11 وفاة وانهيارات واسعة خلال المنخفض الجوي في غزة    العالم هذا الصباح.. إسرائيل توافق على بناء 19 مستوطنة بالضفة والأمطار تفاقم الأوضاع في غزة.. البحرية الأمريكية تزود سفنها بطائرات مسيرة انتحارية.. وأوكرانيا تكشف عن نقاط الخلاف في مفاوضات إنهاء الحرب مع روسيا    تحذير من تسونامي بعد زلزال بقوة 6.7 درجة في شمال شرق اليابان    قتلوا أطفال السودان مقابل 2600 دولار.. كيف ساند كولومبيون قوات الدعم السريع؟    بيراميدز يرتدي قميصه الأساسي أمام فلامنجو في كأس الإنتركونتيننتال    ترامب يوقع أمراً تنفيذيا لمنع الولايات من صياغة لوائحها الخاصة بشأن الذكاء الاصطناعي    الصحة: إغلاق مركز Woman Health Clinic للعمل دون ترخيص وضبط منتحل صفة طبيب    الدكتور شريف وديع: حصر تحديات منظومة البحوث الإكلينيكية ووضع حلول عملية لها    بيانات ضرورية لصرف حوالة الدولار، تعرف عليها    انعقاد الدورة الأولى للجنة المشتركة بين مصر وأنجولا لتعزيز التعاون الثنائي    أسعار المأكولات البحرية والجمبري اليوم الجمعة 12-12-2025 في محافظة قنا    حالة المرور اليوم، سيولة مرورية بمحاور وميادين القاهرة والجيزة    هكذا أعاد سليم الثاني تشكيل مؤسسات الحكم والنفوذ في الدولة العثمانية دون أن يرفع سيفًا    ثقافة أسيوط تنظم ندوتين حول اليوم العالمي لحقوق الإنسان والتنمر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 12-12-2025 في محافظة قنا    كيف أصلي الجمعة إذا فاتتني الجماعة؟.. دار الإفتاء تجيب    أسعار الفاكهة اليوم الجمعة 12-12-2025 في قنا    القومي للمرأة يشارك في فعاليات معرض تراثنا 2025    بعد مكاسب تتجاوز 50 دولار.. أسعار الذهب في بداية تعاملات الجمعة 12 ديسمبر    وائل إسماعيل يكتسح سباق «ملوي» الانتخابي ويتصدر ب 35 ألف صوت    ياسمين عبد العزيز: غلطت واتكلمت في حاجات كتير مش صح.. والطلاق يسبب عدم توازن للرجل والمرأة    زلزال بقوة 6.7 درجة يهز شمال شرق اليابان وتحذير من تسونامي    القومي للمرأة يصدر تقرير المرحلة الأولى لغرفة متابعة انتخابات النواب 2025    ياسمين عبد العزيز: اقتربت كثيرا من ربنا بعد مرضي.. الحياة ولا حاجة ليه الناس بتتخانق وبتأكل بعض؟    تبرع هولندي بقيمة 200 مليون جنيه لدعم مستشفى «شفا الأطفال» بجامعة سوهاج    وفد جامعة سوهاج يبحث تعزيز الشراكة التدريبية مع الأكاديمية الوطنية للتدريب    ترامب محبط من روسيا أوكرانيا    ياسمين عبد العزيز: خسرت الفترة الأخيرة أكثر ما كسبت.. ومحدش يقدر يكسرني غير ربنا    مصرع تاجر ماشية وإصابة نجله على أيدى 4 أشخاص بسبب خلافات في البحيرة    «ترامب» يتوقع فائزًا واحدًا في عالم الذكاء الاصطناعي.. أمريكا أم الصين؟    أبرزهم قرشي ونظير وعيد والجاحر، الأعلى أصواتا في الحصر العددي بدائرة القوصية بأسيوط    تزايد الضغط على مادورو بعد اعتراض ناقلة نفط تابعة ل«الأسطول المظلم»    الحصر العددي لدائرة حوش عيسى الملغاة بانتخابات النواب بالبحيرة    د. أسامة أبوزيد يكتب: الإخلاص .. أساس النجاح    فيديو.. لحظة إعلان اللجنة العامة المشرفة على الانتخابات البرلمانية الجيزة    قصف عنيف شمال شرق البريج.. مدفعية الاحتلال تشعل جبهة جديدة في وسط غزة    رد مفاجئ من منى زكي على انتقادات دورها في فيلم الست    ظهر في حالة أفضل، أحدث ظهور لتامر حسني مع أسماء جلال يخطف الأنظار (فيديو)    الصحة: نجاح استئصال ورم خبيث مع الحفاظ على الكلى بمستشفى مبرة المحلة    البابا تواضروس: «من الأسرة يخرج القديسون».. وتحذيرات من عصر التفاهة وسيطرة الهواتف على حياة الإنسان    حمزة عبد الكريم: من الطبيعي أن يكون لاعب الأهلي محط اهتمام الجميع    كأس العرب - هدايا: كنا نتمنى إسعاد الشعب السوري ولكن    قائمة نيجيريا - سداسي ينضم لأول مرة ضمن 28 لاعبا في أمم إفريقيا 2025    الحصري العددي لانتخابات مجلس النواب، منافسة محتدمة بين 4 مرشحين في دائرة الهرم    كامل الوزير: الاتفاق على منع تصدير المنتجات الخام.. بدأنا نُصدر السيارات والاقتصاد يتحرك للأفضل    رئيس الطائفة الإنجيلية: التحول الرقمي فرصة لتجديد رسالة النشر المسيحي وتعزيز تأثيره في وعي الإنسان المعاصر    كاري الدجاج السريع، نكهة قوية في 20 دقيقة    وائل رياض يشكر حسام وإبراهيم حسن ويؤكد: دعمهما رفع معنويات الأولاد    مرصد الأزهر مخاطبا الفيفا: هل من الحرية أن يُفرض علينا آراء وهوية الآخرين؟    العثور على جثة مجهولة لشخص بشاطئ المعدية في البحيرة    رحيل الشاعر والروائى الفلسطينى ماجد أبو غوش بعد صراع مع المرض    طلاب الأدبي في غزة ينهون امتحانات الثانوية الأزهرية.. والتصحيح في المشيخة بالقاهرة    طريقة عمل كيكة السينابون في خطوات بسيطة    أولياء أمور مدرسة الإسكندرية للغات ALS: حادث KG1 كشف انهيار الأمان داخل المدرسة    أيهما الزي الشرعي الخمار أم النقاب؟.. أمين الفتوى يجيب    بث مباشر الآن.. مواجهة الحسم بين فلسطين والسعودية في ربع نهائي كأس العرب 2025 والقنوات الناقلة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 11-12-2025 في محافظة الأقصر    دعاء الفجر| (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشارع العربي!
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 01 - 11 - 2014

الجديد في الموضوع أن التحول الذي طرأ علي الرأي العام العربي تجاه جماعة الاخوان
الارهابية.. أسفر بدوره.. ولأول مرة.. بمثل هذا الوضوح عن تحول في نظرة
المجتمع الدولي.. لهذه الجماعات التي ترفع الشعارات الاسلامية لاخفاء
نواياها الاجرامية
نتائج الانتخابات التشريعية التي
جرت في تونس كانت أول إعلان رسمي عن التحول الذي طرأ علي الرأي العام
العربي في السنوات الأخيرة تجاه تيار الاسلام السياسي الذي يتقرب إلي الله
بمخالفته.. ويقدم نفسه باعتباره أقوي الخيول العربية.. إلي أن اكتشف الرأي
العام العربي في السنوات الأخيرة.. أنه أمام بقرة جفت ضروعها!.
هذا
التحول الذي تم الاعلان عنه في الانتخابات التونسية.. لم يقتصر علي تونس
وحدها.. ولا علي الشعب التونسي الشقيق وحده.. ولكنه شمل جميع الشعوب
العربية.. بلا استثناء واحد.. وباتت جميع الشعوب العربية ترفض الربط بين
الاسلام.. الثابت.. الدائم.. وبين السياسة التي تتغير.. وتتحول.. وفق
المتغيرات الدنيوية.. وثورات العلم والتكنولوجيا.. ووفق الاوضاع الكونية
لكل عصر.. وكل زمن.. وكل أوضاع اجتماعية وإقتصادية.. فالسياسة تتغير لتواكب
الزمن وتلبي طموحات الشعوب في حياة أفضل تترامي فيها قاعات الطعام
والشراب.. وتتقارع فيها أطباق اللحوم.. وتمتد فيها الاعناق لالتقاط أصناف
الكباب.. ولا يوجد فيها جائع واحد.. ولا مريض يبحث عن طبيب.. ولا توجد فيها
بقرة واحدة تتعثر فوق أحد الكباري العلوية!
نحن أمام ثورات علمية
مذهلة.. وسريعة.. غيرت من ملامح الجغرافيا الانسانية في كل ربوع الكرة
الارضية.. ووصل الانسان من خلالها إلي القمر.. وابتدع الطائرات التي تحلق
في الجو بلا طيار.. وبالتالي فقد اضافت العديد من طموحات الشعوب. واحلامها
في حياة أفضل.. أكثر أمنا وأكثر مواكبة لمتطلبات كل مرحلة.. واقتضت بالتالي
اختيار النظام السياسي الذي يستطيع تلبية هذه الحاجات المتلاحقة..
المتجددة.. بلا صراخ.. ولا ميكروفونات.. ولا مكبرات صوت تقلق راحة الموتي..
وبلا جلاليب بيضاء تضيق عند المؤخرة..وبلا لحي كثيفة تعكس أبشع ألوان الغش
والاحتيال.. والتظاهر باساليب التقوي لاستثمارها في إرتكاب الموبقات وسط
الزحام. وترديد الافكار العتيقة التي لا ترتفع بها الأمم ولا تنتفع بها
البلاد!
ولم تكن تلك الاحوال غائبة عن عيون الشارع العربي الذي بدأ يرقب
تجارب عصابات النصب والاحتيال التي ترفع الشعارات الاسلامية.. في إدارة
شئون البلاد التي وقعت تحت سلطانها.. ويرقب الضحايا الذين يتساقطون
بالقنابل الحارقة والسيارات المفخخة.. تارة.. وتارة أخري بالفتاوي الجامحة
التي تشيع بين الناس أبشع ألوان الخضوع.. وإباحة الكذب ونشره بين الاطفال
في المدارس.. والحض علي الدعارة بإباحة الزواج بالاتفاق الشفهي بين المسلم
والمسلمة. وثقافة الخيام وترديد قصائد.. »وباتت خيامي.. خطرة من خيامها»‬
إلخ..
ولم يكن غائبا عن عيون الشارع العربي.. أن جماعات وعصابات الاسلام
السياسي لعبت الدور المعطل لتطور الاحوال الاقتصادية والاجتماعية
والثقافية.. في كل الدول العربية التي تعرضت للتيارات القطبية وروافد
السلفية الجهادية وبؤر التطرف التي اجتاحت العديد من الدول الاسلامية..
ابتداء من افغانستان.. وحتي نيجيريا والصومال التي باتت تسيطر عليها جماعات
بوكوحرام.
أريد أن أقول إن كل هذه التجارب.. أدت إلي
تحولات كبيرة في الرأي العام العربي.. تجاه جماعات الاسلام السياسي.. التي
ارتبطت في الذهن الجماعي للشعوب العربية.. بإرتكاب مختلف ألوان الجرائم..
وتعطيل مسيرة التقدم أو اللحاق بالعصر الذي نعيشه.
وأعني بالرأي العام
العربي.. رأي الشارع.. رأي عامة الشعب.. الذي لا يعبر عن أفكار سياسية
محددة.. أو مصالح طبقية أو منظمات أو جماعات وأحزاب وإنما يعبر عن الرأي
السائد بين الاغلبية الساحقة من المواطنين وهو ما شهدناه في الفترة التي
تولت فيها جماعة الاسلام السياسي مواقع السلطة.. عندما رفض الشعب المصري..
بكل طبقاته الاجتماعية وانتماءاته الفكرية أو الحزبية الممارسات السياسية..
لجماعة الاسلام السياسي.. وأدت لاندلاع ثورة 30 يونيو.. التي سعت لتصحيح
الاوضاع والاطاحة بالجماعة التي سعت لتعطيل حركة التقدم وتقييد العقل.
وتعود
وحدة الرأي العام.. الرافض لجماعة الاسلام السياسي.. لسلسلة طويلة من
الاسباب.. في مقدمتها أن الانشطة الارهابية التي تقترفها لم تكن موجهة ضد
فئة أو طبقة.. أو جماعة.. وإنما كانت موجهة ضد المجتمع المصري بأسره بكل
ألوان طيفه ونسيجه الاجتماعي.. وبدت هذه الحقيقة في جميع الاعمال الارهابية
التي شهدناها في السنوات الاخيرة.. ولم تفرق فيها بين مصري يدافع عن الوطن
في سيناء.. وبين مصري يسقط شهيدا من جراء انفجار عبوة ناسفة وهو يسعي
لرزقه.. وتوفير أسباب الحياة لأسرته وأطفاله.
وإلي جانب هذه الاعمال
الاجرامية.. هناك الجرائم التي ترتكب بالاقوال.. التي تحض علي الكراهية ..
والتكفير.. التي تسعي لنسف أعمدة الدولة الحديثة.. واستبدال القوانين التي
تنظم حياة المجتمعات بقوانين يزعمون انها قوانين السماء.. وهي في الواقع
قوانينهم التي يسعون من خلالها لتحقيق كل ألوان السيطرة والاستبداد.
هذه
الممارسات الاجرامية.. هي التي وحدت الأمة العربية للوقوف ضد محاولات
جماعات الاسلام السياسي.. وهي التي أدت للتحول الكبير في الرأي العام
العربي.. وتوحيد صفوفه.
ويتعين علينا هنا أن نشير أنه لم يكن في استطاعة
الشعب التونسي.. استيعاب خبايا وخفايا.. الاحزاب التي ترفع شعارات
الاسلام.. لو لم تصل هذه الجماعات إلي السلطة في تونس.. وهي نفس التجربة
التي خضناها في مصر.. في الفترة التي اعتلت فيها جماعة الاخوان الارهابية..
مواقع السلطة.. وسعت من خلالها لاخونة وظائف الدولة.. من أجل تحويلها من
»‬دولة » إلي »‬إمارة».. علي النمط الذي كان سائدا في العصور القديمة.
الجديد
في الموضوع أن التحول الذي طرأ علي الرأي العام العربي تجاه جماعة الاخوان
الارهابية.. أسفر بدوره.. ولأول مرة.. بمثل هذا الوضوح عن تحول في نظرة
المجتمع الدولي.. لهذه الجماعات التي ترفع الشعارات الاسلامية لاخفاء
نواياها الاجرامية.. وجاءت ردود الفعل بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات
التشريعية في تونس.. من كل أطراف العالم .. وقال الأمين العام للأمم
المتحدة.. بان هذه الانتخابات كانت خطوة حاسمة من أجل مستقبل تونس.. وبلغت
ذروتها في المحادثات التي أجراها أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة في لندن
مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.. والتي تناولت الدورالقطري في
تمويل الارهاب.. في الوقت الذي دعت فيه الصحف البريطانية الحكومة القطرية
بطرد قيادات الاخوان من الدوحة.. وتصدر نبأ هزيمة تيار الاسلام السياسي في
تونس أجهزة الاعلام والصحف في كل أرجاء العالم!
بما يعني أننا أمام تطور سياسي جديد.. سوف يضع الشارع العربي.. في حسابات العالم الخارجي عند تعامله معنا!
الشارع العربي.. هو المنتصر في تونس.. كما انتصر من قبل في مصر..
والشارع
العربي.. سيجعل الأمة العربية أكثر استعدادا للالتفاف حول قضايا الوطن..
ومكافحة الارهاب.. وسوف ننتصر بإذن الله.. لأن الله معنا!
الجديد في الموضوع أن التحول الذي طرأ علي الرأي العام العربي تجاه جماعة الاخوان
الارهابية.. أسفر بدوره.. ولأول مرة.. بمثل هذا الوضوح عن تحول في نظرة
المجتمع الدولي.. لهذه الجماعات التي ترفع الشعارات الاسلامية لاخفاء
نواياها الاجرامية
نتائج الانتخابات التشريعية التي
جرت في تونس كانت أول إعلان رسمي عن التحول الذي طرأ علي الرأي العام
العربي في السنوات الأخيرة تجاه تيار الاسلام السياسي الذي يتقرب إلي الله
بمخالفته.. ويقدم نفسه باعتباره أقوي الخيول العربية.. إلي أن اكتشف الرأي
العام العربي في السنوات الأخيرة.. أنه أمام بقرة جفت ضروعها!.
هذا
التحول الذي تم الاعلان عنه في الانتخابات التونسية.. لم يقتصر علي تونس
وحدها.. ولا علي الشعب التونسي الشقيق وحده.. ولكنه شمل جميع الشعوب
العربية.. بلا استثناء واحد.. وباتت جميع الشعوب العربية ترفض الربط بين
الاسلام.. الثابت.. الدائم.. وبين السياسة التي تتغير.. وتتحول.. وفق
المتغيرات الدنيوية.. وثورات العلم والتكنولوجيا.. ووفق الاوضاع الكونية
لكل عصر.. وكل زمن.. وكل أوضاع اجتماعية وإقتصادية.. فالسياسة تتغير لتواكب
الزمن وتلبي طموحات الشعوب في حياة أفضل تترامي فيها قاعات الطعام
والشراب.. وتتقارع فيها أطباق اللحوم.. وتمتد فيها الاعناق لالتقاط أصناف
الكباب.. ولا يوجد فيها جائع واحد.. ولا مريض يبحث عن طبيب.. ولا توجد فيها
بقرة واحدة تتعثر فوق أحد الكباري العلوية!
نحن أمام ثورات علمية
مذهلة.. وسريعة.. غيرت من ملامح الجغرافيا الانسانية في كل ربوع الكرة
الارضية.. ووصل الانسان من خلالها إلي القمر.. وابتدع الطائرات التي تحلق
في الجو بلا طيار.. وبالتالي فقد اضافت العديد من طموحات الشعوب. واحلامها
في حياة أفضل.. أكثر أمنا وأكثر مواكبة لمتطلبات كل مرحلة.. واقتضت بالتالي
اختيار النظام السياسي الذي يستطيع تلبية هذه الحاجات المتلاحقة..
المتجددة.. بلا صراخ.. ولا ميكروفونات.. ولا مكبرات صوت تقلق راحة الموتي..
وبلا جلاليب بيضاء تضيق عند المؤخرة..وبلا لحي كثيفة تعكس أبشع ألوان الغش
والاحتيال.. والتظاهر باساليب التقوي لاستثمارها في إرتكاب الموبقات وسط
الزحام. وترديد الافكار العتيقة التي لا ترتفع بها الأمم ولا تنتفع بها
البلاد!
ولم تكن تلك الاحوال غائبة عن عيون الشارع العربي الذي بدأ يرقب
تجارب عصابات النصب والاحتيال التي ترفع الشعارات الاسلامية.. في إدارة
شئون البلاد التي وقعت تحت سلطانها.. ويرقب الضحايا الذين يتساقطون
بالقنابل الحارقة والسيارات المفخخة.. تارة.. وتارة أخري بالفتاوي الجامحة
التي تشيع بين الناس أبشع ألوان الخضوع.. وإباحة الكذب ونشره بين الاطفال
في المدارس.. والحض علي الدعارة بإباحة الزواج بالاتفاق الشفهي بين المسلم
والمسلمة. وثقافة الخيام وترديد قصائد.. »وباتت خيامي.. خطرة من خيامها»‬
إلخ..
ولم يكن غائبا عن عيون الشارع العربي.. أن جماعات وعصابات الاسلام
السياسي لعبت الدور المعطل لتطور الاحوال الاقتصادية والاجتماعية
والثقافية.. في كل الدول العربية التي تعرضت للتيارات القطبية وروافد
السلفية الجهادية وبؤر التطرف التي اجتاحت العديد من الدول الاسلامية..
ابتداء من افغانستان.. وحتي نيجيريا والصومال التي باتت تسيطر عليها جماعات
بوكوحرام.
أريد أن أقول إن كل هذه التجارب.. أدت إلي
تحولات كبيرة في الرأي العام العربي.. تجاه جماعات الاسلام السياسي.. التي
ارتبطت في الذهن الجماعي للشعوب العربية.. بإرتكاب مختلف ألوان الجرائم..
وتعطيل مسيرة التقدم أو اللحاق بالعصر الذي نعيشه.
وأعني بالرأي العام
العربي.. رأي الشارع.. رأي عامة الشعب.. الذي لا يعبر عن أفكار سياسية
محددة.. أو مصالح طبقية أو منظمات أو جماعات وأحزاب وإنما يعبر عن الرأي
السائد بين الاغلبية الساحقة من المواطنين وهو ما شهدناه في الفترة التي
تولت فيها جماعة الاسلام السياسي مواقع السلطة.. عندما رفض الشعب المصري..
بكل طبقاته الاجتماعية وانتماءاته الفكرية أو الحزبية الممارسات السياسية..
لجماعة الاسلام السياسي.. وأدت لاندلاع ثورة 30 يونيو.. التي سعت لتصحيح
الاوضاع والاطاحة بالجماعة التي سعت لتعطيل حركة التقدم وتقييد العقل.
وتعود
وحدة الرأي العام.. الرافض لجماعة الاسلام السياسي.. لسلسلة طويلة من
الاسباب.. في مقدمتها أن الانشطة الارهابية التي تقترفها لم تكن موجهة ضد
فئة أو طبقة.. أو جماعة.. وإنما كانت موجهة ضد المجتمع المصري بأسره بكل
ألوان طيفه ونسيجه الاجتماعي.. وبدت هذه الحقيقة في جميع الاعمال الارهابية
التي شهدناها في السنوات الاخيرة.. ولم تفرق فيها بين مصري يدافع عن الوطن
في سيناء.. وبين مصري يسقط شهيدا من جراء انفجار عبوة ناسفة وهو يسعي
لرزقه.. وتوفير أسباب الحياة لأسرته وأطفاله.
وإلي جانب هذه الاعمال
الاجرامية.. هناك الجرائم التي ترتكب بالاقوال.. التي تحض علي الكراهية ..
والتكفير.. التي تسعي لنسف أعمدة الدولة الحديثة.. واستبدال القوانين التي
تنظم حياة المجتمعات بقوانين يزعمون انها قوانين السماء.. وهي في الواقع
قوانينهم التي يسعون من خلالها لتحقيق كل ألوان السيطرة والاستبداد.
هذه
الممارسات الاجرامية.. هي التي وحدت الأمة العربية للوقوف ضد محاولات
جماعات الاسلام السياسي.. وهي التي أدت للتحول الكبير في الرأي العام
العربي.. وتوحيد صفوفه.
ويتعين علينا هنا أن نشير أنه لم يكن في استطاعة
الشعب التونسي.. استيعاب خبايا وخفايا.. الاحزاب التي ترفع شعارات
الاسلام.. لو لم تصل هذه الجماعات إلي السلطة في تونس.. وهي نفس التجربة
التي خضناها في مصر.. في الفترة التي اعتلت فيها جماعة الاخوان الارهابية..
مواقع السلطة.. وسعت من خلالها لاخونة وظائف الدولة.. من أجل تحويلها من
»‬دولة » إلي »‬إمارة».. علي النمط الذي كان سائدا في العصور القديمة.
الجديد
في الموضوع أن التحول الذي طرأ علي الرأي العام العربي تجاه جماعة الاخوان
الارهابية.. أسفر بدوره.. ولأول مرة.. بمثل هذا الوضوح عن تحول في نظرة
المجتمع الدولي.. لهذه الجماعات التي ترفع الشعارات الاسلامية لاخفاء
نواياها الاجرامية.. وجاءت ردود الفعل بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات
التشريعية في تونس.. من كل أطراف العالم .. وقال الأمين العام للأمم
المتحدة.. بان هذه الانتخابات كانت خطوة حاسمة من أجل مستقبل تونس.. وبلغت
ذروتها في المحادثات التي أجراها أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة في لندن
مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.. والتي تناولت الدورالقطري في
تمويل الارهاب.. في الوقت الذي دعت فيه الصحف البريطانية الحكومة القطرية
بطرد قيادات الاخوان من الدوحة.. وتصدر نبأ هزيمة تيار الاسلام السياسي في
تونس أجهزة الاعلام والصحف في كل أرجاء العالم!
بما يعني أننا أمام تطور سياسي جديد.. سوف يضع الشارع العربي.. في حسابات العالم الخارجي عند تعامله معنا!
الشارع العربي.. هو المنتصر في تونس.. كما انتصر من قبل في مصر..
والشارع
العربي.. سيجعل الأمة العربية أكثر استعدادا للالتفاف حول قضايا الوطن..
ومكافحة الارهاب.. وسوف ننتصر بإذن الله.. لأن الله معنا!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.