًا لعدم وجود تذاكر، وبالتالي نطلب منهم تقديم طلب للحصول على موافقة، الأمر الذي يجعل البعض يعتقد بأنه مغلقًا. . ما موقف وزارتي السياحة والآثار من المتحف؟ كلا الوزارتين يكملان بعضهما البعض، فعندما تنشط السياحة، ينشط الاهتمام بالآثار، لأنها عملية تبادل، وعموما السياحة بدأت الرجوع إلى المشهد إلى حد ما، وتقوم وزارة الآثار بعدد من المجهودات، من أجل احيائه والعمل على الحفاظ على هويته، ولكن لا جدوى دون وجود تعاون مع السياحة والثقافة. وبالطبع إحياء القصر، سيعود بالفائدة على وزارة السياحة، لأنه سيكون بجانب كونه قصر، أن بداخله متحف متخصص في الطب، خصوصا وأن الكثير يترقب التجديدات التي سيخرج بعدها القصر إلى الضوء. وأكرر أن الآثار لا تهمل، دورها فعال وتقوم بالحفاظ على آثار مصر، ولولا ملكيتها لعدد من الأماكن التاريخية ما كانت هذه الأماكن باقية حتى الآن، الأمر الذي لن يشعر به سوى الأثريين. . ذكر أن القصر تعرض لعدد من أعمال السرقة والنهب، فهل يفتقد القصر للتأمين الكافي للحفاظ عليه ؟ القصر على مساحة واسعة، ويوجد في ميدان، وبالتالي لتأمين مكان بهذه الهيئة، فيحتاج في الوردية الواحدة على الأقل أربع حراس، والعدد الموجود غير كافي بالمرة، ولكن نعتمد في هذه الفترة أن القصر يقع في مكان حيوي، وبجانب قسم الضاهر. وفي المشروع المقترح، وضعنا خطة للإستعانة بالإلكترونيات، مثل أجهزة الإنذار، وكاميرات المراقبة، وغيرها من الأجهزة التي تساعد في سد الاحتياج للعنصر البشري. . هل يمكن في رأي سيادتكم، أن يصل إحياء القصر إلى الشكل الذي يجذب الأنظار إليه مرة أخرى؟ بالفعل هذا ما نعمل من أجله، وكلما زادت الموارد المدعمة لعملية التطوير، كلما ظهر القصر بأبهى صورة، وبالتالي سيجذب ذلك أنظار الجمهور سواء من مصر أو خارجها. وراء كل أثر حكاية، وبداخل كل حكاية أحداث أثرت في التاريخ، ولقصر اهتم بتفاصيله رجل سوري، بدأ حياته بتجارة السكاكين والأسلحة، الكثير من التفاصيل. قصر "السكاكيني"، والذي يقع بمنطقة الظاهر، تم بناؤه على طراز إيطالي، على يد حبيب باشا السكاكيني، مواليد عام 1841، والذي برع في أعمال المقاولات والأعمال الإنشائية، ولقب بالسكاكيني لأنه وأهله اشتهروا بتجارة السكاكين والأسلحة، وتسببت شهرته في تكلفة الخديوي إسماعيل له ببعض أعمال المقاولات بدار الأوبرا عام 1869. وعلى قطعة أرض منحت له على بركة أرض تسمى بركة الشيخ قمزيحي الظاهر، قام "السكاكيني"، ببناء قصره، مستعينًا بمعماريين إيطاليين وفدوا خصيصًا للمشاركة في وضع لمساتهم في بناء القصر. وتغير كل شيء حول القصر بموت حبيب باشا السكاكيني، في عام 1923، وذلك بعد توزيع ثروته على الورثة، والذين قاموا بإعطاء القصر للحكومة، بعد أن قام أحد الأحفاد والذي كان طبيبًا، بالتبرع بميراثه لوزارة الصحة. وتوالت عليه الأحداث، حتى صدر قراراً من المجلس الأعلى للآثار، عام 1987، ليسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية. وتعددت الروايات حول القصر، خصوصا وحالة الإهمال التي صاحبت القصر لعهد طويل، واتهم البعض المسئولين بعدم الاهتمام، والبعض وصف القصر بوكر للأشباح، وحسب ما قال البعض بأنه تعرض للكثير من أعمال السرقة والنهب دون وجود رادع، الأمر الذي دفعنا للذهاب إلى القصر وتقصي الحقائق حول القصر، فكان لنا حوار مع "سلوى حيرم" * اختلفت الأقوال حول القصر، فما هو حاله حاليًا؟ القصر تم إنشائه في عام 1897، ويتكون القصر من جزأين جزء يوجد فيه الأبراج والذي كان عهد حبيب السكاكيني، وجزء أكمله ابنه هنري، والذي أوصى بعمل متحف للطب في أحد أجزء القصر بعد وفاته، نظرًا لأنه كان طبيبًا. القصر حاليا يتبع وزارة الآثار ومن أملاكها، وتم تعويض الورثة عن قيمة القصر الحالية، ومنذ عام 2006 وهناك عملية تطوير وترميم ربما تتم بشكل غير ملحوظ نظرا لأن التمويل يكون أقل مما يحتاج القصر. ولكن رغم كل ذلك، فالقصر لم يصاب بأي من التغيرات، سوى تغيرات طفيفة، قد تكون في الألوان أو تبديل مظهر الحجرات. . قيل أنه تم انتزاع ملكية القصر لصالح المجلس الأعلى للآثار للحفاظ عليه كأثر له قيمته التاريخية والمعمارية، ولكن المظهر العام يدل على غير ذلك.. فما السبب؟ الحقيقة أن وزارة الآثار هي من أنقذت القصر من الدمار، لأن الآثار تدرك قيمة الأثر وقيمة الحفاظ على هويته، وبالتالي تم نزع ملكيته، ولم تكن هناك أية مشاكل لأنه حدث بالاتفاق مع الورثة، خصوصا وأنهم أخذوا مقتنياتهم قبل أن يتركوا القصر. ويسأل الكثر عن مقتنيات القصر، ويعتقدوا بأنها سرقت، ولكن هذا غير صحيح، لأنها لدى الورثة، ومنهم أسماء البكري، والتي كثيرا ما تأتي بدافع الحنين إلى القصر. إلا أن هناك الكثير من المقتنيات الخاصة ب"حبيب السكاكيني"، ومسجلة كمقتنيات للأثر، وتم الحفاظ عليها حتى الآن، لأن دورنا هو حماية الأثر والحفاظ عليه. "السكاكيني" غير مهجور، ولكن الفكر تغير، ونحن نحاول عمل صحوة للمكان، بإعادة تنظيفه وإحيائه مرة أخرى، ولدينا مسئولين ترميم على أعلى مستوى، ولكن بالإمكانيات المتاحة، خصوصا وأنه لا يوجد دخل للقصر، من تذاكر أو غير ذلك. . للأسف.. القصر غير معروف سوى لنسبة قليلة من الطلبة والمثقفين، فما هو سبب ذلك؟ القصر غير مغلق، ومفتوح أمام الجميع، ولكن يأتي إليه زيارات كالمدارس والجامعات وعدد من المصورين من جميع الأنحاء، ولكن من خلال موافقات مسبقة، نظرًا لعدم وجود تذاكر، وبالتالي نطلب منهم تقديم طلب للحصول على موافقة، الأمر الذي يجعل البعض يعتقد بأنه مغلقًا. . ما موقف وزارتي السياحة والآثار من المتحف؟ كلا الوزارتين يكملان بعضهما البعض، فعندما تنشط السياحة، ينشط الاهتمام بالآثار، لأنها عملية تبادل، وعموما السياحة بدأت الرجوع إلى المشهد إلى حد ما، وتقوم وزارة الآثار بعدد من المجهودات، من أجل احيائه والعمل على الحفاظ على هويته، ولكن لا جدوى دون وجود تعاون مع السياحة والثقافة. وبالطبع إحياء القصر، سيعود بالفائدة على وزارة السياحة، لأنه سيكون بجانب كونه قصر، أن بداخله متحف متخصص في الطب، خصوصا وأن الكثير يترقب التجديدات التي سيخرج بعدها القصر إلى الضوء. وأكرر أن الآثار لا تهمل، دورها فعال وتقوم بالحفاظ على آثار مصر، ولولا ملكيتها لعدد من الأماكن التاريخية ما كانت هذه الأماكن باقية حتى الآن، الأمر الذي لن يشعر به سوى الأثريين. . ذكر أن القصر تعرض لعدد من أعمال السرقة والنهب، فهل يفتقد القصر للتأمين الكافي للحفاظ عليه ؟ القصر على مساحة واسعة، ويوجد في ميدان، وبالتالي لتأمين مكان بهذه الهيئة، فيحتاج في الوردية الواحدة على الأقل أربع حراس، والعدد الموجود غير كافي بالمرة، ولكن نعتمد في هذه الفترة أن القصر يقع في مكان حيوي، وبجانب قسم الضاهر. وفي المشروع المقترح، وضعنا خطة للإستعانة بالإلكترونيات، مثل أجهزة الإنذار، وكاميرات المراقبة، وغيرها من الأجهزة التي تساعد في سد الاحتياج للعنصر البشري. . هل يمكن في رأي سيادتكم، أن يصل إحياء القصر إلى الشكل الذي يجذب الأنظار إليه مرة أخرى؟ بالفعل هذا ما نعمل من أجله، وكلما زادت الموارد المدعمة لعملية التطوير، كلما ظهر القصر بأبهى صورة، وبالتالي سيجذب ذلك أنظار الجمهور سواء من مصر أو خارجها.