حقوق عين شمس تُكرم رئيس هيئة قضايا الدولة بمناسبة اليوبيل الماسي    ويتكوف وكوشنر وقائد القيادة المركزية يزوران غزة للتأكد من التزام إسرائيل بخطة ترامب    مصرع 37 شخصًا في فيضانات وانهيارات أرضية بالمكسيك    عاجل- «لا تفاصيل حول الجثامين».. حماس ترد على مصير جثتي يحيى السنوار وأخيه وملف الأسرى بين الأمل والتعنت    كبير خدم الأميرة ديانا يكشف سرا جديدا عن قصر باكنغهام    محكمة أمريكية: يمكن لقوات الحرس الوطني البقاء في إلينوي لكن لا يمكن نشرها حاليا    أول المتأهلين لنصف النهائي، كولومبيا تطيح ب إسبانيا من مونديال الشباب    أحمد حسن: أبو ريدة طالبنا بالتتويج بكأس العرب بسبب العائد المادي    وفاة 3 دبلوماسيين قطريين في حادث بشرم الشيخ    النيابة العامة تفتح تحقيقا في حادث مصرع وإصابة دبلوماسيين قطريين بشرم الشيخ    محتجزون داخل السيارة.. جهود مكثفة لانتشال جثامين ضحايا «حادث قنا»    نتيجة اختلال عجلة القيادة.. حادث مؤسف لوفد دبلوماسي قطري قبل شرم الشيخ ووفاة 3 وإصابة 3    نهاية عصابة «مخدرات الوراق».. المشدد 6 سنوات لأربعة عاطلين    مصرع شاب صعقًا بالكهرباء في الوادي الجديد    وفاة نجمة هوليوود ديان كيتون بطلة فيلم "العراب" عن عمر ناهز 79 عاما    حقيقة رعب مذيعة الجزيرة من فأر أثناء البث المباشر.. والقناة تكشف تفاصيل الفيديو المتداول    وفاة الممثلة الأمريكية ديان كيتون عن عمر 79 عامًا    زوج إيناس الدغيدي: «إسمي أحمد سوكارنو وعندي 3 أبناء»    صحة دمياط: متابعة دورية للحوامل وخدمات متكاملة داخل الوحدات الصحية    رسميًا الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025 (آخر تحديث)    «مخيتريان»: «مورينيو» وصفني بالحقير.. و«إنزاجي» منحني ثقة مفرطة    تركيا تكتسح بلغاريا بسداسية مدوية وتواصل التألق في تصفيات كأس العالم الأوروبية    العراق يحسمها في الوقت القاتل أمام إندونيسيا ويواصل مسيرته بثبات    خالد جلال: جون إدوارد ناجح مع الزمالك.. وتقييم فيريرا بعد الدور الأول    نجم الأهلي السابق: توروب سيعيد الانضباط للأحمر.. ومدافع الزمالك «جريء»    إيطاليا تواصل صحوتها بثلاثية أمام إستونيا    محافظ كفر الشيخ: تنفيذ 6 قرارات إزالة على أراضى أملاك الدولة والأراضى الزراعية    أسعار السيارات الجديدة في مصر    وزير الأوقاف فى الندوة التثقيفية بالإسماعيلية: الوعى أساس بناء الوطن    مفاجأة.. مستقبل وطن يتراجع عن الدفع بمالك النساجون الشرقيون في بلبيس (خاص)    مصادر: قائمة «المستقبل» تكتسح انتخابات التجديد النصفي ل«الأطباء»    «الكهرباء»: الهيئات النووية المصرية تمتلك كفاءات متراكمة نعمل على دعمها    «الوجه الآخر للخريف».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: 4 ظواهر جوية تضرب البلاد    ضبط منافذ بيع الحيوانات.. قرارات عاجلة من النيابة بشأن تمساح حدائق الأهرام    ارتفاع جديد ب520 للجنيه.. أسعار الذهب اليوم الأحد 12-10-2025 وعيار 21 الآن بالمصنعية    «القومي للبحوث»: مصر بعيدة عن الأحزمة الزلزالية    اندلاع اشتباكات عنيفة بين باكستان وأفغانستان على الحدود    كوبا تنفي المشاركة بأفراد عسكريين في الحرب بين روسيا وأوكرانيا    خالد عجاج ينهار باكيًا على الهواء أثناء غناء «الست دي أمي» (فيديو)    رونالدينيو ومحمد رمضان ومنعم السليماني يجتمعون في كليب عالمي    البرومو الثاني ل«إن غاب القط».. آسر ياسين وأسماء جلال يختبران أقصى درجات التشويق    مسلسل لينك الحلقة الأولى.. عائلة ودفء وعلاقات إنسانية ونهاية مثيرة    بأكثر من 9 تريليونات جنيه.. دفاتر الإقراض البنكي تكشف خريطة مصر 2026    4 خطوات ل تخزين الأنسولين بأمان بعد أزمة والدة مصطفى كامل: الصلاحية تختلف من منتج لآخر وتخلص منه حال ظهور «عكارة»    لو خلصت تشطيب.. خطوات تنظيف السيراميك من الأسمنت دون إتلافه    أمر محوري.. أهم المشروبات لدعم صحة الكبد وتنظيفه من السموم    أوقاف الفيوم تكرم الأطفال المشاركين في البرنامج التثقيفي بمسجد المنشية الغربي    محافظ المنيا: رعاية النشء والشباب أولوية لبناء المستقبل وخلق بيئة محفزة للإبداع    مستشفى "أبشواي المركزي" يجري 10 عمليات ليزر شرجي بنجاح    مياه الغربية: تطوير مستمر لخدمة العملاء وصيانة العدادات لتقليل العجز وتحسين الأداء    رئيس جامعة الأزهر يوضح الفرق بين العهد والوعد في حديث سيد الاستغفار    عالم أزهري يوضح حكم تمني العيش البسيط من أجل محبة الله ورسوله    QNB يحقق صافى أرباح 22.2 مليار جنيه بمعدل نمو 10% بنهاية سبتمبر 2025    عالم أزهري يوضح أحكام صلاة الكسوف والخسوف وأدب الخلاف الفقهي    «المشاط» تبحث مع المفوضية الأوروبية جهود تنفيذ آلية تعديل حدود الكربون CBAM    قبل انطلاق أسبوع القاهرة للمياه.. "سويلم" يلتقي نائب وزير الموارد المائية الصينية    تقديم 64 مرشحًا بأسيوط بأوراق ترشحهم في انتخابات النواب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 11-10-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"سرير المرض".. رعب الفنانين وبداية النهاية لبساط النجومية
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 14 - 12 - 2014

"لقد أضحكت العالم ولم أعش يوما سعيدا" مقولة للفنان الانجليزي شارلي شابلن ، حيث يعيش الفنان واقعين على مدار حياته الفنية ، واقع الجمهور الذي يقدم فيه الفنان ما يتمناه الجمهور باعتباره قدوة يحتذي بها شكلا على مستوي الأناقة، أو موضوعا بأسلوب الكلام ومعاملة الناس.
والواقع الثاني يعيشه الفنان مع نفسه من الم وفرح وتصرفات تكون خلف الأبواب المغلقة بعيدا عن عيون الصحافة التي تعتبر العدو الأول للفنانين لأنها تركز على سلبياتهم - على حسب قول بعضهم - ومن هذه المواقف شديدة الألم هي لحظة المرض التي تكون صدمة لأي فنان لاكتشافه هذه المرحلة معتبرا ذلك نقطة بداية النهاية في حياته الفنية لشيئين هما توقفه عن العمل وهو مورد رزقه ، وانصراف الجمهور عنه .
وتعتبر المراحل الأخيرة من حياة الفنان على فراش الموت من أصعب المواقف، ولتكن البداية مع الفنان الشاب أحمد حلمي الذي أجري عملية جراحية بالظهر نتيجة لأورام سرطانية.
وقال حلمي عن مرضه "عشت حياتي متأملا ، وعرفت أن للحياة جانب آخر مظلم ، وعندما اكتشفت أنني أقف فيه ، تألمت ولكني لم أيأس ، وأزداد إصراري على أن أكمل ما تبقى من الحياة ، متأملا للجانب المضيء في آلامي".
وأكتشف الفنان أحمد حلمى مؤخرا مرضه بالسكر، الذي طالما كان العدو الرئيسي لمعظم الفنانين ، حيث سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ ما يقرب من أربعة أشهر ، ولم يحضر حفل عرض فيلمه الأخير " صنع في مصر" بسبب مرافقة زوجته الفنانة منى زكي، التي اضطرت ل" تغيير دمها" لإصابتها بفيروس دمر خلايا الدم الحمراء.
وبالصدفة استغل حلمى تواجده في أمريكا ، وخضع لبعض الفحوصات الطبية ، واكتشف إصابته بورم سرطاني في منطقة الظهر ، الأمر الذي أدى إلى خضوعه لعملية جراحية لاستئصال ورم السرطان ، ومكث في العناية المركزة فترة طويلة.
الفنان خالد الصاوي ، بالرغم من نجاحه خلال الفترة الأخيرة بشكل ملفت إلا أن المرض حاصره ، حيث أعلن خالد الصاوى مؤخرا إصابته بالتهاب الكبد الوبائي " سى " منذ فترة طويلة ، بعدما اشتد عليه المرض بعض الشيء، لحزنه على والده بعد دخوله المستشفى ، لكنه كان يحاول أن يتعامل بشكل طبيعي ولم يشكُو مطلقا ، مؤكدًا أنه لن يقتله فيروس الكبد ، بل سيتغلب عليه ، قائلًا "همسكه من قفاه ، وهشنقه على جدران الأوعية الدموية ".
ورفض صالح الإفصاح عن تفاصيل أخرى حول إصابته ، كما رفض الرد على أية أسئلة تتعلق بمرضه لكن مصدرا مقربا من خالد قال إنه مصاب بالمرض منذ فترة طويلة ، لكنه كان يتعامل بشكل طبيعي ولم يشتكِ منه مطلقا ، حتى اكتشف مرض والده .
الفنان سيد زيان ، مازال طريح الفراش منذ 10 سنوات بعد إصابته بشلل نصفي ، وهو عاجز عن الحركة والكلام منذ تسع سنوات كاملة ، غير أنه بدأ يسترد عافيته ، وبدأ يتحرك ويتحدث ، وإن كان ليس بنفس قوته السابقة ، لكنها مرحلة كاد يتشاءم الجميع من أن يصل إليها ، طبقا للتقارير الطبية التي كان تصدر دائما من الأطباء المعالجين له في مستشفى القوات المسلحة.
وأكدت إيمان ابنته أنها سجدت لله شكرا بمجرد أن شاهدت والدها يحرك أطرافه ، ويتحدث ببعض الكلمات بعد أن كان الشلل الذي أصيب به يعجزه تماما عن أي حركة ، وأضافت أن علاج الفنان سيظل مستمراً كون استمرار التمرينات وإتباع غذاء صحي سيضاعف من نسبة الشفاء.
ويخضع زيان ، لجلسات علاج طبيعي في مستشفى مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز بالرياض ، حيث ترافقه ابنته إيمان في رحلته العلاجية، والتي نشرت مجموعة من الصور لوالدها أثناء تلقيه جلسة العلاج الطبيعي في المستشفى بعد التحسن الذي طرأ على حالته الصحية ، وكتبت "والدي شفاه الله العزيز الكريم قريبا بقدرته وعظمته ، وألف شكر لاستشاري الجهاز الهضمي ومناظير بمستشفى مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز بالرياض ، لاهتمامه وحبه الجميل لوالدي الله يكرمه ويراضيه في جميع أموره ويبارك له في أولاده".
وسافر الفنان المصري مطلع شهر يوليو الماضي إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة ، وبعدها انتقل إلى الرياض ليتلقى العلاج في مستشفى مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
وكان الفنان الكوميدي سيد زيان قد خضع نهاية 2013 للعلاج بمستشفي المعادى العسكري بعد صدور قرار له بالعلاج على نفقة القوات المسلحة من المشير عبد الفتاح السيسي.
أما عملاق الكوميديا جورج سيدهم فهو طريح الفراش منذ 16 عاما وتوارت عنه النجومية وتخلي عنه المنتجون ، واعتبره البعض في عداد الموتى بسبب غيابه وعدم ظهوره ، وعندما تسأل أحد المقربين من الوسط الفني في مصر أو خارجها عن الفنان جورج سيدهم يصمت قليلا ثم يعود بالذاكرة لسنوات ، ثم ينطق فجأة بلا تردد "جورج سيدهم..الله يرحمه".. هذا ما يعتقده الكثيرون والحقيقة عكس ذلك.
جورج سيدهم عضو فرقة ثلاثي أضواء المسرح ظل طوال ال16 عاما الماضية يصارع المرض منذ أصيب بجلطة في المخ عام 1997 أثرت على مراكز النطق وحركة أعضاء جسده ، وبالضرورة ظل في بيته وابتعد عن الوسط الفني وظل في رحلة علاج طويلة تسانده في ذلك قوتان ، الأولى هي قوة الإرادة وحب الحياة ، والثانية هي زوجته الدكتورة ليندا التي لم تفارقه لحظة وظلت متفرغة له تماما وتلبي جميع احتياجاته ، حتى استطاع أن يستعيد صحته خلال الأيام الأخيرة ، ويظهر عبر وسائل الإعلام بضحكته الصافية ضاربا بذلك أعظم مثال في قوة الإرادة وحب الحياة ، وكذلك زوجته التي سطرت أروع قصص الحب والإخلاص والوفاء.
وأكدت الدكتورة لندا أن حياة الفنان جورج سيدهم مستقرة حاليا وصحته تتحسن شيئا فشيئا ، ويستطيع أن ينطق ببعض الكلمات البسيطة التي يعبر بها عن احتياجاته ومشاعره ، وباستجابته لجلسات العلاج الطبيعي استطاع أن يمشي بحركة طبيعية أفضل مما كان عليه من قبل ، ليعود مرة أخرى إلى دائرة الضوء ، وهو المعروف بخفة ظله وأدواره المحفورة في قلوب الجمهور مثل مسرحيات " المتزوجون" و"موسيقى في الحي الشرقي " و "حب في التخشيبة " وأفلام سينمائية عديدة مثل " الشقة من حق الزوجة " و" أضواء المدين " و" البحث عن فضيحة " و" 30 يوم في السجن" و" المجانين الثلاثة " وأعمال أخرى كثيرة
وبدأت مأساة جورج سيدهم ، عندما أصيب بجلطة في القلب بعد أن احترق مسرحه "الهوسابير" الذي كان يمتلكه ، فسافر إلى لندن وأجرى عملية تغيير لأحد الشرايين ثم عاد لبناء مسرحه من جديد ، إلا أن شقيقه قام برهن المسرح لأحد البنوك دون علمه ، وحينما حجز على المسرح سقط جورج مصابا بجلطة في المخ.
والفنان الشاب ماهر عصام أصيب ب "نزيف في المخ " ، وتعافى بعض الشيء بعد إجرائه عملية قسطرة لوقف هذا النزيف ، حيث كشف الأطباء عن أن النزيف في المخ يعد أحد أشكال السكتة الدماغية ، والسبب المباشر لحدوثه ، هو انفجار أحد الشرايين الدماغية أو تمزق الأوعية الدموية الصغيرة.
وتتعرض الفنانة القديرة مديحة يسري من فترة لأخرى لازمات صحية تدفع الأطباء إلى نقلها إلى إحدى المستشفيات ، حيث أصبحت أسيرة المرض بعد رحلة عطاء كبيرة للفن قدمت من خلالها مجموعة من الأفلام مع عمالقة الفن الجميل.
وترقد الفنانة مديحة يسري على فراش المرض ، اثر إصابتها بكسر في الفقرات ، وتمضي غالبية أوقاتها بين منزلها والمستشفى الذي تخضع فيه للفحوص الطبية للاطمئنان على حالتها الصحية.
ووسط أجواء عائلية وبإرادة تتحدى الصعاب ، احتفلت الفنانة مديحة يسرى بعيد ميلادها مع أصدقائها المقربين وعائلتها ، حيث بلغت يسرى من العمر 93 عاما ، وما زالت تحاول الصمود في مواجهة المرض والصعاب التي فرضها عليها.
وأكدت الفنانة مديحة يسرى أنها تنفق من أموالها الخاصة على مصاريف علاجها ولم تتلق أي أموال من نقابة المهن التمثيلية في مصر رغم أن النقيب أشرف عبدالغفور عرض عليها في وقت سابق أن تتكفل النقابة بجزء من نفقات علاجها ، ولكنها رفضت ، وقالت " أنا لا احتاج لأي مصاريف من الدولة لعلاجي ، بل إنني في بعض الأحيان أتبرع من أموال الخاصة لصندوق نقابة التمثيليين لمن يحتاج من الأعضاء للعلاج " .
واثنت الفنانة الكبيرة مديحة يسرى على العديد من أصدقائها الذين يأتون دوما للاطمئنان على صحتها ، وأبرزهم نبيلة عبيد وميرفت أمين ولبلبة ونجلاء فتحي وسميحة أيوب، فهم دائمون التواصل معها ، وكشفت أن أهم شيء عندها هو حب الناس لها وذكرهم الدائم لها بكل خير ، ورفضت أن تنعى صديقتها الراحلة "الشحرورة" صباح ، وقالت " صباح كانت صديقة عزيزة على قلبي وتألمت كثيرا لوفاتها ، ولكن الحديث عنها موضوع يطول شرحه ولن توفيه أي كلمات " .
وتعجز الفنانة مديحة يسري عن الوقوف على قدميها ، وتضطر للخروج على كرسي متحرك ، وهو ما قلص حركتها ، فابتعدت عن وسائل الإعلام وحضور المناسبات الفنية .
"لقد أضحكت العالم ولم أعش يوما سعيدا" مقولة للفنان الانجليزي شارلي شابلن ، حيث يعيش الفنان واقعين على مدار حياته الفنية ، واقع الجمهور الذي يقدم فيه الفنان ما يتمناه الجمهور باعتباره قدوة يحتذي بها شكلا على مستوي الأناقة، أو موضوعا بأسلوب الكلام ومعاملة الناس.
والواقع الثاني يعيشه الفنان مع نفسه من الم وفرح وتصرفات تكون خلف الأبواب المغلقة بعيدا عن عيون الصحافة التي تعتبر العدو الأول للفنانين لأنها تركز على سلبياتهم - على حسب قول بعضهم - ومن هذه المواقف شديدة الألم هي لحظة المرض التي تكون صدمة لأي فنان لاكتشافه هذه المرحلة معتبرا ذلك نقطة بداية النهاية في حياته الفنية لشيئين هما توقفه عن العمل وهو مورد رزقه ، وانصراف الجمهور عنه .
وتعتبر المراحل الأخيرة من حياة الفنان على فراش الموت من أصعب المواقف، ولتكن البداية مع الفنان الشاب أحمد حلمي الذي أجري عملية جراحية بالظهر نتيجة لأورام سرطانية.
وقال حلمي عن مرضه "عشت حياتي متأملا ، وعرفت أن للحياة جانب آخر مظلم ، وعندما اكتشفت أنني أقف فيه ، تألمت ولكني لم أيأس ، وأزداد إصراري على أن أكمل ما تبقى من الحياة ، متأملا للجانب المضيء في آلامي".
وأكتشف الفنان أحمد حلمى مؤخرا مرضه بالسكر، الذي طالما كان العدو الرئيسي لمعظم الفنانين ، حيث سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ ما يقرب من أربعة أشهر ، ولم يحضر حفل عرض فيلمه الأخير " صنع في مصر" بسبب مرافقة زوجته الفنانة منى زكي، التي اضطرت ل" تغيير دمها" لإصابتها بفيروس دمر خلايا الدم الحمراء.
وبالصدفة استغل حلمى تواجده في أمريكا ، وخضع لبعض الفحوصات الطبية ، واكتشف إصابته بورم سرطاني في منطقة الظهر ، الأمر الذي أدى إلى خضوعه لعملية جراحية لاستئصال ورم السرطان ، ومكث في العناية المركزة فترة طويلة.
الفنان خالد الصاوي ، بالرغم من نجاحه خلال الفترة الأخيرة بشكل ملفت إلا أن المرض حاصره ، حيث أعلن خالد الصاوى مؤخرا إصابته بالتهاب الكبد الوبائي " سى " منذ فترة طويلة ، بعدما اشتد عليه المرض بعض الشيء، لحزنه على والده بعد دخوله المستشفى ، لكنه كان يحاول أن يتعامل بشكل طبيعي ولم يشكُو مطلقا ، مؤكدًا أنه لن يقتله فيروس الكبد ، بل سيتغلب عليه ، قائلًا "همسكه من قفاه ، وهشنقه على جدران الأوعية الدموية ".
ورفض صالح الإفصاح عن تفاصيل أخرى حول إصابته ، كما رفض الرد على أية أسئلة تتعلق بمرضه لكن مصدرا مقربا من خالد قال إنه مصاب بالمرض منذ فترة طويلة ، لكنه كان يتعامل بشكل طبيعي ولم يشتكِ منه مطلقا ، حتى اكتشف مرض والده .
الفنان سيد زيان ، مازال طريح الفراش منذ 10 سنوات بعد إصابته بشلل نصفي ، وهو عاجز عن الحركة والكلام منذ تسع سنوات كاملة ، غير أنه بدأ يسترد عافيته ، وبدأ يتحرك ويتحدث ، وإن كان ليس بنفس قوته السابقة ، لكنها مرحلة كاد يتشاءم الجميع من أن يصل إليها ، طبقا للتقارير الطبية التي كان تصدر دائما من الأطباء المعالجين له في مستشفى القوات المسلحة.
وأكدت إيمان ابنته أنها سجدت لله شكرا بمجرد أن شاهدت والدها يحرك أطرافه ، ويتحدث ببعض الكلمات بعد أن كان الشلل الذي أصيب به يعجزه تماما عن أي حركة ، وأضافت أن علاج الفنان سيظل مستمراً كون استمرار التمرينات وإتباع غذاء صحي سيضاعف من نسبة الشفاء.
ويخضع زيان ، لجلسات علاج طبيعي في مستشفى مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز بالرياض ، حيث ترافقه ابنته إيمان في رحلته العلاجية، والتي نشرت مجموعة من الصور لوالدها أثناء تلقيه جلسة العلاج الطبيعي في المستشفى بعد التحسن الذي طرأ على حالته الصحية ، وكتبت "والدي شفاه الله العزيز الكريم قريبا بقدرته وعظمته ، وألف شكر لاستشاري الجهاز الهضمي ومناظير بمستشفى مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز بالرياض ، لاهتمامه وحبه الجميل لوالدي الله يكرمه ويراضيه في جميع أموره ويبارك له في أولاده".
وسافر الفنان المصري مطلع شهر يوليو الماضي إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة ، وبعدها انتقل إلى الرياض ليتلقى العلاج في مستشفى مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
وكان الفنان الكوميدي سيد زيان قد خضع نهاية 2013 للعلاج بمستشفي المعادى العسكري بعد صدور قرار له بالعلاج على نفقة القوات المسلحة من المشير عبد الفتاح السيسي.
أما عملاق الكوميديا جورج سيدهم فهو طريح الفراش منذ 16 عاما وتوارت عنه النجومية وتخلي عنه المنتجون ، واعتبره البعض في عداد الموتى بسبب غيابه وعدم ظهوره ، وعندما تسأل أحد المقربين من الوسط الفني في مصر أو خارجها عن الفنان جورج سيدهم يصمت قليلا ثم يعود بالذاكرة لسنوات ، ثم ينطق فجأة بلا تردد "جورج سيدهم..الله يرحمه".. هذا ما يعتقده الكثيرون والحقيقة عكس ذلك.
جورج سيدهم عضو فرقة ثلاثي أضواء المسرح ظل طوال ال16 عاما الماضية يصارع المرض منذ أصيب بجلطة في المخ عام 1997 أثرت على مراكز النطق وحركة أعضاء جسده ، وبالضرورة ظل في بيته وابتعد عن الوسط الفني وظل في رحلة علاج طويلة تسانده في ذلك قوتان ، الأولى هي قوة الإرادة وحب الحياة ، والثانية هي زوجته الدكتورة ليندا التي لم تفارقه لحظة وظلت متفرغة له تماما وتلبي جميع احتياجاته ، حتى استطاع أن يستعيد صحته خلال الأيام الأخيرة ، ويظهر عبر وسائل الإعلام بضحكته الصافية ضاربا بذلك أعظم مثال في قوة الإرادة وحب الحياة ، وكذلك زوجته التي سطرت أروع قصص الحب والإخلاص والوفاء.
وأكدت الدكتورة لندا أن حياة الفنان جورج سيدهم مستقرة حاليا وصحته تتحسن شيئا فشيئا ، ويستطيع أن ينطق ببعض الكلمات البسيطة التي يعبر بها عن احتياجاته ومشاعره ، وباستجابته لجلسات العلاج الطبيعي استطاع أن يمشي بحركة طبيعية أفضل مما كان عليه من قبل ، ليعود مرة أخرى إلى دائرة الضوء ، وهو المعروف بخفة ظله وأدواره المحفورة في قلوب الجمهور مثل مسرحيات " المتزوجون" و"موسيقى في الحي الشرقي " و "حب في التخشيبة " وأفلام سينمائية عديدة مثل " الشقة من حق الزوجة " و" أضواء المدين " و" البحث عن فضيحة " و" 30 يوم في السجن" و" المجانين الثلاثة " وأعمال أخرى كثيرة
وبدأت مأساة جورج سيدهم ، عندما أصيب بجلطة في القلب بعد أن احترق مسرحه "الهوسابير" الذي كان يمتلكه ، فسافر إلى لندن وأجرى عملية تغيير لأحد الشرايين ثم عاد لبناء مسرحه من جديد ، إلا أن شقيقه قام برهن المسرح لأحد البنوك دون علمه ، وحينما حجز على المسرح سقط جورج مصابا بجلطة في المخ.
والفنان الشاب ماهر عصام أصيب ب "نزيف في المخ " ، وتعافى بعض الشيء بعد إجرائه عملية قسطرة لوقف هذا النزيف ، حيث كشف الأطباء عن أن النزيف في المخ يعد أحد أشكال السكتة الدماغية ، والسبب المباشر لحدوثه ، هو انفجار أحد الشرايين الدماغية أو تمزق الأوعية الدموية الصغيرة.
وتتعرض الفنانة القديرة مديحة يسري من فترة لأخرى لازمات صحية تدفع الأطباء إلى نقلها إلى إحدى المستشفيات ، حيث أصبحت أسيرة المرض بعد رحلة عطاء كبيرة للفن قدمت من خلالها مجموعة من الأفلام مع عمالقة الفن الجميل.
وترقد الفنانة مديحة يسري على فراش المرض ، اثر إصابتها بكسر في الفقرات ، وتمضي غالبية أوقاتها بين منزلها والمستشفى الذي تخضع فيه للفحوص الطبية للاطمئنان على حالتها الصحية.
ووسط أجواء عائلية وبإرادة تتحدى الصعاب ، احتفلت الفنانة مديحة يسرى بعيد ميلادها مع أصدقائها المقربين وعائلتها ، حيث بلغت يسرى من العمر 93 عاما ، وما زالت تحاول الصمود في مواجهة المرض والصعاب التي فرضها عليها.
وأكدت الفنانة مديحة يسرى أنها تنفق من أموالها الخاصة على مصاريف علاجها ولم تتلق أي أموال من نقابة المهن التمثيلية في مصر رغم أن النقيب أشرف عبدالغفور عرض عليها في وقت سابق أن تتكفل النقابة بجزء من نفقات علاجها ، ولكنها رفضت ، وقالت " أنا لا احتاج لأي مصاريف من الدولة لعلاجي ، بل إنني في بعض الأحيان أتبرع من أموال الخاصة لصندوق نقابة التمثيليين لمن يحتاج من الأعضاء للعلاج " .
واثنت الفنانة الكبيرة مديحة يسرى على العديد من أصدقائها الذين يأتون دوما للاطمئنان على صحتها ، وأبرزهم نبيلة عبيد وميرفت أمين ولبلبة ونجلاء فتحي وسميحة أيوب، فهم دائمون التواصل معها ، وكشفت أن أهم شيء عندها هو حب الناس لها وذكرهم الدائم لها بكل خير ، ورفضت أن تنعى صديقتها الراحلة "الشحرورة" صباح ، وقالت " صباح كانت صديقة عزيزة على قلبي وتألمت كثيرا لوفاتها ، ولكن الحديث عنها موضوع يطول شرحه ولن توفيه أي كلمات " .
وتعجز الفنانة مديحة يسري عن الوقوف على قدميها ، وتضطر للخروج على كرسي متحرك ، وهو ما قلص حركتها ، فابتعدت عن وسائل الإعلام وحضور المناسبات الفنية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.